د. خالد يايموت
تطوّر الفكر المغربي الإصلاحي المعاصر الديني منه والسياسي من داخل المرجعية الإسلامية ذاتها، ولم يخرجا منها إلا بشكل شاذ لاعتبارات معرفية وتاريخية. إذ إن أسس مدركات النخبة المغربية عمومًا، ظلت في هذا الإطار المرجعي الإسلامي المقاصدي، رغم أطروحات بعض المفكرين التي تسعى إلى الاندراج العضوي في الحداثة، ومستلزماتها القيمية المادية المُعَلمنة. وهنا نقصد بالمرجعية المنظومة والنسق الفكري المعرفي المرتبط بالتحليل، وإعادة تفسير الظواهر؛ والقادرة على التحول منهجيا إلى نظرية معرفية، تطرح رؤيتها الخاصة للعالم، فيما يتعلق بالظاهرة السياسية الاجتماعية ومعاش الإنسان.
أخذ النقاش المتعلق بالإسلام والحداثة حيّزًا مهمًا في أدبيات الفكر العربي المعاصر. وكغيره من الإشكاليات التي طرحتها الدولة الحديثة، تحولت المعالجة العلمية لطبيعة العلاقة القائمة بين الدين وآيديولوجية الحداثة، لمجرد صراع بين الأدبيات القومية العسكرية، والليبرالية التبعية، والإسلامية التراثية. ومن هنا حقّق الصراع الآيديولوجي للتيارات تراكمًا انشطاريًا في الوعي النخبوي، والواقع المجتمعي للدولة القطرية، من دون أن يحقق فهما سلسا لقدرة الإسلام الفائقة على الاستيعاب الحضاري، والتسامح العقدي، والندية القيمية.
كتاب «السياسة الشرعية مدخل لتجديد الخطاب الإسلامي» للباحث الأردني الدكتور عبد الله إبراهيم زيد الكيلاني الذي نتناوله هنا بالدراسة النقدية، يستبطن رؤية للعالم، وهي رؤية سابقة عن المنهج.
أعادت الأحداث الإرهابية الأخيرة دول غرب أفريقيا لواجهة الأحداث الدولية باعتبارها منطقة جيوستراتيجية، تسعى المنظمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة لبناء نفوذها بها. ويظهر أن هذه الحركات استطاعت ترجمة استراتيجيتها الجديدة بتجاوزها النوعي للطريقة التقليدية التي تتبعها الحركات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا. وتعد العملية الأخيرة التي تمت يوم الأحد 17 يناير (كانون الثاني) 2016 على مطعم «كابتشينو» وفندق «سبلنديد» في مدينة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، مؤشرا واضحا على مسار تطور الفعل الإرهابي من حيث اختيار الهدف وطريقة التنفيذ، ومن حيث ضحاياه.
عاش الفقه السياسي الإسلامي القديم والمعاصر معارك سياسية باسم الدين، وخاض تدافعا معرفيا مؤدلجا باسم الوحدة المذهبية، والسياسية. وكلما تطورت الخبرة العربية الإسلامية تطور معها شكل المواجهات، وتباينت الاجتهادات إلى حد الإخراج من الملة وتبرير استعمال العنف السياسي.
تأتي دراسة البروفسور سكوت هيبارد التي جاءت في كتاب «السياسة الدينية والدولة العلمانية: مصر والهند والولايات المتحدة الأميركية» لموضوع السياسة الدينية والدولة العلمانية لتكشف التنوع المكتنف بالتعقيد لتطور السياسة وتفاعلات الدين والمجتمع مع كل من الحداثة والعلمانية.
أفرزت العمليات الإرهابية التي كانت العاصمة الفرنسية باريس مسرحًا لها يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. ردود فعل متباينة وسط النخبة الفرنسية. ففي الوقت الذي سارعت النخب السياسية الحزبية لاستغلال الأحداث المؤلمة وجعلها جزءًا من التعبئة الانتخابية ضد الخصوم السياسيين؛ سارعت النخب الاقتصادية للتنبيه إلى تأثير الإرهاب على الاقتصاد الوطني، مسجلة أن خسائر هذا المجال وصلت لملياري يورو، وأن القطاع السياحي مس بشكل كبير.
تمكّن الإرهاب من تفجير حربين كبيرتين على أفغانستان 2001 والعراق 2003 بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وأدى في نهاية المطاف إلى «هزيمة» أميركا وانسحابها من أفغانستان والعراق.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة