بإضافة كلمة «جرائمه» إلى عنوان أحدث سيرة صدرت عن السير ونستون تشرشل، يَعِدُ طارق علي، المفكر اليساري البريطاني من أصل باكستاني، القارئ بـ«سرديّة تخالف تلك السائدة في كتب التاريخ المدرسي والصحافة الشعبيّة البريطانيّة» التي لطالما قدمت رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالميّة الثانية كأفضل زعيم بريطاني على الإطلاق، وتوّجته بطلاً قومياً لها.
أثار كتاب ألستير هاملتون «العرب والمستعربون... مقالات مختارة*» عند صدوره قبل أشهر اهتماماً استثنائياً في الأوساط المتخصصة بالدراسات العربيّة والإسلاميّة في العالم الغربي، بوصفه إحدى المحاولات النادرة في تأريخ اهتمام الغرب بتلك النوعيّة من الرصد المؤسسي المحترف والأكاديمي لكل ما يتعلّق بثقافة ولغة العالم العربي (والإسلامي عموماً)، ليس للوقائع والأسماء فحسب، وإنما للبحث في الغايات من وراء تلك الجهود، وتحولات هذي الغايات عبر المراحل التاريخية المختلفة. وربّما هو الأهم.
لا يزال اسم الكاتب والناقد والمفكّر طه حسين (1889 - 1973) حاضراً بقوة في مصر والعالم العربي وتحولت أعماله المنشورة مع مرور الوقت إلى كلاسيكيّات لا غنى عنها لكل باحث في قضايا الأدب العربي ومسائل الثقافة في القرن العشرين، لا سيّما كتابه الأشهر «في الشعر الجاهلي – 1926»، الذي أثار معارك فكريّة طاحنة، وما زال موضع جدال وأخذ ورد إلى اليوم.
لعل جولة سريعة للبحث في عقلانية المحتوى المتداول على الصحف والمواقع الإعلامية وأدوات التواصل الاجتماعي ستشير حتماً إلى أزمة معرفية شاملة مما يسميه الفلاسفة بـ«التفكير السيئ» – أي غياب الحجة وراء الادعاءات ورفض الأدلة لدى توفرها - لا تمس أفكار الناس العاديين وتعاطيهم مع العالم والأحداث من حولهم فحسب، وإنما تتغشى أيضاً طروحات المتعلمين والمثقفين على مسرح اليوم، الذين هم بشكل أو آخر نخبة عالمنا وقادته الفكريون.
أثار الغزو الروسي لأوكرانيا اهتماماً مضاعفاً في أوساط عدّة أوسع من نطاق الخبراء والمتخصصين بالشأن الروسي لقراءة العقل السياسي للرئيس فلاديمير بوتين في محاولة لتفسير قراراته وتوقع توجهاته، لا سيّما فيما يتعلّق بالمواجهة العسكرية الأخيرة التي تتجه يوماً بعد يوم إلى مزيد من التصعيد، وقد تقود في ظروف ما إلى صراع أوسع من شرقي أوروبا. والحقيقة، أن اختلاط الدّعاية السياسيّة بالحاجة العمليّة إلى تفكيك النّسق الفكري الذي يدور في رأس الزّعيم الروسي والتنبؤ بالخطوات التالية لرجل يحكم واحدة من دول العالم العظمى بقبضة حديدية منذ مطلع القرن الواحد والعشرين أنتج سلسلة من التخرصات الأقرب إلى التفكير الرغائبيّ
منذ الأزمة الماليّة العالميّة نهاية العقد الماضي والحديث عن إخفاقات الليبراليّة لا يكاد يتوقف، وتقاطر كتّاب من كل الاتجاهات يميناً ويساراً لتأبين المشروع الليبرالي ووصف توحّش تطبيقاته وخواء الديمقراطيّات والتحاق الطبقات المتلبرلة بمشاريع تحركها من وراء ستر آيديولوجيّات محافظة متطرفة. وكان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت ما «أن الديمقراطية الليبرالية عفا عليها الزمن».
على هامش ترَقُّب إعلان القائمة القصيرة للنسخة الخمسين من جائزة «ولفونسون» البريطانيّة المرموقة التي تكرّم سنوياً أفضل الكتب المتخصصة في التاريخ، الصادرة حديثاً باللغة الإنجليزيّة، تلقت الجائزة مديحاً نادراً من الصحافة؛ ليس لدورها لناحية دعم النّشر في هذا المجال فحسب؛ بل أيضاً لمساهمتها البارزة في التعريف بأعمال مؤرخات نساء كثيرات مع زملائهن المؤرخين، وهي مسألة لطالما أثارت جدلاً واسعاً في المملكة المتحدة، بشأن النسب المتدنية لتمثيل الكاتبات في فضاء الجوائز الأدبيّة المتعددة التي تمنح في هذه البلاد، لا سيما بعدما أطلقت روائيات نساء جائزة سنوية للكتابة الأدبيّة، تخصص حصراً لروايات خطّت بأقلام نس
قبل أقلّ من 20 عاماً، وبالتحديد في 21 مارس (آذار) 2006، تأسس في الولايات المتحدة موقع التواصل الاجتماعي الأزرق «تويتر». ومن يومها لم يعد العالم ذاته – أقلّه في فضاء ما صار يعرف بـ«الحروب الثقافيّة» – العالم من قبل. لقد افترس هذا الموقع الأنيق من حينها نقاط ضعف البشر سعياً لسرقة اهتمامنا والتأثير على سلوكياتنا ونظرتنا للأشياء وتوريطنا في صراعات وخلافات استقطابيّة بين معسكرات متناقضة لا يمكن جسرها.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة