عمر أنهون

عمر أنهون

وقف النار هو البداية في أوكرانيا

عقد الوفدان الروسي والأوكراني الجولة الرابعة من اجتماعاتهما في قصر طولمة باغجة في إسطنبول في 29 مارس (آذار). وفي نهاية الاجتماع الذي انعقد على ضفاف البوسفور واستمر أربع ساعات، لاحظ كلا الجانبين إحراز بعض التقدم، وأن ثمة حاجة إلى تلقي تعليمات من الرؤساء. وأفادت مصادر مطلعة بأنه خلال عملية التفاوض، طرح الجانب الروسي نصاً رفضه الأوكرانيون. وبعد ذلك، قدم الجانب الأوكراني نصاً خاصاً به يعكف الجانب الروسي حالياً على تقييمه. ومنذ ذلك الحين، زادت الآمال في تحقيق اختراق والتوصل لوقف إطلاق النار.

قمة بروكسل: «الناتو» يتّحد مجدداً

أنجزت روسيا بحربها في أوكرانيا الكثير لعدوها الاستراتيجي، حلف «الناتو»، فوفّرت له فرصة نادرة للتوحد وتعزيز صفوفه، بشكل لم يسبق له مثيل تقريباً منذ نهاية الحرب الباردة القديمة، ووضعه الرئيس فلاديمير بوتين على مسار مفهوم استراتيجي جديد استعداداً لحرب باردة جديدة، على الأقل، انطلاقاً من ضرورة دعم أوكرانيا بما يحفظ «الأمن الأوروبي – الأطلسي». البداية من قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل في 14 يونيو (حزيران) 2021 التي أعلنت أن «الإجراءات العدوانية لروسيا تشكل تهديداً للأمن الأوروبي الأطلسي». وفي قمة «الناتو» الاستثنائية في بروكسل في 24 مارس (آذار) 2022، قال رؤساء القادة: «لقد اجتمعنا اليوم لل

حرب أوكرانيا: قرب النهاية أم تصعيد جديد؟

دخلت الحرب في أوكرانيا أسبوعها الرابع. يستمر الدمار واستهداف البنية التحتية والمباني المدنية. تتزايد الإصابات بين المدنيين، مع فرار نحو 3 ملايين أوكراني من بلادهم. وتصر روسيا على عدم استهداف المدنيين، وأن كل شيء يسير وفقاً للخطة. وليس هذا الواقع. فقد تمكن الجيش الروسي من التقدم على عدة جبهات، لكنه يواجه مقاومة شرسة. وتعاني روسيا من خسائر وتتكبد إصابات فادحة. ويقال أنها فقدت حوالي 30 في المائة من قدرتها العسكرية (البشرية والآلية) المشاركة.

هل تؤثر تركيا في الحرب الأوكرانية؟

يتابع العالم بفزع ما يطلق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه حتى هذه اللحظة «عملية عسكرية خاصة»، في الوقت الذي تسميه دول أخرى في العالم، تدخلاً عسكرياً أو غزواً لدولة مستقلة ذات سيادة. وثمة احتمال أن تكون موسكو قد أساءت تقدير رد الفعل العالمي على نحو خطير، خاصة رد الفعل الغربي. خرجت القمة الافتراضية الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المنعقدة في 25 فبراير (شباط) ببيان قوي.

الصدمة الأوكرانية وضياع الردع الغربي

استمر صدى الأزمة الأوكرانية يتردد في أرجاء العالم لبعض الوقت، مع تواتر الأنباء عن الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد، إلى أن جاء اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد وكذلك جمهورية لوغانسك الشعبية، لينقل الأزمة إلى مرحلة جديدة. وبعد يوم واحد، اتخذ بوتين خطوة أخرى معلناً بدء «عمليات عسكرية خاصة» في أوكرانيا، حيث استهدف المدن بالصواريخ والقصف الجوي. وورد أن الجنود الروس انتقلوا إلى أوكرانيا من نقاط عدة، بما في ذلك روسيا البيضاء وشبه جزيرة القرم، واستمر القتال الذي تسبب في فرار آلاف الأشخاص.

مأساة السوريين مستمرة وأنظار العالم على مكان آخر

هناك كثير من النتائج المأساوية للحرب الأهلية السورية، لكن أكثر النتائج مأساوية ينبغي أن تكون قضية اللاجئين السوريين، التي هي أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ عقود. فقد خلّفت الأحداث السورية أكبر أزمة للاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين الذين فروا منذ 2011، والذين يعيشون في الخارج «5689538» شخصاً حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2022. ويعيش غالبية السوريين الفارين من سوريا في بلدان مجاورة (تركيا 3.7 مليون، لبنان 839.788.

«ارحلوا عن أوكرانيا الآن»: دعوة تحذيرية أم حل للمشكلة؟

تشكل عمليات الانتشار والمناورات العسكرية من قبل روسيا والولايات المتحدة وحلفائها علامات واضحة على مزيد من التصعيد، الأمر الذي يثير مخاوف إزاء حدوث عمل عسكري في نهاية المطاف. في الوقت الراهن، أحاطت روسيا أوكرانيا من جميع الجوانب الممكنة، بما في ذلك بيلاروسيا والبحر الأسود. في المقابل، تعكف الولايات المتحدة وحلفاؤها على الانتشار وإعادة التموضع. من ناحيتها، تجعل الولايات المتحدة الأمر يبدو كما لو أن الغزو الروسي لأوكرانيا وشيك، بل وذكرت حتى إلى موعد محدد. على الجانب الآخر، تواصل روسيا الادعاء بعدم وجود مثل هذه الخطة، وتصف مزاعم الولايات المتحدة بأنها هيستيرية.

حرب الأعصاب والدبلوماسية بين «الناتو» وروسيا

في 26 يناير (كانون الثاني) 2022، أبلغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الجمهور، بأن حلف «الناتو» والولايات المتحدة قد استجابا «لقائمة المطالب الروسية». وقد صاغ استجابة «الناتو» ممثلو 30 دولة عضواً في مقر «الناتو» في بروكسل، وصيغت استجابة الولايات المتحدة في واشنطن. ولا شك في أن الاستجابتين كانتا منسَّقتين بصورة وثيقة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «إن الردود توفر أساساً لإجراء محادثات جادة بشأن مسائل ذات أهمية ثانوية، وليس هناك رد إيجابي على المسألة الرئيسية».

الأزمة السورية لم تنتهِ بعد

أعلن التحالف الدولي انتصاره على تنظيم «داعش» في العراق في ديسمبر (كانون الأول) 2017 وفي سوريا في مارس (آذار) 2019 بعد أن فقد التنظيم سيطرته على الأرض، وإن لم يختف كلياً. قتل عدد كبير من المسلحين وبات أولئك الذين تم أسرهم أحياء قابعين في سجون مثل سجن الحسكة، فيما تمكن البعض من الفرار من سوريا والعراق، واختبأ البعض تحت الأرض في انتظار نداء. شرع «داعش» في إعادة تنظيم صفوفه في العراق، في الغالب داخل وحول مدن كركوك، وديالى، وصلاح الدين ومحيط بغداد.

استنتاجات أولية حول أزمة كازاخستان

ظل نور سلطان نزارباييف، أول رئيس لكازاخستان بعد استقلالها في 1991، في منصبه حتى عام 2019. وتولى قاسم توكاييف منصب القائم بأعمال الرئيس حتى انتخابه بعد بضعة أشهر رئيساً بنسبة 70 في المائة من الأصوات. والواقع، أن نزارباييف الذي كان تحت ضغوط بسبب العلل التي تعاني منها البلاد قد اتخذ خطوة تكتيكية. وفي خطوة مدروسة، تنحى عن الحكم، ووضع شخصاً موثوقاً به على مقعد الرئيس. وأصبح هو نفسه رئيس مجلس الأمن القومي وظل زعيماً لحزبه. فقد وضع أفراد عائلته وغيرهم من المناصرين الموثوقين في مناصب رئيسية بمختلف مؤسسات الدولة.