لويز تايلور
ربما يكون أكثر سؤال يتم توجيهه للمدير الفني السابق لمنتخب ويلز والحالي لنادي سندرلاند، كريس كولمان، هو: «لماذا سندرلاند بالتحديد الذي قررت تولي تدريبه؟». وعادة ما يرد كولمان على هذا السؤال بالمزاح والفكاهة، لكن حديثه في الآونة الأخيرة عن «ليال بلا نوم» والأوقات التي «تدمر روحه» في المنطقة الفنية المخصصة للمديرين الفنيين بجوار خط التماس، تنمي الشعور السائد بأنه قد أصبح «في منتصف إعصار» و«يحدق في الهاوية».
توقع مالك نادي ميدلزبره، ستيف غيبسون، أن فريقه سوف «يسحق فرق الدرجة الثانية (تشامبيون شيب) في الدوري الإنجليزي»، بينما تحدث مدرب هال سيتي الجديد، الروسي ليونيد سلوتسكي عن الاحتفال بالصعود عبر «الغناء والرقص». أما مدرب سندرلاند الجديد، سيمون غرايسون، فقد كشف عن طموحاته لتولي تدريب «هذا النادي العظيم» داخل إطار الدوري الممتاز. وبعد مرور ما يزيد قليلاً على نصف الموسم، ورغم تلقي كل ناد 47 مليون جنيه إسترليني، أقدمت الأندية الثلاثة الهابطة من الدوري الممتاز مايو (أيار) الماضي على تغيير مدربيها.
يروق للمسؤولين التنفيذيين بأندية كرة القدم المبالغة في حديثهم عن جهود تحري الدقة التي يبذلونها قبل الإقدام على تعيين أي مسؤول جديد، لكن مثل هذه العبارات الطنانة أحياناً ما تنتهي إلى لا شيء على أرض الواقع. ويحق لأي شخص تابع بانتظام مباريات فريق سندرلاند الموسم الماضي، التعجب من حجم الجهود التي بذلها مسؤولو وستهام يونايتد قبل الإقدام على تعيين ديفيد مويز محل سلفين بيليتش في منصب المدرب. على سبيل المثال، هل تحدثوا إلى نجم الهجوم جيرمين ديفو؟ خلال مقابلة كاشفة أجراها الخريف الماضي، قال فيها لاعب بورنموث الحالي وهداف سندرلاند السابق، إنه شعر بأن مستوى سندرلاند تراجع بشدة تحت قيادة مويز.
فقد مدرب نيوكاسل رافاييل بينيتيز كل ثقته بالنظام الذي يترأسه مالك النادي مايك آشلي داخل نيوكاسل يونايتد، ولم يعد ينظر إلى عمله داخل النادي كوظيفة طويلة الأمد. ومن المعتقد أنه سيبدي انفتاحا على عروض بديلة للعمل في أندية أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز في ذات حجم نيوكاسل يونايتد. ومع أن مدرب نيوكاسل يونايتد لن يرحل في أعقاب الإجراءات الكارثية التي اتخذتها إدارة النادي خلال موسم الانتقالات، فإن هذا لا ينفي أن ثمة غضبا عارما يعتمل في نفس بينيتيز، بجانب شعوره بالإحباط الشديد، ويبدو المدرب مستعدا للتفكير في بدء مرحلة جديدة من مسيرته المهنية بعيدا عن نيوكاسل.
بعد الثامنة صباح الاثنين بقليل، ارتفع الحاجز الأمني داخل منشأة تدريب رياضية بإحدى الضواحي ودخلت سيارة رفاييل بينيتيز «العالم الموازي» الذي يشار إليه أحياناً باسم نيوكاسل يونايتد. وفي غضون بضع دقائق، جرى التقاط صور للمدرب بينما حمل وجهه ابتسامة دافئة قبل أن يتوجه إلى مكتبه وينتظر قدوم لاعبي الفريق الأول الذين يتهيئون لخوض استعدادات ما قبل انطلاق الموسم الجديد. وبدت لغة جسد بينيتيز بعيدة تماماً عن تلك التي من المفترض أن تصدر عن مدرب يفكر في الاستقالة. وأكدت مصادر من داخل النادي أنها تتوقع استمراره في منصبه بحلول انطلاقة الموسم الجديد من بطولة الدوري الممتاز الشهر القادم.
قال حارس مرمى نادي تشيلسي الإنجليزي، تيبو كورتوا، إن لاعبي فريقه عانوا بشدة بسبب تدهور مستوى الفريق الموسم الماضي، مشيدا بزملائه في الفريق بعد هذه العودة القوية.
كثيراً ما يجري تصوير ستيف غيبسون، وعن حق تماماً، باعتباره رجلاً يملك السمات المثالية اللازمة لإدارة نادي كرة قدم. وبالفعل، ثمة أسباب مشروعة تفسر السبب وراء النظر إلى مالك ورئيس نادي ميدلزبره، باعتباره النموذج المثالي للشخص الذي ينبغي له تقلُّد مثل هذا المنصب، رغم الصورة المهتزة بشدة هذا الموسم. في العادة، يعتبر الوفاء من الصفات المحمودة، لكن في هذه الحالة على وجه التحديد أثبتت هذه السمة أنها قادرة على تدمير صاحبها، ذلك أن غيبسون انتظر لفترة طويلة للغاية حتى اتخذ أخيراً قراره بالتخلي عن المدرب أيتور كارانكا.
تحوم الشكوك حول مستقبل المديرين الفنيين واللاعبين في الأندية الثلاثة التي هبطت بالفعل من الدوري الإنجليزي الممتاز هال سيتي ووميدلزبره وسندرلاند، لكن الإعانات المالية التي تحصل عليها تلك الفرق تجعل هدفها الأول هو الصعود للدوري الممتاز مرة أخرى. الـ«غارديان» تلقي الضوء هنا على بعض القضايا التي ستواجه هذه الأندية الثلاثة بعد الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى... هل سيستمر المدير الفني مع الفريق الموسم المقبل؟ أي أن اللاعبين سيسعى النادي للإبقاء عليهم؟ وهل هناك فرصة لبقائهم؟ هل سيترك ذلك فريقا قادرا على الصعود للدوري الممتاز مرة أخرى؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة