لماذا اختفت «نظارات غوغل»؟

من اعتبارها أفضل اختراعات العام قبل عامين إلى منتج لم يكتمل بعد

سيرجي برين الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» يضع «نظارة غوغل» خلال مؤتمر قبل عامين (رويترز)
سيرجي برين الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» يضع «نظارة غوغل» خلال مؤتمر قبل عامين (رويترز)
TT

لماذا اختفت «نظارات غوغل»؟

سيرجي برين الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» يضع «نظارة غوغل» خلال مؤتمر قبل عامين (رويترز)
سيرجي برين الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» يضع «نظارة غوغل» خلال مؤتمر قبل عامين (رويترز)

هذه قصة تزخر باهتمام العامة، وتكنولوجيا الأدوات الممكن ارتداؤها في المستقبل، ومعمل سري، وعارضات أزياء، وممارسي قفز بالمظلات، ومثلث حب داخل العمل أنهى زواج ملياردير. إنها قصة «نظارات غوغل». لكن قبل أن نبدأ ربما ينبغي علي أن أوضح ما هي «نظارات غوغل»، إلا أنني لست مضطرا إلى ذلك. فـ«نظارات غوغل» لم تبدأ التسلل إلى العالم فحسب، لكنها أحدثت انفجارا لما سببته من جلبة وصخب اعتدنا عليهما من أي منتج يحمل ضمن اسمه «أبل آي». ومنذ ظهورها عام 2012 تم اعتبارها الأداة التي طالما تاق إليها الجميع بدءا بالأشخاص المملين ووصولا إلى الرؤساء التنفيذيين، والطهاة، والعاملين بمجال الموضة والأزياء. إنها اللعبة التي لا غنى عنها، والتي ستمثل المعيار الذهبي لفئة جديدة من أجهزة الكومبيوتر التي يمكن ارتداؤها. وقد منحتها مجلة «تايمز» لقب «أفضل اختراعات العام»، وأفردت لها مجلة «فوغ» 12 صفحة، وخصص مسلسل «ذا سمبسونز» حلقة لها، رغم أن هومر أطلق عليها اسم «أوغل غوغولز». وكانت مثار الأحاديث في برامج صباحية ومسائية، وموضوع الكثير من الكتابات الكوميدية في برامج مثل «ساترداي نايت لايف»، و«كولبرت ريبورت»، فضلا عن عدد لا يُحصى من المقاطع المصورة على موقع «يوتيوب». واختبره رؤساء من مختلف أنحاء العالم، فالأمير تشارلز ارتدى واحدة، وكذلك أوبرا، وبيونسيه، وجنيفر لورانس، وبيل موراي. وجاءت لحظة خلال أسبوع الموضة في نيويورك عام 2012 عندما ارتدت ديان فون فيرستينبرغ نظارات «غوغل» حمراء، وجعلت عارضات الأزياء يرتدين ألوانا مختلفة من تلك النظارات أثناء العرض.
وظهرت ديان لاحقا في مقطع مصور لم يُبذل جهد كبير في إنتاجه وهي ترتدي نظارات «غوغل» جديدة من إنتاجها، وتقول لإيزابيل أولسون، أحد المصممين في «غوغل»: «لقد كشفنا عن (نظارات غوغل) للعالم».
وفي إشارة أخرى إلى أهميتها الثقافية، نشرت مجلة «نيويوركر» موضوع من 5 آلاف كلمة يوضح تجربة ارتداء الأداة الجديدة بقلم من يطلق عليه مصمم «نظارات غوغل» الذي دعته «غوغل» لتجربة المنتج. ويروي غاري شتينغارت بطريقة ساخرة كيف عُرض المنتج دون تخطيط في «قطار رقم 6». وسأله رجل أعمال: «هل هذا هو؟»، وقال طالب جامعي: «هذا في منتهى الغباء. إنك محظوظ».
مع ذلك ربما يكون الخبر الأهم هو ما حدث الأسبوع الماضي عندما أعلنت «غوغل» فجأة، ودون سابق إنذار، عن اختفاء «نظارات غوغل» بشكلها الذي عرفناه. يا إلهي، تختفي، وكل هذا المهرجان يذهب سدى؟!
بحسب عدد من العاملين الحاليين والسابقين لدى «غوغل» ممن شاركوا في مشروع «نظارات غوغل»، لم يكن من المفترض أن تنتهي القصة على هذا النحو، لكن أيضا لم يكن من المقرر أن تبدأ بطرحها بهذه الطريقة وما صاحبتها من جلبة.
لفهم ما حدث من خطأ، نحن بحاجة إلى العودة عدة سنوات إلى الوراء إلى ماونتين فيو في كاليفورنيا، والتعمق داخل مكاتب «غوغل» ذات التصميمات الجذابة. ومن بين الشعارات الملونة وأشجار الجميز، خرج مؤسسو الشركة وعدد من المسؤولين التنفيذيين الموثوق بهم بقائمة تتضمن مائة فكرة مستقبلية من ضمنها نظام تموضع عالمي «جي بي إس» داخلي، ومشروع يطلق عليه «غوغل برين»، لكن الإثارة والاهتمام كانا من نصيب نوع جديدة من أجهزة الكومبيوتر التي من الممكن ارتداؤها بالقرب من الجلد أو ربما ارتداؤها كنظارات. وبنهاية عام 2009، اتصل إيريك شميدت، الذي كان الرئيس التنفيذي لـ«غوغل» آنذاك، بسبستيان ثرون، الباحث العبقري في عدة مجالات بجامعة «ستانفورد»، واستعان به لتنفيذ تلك الأفكار. وبعد الطلب منه التفكير في اسم رائج، أطلق ثرون اسم مؤقت على المعمل هو «غوغل إكس»، آملا في العثور على اسم أفضل لاحقا.
بحسب عدد من العاملين في «غوغل» ممن شاركوا في المراحل المبكرة للمشروع، لكنهم رفضوا ذكر أسمائهم، إما لأنهم لا يزالون يعملون لدى الشركة أو لاستمرار علاقتهم المهنية بها، وجد المعمل مكانا سريا له في مقر «غوغل»، حيث شغل الطابق الثاني من مبنى عادي غير لافت للأنظار في 1489 شارع تشارلستون أفينيو. وهناك رأى أول مشروع للمعمل النور، وكان ينتمي إلى نمط الواقع الافتراضي وهو ما أصبح فيما بعد «نظارات غوغل». واستعان ثرون بمجموعة من العلماء البارزين والباحثين للعمل على «غلاس»، وكان من بينهم أسترو تيلر، وباباك بارفيز، وكلاهما معروف في عالم أجهزة الكومبيوتر التي يمكن ارتداؤها، والمصممة أولسون. وقبل مرور فترة طويلة انضم إليهم سيرجي برين، أحد مؤسسي «غوغل»، لتقديم المساعدة في إدارة المشروع.
من المهم ملاحظة أمرين عن برين؛ الأمر الأول هو أن برين في ذلك الوقت كان متزوجا من آن ووجيسكي، صاحبة مشروع في الاختبارات الوراثية، وهي أم طفليه. الأمر الثاني هو أنه كان معروف في «غوغل» بإصابته بما كان يشير إليه بـ«اضطراب العجز عن الانتباه لمشروع»؛ فبعدما يكون مهووسا بمشروع، ما يلبث أن ينتقل إلى مشروع آخر. ورفض برين التعليق على هذا الأمر في هذا المقال. وفي ظل تولي برين وثرون المسؤولية، نجح مشروع «غوغل إكس» والنظارات في التواري عن الأنظار لأكثر من عام. وقال أحد العاملين على ذلك المشروع: «كان العاملون في (غوغل) يسيرون إلى جانبه كل يوم دون أن يعرفوا ما الذي يحدث في الداخل». وظل الأمر كذلك حتى عام 2011 عندما كشفت أنا وزميلتي كلير كين ميلر أمر معمل «غوغل» السري، وأوضحنا تفاصيل عن بعض المشروعات التي أجريت به.
وفي ذلك الوقت، كان هناك اختلاف قوي في طريقه للحدوث بين مهندسي المعمل بشأن الوظائف والأغراض الأساسية لـ«النظارات»؛ حيث رأت مجموعة أنه ينبغي ارتداؤها طوال اليوم مثل أي «جهاز رائج»، في حين رأت مجموعة أخرى أنه ينبغي ارتداؤها في حالات محددة للقيام بوظيفة بعينها. مع ذلك اتفق الجميع على أن النموذج الحالي يتضمن مشاكل كبيرة ينبغي العمل على حلها.
وكان هناك صوت مختلف بارز، وهو برين، الذي كان يعرف أن «النظارة» منتج لم يكتمل بعد وبحاجة إلى المزيد من العمل، لكنه أراد أن يتم ذلك علنا لا داخل معمل محاط بسرية شديدة. وأوضح برين أنه ينبغي طرح المنتج للمستهلكين والاستفادة من آرائهم في تطوير التصميم. ولتأكيد أن النظارة عمل لم يكتمل بعد، قررت شركة «غوغل» عدم بيع النسخة الأولى له في متاجر التجزئة، بل منحها لمن أطلقت عليهم مستكشفي «غوغل غلاس»، وهم مجموعة من محبي الأجهزة الإلكترونية والصحافيين الذين دفعوا 1500 دولار مقابل الحصول على ميزة أن يكونوا أول من يجرب المنتج. لكن جاءت الاستراتيجية بنتائج معاكسة، حيث زاد هذا النهج الحصري من الاهتمام، وأحدثت المنابر الإعلامية ضجة للحصول على القصة. ومع انفجار الاهتمام الشعبي لم تشعل «غوغل» النار فحسب، بل صبّت الوقود عليها.
وقال أحد العاملين السابقين لدى «غوغل»: «كان الفريق داخل معمل (غوغل إكس) يعلم أنه لم يتم الانتهاء من المنتج ولم يحن وقت طرحه».
وكان لدى فريق التسويق في «غوغل» وبرين خطط أخرى. على سبيل المثال خلال مؤتمر لمطوري «غوغل» في يونيو (حزيران) 2012 هبط مظليون وهم يرتدون النظارة أعلى قاعة المؤتمرات، وتسابقوا بالدراجات على السطح، ووصلوا إلى قاعة الاجتماع وسط موجة من التصفيق الحاد. وبدا على برين الاستمتاع بالانتباه والاهتمام. في وقت لاحق من ذلك العام، جلس برين في الصف الأمامي بأحد عروض فون فيرستينبرغ وهو يرتدي النظّارة بكل فخر.
كانت النظارات «تجربة لا منتجا، لذا لم تحقق أي نجاح أو فشل، لكنها كانت مصدر إلهام لمنتجات أخرى مماثلة. لم يكن من المفترض أن يتم تقديم النظارة بهذا الشكل. ولم تكن تلك هي التجربة التي كان يأمل مهندسو (غوغل) الوصول إليها أثناء العمل عليها؛ بل كان الأمر أشبه بمشاهدة أحدهم يهمس بسر مستخدما مكبر صوت».
مع ذلك كانت عارضات الأزياء والمظليون قادرين على القيام بالكثير، وبدأ التألق يخفت ويتبدد شيئا فشيئا. ووصف الناقدون التكنولوجيون، الذين جربوا «غلاس»، بأنها «أسوأ منتج على الإطلاق» في إشارة إلى احتوائها على بطارية منخفضة الجودة، وأنها كانت «منتجا مليئا بالثغرات».
كذلك كانت هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية، حيث كان الناس يخشون تسجيل لحظات خاصة حميمية، مثل التبول، كما حدث لي خلال مؤتمر آخر لـ«غوغل» عندما كنت محاطا بمجموعة من مرتدي نظارات «غوغل غلاس». وتم منع دخولي إلى حانات، ودور سينما، وكازينوهات لاس فيغاس، فضلا عن أماكن أخرى، لحماية العملاء من التعرض للتسجيل لهم دون علمهم.
وتحولت نظارات من مشروع سري إلى أضحوكة؛ فقد بات هناك موقع باسم «رجال بيض يرتدون غوغل غلاس». وفي بداية عام 2014 ضربت فضيحة جديرة بالنشر في صحيفة صفراء معامل «غوغل إكس». فبين الطابعات ثلاثية الأبعاد والشرائح الصغيرة نشأت علاقة حب بين برين وأماندا روزينبرغ، مديرة تسويق لـ«غوغل غلاس» ساعدت في تنظيم عرض أزياء ديان فون فيرستينبرغ. كان برين على وشك قطع علاقته بزوجته بسبب روزينبرغ التي كانت بدورها على وشك قطع علاقتها برفيقها الذي كان يعمل في «غوغل» هو الآخر. وفي تطور أغرب من ذلك نشرته مجلة «فانيتي فير»، تبين أن زوجة برين صديقة لروزينبرغ. ويبدو أنه منذ تلك اللحظة بدأ وهج «نظارة غوغل» يخبو، حيث غادر عاملون شاركوا في المشروع منذ البداية ومنهم بارفيز. وتوقف برين، الذي كان يعالج الآثار الناجمة عن علاقته في «غوغل»، عن ارتداء النظارات علنا. وهكذا وصلنا إلى إعلان «غوغل» المفاجئ، الشهر الماضي، عن إنهاء برنامج مستكشف «غلاس». وكان هذا بمثابة إعلان وفاة «غوغل غلاس» إلى حد كبير، لكن ربما لا يكون هذا صحيحا؛ فقد شوهدت نظارات «غلاس» في حياتها الجديدة تحت إشراف إيفي روس، مصممة الحلي ومديرة قسم النظارات الذكية في «غوغل»، وطوني فاضل، الرئيس التنفيذي السابق للمنتجات في «أبل» ومسؤول عن الإبداع في «نيست».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».