قال رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، إن الحوار السعودي - الإيراني الذي أدار جلساته في بغداد كان صريحاً وشاملاً ومثمراً، «ولهذا أتوقع عودة قريبة للعلاقات بين البلدين، ولما فيه مصلحتهما ومصلحة شعوب المنطقة». وكان الكاظمي يتحدث إلى «الشرق الأوسط» قبل أيام من صدور البيان الصيني - السعودي - الإيراني. وفي أول حديث له منذ انتهاء مهامه على رأس الحكومة العراقية، أكد الكاظمي أن «هناك من يحاول شيطنتي وتحميل حكومتي كل عيوب النظام السياسي والحكومات السابقة في السنوات العشرين الماضية».
في نظام ما بعد صدام حسين يقيم رئيس الوزراء العراقي على خط الزلازل. صلاحياته واسعة والألغام هائلة. فهناك لا بد من أميركا التي نتج هذا النظام بفعل غزوها الذي اقتلع نظام البعث، ولا بد من إيران التي سارعت إلى ملء الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الأميركي. وبهذا المعنى يقيم رئيس الوزراء العراقي بين واشنطن وطهران، ويتأثر بتعقيدات العلاقة الشائكة بينهما. وفي الداخل يقيم بين العرب والأكراد وهو مطالب بمعالجة الهواجس القديمة والجديدة بين بغداد وأربيل. ويقيم أيضاً بين الشيعة والسنة وهو مطالب بتوفير الضمانات والضمادات، مهمة تبدو للوهلة الأولى شبه مستحيلة.
مرت أمس ذكرى إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006. لم تكن العقوبة مستغربة. لكن ما رافق عملية الإعدام وتبعها أعطى للذكرى طابعاً حاداً أحرج القاضي رؤوف رشيد الذي نطق بالحكم، علماً أنه كان بعيداً يوم التنفيذ. ضاعف من الإثارة شريط فيديو انتشر على نطاق واسع وهو يظهر الحبل ملتفاً حول عنق صدام وسط هتافات بعض الحاضرين: «مقتدى، مقتدى، مقتدى»، في إشارة إلى الزعيم العراقي مقتدى الصدر، وبين عائلته وبين صدام خصومة عنيفة وثارات. اتخذ الحدث طابع الحدة حين اندرج في الحسابات المذهبية، لكون التنفيذ تم فجر يوم عيد الأضحى المبارك.
مرت أمس، ذكرى إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006. لم تكن العقوبة مستغربة. لكن ما رافق عملية الإعدام وتبعها أعطى للذكرى طابعاً حاداً أحرج القاضي رؤوف رشيد الذي نطق بالحكم، علماً بأنه كان بعيداً يوم التنفيذ. ضاعف من الإثارة شريط فيديو انتشر على نطاق واسع وهو يظهر الحبل ملتفاً حول عنق صدام وسط هتافات بعض الحاضرين «مقتدى، مقتدى، مقتدى»، في إشارة إلى الزعيم العراقي مقتدى الصدر، وبين عائلته وصدام خصومة عنيفة وثارات. اتخذ الحدث طابع الحدة حين اندرج في الحسابات المذهبية كون التنفيذ تم فجر يوم عيد الاضحى المبارك.
تحليل إخباري هل يشبه «العشرون» الصيني نظيره السوفياتي؟
هل سيتذكر العالم المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، المنعقد حالياً في بكين، ويعتبره منعطفاً تاريخياً على غرار ما فعل مع المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي؟ للوهلة الأولى يبدو السؤال غريباً. بين المؤتمرين ما يزيد على ستة عقود تغير فيها العالم وتقلب أكثر من مرة. لكن الخيط الذي يربط بين الحدثين هو قصة الزعيم الأوحد الممسك بكل الصلاحيات والذي تترك قراراته بصماتها على مصير مواطنيه وبلاده والعالم. حدث ذلك في فبراير (شباط) 1956. توافد أعضاء حزب لينين وكرادلته إلى قاعة المؤتمر العشرين ولم يخطر ببالهم أن الزعيم الحالي للحزب سيطلق زلزالاً يهز قناعاتهم.
من عادة الأحداث الكبرى أن تكون مبللة بالدم وباهظة للاقتصاد ومنجبة للاجئين. يبتهج الصحافيون بالكتابة من مسرح الزلازل. وها أنا ذا أفعل. بعد قليل من وصولي إلى برلين شممت «نهاية حقبة». ختام فصل من عمر أوروبا والعالم. وولادة فصل يحمل بصمات القيصر الجالس على عرش لينين. برلين مكان حساس لقراءة عبء الحرب الروسية في أوكرانيا. من المبكر التكهن بما ستؤول إليه المغامرة الروسية. واضح أن سيد الكرملين سدَّد ضربة شبه قاتلة إلى العالم الذي بني على ركام الاتحاد السوفياتي. ثمة من يعتقد أن اجتياز الدبابات الروسية الحدود الدولية مع أوكرانيا أعلن نهاية الاستقرار الذي حمله عالم ما بعد سقوط الجدار.
الصحافيون كحفاري القبور. يعتاشون من مآسي العالم. يحلمون بالحضور عند المنعطفات. ومن عادة هذه الأحداث الكبرى أن تكون مبللة بالدم وباهظة للاقتصاد ومنجبة للاجئين. يبتهج الصحافيون بالكتابة من مسرح الزلازل. وها أنا أفعل. بعد قليل من وصولي إلى برلين شممت «نهاية حقبة». ختام فصل من عمر أوروبا والعالم. وولادة فصل يحمل بصمات القيصر الجالس على عرش لينين. قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، أوفدتني «الشرق الأوسط» إلى هذا المكان. شهدت مع جيش من الصحافيين احتضار أشهر جنرالات النصف الثاني من القرن الماضي. كان اسمه جدار برلين. وتقول التجارب إن الصحافيين يحنّون إلى مسارح الهزات العنيفة كما يحن المرتكب إلى مسرح جريمته.
قافلة لاجئين وقافلة حقائب. ما أصعب ألا يبقى لك من بلادك إلا حقيبة. مشهد الحقائب يكسر القلب. كأن الحقيبة نعش يحمل جثة الوطن ورائحة التراب ورماد الذكريات. هذا كان المشهد الذي رصدته «الشرق الأوسط» في المحطة المركزية للقطارات في برلين، الحضن الألماني حيث يلتقي اللاجئون باللاجئين.في الرحلة الأوكرانية لا وجود لقوارب الموت. القطارات هي وسيلة الفرار. ابتعدوا عن الصواريخ والقنابل الروسية، لكنهم لا يعرفون كم سيطول الغياب وماذا تخبئ أيام الغربة. صوفي، شابة في الحادية والعشرين. جاءت من مدينة خيرسون الواقعة على البحر الأسود في جنوب أوكرانيا.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة