عبد اللطيف جابر
دور الهواة الإعلاميين كان أساسيا في تغطية الأحداث الدموية الأخيرة التي تعرضت لها لندن، منذ اللحظات الأولى، عندما قام المهاجم خالد مسعود بدهس المارة على جسر وستمنستر القريب من مبنى البرلمان بوسط لندن.
حكومة تيريزا ماي أمام خيرات صعبة أحلاها قد تكون الدعوة إلى انتخابات عامة في الربيع المقبل، أي قبل موعدها بثلاث سنوات؛ كون استطلاعات الرأي تظهرها متفوقة بمقدار 12 نقطة مئوية على حزب العمال المعارض، الذي يتزعمه اليساري جيرمي كوربن، كما أجمع الكثير من المراقبين. قرار المحكمة العليا أول من أمس ألقى بالعصا في عجلات «بريكسيت»، بعد أن فرض على الحكومة المحافظة أن تعرض خطتها في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي قبل تفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة للمصادقة عليه من قبل البرلمان. لكن من الواضح من ردات الفعل المتفاوتة حول قرار المحكمة العليا أن جميع الأحزاب أخذت على حين غرة.
أبدت الحكومة البريطانية خيبة أملها وقررت استئناف قرار المحكمة العليا الذي صدر أمس، والذي يطالبها باللجوء إلى البرلمان للتصويت على إجراءات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما رفضته حكومة تيريزا ماي، التي رفعت شعار «بريكست يعني بريكست»، لطمأنة جمهور الناخبين بأنها تحترم إرادتهم، ولن تخضع للضغوطات السياسية التي تطالب بإجراء استفتاء آخر أو اللجوء إلى البرلمان من أجل قلب النتيجة. وارتفعت أصوات متنفذة مؤخرا تطالب باستفتاء آخر، كون الاستفتاء الأول ملزما أخلاقيا وديمقراطيا وليس قانونيا.
في خطوة أحيت آمال البريطانيين الطامحين لوقف مساعي انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي، قضت المحكمة العليا بلندن، أمس، بأنه يتعين الحصول على موافقة البرلمان على بدء الحكومة إجراءات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ويعد هذا ضربة لحكومة تيريزا ماي التي تريد الشروع في تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة لبدء الانفصال، في مارس (آذار) المقبل، دون الرجوع إلى البرلمان للتصويت عليه.
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في وضع لا تحسد عليه، إلى جانب معركة «بريكست»، التي أخرجت بريطانيا من التكتل الأوروبي في استفتاء 23 يونيو (حزيران) الماضي، اختارت حكومتها اتخاذ قرار آخر مثير للجدل وقاس سياسيا، وهو بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو، مما قد يزيد من أعبائها السياسية خلال أقل من أربعة أشهر في الوظيفة.
هناك مقولة شهيرة لرئيس الوزراء البريطاني الراحل هارولد ويلسون لخص فيها التقلبات في الحياة السياسية. إذ قال السياسي العمالي «أسبوع واحد في السياسة يعتبر فترة طويلة»، أي لا حدود لما قد يحدث خلال فترة قصيرة. رئيس الوزراء الأسبق توني بلير جاء ليثبت صحة ما قاله ويلسون، حتى رجوع بلير نفسه إلى الساحة السياسية البريطانية، التي تركها قبل سنوات، منذ أن استقال من منصبه.
لا تزال صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تثير بلبلة في الحياة السياسية، وآخر تطوراتها المفاجئة إعلان ديان جيمس، زعيمة حزب الاستقلال (يوكيب) المناهض للاتحاد الأوروبي وللمهاجرين، الاستقالة بعد 18 يوما فقط في منصبها. كان قد وصف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قادة معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنهم «غير وطنيين»، بسبب تركهم مواقعهم بعد نتيجة الاستفتاء، في إشارة إلى نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال (يوكيب) سابقا، الذي أسس الحزب قبل 12 عاما، من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستقال بعد نتيجة الاستفتاء. وقال يونكر: «قادة الخروج البريطاني المبتهجين بالأمس هم الأبطال الم
إعادة انتخاب اليساري جيرمي كوربن زعيما لحزب العمال المعارض، والجدل السياسي الذي سببه هذا، منذ انتخابه أول مرة قبل عام، كأنه فصل من رواية «انقلاب عسكري بريطاني بامتياز» لكريس مولين، والتي حولتها هيئة البث البريطاني «بي بي سي» إلى دراما تلفزيونية تحت الاسم نفسه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة