أستيقظ صباحاً، أُغلِق المنبّه، وألتفتُ إلى صغيرتي التي تقضي ليلتها في معارك مع الغطاء، ومقاومة التهاب اللوزتين القاسي. أحلم كل ليلة أنها تزرقّ من البرد... أجسّ يديها، دافئة، أتمسَّك بها أكثر... لماذا لا أسقط في الأحلام بجانبها، ولا أفكر فيمَ سأرتدي اليوم؟! لا أريد الخروج، لكنني أعمل من الغرفة المجاورة خلال التسعة أشهر الماضية، وما زلت أضلّ الطريق كل صباح.
تغيَّرَتْ مفردات حياتي منذ تحذيرات العاصفة التي هاجمت القاهرة في مارس (آذار) الماضي، وتابعها قرار الإغلاق في مواجهة تفشي الوباء بمصر. في شهوري الأولى كنتُ أقاوم الآثار الجانبية للتباعد الاجتماعي؛ البحث الدائم عن بدائل لما كنا نفعله.