«هولوديك».. نظم لعوالم افتراضية من الخيال العلمي

تعتمد على طرق المحاكاة الكومبيوترية

نظام «هولوديك» من «إيه إم دي» شيّد على شكل قبة تغطى جدرانها بأجهزة العرض
نظام «هولوديك» من «إيه إم دي» شيّد على شكل قبة تغطى جدرانها بأجهزة العرض
TT

«هولوديك».. نظم لعوالم افتراضية من الخيال العلمي

نظام «هولوديك» من «إيه إم دي» شيّد على شكل قبة تغطى جدرانها بأجهزة العرض
نظام «هولوديك» من «إيه إم دي» شيّد على شكل قبة تغطى جدرانها بأجهزة العرض

العلماء إسحق نيوتن، وألبرت أنشتاين، وستيفن هوكنغ.. جالسون معا يتسامرون! لا، هذه ليست نادرة من عالم الفيزياء، بل مشهد من المسلسل التلفزيوني «ستار تريك.. الجيل المقبل»، تجري أحداثه في غرفة الواقع الافتراضي «هولوديك» في الكون الخيالي الذي تبحر فيه سفينة الفضاء هذه. وجرى تحويل نسخ هؤلاء العلماء التي أنتجها الكومبيوتر، ونقلها إلى عام 2300 لكي يجتمعوا ويجلسوا إلى اللفتاننت كوماندر «داتا» قائد السفينة وربانها.
ويقول نيوتن «لا أعرف لماذا أنا هنا في المقام الأول». وعلى الرغم من أن المشهد يجري في المستقبل، غير أن بعض العلماء والباحثين يقولون إنه سيكون هنالك شيء من هذا، أي «هولوديك» holodeck في عام 2024. فإذا كنت تملك ما يكفي من المال، فقد تستطيع شراء واحد من هذا القبيل الآن، على الرغم من أنه سيكون خاما غير ناضج تقنيا، مقارنة بـ«هولوديك» في السفينة «ستار تريك».

* عوالم افتراضية
كل هذا جزء من سعي شركات الكومبيوتر، وهوليوود، وصانعي ألعاب الفيديو، إلى تقريب التسلية والترفيه من الواقع، أو على الأقل نسخة من الواقع من فعل الكومبيوتر. فبدلا من مجرد مشاهدة الأفلام، يذهب التفكير بعيدا لكي نصبح نحن جزءا من الرواية، لنرى الأشخاص والأشياء تتحرك حولنا في غرف نومنا. وبذلك يتمكن الممثلون من التحدث إلينا، ويتمكن اللاعبون الذين يسترخون على الأرائك من الدخول في الألعاب ذاتها، فيمكنهم مثلا تناول مضرب للكرة في ملعب أميركي مشهور مكتظ بالجماهير الهاتفة، التي تحمسك وتهتف لك. وكل ذلك من نتاج المحاكاة الكومبيوترية التي تشاركك في المباراة.
وفي هذا الصدد، يقول فيل روجرز من «أدفانسد مايكرو ديفيزيز (إيه إم دي) الشركة الصانعة للشرائح الكومبيوترية»، إن «(هولوديك) هو أمر ركزنا اهتمامنا عليه منذ بضع سنوات كهدف مستقبلي من شأنه أن يشكل تسلية غامرة فعلا، وكان يبدو كحلم قبل عشر سنوات، لكنه بات أقرب إلى الواقع الآن».
وفي مقر شركة «إيه إم دي» في سانيفيل في ولاية كاليفورنيا، قام روجرز وفريقه بتشييد نسخة من «هولوديك» التي كانت أشبه بقبة مغطاة بأجهزة عرض من الجدار إلى الجدار. وتستخدم الغرفة الصوت المحيط والواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات لإنتاج مثل هذا العالم الحقيقي، «ففي نهاية المطاف سيصبح ورق الجدران ذكيا ويغطي غرفة الجلوس برمتها لننغمس جميعا بالصور الثلاثية الأبعاد»، وفقا لميشيو كاكو المتخصص بالفيزياء النظرية.
ولكن كيف سنسير وسط مثل هذه العوالم الافتراضية من دون الاصطدام بالأسرّة أو الجدران؟ لقد تمكن مختبر الأبحاث التابع للجيش الأميركي من حل هذه المشكلة، فقد صنع أرضية السير الآلي المتحركة (تريدميل) الكلية الاتجاهات، التي مكنت الأشخاص من التوهم أنهم يتحركون في أرجاء الغرفة، بينما الأرضية هي التي تتحرك والشخص واقف في مكانه.
وقد يبدو كل ذلك مسليا، لكنه يبدو أيضا مرعبا بالنسبة إلى بعض الصناعات، فكإنتاج جانبي، قد يقضي «هولوديك» على الشركات الصانعة للتلفزيونات التقليدية التي تعاني سوقها من الضعف أصلا، بحيث قدر عدد المبيعات منها في العام الماضي نحو 226 مليون جهاز فقط، استنادا إلى شركة الأبحاث «آي إتش إس».
كذلك قد يعاني قطاع السفر التجاري في أميركا الذي من المتوقع ألا يجني أكثر من 288 مليار دولار هذا العام، استنادا إلى «غلوبال بيزنيس ترافل أسوسيشن»، مع تدني كلفة «هولوديك» وتحولها إلى إنتاجية أوسع بدلا من ركوب الطائرات، وحجز الفنادق، ومعاناة تعب السفر، كل ذلك مقابل جلسة «هولوديك» لا تتعدى الـ30 دقيقة.
لكن كل هذا الواقع الافتراضي قد يصبح كثيرا بالنسبة إلى الكثيرين منا. ورغم هوايتي بممارسة الألعاب بين الحين والآخر، والاستمتاع بها قبل النوم، لكنني غير متأكد أنني أرغب في الدخول إلى مناطق الحرب، ورؤية الأشلاء المقطعة، بل أرغب فقط ببعض منها تقربني من الواقع العادي. وحتى الآن تبدو الألعاب هي التي تحرك هذه التقنية، وما تتطلبه من عمليات كومبيوترية. ومثل هذه الرغبة في التعمق بمثل هذه التقنية ربما مردها الإبقاء على قانون «مور»، وفقا إلى براد تيمبلتون ذي النظرة المستقبلية، وعضو مجلس إدارة «إلكترونيك فرونتير فونديشن»، مشيرا إلى أن عدد الترانزستورات في شبه الموصلات يتضاعف كل سنتين، تماشيا مع القانون المذكور. ويضيف تيمبلتون أن «هولوديك» قد تغير عالم التصوير الفوتوغرافي أيضا.

* بين الواقع والوهم
كذلك يبدو أن «مايكروسوفت» في مقدمة مطوري هذه التقنية أيضا، بعدما حازت على العديد من براءات الاختراع المتعلقة بهذا المجال، فضلا عن تشييد نماذج أولية في المختبرات، إذ يقول أندي ولسون الباحث الرئيس في «مايكروسوفت»، إن مختبره أنتج ما يسمى «إلومي روم» IllumiRoom التي تنتج صورا وهمية لمناطق تحيط بالتلفزيون، مما يجعل الأثاث الفعلي كما لو أنه يتحرك بتشوه واعوجاج، وذلك عن طريق استخدام جهاز العرض. وذكر في هذا الصدد أنه «يمكننا القيام بأشياء مثل جعل الأثاث والمفروشات تختفي من الغرفة».
ومن مشاريع أبحاث «مايكروسوفت» الأخرى ما يسمى «لايتسبايس» Lightspace، الذي هو ثريا رقمية يمكنها تحري الأشخاص والأجسام في الغرفة، وبالتالي عرض الصور من السقف لتغطي الجدران والأرضية.
وفي العام الماضي قام الباحثون بجامعة إلينوي في شيكاغو بإنتاج نسخة من «هولوديك» تدعى «كايف 2» بتمويل من «مؤسسة العلوم القومية» في أميركا، ووزارة الطاقة. ويستخدم النظام هذا شاشة بطول ثماني أقدام تغطي 360 درجة من الغرفة، ويمكن استخدامها كنموذج لأحوال الطقس في العالم، ودراسة الأساليب التي تعمل بموجبها الأدوية والعقاقير في الجسم البشري، وبالتالي مساعدة الأطباء على القيام بالعمليات الجراحية.
وحذر الدكتور كاكو أن ثمة أخطارا تكتنف هذه التقنية، «فقد يفضل الأشخاص في يوم ما العيش في كنف العالم الافتراضي، بدلا من العالم الحقيقي». وهذا ما حصل في إحدى حلقات مسلسل «ستار تريك» مع الملازم ريجنالد باركلي، الذي بات يعتمد على النسخ الكومبيوترية لزملائه في المركبة، طلبا لصدقاتهم، بدلا من صداقات العالم الحقيقي. وفي نهاية المطاف يطلب علاجا من الكوماندر ديانا، تروي المستشارة النفسية على السفينة، لانتزاع نفسه من عالم المحاكاة، والعودة إلى الحياة اليومية العادية.

* خدمة «نيويورك تايمز»



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).