محمود أبو عواد
مرت ليلة عصيبة جدا على سكان قطاع غزة، لم تمر مثلها منذ سنوات طويلة تحت أصوات الصواريخ والقذائف التي ضربت كل جزء من القطاع الذي عاش ليلته تحت وابل قنابل الإنارة التي أضاءت سماء غزة فعوضت الفلسطينيين جزءا من بصيرة الحياة المظلمة في ظل انقطاع الكهرباء. أكثر من 22 ساعة متواصلة لم يرَ فيها الفلسطينيون الكهرباء التي تُعدّ عصب الحياة، وامتدت المأساة إلى الماء الذي يرتبط توفره بوجود الكهرباء، حتى باتت حياة السكان «جحيما لا يطاق». وفي ليل غزة جلس جاري أبو علي في شرفة بيته يرقب منها الغارات الإسرائيلية، بينما أنا أنظر من نافذتي إلى السماء وهي تمتلئ بقنابل الإنارة التي لم تترك أيا من أحياء القطاع إلا وأن
في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي النصر بمدينة غزة، يجلس السوري ذو الأصول الفلسطينية فاضل الوادية، يتحسر على ما آلت إليه حياته بعد أن فر من سوريا بفعل الدمار الذي لحق بالمخيم الذي كان يعيش فيه بريف دمشق، ليجد نفسه مهجرا مرة أخرى ليعيش مرارة جديدة. وكان الوادية وصل في التاسع من مارس (آذار) 2013، عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة، أملا في أن يقضي حياة جديدة بعد أكثر من عام عاشه وعائلته في مخيم السبينة بريف دمشق، تحت القصف العنيف الذي دمر مخيمه وأجبره على مغادرته فارا إلى خارجه قبل أن ينجح بالخروج من سوريا ليستقر به الحال في القطاع. الوادية واحد من بين 170 عائلة س
كانت لحظات من الرعب حين نادتني شقيقتي النازحة من حي الشجاعية وهي تطلب مني المجيء فورا للبحث عن أبنائها الذين ذهبوا للمتنزه الوحيد في مخيم الشاطئ الذي أسكن به، وبدا عليها الغضب الشديد والخوف والقلق بعد غارة إسرائيلية. كنت قبلها بلحظات سمعت إطلاق الطائرات الحربية ستة صواريخ على المخيم أحدثت انفجارات عنيفة، واعتقدت حينها أنها سقطت في أرض خالية، كما حصل في أوقات سابقة، لكنني صعقت حين علمت أنها استهدفت المتنزه ومحيطه.
يتابع سكان قطاع غزة، عن كثب الاتصالات العربية والدولية الحالية في عدد من العواصم في العالم لبحث الشروط التي تطالب بتحقيقها الفصائل الفلسطينية وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق تهدئة يوقف إطلاق النار ويلبي تطلعات الجانبين وفقا لرؤية كل منهما وحاجته لتلك التهدئة على الصعيد الأمني والسياسي وحتى الاقتصادي. وانقسم الفلسطينيون الذين استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم بشأن المقترحات والمبادرات التي قدمت من عدة جهات وأعربت غالبيتهم، بعيدا عن الجهات التي قدمت تلك المبادرات، عن أملهم في أن تحقق لهم مستقبلا جديدا بعيدا عن الحروب والدمار الذي لحق بهم بعد مرور 22 يوما من العدوان الإسرائيلي الذي تصاعدت حدته في الأيام ال
استيقظت هذا الصباح مجددا على أصوات تجدد الغارات الإسرائيلية العنيفة على غزة مع الإعلان عن فشل الهدنة الإنسانية في الصباح، ثم إعادة تثبيتها مع ظهر اليوم، وكانت أولى الغارات استهدفت منزلا لا يبعد عن منزل عائلتي أكثر من 650 مترا، فأفزع القصف كل سكان مخيم الشاطئ وحي النصر والمحيط بأكمله. خرجت مسرعا من البيت كالعشرات من سكان المخيم لنرى الدمار الذي حل بعائلة الدجني الذي استهدف منزلها مما ألحق أضرارا ببعض المنازل المجاورة في المخيم، ولفت انتباهي حينها أن الكثير من الأطفال لم يهابوا القصف فسارعوا لرؤية مكان الغارة الإسرائيلية، قبل الكبار، ووقفوا على أنقاض المنزل وما لبثوا أن غادروا المكان وهم يرددون
ما إن اتجهت عقارب الساعة نحو الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي في الأراضي الفلسطينية، أمس، حتى توجه الآلاف من الفلسطينيين المشردين نحو الأحياء التي نزحوا لتفقد منازلهم التي اضطروا لتركها تحت وابل الصواريخ والقذائف الإسرائيلية التي أوقعت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
ليلة السابع والعشرين من رمضان الجاري لم تكن مثل كل الليالي من شهر رمضان في الأعوام السابقة في قطاع غزة، مئات الآلاف من السكان كانوا يخرجون في الليالي العشر الأخيرة وخاصة ليلة 27 من الشهر المبارك إلى المساجد بهدف الاعتكاف والقيام. يمر رمضان هذا العام على غزة حزينا، حتى باتت المساجد يتيمة لا مصلين فيها، بعد أن مس الاحتلال بالبشر والشجر والحجر ولم يبق شيء إلا وقد أصابته الصواريخ حتى دور العبادة التي طالها القصف متعمدا فدمر عددا كبيرا منها وأحدث أضرارا بعدد أكبر. كنت في مثل هذه الليالي المباركة أمضي بعيدا عن حياتي الاعتيادية وأعمالي اليومية، وينطبق هذا على عشرات الآلاف من سكان القطاع الذين يحبذون
مر هذا الصباح وكأنه كابوس على عائلتي وعلى مخيم الشاطئ بأكمله إن لم يكن على كافة مناطق قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، فالمياه التي تُعد «نبض الحياة» لم تصل إلى سكان المخيم منذ خمسة أيام وفي بعض مناطقه لم تصلها منذ 19 يوما على التوالي لتنذر بمزيد من الكوارث التي تحل بنا. هذا الكابوس فاقم معاناتنا هنا في منزل عائلتي، وفي منزل جاري وكافة منازل المخيم والأحياء المجاورة، فانقطاع المياه باستمرار قد يسبب كارثة بيئية وصحية. مرت ثلاثة أيام لم تتمكن والدتي من غسل المنزل، هي تدبر أمورها في غسل الأواني بعد الإفطار من بعض المياه التي كانت تخزنها في بعض البراميل الكبيرة، وهكذا تعيش نساء المخيم وبعضهن لا يجدن ا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة