روس دوتات

الأغلبية الديمقراطية المتضائلة

كتبت في نهاية الأسبوع الماضي كيف أن مشهد عام 2021 يسمح فجأة للجمهوريين بممارسة السياسة على نمط «سهل»، من خلال إعادتهم إلى القضايا التي أسست لأغلبية رونالد ريغان في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، مثل ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع معدلات الجريمة العنيفة، ومنافسات الحرب الباردة (بين الصين وروسيا هذه المرة)، وردود الأفعال العنيفة ضد اليسار الصاعد ثقافياً، ولكنه اليسار المفرط في الامتداد وخداع الذات. كما كتبت أيضاً أن هذا الوضع ربما كان مؤقتاً، مُحدداً لمجال العمل ونحن نتجه نحو منتصف عام 2022. ولكنه لا يرجع بنا في الواقع إلى عالم 1980 بصفة دائمة.

هل يمكن للريغانية أن تصعد من جديد؟

على مدار فترة طويلة، تتجاوز تلك التي قضيتها في عملي هذا، كانت نصيحتي دوماً للسياسيين وصناع القرار الجمهوريين ثابتة: إننا اليوم لم نعد في سبعينات أو ثمانينات القرن الماضي، لقد اختلفت الأوضاع. كانت الأفكار المرتبطة بصعود رونالد ريغان إلى السلطة، والتي ظهرت في عصر الحرب الباردة ومعدلات الجريمة المرتفعة والركود التضخمي، بمثابة صور استجابة لأزمات وتحديات عقود في الماضي.

جيمس بوند ليس لديه وقت للصين

في الحلقة الأخيرة من سلسلة أفلام «جيمس بوند» بطولة دانييل كريغ بعنوان «لا وقت للموت»، تظهر علامة بارزة في الجغرافيا السياسية الخاصة بالسيد بوند: لقد انتهت سلسلة الأفلام لتوّها من بلوغ القوس المكون من خمسة أفلام مع ممثل رئيسي واحد، ووسط كل تلك الأحداث المؤلمة التي تحيط بالكرة الأرضية، ما كنت لتدرك أبداً أن الصين موجودة، إذ ظهرت شنغهاي وماكاو في الخلفية لفترة وجيزة، وقد تعرض أحد الأوغاد للتعذيب، خارج مجال العرض وفي الماضي، على أيدي قوات الأمن الصينية — ولكن إجمالاً، فإن السلسلة التي خرجت للعرض خلال سنوات صعود الصين لم تعطِ أي إشارة إلى أن المنافس الرئيسي للولايات المتحدة، كان أكثر أهمية من أي مو

ماذا لو أن «كوفيد» أكثر فتكاً بـ10 أضعاف؟

قبل أيام قليلة، كتب كريس هايز، المذيع بمحطة «إم إس إن بي سي»: «تولد بداخلي اعتقاد بأنه حتى لو كانت أعداد ضحايا فيروس «(كوفيد - 19)» عشرة أضعاف ما هي عليه الآن، فإن الجوانب السياسية المحيطة به لم تكن لتختلف كثيراً». في الواقع، أعجبني هذا السؤال باعتباري من المهتمين بالوقائع المضادة المرتبطة بـ«كوفيد - 19» ـ تحديداً مسألة ما إذا كانت الآيديولوجيا والهوية والولاء للمجموعة الصغيرة تحدد كل ما يتعلق بالاستجابة للوباء، أو ما إذا كان هناك عالم أصر خلاله دونالد ترمب على فرض إجراءات صارمة لمكافحة الجائحة، بينما انقلب الليبراليون ضد إجراءات الإغلاق، أو عالم يفوز فيه ترمب بإعادة انتخابه ويزداد التردد إزاء

الإمبراطورية الأميركية في تراجع لكنه ليس انهياراً

في واحد من أكثر أشرطة الفيديو المؤثرة التي صُورت بعد سقوط كابل، يتابع صحافي مجموعة من مقاتلي «طالبان» إلى مستودع يضم مروحيات أميركية مهجورة ومعطلة. إلا أن المقاتلين لا يبدون كفكرتنا العامة عن «طالبان»: بالعتاد والبنادق والخوذ (المفترض أنها مسروقة) يبدون تماماً مثل الجنود الأميركيين الذين هزمهم التمرد طويل الأجل. وكما أشار أحدهم سريعاً على «تويتر»، فإن مشهد حظيرة الطائرات استدعى بقوة ذكرى نهاية الإمبراطورية الرومانية، حيث وقف مقاتلو «طالبان» في صف «القوط الغربيين» أو «المخربين» الذين اقتطعوا لأنفسهم أجزاء من الثقافة الرومانية حتى عندما أطاحوا الإمبراطورية.

عندما يتعذر عليك الوثوق بالعلم

لدى النظر إلى الكثير من القرارات المحورية التي جرى اتخاذها العام الماضي، نجد أن تلك النسخة الصائبة التي لا غبار عليها من فكرة الثقة بالعلم لم تحقق الكثير. وفي الحالات التي انطوت فيها هذه الفكرة على تداعيات كبرى، غالباً ما بدا أن هذا الشعار انطوى على معانٍ مشكوك في نجاعتها: توقير بيروقراطية علمية في وقت أزمة كان ينبغي منح الأولوية للأعراف البيروقراطية، ومحاولة من جانب مؤسسات شبه علمية لاستغلال مصداقية العلم من أجل خدمة أجندات سياسية، وتخلي مسؤولين منتخبين عن مسؤولياتهم عن إصدار القرارات التي تتسم في جوهرها بطابع سياسي. وتحمل رحلة لقاحات فيروس «كورونا» أمثلة واضحة على هذه المشكلات جميعها.