روبرت كابلان

روبرت كابلان
كاتب من خدمة «نيويورك تايمز»

التنافس بين القوى العظمى كان دوماً نشاطاً إمبريالياً

صرح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، بأن الهدف الذي يسعى خلفه جيش التحرير الشعبي الصيني ليس حماية أراضي البلاد، وإنما «توسيع أرجاء امبراطورية صينية». وفي وقت سابق من الشهر، وجه بومبيو تحذيراً إلى الصين بألا تتعامل مع بحر الصين الجنوبي باعتباره «إمبراطوريتها البحرية». في واقع الأمر، يبدو بومبيو متأخراً كثيراً في إدراكه لحقائق الأمور، فالصين بصورة أو بأخرى إمبراطورية بالفعل منذ آلاف السنين. ولا يعتبر وضعها الإمبراطوري الراهن نتاجاً لتحركاتها داخل بحر الصين الجنوبي. الحقيقة أن التنافس بين القوى العظمى كان دوماً نشاطاً إمبريالياً.

الحاجة إلى التشاؤم البناء

يجب أن نذكِّر أنفسنا بأن الصحافة الموضوعية والمهنية - الساعية وراء تحقيق توازن بين وجهات النظر المعتبرة - في إطار عصر الطباعة والآلة الكاتبة، تقنية أكثر لطفاً وأقل طواعية بكثير لأغراض التزوير والتحريف مقارنةً بما عليه الحال في عصرنا الحالي. ربما يكون عصر التقنيات الرقمية والفيديو قد بدأ في النصف الأخير من القرن الـ20، لكننا عاينّا تأثيراته الدراماتيكية على المشهد السياسي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. من العادة، تمر فترات خمول طويلة بين ظهور اختراع تكنولوجي ومعاينة تداعياته السياسية - العسكرية.

الإمبراطورية الضرورية والأصل الكارولينغي القديم

جلبت الانتخابات الأخيرة في هولندا وفرنسا وألمانيا كثيراً من الدراما على الأصل الكارولينغي القديم، حيث استطاع شارلمان تأسيس إمبراطوريته الأولى في القرن التاسع الميلادي. ولقد كان هذا الجزء من أوروبا هو الأغنى والأقوى على الدوام.