جيسون فاراغو
يعد معرض «بليز سيندرار: الشعر هو كل شيء» الذي يُقام في مكتبة ومتحف «ذا مورغان» في مانهاتن، نيويورك، أحد أكثر العروض جاذبيةً وإبهاراً هذا الصيف.
الأمطار تهطل، وعبق الهواء المالح يفوح في المكان، والأمواج صاخبة لدرجة أنك بالكاد تسمع النحيب القادم من بعيد. الطقس مروع حتى بالمعايير الإنجليزية، وسكان المرفأ يهرعون إلى الشاطئ في لهفة لتلبية استغاثة سفينة في محنة. تبللت ثيابهم وشعرهم في حين كانوا يحدقون في مشاعل الاستغاثة التي كانت تتفجر في الهواء على هيئة بقع مضيئة تنفجر في الهواء لتحدث وميضاً ينتهي ببقعة زرقاء صغيرة. بدت السفينة مشتعلة، على الأقل في البداية، لكن عن كثب بدت السفينة وكأنها تتجشأ النار الصادرة من أعماق حجرة المحرك لتعلو في الهواء. هي ليست مركباً شراعياً بل باخرة، وهذا الضباب الأسود في الأفق بدا كإعصار يخرج من المدخنة.
هنتر بايدن هو فنان ناشئ من مدينة «ويلمنغتون» في ولاية «ديلوير» الأميركية، وشأن غيره من الفنانين الناشئين، اختار لوس أنجليس ليعيش فيها. لكن على عكس غيره من الفنانين، فقد كان أول ظهور فني له على نطاق واسع، في نيويورك، من خلال معرض فردي ضمن «معرض جورج بيرغيس» في منطقة «سوهو». يحمل المعرض عنوان «The Journey Home»، ولا يعتبر صغيراً، إذ إنه يحوي أكثر من 20 لوحة متنوعة ما بين ورق وصور فوتوغرافية ملونة موزعة على جدران طابقين مضاءين بشكل ميلودرامي. بيد أن الظروف تطلبت أن يكون العرض متاحاً فقط لحاملي الدعوات الخاصة.
في الأحلام، باستطاعتك الذهاب لأي مكان، وفي الأحلام ليست ثمة أماكن بعيدة تستعصي على الوصول. ويحملنا معرض «سريالية ما وراء الحدود» الذي يستضيفه متحف المتروبوليتان للفنون معه في جولة حول العالم. يطرح المعرض خريطة لعالم آخر وكوكب جديد أعاد صياغته فنانون، حيث تتداعى الافتراضات الجغرافية القديمة وتفقد معناها. في هذا المعرض، تتراجع كلاسيكيات السريالية لتترك الساحة الرئيسية لرغبات وكوابيس من هاييتي وبورتوريكو واليابان وكوريا ومصر وموزمبيق.
تحولت الأيام إلى اللون الرمادي، بينما يبدو المستقبل متشحاً بالسواد، وجميعنا نرى ما حولنا مغطى باللون الأحمر في الوقت الذي تجثم على نفوسنا مشاعر الكآبة. من يدري، ربما كانت الألوان الفردية هي ما يصيبنا بالإحباط، وكل ما علينا فعله لتجاوز ذلك النظر إلى طيف الألوان بأكمله. وتحت عنوان «طبيعة اللون»، جرى طرح جميع أطياف الألوان الموجودة على كوكب الأرض في معرض متعدد الألوان داخل المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي بنيويورك ناول قضايا تتعلق بكيمياء وفيزياء وثقافة الأطياف الواضحة للألوان.
لا تثمر أوقات الحرب والعداء أعمالاً فنية رائعة تلقائياً. ودعونا اليوم نودع الضجة التي عاودت الظهور خلال وبعد انتخابات عام 2016. التي مع اقتراب رئاسة دونالد ترمب من نهايتها، تبدو منحسرة إلى حد كبير. قد تؤدي أزمة ما لتكون مصدر إلهام للرؤية التي تنتهجها في الحياة، ولكن يمكنها كذلك وبالسهولة نفسها أن تمحيها.
كثيراً ما نتطلع في أوقات الشدائد إلى الفن لإعطاء الفوضى شكلاً وهيئة. لكن أين تذهب عندما تمنعك الفوضى من الفن تماماً؟
لعلي أتساءل كم من المرات نظر في الأمر: الغضب، والتأنيب، والعار، والحمق. بعد عامين اثنين فقط من رفض لوحة «طعام الغداء في الحقل»، قبل أمناء صالون باريس للوحات الفنية لوحتان أخريان من أعمال إدوارد مانيه لتعرضا ضمن أكثر المعارض الفنية الأوروبية شهرة. إحداهما تعكس مشهداً دينياً متأثراً بالنزعة الفنية الإسبانية للسيد المسيح حال سخرية الفيلق الروماني منه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة