دعاء شاهين
بينما يعمد البعض إلى التخلص من قطع المعادن البالية والمهملة، يبدع الفلسطيني وسيم البقاعي "فنان الخردة" في إحيائها وتحويلها إلى قطع فنيّة بأسلوب مبتكَر وصديق للبيئة. وفي مهمة يراها ممتعة يدفعه إليها شغفه، يخرج وسيم ليتجول يوميا في الجليل الأعلى حيث يقطن، باحثا عن أجزاء السيارات وإطاراتها وقطع من حديد أو خشب لا قيمة لها، ليصنع منها منحوتات فنية في ورشته التي تزدحم بالخردة، موظفا في ذلك بعض آلات اللّحام المخصصة لهذا العمل الفنيّ.
كخلية نحل وتحت سقف واحد، تتقاسم ست شقيقات من غزّة الأدوار باستخدام الإبرة والخيط لحياكة عروق الثوب الفلسطيني الفلاحي الزاهي الألوان بدقة وجمال، ويسابقن الزمن لإنهائه تجهيزاً لتصديره. ضمن مشروع "الزهرات الست" تكاملت الشقيقات في العمل واتخذن من حرفة التطريز الفلاحي مصدر رزق لهن، بعدما تحدين البطالة وقلة فرص العمل مستثمرات مهاراتهن المتنوعة لتحقيق النجاح. تحمل بنات عائلة شعشاعة شهادات في تخصصات جامعية، غير أنهن قررن شق الطريق معاً في مجال آخر.
"أشعر بسعادة كبيرة لأني أشاهد مهرّجاً واستمتع باللعب معه للمرة الأولى. أعطاني لعبة سأحتفظ بها لأن ألعابي ضاعت عندما تعرّض بيتنا للقصف في الحرب الأخيرة على غزة"...
بحماسة وعزيمة انطلق عبدالله الأنقر - 14 عاماً - على كرسيّه المتحرك بقدم واحدة متحفّزاً لالتقاط كرة السلة، تزامناً مع صوت صافرة مدربه في اشارة لبدء التدريب بنادي السلام الرياضي في قطاع غزة. الفتى من ذوي الاعاقة الحركيّة، إلاّ أنه لم يستسلم، واستطاع تغيير المعادلة بقلب الموازين، فجعل من فقدانه قدمه اليسرى بعد بترها محركاً للاستمرار في السعي إلى تحقيق الهدف الذي طالما حلم به، ووجد في ممارسة كرة السلة طوق نجاة. فقد عبدالله قدمه بعدما أصيب فيها بشكل مباشر برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في إحدى مسيرات العودة الكبرى في 13 مايو (أيار) من العام الماضي، برفقة أصدقائه الذين جمعهم حلم العودة
بإحكام وحرفية عالية تستخدم الشابة الفلسطينيّة ولاء أبو العيش - 23 عاماً - ماكينة تقطيع الأخشاب الكهربائية في ورشتها لتحويلها الى أشكال هندسية متعددة تمهيداً لرسم لوحات فنية عليها وعرضها للبيع. استطاعت ابنة غزّة إيجاد بصمة مميزة لها وتأنيث مهنة يغلب عليها الطابع الذكوري، فأبدعت في الدمج ما بين النجارة والفن التشكيلي مستثمرة موهبتها في الرسم على منحوتاتها الخشبية لتجعل منها لوحات جميلة. اجتهدت ولاء في التحصيل الدراسي، مما أهلها للالتحاق بكلية الفنون الجميلة ودراسة تخصص الفن التشكيلي.
دون اكتراث للنيران المشتعلة تحت وعاء الطهو المعدني الممتلئ بمزيج الطماطم الحار، يقف الشيف مرتدياً بزته المخصصة لعمله، ويقلب بيديه الصغيرتين الخليط بواسطة ملعقة خشبية، ويتنقل بخفة ومهارة لتقطيع اللحوم الصغيرة وإضافتها الى الخليط.
لم يعد إمكان مشاهدة مسرح الدمى المتحركة "ماريونيت" محصوراً بقنوات التلفزيون المصرية، بل صار في وسع الفلسطينيين في قطاع غزة رؤيتها على أرض الواقع وليس على الشاشات. بين أزقة مخيم الشاطئ في غرب القطاع وفي مشهد طغت عليه ملامح الدهشة، كانت تتصاعد ضحكات الأطفال والمراهقين، وحتى الأكبر سناً، أمام منظر الدمى المتحركة المربوطة بخيوط من جوانبها يتحكم فيها شخص من أعلى، لإيصال فكرة معينة إليهم، والترفيه عنهم بعدما عاشوا ثلاث حروب قاسية دمرت جوانب عدة من حياتهم. الفتى وائل سيف دفعته اللهفة إلى الحضور بعدما سمع عن العرض من أحد أصدقائه في المخيم.
قد يوحى إليكَ من الوهلة الأولى أنّ ما تشاهده عيناك هي لوحات فنيّة صنعت من مواد خام عريقة وحديثة.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة