«أشم رائحته»... سورية تنام بسجن صيدنايا بحثاً عن شقيقها المفقود منذ 14 عاماً

حياة التركي (27 عاماً) تحمل هاتفاً عليه صورة شقيقها في سجن صيدنايا (رويترز)
حياة التركي (27 عاماً) تحمل هاتفاً عليه صورة شقيقها في سجن صيدنايا (رويترز)
TT

«أشم رائحته»... سورية تنام بسجن صيدنايا بحثاً عن شقيقها المفقود منذ 14 عاماً

حياة التركي (27 عاماً) تحمل هاتفاً عليه صورة شقيقها في سجن صيدنايا (رويترز)
حياة التركي (27 عاماً) تحمل هاتفاً عليه صورة شقيقها في سجن صيدنايا (رويترز)

عندما سمعت حياة التركي الأخبار المذهلة عن سقوط حكم النظام السوري المستمر منذ عقود، توجهت إلى سجن أصبح يعرف باسم «المسلخ البشري» وهي تدعو الله أن تجد شقيقها وخمسة أقارب آخرين محتجزين هناك على قيد الحياة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

لكن بعد أربعة أيام من التجول في مجمع صيدنايا «سيئ السمعة»، لا تزال حياة التركي تبحث متلهفة عن أي أدلة حول مصيرهم في سجن تقول جماعات حقوق الإنسان إنه معروف على نطاق واسع بالتعذيب وعمليات الإعدام.

وقالت: «نايمة طبعا، ما فليت (عدت إلى) عالبيت أبدا». وأضافت أنها كانت تأمل في العثور على شقيقها أو خالها أو ابن عمها أو ابن عمتها، لكنهم اختفوا على ما يبدو مثل أقارب العشرات من السوريين الآخرين الذين يبحثون أيضاً في السجن نفسه.

وعثرت حياة، البالغة من العمر 27 عاماً، على وثيقة بتاريخ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 تتضمن أسماء أكثر من سبعة آلاف سجين من فئات مختلفة.

وتساءلت حياة: «طيب هادول وينهم؟ وين؟ مو لازم يكونوا موجودين بهذا السجن؟»، مضيفة أن عدد من خرجوا أحراراً على قيد الحياة أقل من ذلك بكثير.

حياة التركي تتجول داخل غرف سجن صيدنايا السوري (رويترز)

وخرج آلاف السجناء من نظام الاحتجاز الوحشي الذي فرضه الرئيس بشار الأسد بعد الإطاحة به يوم الأحد خلال هجوم خاطف شنته المعارضة وأنهى خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

واستقبل أقارب العديد من المعتقلين ذويهم، وهم يبكون، لأنهم كانوا يعتقدون أنهم أعدموا منذ سنوات.

وفي صيدنايا، يرسم حبل مشنقة يتدلى بحلقته الضيقة في أذهان الزائرين صورة لشكل الأيام العصيبة التي قضاها أقاربهم هناك.

وقالت حياة التركي قبل أن تدخل زنزانة أخرى للبحث بين المتعلقات: «فتحت السجن كلياته... يعني أنا بفوت ما بطول حتى خمس دقايق... بختنق».

وتساءلت وهي تفتش بين المتعلقات المتناثرة في إحدى الزنازين: «هدول لأخي مثلا بشم ريحتهم فيه؟ ولا هاي؟ ولا هادا غطاه؟».

وأفادت جماعات لحقوق الإنسان بوقوع عمليات إعدام جماعية في سجون سوريا، وقالت الولايات المتحدة في 2017 إنها رصدت محرقة جثث جديدة في صيدنايا للسجناء الذين تم شنقهم. وجرى توثيق حالات تعذيب على نطاق واسع.

حياة التركي تقف وسط أغراض متناثرة داخل سجن صيدنايا (رويترز)

وقال أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، زعيم «هيئة تحرير الشام» التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد، اليوم (الأربعاء)، إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو.

وذكر الجولاني في بيان نشر على قناة «تلغرام»، التابعة للتلفزيون السوري الرسمي: «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سبباً في ذلك، وسنلاحقهم في بلدنا، ونطالب الدول بتسليمنا من فر إليها من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة بحقهم».

ولم تساعد تعليقاته في طمأنة حياة التركي في وقت تتلاشى فيه آمالها في العثور على شقيقها.

وقالت وهي تُظهر صورة على الهاتف لشقيقها المفقود منذ 14 عاماً: «ما بعرف كيف راح يطلع شكله... لأني عم شوف الصورة للمساجين اللي عم يطلعوا هياكل عظمية».

وأضافت: «أكيد أكيد متأكدين أنه كان في حدا هون. كل هالتياب (ثياب) وهالأغطية هاي لمين؟».


مقالات ذات صلة

الشرع يناقش مع قادة الفصائل المسلحة «شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة»

المشرق العربي القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال لقائه عدداً من قادة الفصائل العسكرية في دمشق (القيادة العامة في سوريا على تلغرام)

الشرع يناقش مع قادة الفصائل المسلحة «شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة»

قالت القيادة العامة، السبت، إن أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، ناقش مع قادة من الفصائل العسكرية شكل الجيش الجديد في سوريا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أحمد الشرع زعيم «هيئة تحرير الشام» (وسط) وعلى يساره بالزي العسكري مرهف أبو قصرة المعروف باسم «أبو حسن الحموي» خلال اجتماع بدمشق في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024 (تلغرام)

الشرع يعين أبو قصرة وزيراً للدفاع في سوريا

قال مصدر رسمي، لوكالة «رويترز» للأنباء، السبت، إن الإدارة الجديدة في سوريا عينت مرهف أبو قصرة المعروف باسم «أبو حسن الحموي» وزيرا للدفاع في حكومة تصريف الأعمال.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لقطة من فيديو لعناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» تطلق طائرة مسيّرة تحمل قذيفة مضادة للدبابات

الجماعات الكردية السورية في موقف دفاعي مع تغير ميزان القوى

مع حشد جماعات معادية مدعومة من تركيا ضدها في شمال سوريا، وسيطرة جماعة صديقة لأنقرة على دمشق، تقف الفصائل الكردية الرئيسية في سوريا في موقف دفاعي.

«الشرق الأوسط» (القامشلي - بيروت - أنقرة )
المشرق العربي اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

طهران تسارع لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق

تحاول الحكومة الإيرانية استعادة بعض نفوذها مع القادة الجدد في سوريا، حيث تواجه طهران صدمة فقدان سلطتها المفاجئ في دمشق عقب انهيار نظام بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي متطوع سوري يساعد الشرطة في تنظيم حركة المرور بدمشق (أ.ف.ب)

مدنيون سوريون يتطوعون لتنظيم ازدحام السير في دمشق بعد سقوط النظام

عند تقاطع مروري في منطقة أبو رمانة بدمشق، يبذل متطوعون شباب بلباس مدني كلّ ما في وسعهم؛ لتنظيم السير في مدينتهم التي تختنق بازدحام السيارات والفوضى المرورية.


حليفان للشرع للخارجية والدفاع... وضم امرأة

سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
TT

حليفان للشرع للخارجية والدفاع... وضم امرأة

سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)

خارج المخيمات باشر القائد العام للحكم الجديد في سوريا، أحمد الشرع، رسم معالم حكومته الأولى بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. ومنح الشرع منصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لحليف وثيق له من مؤسسي «هيئة تحرير الشام» هو أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع لحليف آخر هو مرهف أبو قصرة (أبو الحسن 600)، فيما ضم أول امرأة لحكومته هي عائشة الدبس التي خُصص لها مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة.

وجاءت هذه التعيينات في وقت باشرت فيه حكومات أجنبية اتصالاتها مع الحكم الجديد في دمشق وغداة إعلان الولايات المتحدة أنَّها رفعت المكافأة التي كانت تضعها على رأس الشرع بتهمة التورط في الإرهاب، البالغة 10 ملايين دولار.

وعقد الشرع اجتماعاً موسعاً أمس مع قادة فصائل عسكرية «نوقش فيه شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة»، بحسب ما أعلنت القيادة العامة التي يقودها زعيم «هيئة تحرير الشام».

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان «الجيش الوطني» المتحالف مع تركيا أنَّ مقاتليه يتأهبون لمهاجمة «الوحدات» الكردية شرق الفرات، في خطوة يُتوقع أن تثير غضباً أميركياً. وفي هذا الإطار، برز تلويح مشرعين أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بفرض عقوبات على تركيا إذا هاجمت الأكراد السوريين.