الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لأوكرانيا في 2024

أوكرانيون يحتمون في محطة أنفاق خلال غارة على كييف السبت الماضي (رويترز)
أوكرانيون يحتمون في محطة أنفاق خلال غارة على كييف السبت الماضي (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لأوكرانيا في 2024

أوكرانيون يحتمون في محطة أنفاق خلال غارة على كييف السبت الماضي (رويترز)
أوكرانيون يحتمون في محطة أنفاق خلال غارة على كييف السبت الماضي (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أنها بحاجة إلى 4.2 مليار دولار في 2024، لتوفير مساعدة إنسانية لأوكرانيا ولملايين اللاجئين الذين فروا من بلدهم منذ الغزو الروسي الذي بدأ قبل نحو السنتين، داعية المجتمع الدولي إلى عدم نسيان هذا النزاع الذي «تنافسه» أزمات أخرى، كما الحال في غزة والسودان.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أمام الصحافيين في جنيف: «هل تتذكرون أوكرانيا؟... قبل عام، لم نكن نتحدث سوى عن أوكرانيا، والآن، منذ عدة أسابيع، لم نسمع سوى القليل عنها».

وللمساعدات الإنسانية داخل أوكرانيا، دعت الأمم المتحدة إلى تبرعات بقيمة 3.1 مليار دولار، بينما بلغ هذا الرقم 3.9 مليار دولار سنة 2023 جرى تأمين 64 بالمائة منها. وقررت الأمم المتحدة أن تخفّض حجم المساعدات هذه السنة، إذ اختارت التركيز على الاحتياجات العاجلة بصورة أكبر.

وأضاف غريفيث: «نأمل في أن تواصل الحكومات إظهار سخائها»، وإن كانت «المنافسة على التمويل في ازدياد شديد».

كما ترمي خطة المساعدات إلى جمع 1.1 مليار دولار إضافية لمساعدة 2.3 مليون لاجئ أوكراني والمجتمعات التي تستضيفهم.

وفرّ نحو 6.3 مليون شخص من أوكرانيا ولجأوا بشكل رئيسي إلى دول أوروبية.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنّ 14.6 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في أوكرانيا هذه السنة، أي 40 بالمائة من السكان. ومن بين هؤلاء الأشخاص، ثمة 8.5 مليون يُفترض إعطاؤهم الأولوية.

مبنى أصيب بهجوم صاروخي في دنيبرو بجنوب شرقي أوكرانيا الأحد (إ. ب. أ)
مبنى أصيب بهجوم صاروخي في دنيبرو بجنوب شرقي أوكرانيا الأحد (إ. ب. أ)

وأكد غريفيث: «إنهم بحاجة إلى مساعدتكم. إنهم بحاجة إلى أموالكم، لأن المساعدات الإنسانية تمثل طوق النجاة الذي سيهلكون دونه»، مضيفاً أن «الشعب الأوكراني يحتاج إلينا اليوم بقدر ما احتاج إلينا خلال العامين الماضيين»، منذ أن شنت روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا.

وأوضح المسؤول في الأمم المتحدة للصحافيين، أن 60 بالمائة من شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني بأوكرانيا هم منظمات أوكرانية، «ما يدل على الروح المجتمعية والوطنية لكثير من الأشخاص في هذا البلد».

وأكّدت الأمم المتحدة أنّ «السلسلة الأخيرة من الهجمات تشكّل تذكيراً بالتكلفة الباهظة لهذه الحرب على المدنيين، في وقت يعزز فيه الشتاء القاسي الحاجة الملحة إلى مساعدات إنسانية من شأنها إنقاذ الأرواح».

وقال غريفيث في بيان، إنّ «مئات الآلاف من الأطفال يعيشون في مناطق تقع عند الخطوط الأمامية، وهم مرعوبون ومصدومون ومحرومون من أبسط الأمور... هذه الوقائع ينبغي أن تحثنا على بذل كل ما في وسعنا لجمع مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا».

وأشار إلى «استهداف مستمر للمنازل والمدارس والمستشفيات وشبكات المياه والغاز والكهرباء... إن نسيج المجتمع يتعرض للهجوم، وهو ما يتسبب بعواقب وخيمة».

وقال رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: «لا يزال ملايين اللاجئين الأوكرانيين بحاجة إلى مساعدة طارئة».

وأوضح أنّ نصف الأطفال الأوكرانيين فقط يرتادون المدارس بالدول المضيفة، في حين أنّ الرعاية الصحية ليست مُؤمنة بسهولة لربع اللاجئين.

وعدّ غراندي أن «البلدان المضيفة تواصل حماية اللاجئين ودمجهم في المجتمع، إلا أنّ عدداً كبيراً ممّن هم فقراء لا يزالون بحاجة إلى المساعدة، ولا ينبغي أن يشعروا بأنهم مجبرون على العودة إلى ديارهم، لأنهم عاجزون عن تغطية نفقاتهم في الدول التي لجأوا إليها».


مقالات ذات صلة

غوتيريش: السلام ممكن في الشرق الأوسط... ويبدأ بـ«حل الدولتين»

الولايات المتحدة​ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب) play-circle

غوتيريش: السلام ممكن في الشرق الأوسط... ويبدأ بـ«حل الدولتين»

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (السبت) أنه من الممكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ذلك يبدأ بـ«حل الدولتين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العمليات العسكرية في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: 40 ألف فلسطيني نزحوا من الضفة الغربية

حذّر مكتب الأمم المتحدة من أن 40 ألف فلسطيني نزحوا تحت وطأة الحملة الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية حتى الآن.

شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة في باريس، 11 فبراير 2025 (أ.ب)

غوتيريش: تدفّق الأسلحة إلى السودان «يجب أن يتوقف»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الجمعة)، إلى وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، مشيراً إلى «أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
الولايات المتحدة​ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أُنشئت عام 1961 (أرشيفية - رويترز)

منظمتان أمميتان تعلنان إلغاء وظائف بعد تجميد المساعدات الأميركية

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق مساهمات بلاده في برامج المساعدات الخارجية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)

دعوة أوروبية لمحاسبة مرتكبي محاولة اغتيال وزير في «الوحدة» الليبية

دعت البعثة الأوروبية السلطات الليبية إلى إجراء «تحقيق سريع وشفاف وشامل» في محاولة اغتيال وزير بحكومة «الوحدة» و«ضمان تحديد هوية المسؤولين عنها».


رفض فرنسي وألماني لتصريحات نائب ترمب حول «حرية التعبير»

نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (د.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (د.ب.أ)
TT
20

رفض فرنسي وألماني لتصريحات نائب ترمب حول «حرية التعبير»

نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (د.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (د.ب.أ)

ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم (السبت) بالانتقادات الشديدة التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أمس (الجمعة) إلى أوروبا بشأن الهجرة والديمقراطية، مشددا على أن «حرية التعبير مضمونة في أوروبا».

وكتب بارو على منصة «إكس» قبل قليل من إلقاء كلمته في مؤتمر الأمن في ميونيخ: «لا أحد ملزم باعتماد نموذجنا، لكن لا أحد يمكنه فرض نموذجه علينا».

من جانبه، رفض المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم (السبت) أي تدخل أجنبي في الانتخابات الألمانية، وذلك بعد أن دعا فانس في كلمة ألقاها في ميونيخ إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة.

وفي حديثه على نفس المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن، رد شولتس على خطاب فانس اللاذع في اليوم السابق، فدافع عن التابوهات الألمانية ضد التعاون مع اليمين المتطرف في الائتلافات الحكومية. وقال شولتس الذي تنظم بلاده انتخابات في 23 فبراير (شباط): «لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا. هذا غير لائق، وخاصة بين الأصدقاء والحلفاء»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

استهل شولتس خطابه بالإشارة إلى زيارة فانس السابقة لمعسكر الاعتقال النازي داخاو قرب ميونيخ، وتعهُده عدم السماح بارتكاب مثل هذه الجرائم «أبدا مرة أخرى». وقال شولتس إن جرائم الهولوكوست هي السبب وراء «معارضة الغالبية العظمى من الألمان بشدة لأولئك الذين يمجدون أو يبررون» النازيين. وأوضح أن ذلك كان شيئا فعله أعضاء حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ألمانيا من خلال التقليل من شأن جرائم النازية. وقال شولتس: «لا يمكن التوفيق بين الالتزام بعدم تكرار ما حدث ودعم حزب (البديل من أجل ألمانيا)». وأضاف: «لهذا السبب لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديمقراطي للرأي لصالح هذا الحزب». وتابع: «هذا غير لائق وخصوصا بين الأصدقاء والحلفاء... نحن نقرر بأنفسنا كيف ستمضي ديمقراطيتنا».

وعندما سئل بإلحاح بشأن تصريحات فانس خلال جلسة أسئلة وأجوبة قال: «نحن واضحون تماما في أن اليمين المتطرف يجب أن يظل خارج عملية صنع القرار السياسي وأنه لن يكون هناك تعاون معهم».

وشن فانس هجوما واسع النطاق ضد أوروبا وألمانيا بشكل خاص، واتهمهما بفرض قيود على حرية التعبير واستبعاد الأحزاب التي تعبر عن مخاوف قوية بشأن الهجرة. وقال نائب الرئيس الأميركي في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «الديمقراطية ترتكز على المبدأ المقدس المتمثل في أن صوت الشعب مهم». وأضاف: «لا مجال لجدران العزل»، في إشارة إلى الموقف التقليدي للأحزاب الألمانية الرافضة للتعامل مع اليمين المتطرف.

يأتي الصدام بين الحلفاء التقليديين قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التشريعية الألمانية. ويحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط بقيادة شولتس حاليا المركز الثالث في استطلاعات الرأي مع حوالى 15 في المائة من نيات الأصوات.

ومن المتوقع أن يحقق حزب «البديل من أجل ألمانيا» أفضل نتيجة له على الإطلاق، إذ يحتل الآن المركز الثاني عند حوالى 20 في المائة. وتتقدم السباق الانتخابي كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظة، مع نسبة تأييد تبلغ 30 في المائة تقريبا.