زين العابدين الركابي

زين العابدين الركابي
كاتب سعوديّ

... والقضية الفلسطينية.. أين هي؟

((وانكشف الغبار عن 70 ألف فارس)) إلخ.. هذه عبارة كنا نقرؤها مكررة - ونحن صغار - في قصة (الزير سالم).. وهي قصة لا تخلو من خيال، بل كثير من فصولها منسوج من الخيال.. وبالانتقال من الخيال القصصي إلى الواقع السياسي أمكن أن نقول: وانكشف غبار الحراك أو الربيع العربي - كما سمي -.

رسالة محمد العالمية: صغرها المسلمون بدل أن يكبروا معها!!

الذهن المكدود المهدود المحدود: لا ينفسح لرؤية المساحات الكبيرة والمسافات البعيدة والآفاق الرحيبة. بل إنه ليرى الصورة الكبيرة جدا في حجم جحر الضب أو جحر النمل. فالقروي الذي لم يخرج من قريته قط: إذا حدثته - مثلا - عن طوكيو أو نيويورك: ارتسمت في ذهنه صورة هذه المدينة أو تلك: مثيلة لأوسع باحة يتجمع فيها الناس أو يلعب فيها الصبيان في قريته المحدودة!! فغالبا ما يقيس الناس ما لا يعرفون على ما يعرفون..

لأجل 100 عام سلام في المنطقة.. ولكن!!

كان من المقرر أن يكون موضوع هذا المقال - وعنوانه - «لأجل مائة عام سلام في المنطقة». لماذا؟ 1) إن هذه المنطقة العربية على الرغم من أهميتها الحيوية المتعددة الجوانب، وعلى الرغم من خبراتها الموفورة المتنوعة، فإنها لا تزال ترسف - في الجملة - في أغلال التخلف. وبديه أن إماطة التخلف تتطلب سلاما طويل الأمد ملؤه التفرغ للعمل والإنجاز والإدارة البارعة، فذلك كله يندغم في «مفهوم التنمية»..

.. و«السلام».. لا يلغي «حق الدفاع» عن النفس والأوطان

للكاتب وظائف شتى، من بينها (لا سيما في عصور اضطراب المفاهيم كعصرنا هذا) بل في مقدمها «وظيفة التوازن» في التفكير والطرح، بمعنى ضبط المعنى بدقة - بعد استحضاره وإنضاجه - والاحتراز الذي يدفع الإيهام الذي قد يعلق بأذهان هؤلاء أو أولئك من الناس. في مقال الأسبوع الماضي بسطنا القول في أن الأصل في منهج الإسلام هو «السلام» في ما يتعلق بالعلاقة بين الأمم.. وقد يقع في ذهن البعض أن في هذا التأصيل ما يلغي مبدأ الجهاد أو الدفاع الذي تضافرت نصوص كثيرة على التوكيد عليه. وليس الأمر كذلك.

(وعلى الأرض السلام).. قالها حبيبنا المسيح عليه السلام

نستعمل في الثناء على الله سبحانه: عبارات متنوعة لكنها ذات مضمون واحد، ومنها (جل ثناؤه). (عز وجل). (تباركت أسماؤه).. (تقدس في علاه)، وحول العبارة الأخيرة ناقشني بعضهم فقال: إنك تستخدم عبارات تشبه عبارات المسيحيين في الثناء على الله، وذكر العبارة الأخيرة، وأحسب أنه يقصد - بالتحديد - ما قاله المسيح عليه السلام وهو يمجد ربه ويثني عليه: (المجد لله في الأعالي).. وعبارة إمامنا المسيح حق كلها؛ أولا: لأن (العلو) لله ثابت في عقيدة الأنبياء والمرسلين جميعا. ثانيا: لأن المسيح جاء بدعوة التوحيد الخالص.

بمناسبة الميلاد: تعالوا إلى استراتيجية (خفض التوتر الديني) في العالم

في لقاء قريب له مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين أوغلي: دعا بابا الفاتيكان إلى معالجة (التوتر الديني) عبر العالم بهدف تخليق مناخ أفضل لـ(السلام العالمي).. ولقد فرحنا بهذه الدعوة لأنها دعوة حق وعقل من جهة، ولأن العالم في حاجة عملية إليها من جهة أخرى.. والثالثة أننا كنا قد دعونا إلى (خفض التوتر الديني) في العالم منذ ربع قرن تقريبا: في هذه الصحيفة ذاتها. لماذا الترحيب القوي بهذه الدعوة العاقلة؟ المقتضيات الموضوعية كثيرة جدا، نذكر منها: 1 - أن العالم يشهد (صحوات دينية) متعددة متنوعة.

هل يقف العالم على «حافة فوضى عالمية»؟!!

كان مدير الاستخبارات الأميركية الأسبق «روبرت ولسي» قد سجل هذه الملاحظة أو المعلومة عام 1993 وهي أن: «العالم يعود الآن إلى ما كان عليه قبل 1914 عندما أدت المشاعر والأفكار المهتاجة إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى».. ولم يك هذا الرجل الممسك بـ«ملف الأمن العالمي» - بحكم وظيفته - لم يك يقصد الردة البشرية التقنية إلى الحقبة التي كان يفصلها عن كلامه نحو قرن من الزمان. فالترقي التقني لا يزال يطرد ويصّاعد، ولم ينتكس قط عبر ذلك المدى. المقصود - إذن - بالردة إلى ما قبل عام 1914 هو كم الأفكار والمفاهيم المضطربة ونوعها.. وتدني المقدرة العقلية.. وسوء السياسات الدولية.. وسيادة «العمى الاستراتيجي» بوجه عام.

الأحداث الكبرى في القرن العشرين: الرؤية والعبرة

السياسة ليست مجرد خواطر، ولا مجرد ملاحظات وتعليقات ذكية على هذا الحدث أو ذاك! إنما السياسة «علم» له خصائصه وأصوله ومصادره.. ومن أهم هذه المصادر: «العلم بالتاريخ السياسي» - التاريخ القريب على الأقل. والقرن العشرون هو من أقرب الآماد الزمنية إلينا: ولذا فإن استحضار أحداثه ووقائعه - أو استحضار الأهم منها - لازمة من لوازم الفكر والعمل السياسي الناجحين. إن من أبرز وقائع القرن العشرين، ومن أعمقها تأثيرا وامتدادا في حقبتنا هذه: 1) نشوب الحرب العالمية الأولى 1914. 2) اندلاع الثورة البلشفية في روسيا 1917.

اتفاق كيري لافروف.. هل هو بديل لاتفاق سايكس بيكو؟

قبل قرن تقريبا، وبالتحديد قبل 97 سنة، أي في عام 1916 من القرن العشرين، أبرم اتفاق سري بين بريطانيا وفرنسا عرف من بعد باسم «سايكس بيكو»، وهو مصطلح مركب من اسم الدبلوماسي الإنجليزي «سايكس»، واسم الدبلوماسي الفرنسي «بيكو»..

المذاهب الأربعة.. بين كبارها المجتهدين وصغارها المقلدين

تَغَيَّظ بعض الممتلئين تعصبا من مقلدي المذاهب: تغيظ بعضهم فوضع حديثا كذبا، ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ زعم أن النبي قال: «سيظهر في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس هو أشد على أمتي من إبليس»!! ومحمد بن إدريس هو الإمام الشافعي - رحمه الله - ويريد الوضاع الكاذب - بهذا الحديث المكذوب - أن ينتقص من قدر الإمام الشافعي بهدف الانتصار لمذهب وإمامه. وهكذا يؤدي التعصب الأعمى إلى الفجور البواح، وهو فجور لم ينحصر في ذم الإمام الشافعي فحسب، بل هو فجور يورط صاحبه في ما يقود إلى المصير التعس البائس في الدار الآخرة.