ميشال دوكلو

ميشال دوكلو
السفير الفرنسي السابق في سوريا

هل تنقذ قمة لندن «الناتو» من «الموت الدماغي»؟

يحتفل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الأكثر نجاحاً في التاريخ، في الرابع والخامس من ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، بالذكرى السنوية السبعين في لندن. وربما لا تكون لفظة «الاحتفال» هي أفضل ما يمكن به توصيف الواقع الراهن للحلف، إذ هناك الكثير من القتامة والكآبة تحيط بالقمة الدولية المزمع انعقادها لرؤساء مختلف الدول والحكومات من أوروبا، والولايات المتحدة، وكندا، وتركيا. كان معروفاً قبل عدة أشهر، أنه ربما تكون هناك صعوبات تكتنف محاولات العثور على أرضية مشتركة بين الحلفاء. ولا يُخفي الرئيس الأميركي دونالد ترمب استياءه البالغ إزاء حلف الناتو، فضلا عن استيائه الواضح حيال الاتحاد الأوروبي.

السبيل لحل المعضلة السورية

مرت ثماني سنوات على بداية الانتفاضة السورية، وحان وقت استخلاص الدروس الصارخة. جفّت البلاد، وعانى الغرب من انتكاسة كبيرة، ولم تتمكن قوى إقليمية داعمة للمعارضة من التأثير في نتائج الحرب، فيما سجّل الروس والإيرانيون نقاطاً استراتيجية بالغة الأهمية، وعاد الأسد إلى المسار. الأسوأ في كل ما سبق يتعلق بمصير المجتمع السوري، حيث بلغت تكلفة النزاع ما بين 300 ألف إلى 500 ألف قتيل، واضطر ربع السكان إلى الفرار من سوريا فيما بات الربع الآخر «مشرداً في بلاده».

2019: فرنسا في مرحلة «بعث جديد»... وماكرون يركز على الخارج

ما هو الخطأ الذي ارتكبه الرئيس مانويل ماكرون في عام 2018؟ وإلى أي مدى تؤثر الأحداث الجارية في فرنسا على وضعها الدولي؟ ما هو المتوقع لفرنسا والمتوقع منها في عام 2019؟ استفاد الرجل الذي انتخب في مايو (أيار) 2017 من مزيج الحظ الوافر والحس السياسي السليم. فالغالبية العظمى من الشعب الفرنسي أرادت الخلاص من الطبقة القديمة من السياسيين الذين فشلوا في إيجاد حلول عملية لتحديات العصر.

إلى أين تتجه فرنسا وما هي «التحالفات الجديدة»؟

ألقى الرئيس إيمانويل ماكرون خطاباً مهماً خلال افتتاح المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في 31 أغسطس (آب) الماضي، واختلفت نبرة ذلك التصريح قليلاً عن المداخلة المتفائلة المفعمة بالثقة المتطلعة نحو المستقبل التي قام به العام الماضي في السياق نفسه. قال الرئيس الفرنسي في كلمته «نحن الآن نواجه لحظة الحقيقة أكثر مما كان عليه الحال منذ عام». ما سبب ذلك التشخيص؟ وكيف ينبغي على فرنسا وأوروبا، بحسب رأي الرئيس ماكرون، التقدم نحو الأمام لمواجهة التحديات الجديدة؟

الشرق الأوسط بين القوة الصلبة والناعمة

لن يغيب شهر مايو (أيار) عن ذاكرتنا كأحد أكثر الشهور المفصلية على منطقة الشرق الأوسط. في 15 مايو سقط أكثر من 50 ناشطاً فلسطينياً قتلى في غزة، وكان هو تاريخ افتتاح السفارة الأميركية في القدس؛ وفي ليلة 9 و10 مايو شنت إسرائيل هجوماً كبيراً على المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا رداً على الغارة الإيرانية غير المكتملة على مرتفعات الجولان المحتلة؛ وفي 8 مايو أعلن الرئيس دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة في الأوساط الدولية باسم الاتفاق النووي الإيراني. وليس هناك من رابط مباشر أو حلقة وصل مشتركة بين هذه الأحداث.

ماكرون وترمب والاتفاق النووي

في فرنسا، يتساءل بعض المعلقين، إنْ كان بلوغ هذا الحد الفج من التودد إلى أفضليات الرئيس دونالد ترمب، بمناسبة زيارة الدولة إلى واشنطن، من الملائم فعلاً بالنسبة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية. هل كان كل هذا العناق واللقاء الحار، وكانت كل هذه الإشادات والإطراءات ومظاهر التقارب المبالغة ضرورية للغاية حقاً؟

سياسة «حافة الهاوية» في سوريا

ربما يتذكر بعضنا الأوقات التي كانت تتظاهر فيها دمشق بأنها «قلب العروبة النابض» وأنها جزء رئيسي من «محور المقاومة» وما شابه، لكن قد تقودنا نظرة يقظة واعية على الوضع الاستراتيجي الحقيقي للبلاد إلى تقييم مختلف إلى حد كبير، وهو أن سوريا العاتية القوية بقيادة الأسد كانت دولة تحت حماية مزدوجة، حيث تعتمد على تسامح إسرائيل ودعم إيران. مع ذلك، هذه مفارقة ينبغي عدم المبالغة فيها، فقد اعتاد رعاة آخرون المشاركة في دعم حكم نظام عائلة الأسد طوال سنوات بحسب الظروف، وكانت الولايات المتحدة في بعض الأحيان طرفاً قوياً يضفي شرعية على نظام «البعث» خلال الفترة التي كان فيها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر

لم نبلغ الفصل الأخير في سوريا بعد

يحمل أولئك الذين يهتمون بالشأن السوري في أذهانهم ووجدانهم أنه قبل سبع سنوات كاملة خرجت الحشود السلمية إلى شوارع مختلف البلدات والقرى السورية مطالبين بالكرامة والعدالة والحرية. وكانوا يصرون في احتجاجاتهم على أنهم شعب واحد وليس كياناً مجزّأً من الجماعات الطائفية. وقوبلت تطلعاتهم لحياة أفضل بمزيد من الازدراء، وأكثر أشكال القمع السياسي وحشية، فضلا عن حالات القتل المفزعة والرهيبة. وبعد مرور سبع سنوات عجاف، سيكون من السذاجة المحضة الاعتقاد بأننا بلغنا الفصل الأخير من القصة المريعة.

حان الوقت لـ«دايتون سوري»

من شأن وجود نوع من الاتفاق بين القوى العالمية والإقليمية أن يكون حاسماً بصورة كبيرة، للتوصل لأي حل سلمي في سوريا. وكان ينبغي لذلك أن يكون واضحاً منذ بداية الصراع. وسواء كان العالم مروعاً، أو متعاطفاً، أو غير عابئ، شهدنا جميعاً انتفاضة الشعب المسالم ضد الديكتاتورية الشرسة. وكان عصيان السخط والغضب فوق كل اعتبار. وأيضاً، كان يجب على المجتمع الدولي ولا يزال يتوجب عليه، التعامل مع التهديدات الإرهابية الفظيعة.