زين العابدين الركابي

زين العابدين الركابي
كاتب سعوديّ

(يوم الأرض).. فرصة لتجديد الوعي بقيمة (الوطن)

لم يكُ عادلا ولا منصفا جون كيري وزير الخارجية الأميركي حين قال: إن سلام الشرق الأوسط يتعثر بسبب التصرفات (الأحادية) من كلا الطرفين: الفلسطيني والإسرائيلي. فهذه مساواة ملؤها الظلم والجور؛ فالواقع يقول: إن الذين يمارسون الإجراءات الانفرادية هم الإسرائيليون لا الفلسطينيون. فإذا سألنا: من الذي يواصل قضم الأرض الفلسطينية عبر ما عرف بـ(التوسع الاستيطاني)؟ فإن الجواب القاطع هو أن الإسرائيليين يفعلون ذلك وفق خطة منهجية تزيد ولا تنقص، وتستمر دوما ولا تنقطع قط.. وإذا سألنا من الذي يتصرف - بانفراد - في المقدسات الإسلامية في القدس؟ ومن الذي يريد تبديل معالمها وطمس هويتها؟

«يوم المياه العالمي».. والغفلة عن أصل حياتنا المادية

حدق في ما على مائدتك من صنوف الأطعمة والأشربة ثم سل نفسك سؤالا علميا: ما هو أهم ما على المائدة من المأكولات والمشروبات؟ إن أقل الناس ثقافة علمية سيجيب على عجل: إن أهم هذه الأشياء هو - بإطلاق - «الماء»!!!! لا غيره. لماذا؟ أولا: لأن هذه المطعومات والمشروبات كافة مصدرها الماء. ثانيا: لأن الجسم البشري معظمه ماء، 70 في المائة، وهي النسبة التي تتكون منها الكرة الأرضية. ثالثا: لأنه يستحيل تصور وجود كوكبنا الأرضي هذا من دون ماء، ومع أن هذه حقيقة علمية – وبدهية - فإن الناس كثيرا ما يغفلون عنها: إما لطول الإلف والاعتياد، وإما لأن «الثقافة العلمية» لم تأخذ حظها في عقول الناس وأدمغتهم..

هل تنشط روسيا في فراغ.. وأين الغرب عالي الصراخ؟

بدا الأمر - في أوكرانيا والقرم - وكأن «السيناريو» كان معدًّا من قبل - من جهة روسيا - في نطاق «دراسات الاحتمالات المتوقعة والاستعداد المبكر لها». لم تكد أزمة أوكرانيا تنشأ حتى بدأت ملامح حملة تطالب باستقلال شبه جزيرة القرم: 1) قوات روسية تتحرك إلى شبه الجزيرة. 2) قوات «قرمية» محلية تتأهب وتتحرك للسيطرة على مفاصل الحكم والسلطة هناك. 3) الإعلان عن استفتاء شعبي عام يحدد مصير القرم وفق خيارات ثلاثة: أ) الاستقلال التام ب) أو حكم ذاتي موسع مقنن ج) أو الانضمام إلى روسيا 4) يجري الاستفتاء وتنطق نتيجته بالانضمام إلى روسيا. 5) يوافق الرئيس الروسي (بوتين) على هذه النتيجة ويرحب بانضمام القرم إلى روسيا الات

السياسة الخارجية السعودية من خلال (القوة الناعمة)

(القوة الناعمة) مصطلح: أبرزه وخدمه وحاول تأصيله المفكر الأميركي جوزيف ناي. وله كتاب معروف في هذا الشأن: عنوانه وموضوعه (القوة الناعمة.. وسيلة النجاح في السياسة الدولية).. يقول في كتابه هذا: ((ترتكز القوة الناعمة لبلد ما على ثلاثة موارد هي ثقافته (في الأماكن التي تكون فيها جذابة للآخرين).. وقيمه السياسية (عندما يطبقها بإخلاص في الداخل والخارج).. وسياسته الخارجية (عندما يراها الآخرون مشروعة وذات سلطة معنوية وأخلاقية))..

المفهوم الصحيح للمرأة..../ هديتها في (يومها العالمي)

تواطأ العالم على تخصيص (يوم) في السنة: يحيي فيه المرأة، ويعلي شأنها، ويوسع نطاق الوعي بمكانتها، بعد هضم حقها، والحط من شأنها عبر قرون كثيرة في أمم كثيرة. في الأسبوع الماضي: عادت ذكرى (يوم المرأة العالمي)، إذ حصل التنويه بشأنها في صور كثيرة: في الإعلام والثقافة وغير ذلك من أشكال التنويه ورفعة المقام. لا شك أن المسلمين محتاجون - أيضا - إلى تجديد وعيهم بقيمة المرأة، وسمو مكانتها.

يا بني إسرائيل.. اعقلوا !!

سلوك غلاة اليهود: يضطر الناس اضطرارا إلى مناوأته وتجريمه. إن الأردن - مثلا - بلد قد «طبع» مع إسرائيل من خلال اتفاقية وادي عربة وغيرها. فلماذا صدقت غالبية أعضاء البرلمان الأردني على طرد سفير إسرائيل من الأردن؟ السبب المباشر هو أن الكنيست الإسرائيلي يناقش «مشروع قانون» يقضي بنقل السيادة الدينية على القدس: من الأردن إلى إسرائيل!! وهذه خطوة قد تقتضي «إعلان حرب»؛ لما فيها من استفزاز وانتهاك للسيادة الأردنية، بيد أننا لا نرى أن الأردن سيعلن هذه الحرب وذلك لأسباب معروفة، منها: أ- أن الاستعداد للحرب ليس من أولوياته. ب- أن العالم العربي، وهو الظهير الطبيعي للأردن في مثل هذه الظروف والمواقف، غير مكترث ب

(السنة).. في الجهاد

هناك مسلمون - منهم مثقفون ومفكرون - يبادرون إلى (الاعتذار) حين يتحدثون عن الجهاد - مثلا -، وكأن الجهاد سبة مخجلة تتوجب البراءة منها!! نحن ضد هذا الخجل المصطنع الذليل الذي لا يزال يلح على أصحابه حتى ينتهوا إلى الاعتذار عن الإسلام نفسه ((!!!)) نحن ضد هذا الموقف الحائر المضطرب. لماذا؟ أولا: لأن الجهاد في الإسلام - بمفهومه الصحيح المستقيم - إنما هو (حق) و(عدل) و(خلق)..

«المجاهدة العلمية الواجبة» لـ«الجهاد البدعي» ذي التأويل الفاسد

لهذا المقال مدخلان.. زمنيان موضوعيان: 1) مدخل انعقاد اجتماع غربي - عربي في لاهاي في الأسبوع الماضي.. وأجندة الاجتماع هي: بحث مكافحة الإرهاب بعد تزايد رقعته، وتكاثر أعداد المنخرطين فيه، لا سيما مخاطر عودة المسلحين الغربيين إلى بلادهم لممارسة الإرهاب فيها بعد عودتهم إليها!! 2) ومدخل صدور قرارات وقوانين سياسية وشرعية - في السعودية - تقضي بمنع سفر شباب سعودي إلى أي بلد بهدف المشاركة في القتال الدائر فيه. والحق أن الالتهاب السياسي - على كل مستوى - قد أذهل كثيرا من الناس.

إنقاذ «العقل» من ظالميه

«العقل».. وما أدراك ما العقل؟ إنه «أعظم المواهب وسيدها». وإنه ليغشانا من الحبور ما يغشانا، حين يتكاثر «العقلاء» في الأمة، فلن يفسد تدين أمة وعقلها متألق في تلقي الديانة والتعامل مع الدين. ولن تأسن حياة أمة وتخرب، وهي في حالة صحو عقلي شديد السفور. وينقلب الحبور إلى حزن حين يتكاثر «المنتحلون» للعقل، أي حين تكون العقلانية دعوى بلا دليل.. وهناك فرق عظيم بين الأصلاء الأسوياء في العقل وبين المدعين المنتحلين.

على هوامش «جنيف 2»

من خلال بث الأماني العراض والمآلات العذاب، رفع الإعلام السياسي سقف التوقعات الإيجابية لنتائج «جنيف 2» الذي انعقد بقصد إيجاد حلول للأزمة السورية.. نعم.