نيلسون شوارتز
لم تكن الصعوبات الاقتصادية التي واجهت أفيجيل رودريغيز قبل بضعة أعوام لتكون أسوأ مما هي عليه. فهي أمّ منفردة، ومهاجرة غير شرعية، وكانت تعيش في شقة ضيقة في حي متواضع في مدينة سان أنطونيو بجنوب ولاية تكساس الأميركية، وتتقاضى 9 دولارات فقط في الساعة عن عملها ممرضة في أحد المستشفيات. لكن اليوم، باتت رودريغيز (26 عاماً)، تملك شقتها الخاصة الصغيرة في حي أكثر أماناً، وتربح 3 أضعاف ما كانت تتحصل عليه من قبل، بل وتمكنت من تسوية وضعيتها القانونية في البلاد.
أسواق الأسهم تسجل أعلى الأرقام القياسية، والشركات الأجنبية تعلن عن بناء مصانع كبرى جديدة في الولايات المتحدة، مع التوظيف القوي الذي هبط بمعدلات البطالة الأميركية إلى أدنى مستوياتها خلال 16 عاما. ولقد أضاف هذا التقارب المزيد من الزخم إلى سجل التقرير الاقتصادي يوم الجمعة، الذي يعكس سرور الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتقديمه إلى الأمة كإشارة على العمل الجيد والمستمر. وعلى صعيد التوظيف، ذكرت وزارة العمل الأميركية إضافة 209 آلاف وظيفة جديدة في يوليو (تموز) الماضي؛ الأمر الذي فاق توقعات خبراء الاقتصاد في وول ستريت، مع معدل البطالة الذي يعادل النسبة المئوية المسجلة في مايو (أيار) بواقع 4.3 نقطة مئوية،
قبل أن يؤدي دونالد ترامب قسم الرئاسة أمس الجمعة، استبقت الشركات الكبرى ذلك بتحرك مثير للاهتمام في اتجاهه، حيث أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى، من بينها «فورد»، و«لوكهيد مارتن»، و«أمازون»، و«سبرينت» خلال الأسابيع القليلة الماضية عن خطط للتوظيف، والاستثمار في الولايات المتحدة الأميركية.
بعد التقدم المحقق عبر الشهور الأخيرة، شهدت آلة التوظيف الأميركية فترة من فترات الاسترخاء في أبريل (نيسان) الماضي، مع مراقبة أرباب الأعمال لمختلف الإشارات التي تفيد بأن النمو الاقتصادي يتباطأ من خلال العمل على تخفيف التعيينات الجديدة. وجاءت الزيادة بمقدار 160 ألف وظيفة المسجلة في أبريل الماضي، والتي أعلنت عنها وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة الماضي، تبعا لأفضل ارتفاع مسجل منذ عامين في سوق الوظائف منذ الطفرة الوظيفية الخاصة بمجال التكنولوجيا لحقبة التسعينات. وظل معدل البطالة، والمرتبط ارتباطا وثيقا بمسح دخول الأسر الأميركية المستقل، على مستواه بنسبة 5 نقاط مئوية. يقول مايكل غابين، كبير خبراء اق
على بعد ألف ميل إلى الجنوب من بلدة غرانايت سيتي بولاية إلينوي، تقع بلدة الصلب الرملية الصغيرة على ضفاف الميسيسيبي، حيث توقفت منصات النفط بغرب تكساس عن العمل تماما. وعلى مسافة 700 ميل إلى الشمال، توقفت عن العمل كذلك مناجم الحديد في ولاية مينيسوتا. كانت المنصات النفطية، مع الأنابيب العميقة الضاربة في أعماق الأرض، تستهلك جُل الصلب الذي تنتجه أفران غرانايت سيتي، بينما كانت المناجم توفر إمدادات المواد الخام. وحتى الآن، هناك أكثر من 2000 عامل في مصنع الصلب الأميركي العملاق، الذي لا يبعد كثيرا عن سانت لويس، ينتظرون إذا ما كان دورهم قد حان.
مع حجراتها البراقة وفرقها الرياضية وحتى فريق المشجعات، تحمل مدرسة التلمذة الصناعية التي تخدم حوض بناء السفن التابع للبحرية هنا، في ولاية فيرجينيا الأميركية، شبها لا يكاد يذكر بأحد برامج التعليم المهني التقليدية. وهذا بالضبط هو المغزى.. ففي حين قد يعمل المشجعون كفنيي أنابيب، وكهربائيين وفنيي عزل، إلا أنهم في عطلات نهاية الأسبوع لا يبدون مختلفين بأي شكل عن طلبة الجامعة في أي مكان وهم يهتفون من الخارج لفريق «أبرينتيس سكول بيلدرز». ولكنه بدلا من تكديس ديون طلابية بعشرات آلاف الدولارات، يحصل طلبة المدرسة على راتب سنوي يقدر بـ54 ألف دولار بحلول السنة النهائية للبرنامج الذي مدته أربع سنوات.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
