ديفيد بروكس

ديفيد بروكس
خدمة «نيويورك تايمز»

بين الحب والكراهية... المد المتصاعد للحزن العالمي

كانت تايلور سويفت بالغة الرومانسية عندما ظهرت على الساحة في عام 2006 فقد غنت عن نشوة حب الشباب وعن حسرة القلب، لكن مزاجها تغير مع بزوغ نجمها. وها هو ألبومها الجديد الرائع «ميدنايتس»، أو منتصف الليل، يتضمن سلسلة من المشاعر السلبية المتعلقة بالقلق، والأرق، والإرهاق، والغضب أحياناً. وذات مرة غنت تقول: «أنا لا ألبس ليراني النساء، ولا ألبس ليراني الرجال.

سر صعود الجمهوريين

شهد الديمقراطيون صيفاً ذهبياً. أدى قرار «دوبس» إلى زيادة في تسجيل الناخبين. ومنح الناخبون الديمقراطيين سلسلة من الانتصارات الجميلة في أماكن غير متوقعة - مثل ألاسكا، وكانساس، وجاءت الأنباء الطيبة من شمال ولاية نيويورك. غير أنَّ الزخم لم يصمد طويلاً في وجه السقوط. على مدى الشهر الماضي أو نحوه، كان هناك هدير في جميع أنحاء البلاد، والأخبار ليست جيدة للفريق الديمقراطي. وفي آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» رفقة «سيينا كوليدج»، قال 49 في المائة من الناخبين المحتملين إنهم يعتزمون التصويت لصالح المرشح الجمهوري في الكونغرس، وقال 45 في المائة إنهم يعتزمون التصويت لصالح المرشح الديمقراطي.

لماذا يفعل القتلة الجماعيون ما يفعلون؟

لن أتجاوز أبداً حقيقة أن المجتمع الأميركي يبدو وكأنه ينتج تياراً ثابتاً من الشباب الذين يعتقدون أن قتل الأبرياء شيء بطولي. قرأت تاريخهم، ونظرت في أبحاث العلوم الاجتماعية، محاولاً فهم المسار النموذجي الذي يتبعونه للوصول إلى سلوكهم الشرير. الأمر الشائع عن القتلة الجماعيين أن لديهم قضايا تتعلق بالصحة العقلية لكن ذلك غالباً ما يكون مُضللاً، ولقد خضع ذلك للدراسة بطرائق متنوعة. ولا يعاني معظم من نفذوا جرائم القتل الجماعي من مرض عقلي مُشخص.

أميركا... سموم تفتت النسيج الاجتماعي

وصلتني في شهر يونيو (حزيران) إحصائية أصابتني بالذهول. انخفض عدد الأميال التي قادها الأميركيون في عام 2020 بنسبة 13 في المائة بسبب الوباء، ولكن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور ارتفع بنسبة 7 في المائة. لم أستطع أن أعرف لماذا يقود الأميركيون بتهور أكبر خلال الوباء؟ لكن في النصف الأول من 2021، وفقاً للإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، ارتفع معدل وفيات المركبات بنسبة 18.4 في المائة، حتى خلال عام 2020. وذكرت الوكالة أن العوامل المساهمة تشمل القيادة تحت التأثير، والسرعة العالية، وعدم ارتداء حزام الأمان.

الخيال وأهميته العظيمة

اختلف أفلاطون وأرسطو حول الخيال. فبحسب ما أشار الفيلسوف ستيفن أسما والممثل بول جياماتي في مقال في شهر مارس (آذار)، أعطى أفلاطون الانطباع بأن الخيال هو نوع من الرفاهية الخيالية إلى حد ما. فهو يتعامل مع الأوهام والخداع ويشتت انتباهنا عن الواقع وقدرتنا على التفكير فيه بهدوء. ورد أرسطو بأن الخيال هو أحد أسس المعرفة، كل المعرفة. إحدى مآسي عصرنا هي أن ثقافتنا لم تدرك تماما مدى صحة رأي أرسطو. فمجتمعنا ليس بارعا في تنمية الموهبة التي قد نحتاج إليها أكثر من غيرها. ما هو الخيال؟ حسناً، إحدى طرق النظر إلى الأمر هي أن كل ثانية من اليقظة تقصف دماغك بخليط براق من الألوان والأشكال والحركات.

صراع الرؤى الاجتماعية

تحمل كل خطة ضريبية في جوهرها رؤية اجتماعية وإعلاناً عن منظومة من القيم. وقد جاءت الرؤية الاجتماعية المتضمنة في الخطة الضريبية التي وضعها أعضاء مجلس النواب من الحزب الجمهوري واضحة ومباشرة: أخذ المال من المهنيين الميسورين داخل الولايات المؤيدة للحزب الديمقراطي، وفي الوقت ذاته، توفير دعم مالي للمؤسسات التي تشكل المحرك لنمو اقتصادي واسع. وتقضي الخطة المطروحة بزيادة الضرائب على المهنيين الميسورين داخل الولايات المؤيدة للديمقراطيين عبر سبل شتى؛ أولها: تفرض حداً أقصى على خفض فوائد الرهن العقاري على أصل القرض إلى 500 ألف دولار، بدلاً من مليون دولار.

فن التفكير الجيد

حاز البروفسور ريتشارد ثالر جائزة نوبل في الاقتصاد التي يستحقها بكل جدارة. وأعرب البروفسور ثالر عن نقطة مهمة، وهي أن الناس لا يتصرفون دائماً بطريقة عقلانية، وأظهر الطرق التي نكون فيها غير عقلانيين بصورة ممنهجة. وبفضل أعماله وأعمال علماء آخرين، أصبحنا الآن نعلم كثيرا عن التحيزات التي تشوه تصوراتنا وتفكيرنا. وقبل البروفسور ثالر، اعتقد علماء الاقتصاد أنه كان جيداً بدرجة كافية المضي قدماً في اعتبار أن الناس من المخلوقات العقلانية التي تحسن الاستفادة من المنتجات.

هل الراديكالية ممكنة اليوم؟

شهد عام 1917 وما حوله حالة من الحماس الراديكالي. كان الصحافيون في مجلة «ذي نيو رببليك» يتزعمون التقدمية، والتي دعت إلى إحداث تحول في أسلوب تنظيم الاقتصاد وعمل الديمقراطية. أما مجلة «ذي ماسيز»، فعمد نشطاء يساريون من خلالها إلى تأجيج ثورة اشتراكية عالمية.

أزمة الحضارة الغربية

بين عامي 1935 و1975، نشر ويليام دورانت وزوجته أريل سلسلة من المجلدات حملت جميعا اسم «قصة الحضارة». سرد الاثنان قصة الحضارة الإنسانية (وإن غطى غالبيتها الحضارة الغربية) بوصفها تراكما للأفكار والابتكارات العظيمة، بدءا من المصريين القدماء، مرورا باليونانيين، ووصولا إلى الماغنا كارتا (أو الميثاق الأعظم)، ثم عصر الإيمان فعصر النهضة، ثم إعلان حقوق الإنسان.

الإصرار العجيب على المعصية

في عام 1981، استهل الفيلسوف ألسدير ماكنتاير كتابه عن الفلسفة الأخلاقية، الذي صدر تحت عنوان «بعد الفضيلة»، بفقرة تحظى بشهرة كبيرة حالياً. في تلك الفقرة، قال الكاتب: «تخيل لو أننا فقدنا الترابط النظري للعلوم، وتخيل لو أننا لا نزال نستخدم المصطلحات العلمية مثل النيترون والوزن الذري لكنا نفتقد الإطار الكلي لشرح طريقة عملهم سوياً». وبحسب ماكنتاير، فهذا هو حال أخلاقنا اليوم، فلا نزال نستخدم كلمات لوصف الفضيلة والرذيلة، لكن من دون التطرق لقوى ما وراء الطبيعة التي تحكمها. فالأطر الدينية (في الغرب عموماً) لم تعد تحكم الجدل العام، كذلك انهارت الفلسفات العلمانية التي ظهرت في عصر التنوير.