نك بيلتون
يبدو درج الحاجات غير المرغوب فيها في منزلي كما هو في منزلك سواء بسواء، مليئًا بالعملات المعدنية، والبطاريات الفارغة، والشموع، ولكن خلال العام الماضي، بدأ نوع جديد من الحاجات غير المرغوب فيها في التجمع بذلك الدرج: الأجهزة أو التقنيات الملبوسة. وهناك وجدت جهاز «فيتبت» القديم الخاص بي، لمتابعة اللياقة البدنية الذي استخدمته لأسبوعين فقط، ونسيت شحنه ولم أستعمله مرة أخرى. ها هو يرقد إلى جوار جهاز «جوبون أب»، وهو جهاز متابعة آخر الذي أخبرني ذات مرة أنني مشيت لمسافة ثلاثة أميال في حين كنت أجلس على أريكتي أتناول فشار الذرة وأشاهد أحد الأفلام.
هذه قصة تزخر باهتمام العامة، وتكنولوجيا الأدوات الممكن ارتداؤها في المستقبل، ومعمل سري، وعارضات أزياء، وممارسي قفز بالمظلات، ومثلث حب داخل العمل أنهى زواج ملياردير. إنها قصة «نظارات غوغل». لكن قبل أن نبدأ ربما ينبغي علي أن أوضح ما هي «نظارات غوغل»، إلا أنني لست مضطرا إلى ذلك. فـ«نظارات غوغل» لم تبدأ التسلل إلى العالم فحسب، لكنها أحدثت انفجارا لما سببته من جلبة وصخب اعتدنا عليهما من أي منتج يحمل ضمن اسمه «أبل آي». ومنذ ظهورها عام 2012 تم اعتبارها الأداة التي طالما تاق إليها الجميع بدءا بالأشخاص المملين ووصولا إلى الرؤساء التنفيذيين، والطهاة، والعاملين بمجال الموضة والأزياء.
معدل ضربات قلبي على سبيل المثال 62 نبضة في الدقيقة، وتنفسي 17 عملية شهيق وزفير في الفترة نفسها. وعندما أحتسي كثيرا من أقداح القهوة، أو لدى اقتراب موعد مهم يقفز عدد دقات قلبي إلى 80، وتنفسي إلى 22..
عندما ظهرت كاميرا «لايترو» لأول مرة في عام 2012 كانت حديث المصورين والتقنيين، إذ ماذا تنتظر من كاميرا جرى تطويرها في وادي السليكون في أميركا، واستخدمت كلا من الخبرة التصويرية، وكثيرا من الرموز البرمجية الرفيعة. تلك الكاميرا الأولى من هذا النوع كانت قادرة على القيام بعمليات سحرية فعلا، إذ تستطيع التقاط صورة بأي من الكاميرات العادية، لكن الملف الرقمي الذي تصنعه هذه الكاميرا يعيد تركيز هذه الحقيقة.
لنقر بذلك، فقد نشعر أحيانا بأننا نود تحطيم جهاز الكومبيوتر «بي سي»، أو الهاتف الذكي، أو دفتر الملاحظات الإلكتروني.. فكلنا نشعر بالغيظ أحيانا من التقنيات، مع كل ما يرافقها من بطاريات رديئة، وتحديثات لا تنتهي، وغيرها من المزعجات. ولكن ماذا لو تمكنت أجهزتنا هذه من توقع حدوث هذه المشاعر سلفا، والتقاط تشنجاتنا، وإبلاغنا عن الغضب الذي سيعتمل في قلوبنا، أو أي انفعال آخر، وبالتالي التعامل معه وفقا إلى ذلك؟ الأمر ليس بالجنون هذا كما يبدو.
العلماء إسحق نيوتن، وألبرت أنشتاين، وستيفن هوكنغ.. جالسون معا يتسامرون! لا، هذه ليست نادرة من عالم الفيزياء، بل مشهد من المسلسل التلفزيوني «ستار تريك.. الجيل المقبل»، تجري أحداثه في غرفة الواقع الافتراضي «هولوديك» في الكون الخيالي الذي تبحر فيه سفينة الفضاء هذه. وجرى تحويل نسخ هؤلاء العلماء التي أنتجها الكومبيوتر، ونقلها إلى عام 2300 لكي يجتمعوا ويجلسوا إلى اللفتاننت كوماندر «داتا» قائد السفينة وربانها. ويقول نيوتن «لا أعرف لماذا أنا هنا في المقام الأول».
جميع الأجهزة التلفزيونية هي مستطيلة الشكل، نحيفة، براقة، وذات صوت مدوٍّ. هكذا بدت كلها في معرض لاس فيغاس الدولي للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي أقيم بداية العام الحالي.
تدرك ميغان ميلر أن الصراصير غنية بالبروتين، وتقول إنه يمكن تحضيرها وتحويلها إلى وجبة شهية. ولكن إذا كان هذا الأمر صعب التصديق، فماذا عن الجدجد (صرصار الليل) إذا ما جرى طحنها إلى دقيق لا ترى منه قوائمها ولا أجنحتها؟ ميغان تعتقد أن ذلك ممكن! فهي شريكة في تأسيس مزرعة ناشئة للحشرات في وادي السيليكون، كرست نفسها لتحضير قطع صغيرة من حشرة الجدجد، على شكل لقم يبلغ سعر الواحدة منها 2.50 دولار.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة