إيمي لورانس
قبل أكثر من ربع قرن من الزمان، توقف ملايين الناس في جميع أرجاء المعمورة عما يفعلونه لمشاهدة مباريات الدور نصف النهائي لكأس العالم عام 1994 الذي كانت تستضيفه الولايات المتحدة الأميركية. وقد لُعبت المباراتان في نفس اليوم، والذي كان يوافق يوم السبت. وكانت المباراة الأولى بين إيطاليا وبلغاريا على ملعب العمالقة أو «جاينتس» بولاية نيو جيرسي. وكان النجم الإيطالي روبرتو باجيو واحداً من اللاعبين الذين يمتلكون مهارات فذة وطريقة مميزة في اللعب تختلف عن باقي اللاعبين.
كان المدير الفني السابق لآرسنال، آرسين فينغر، يقاوم دائما فكرة تعيين مدير رياضي بالنادي. واستغرق النادي الإنجليزي أكثر من عام لتعيين لاعب خط وسطه السابق إيدو في هذا المنصب. في البداية، تم ترشيح الألماني المتخصص في اكتشاف المواهب الشابة سفين ميسلينتات لشغل هذا المنصب، قبل أن يتراجع النادي عن هذا الأمر. ثم تم الاتفاق تقريبا على تعيين الإسباني مونتشي في هذا المنصب، قبل أن تفشل تلك الخطوة أيضا. وكان يتعين على آرسنال أن ينتظر الرجل الثالث، الذي كان يشغل منصب المنسق العام لمنتخب البرازيل، وهو إيدو.
كانت هناك إشارة رمزية عميقة في اللحظة التي تم فيها استبدال اللاعب الألماني مسعود أوزيل بجو ويلوك، في المباراة النهائية للدوري الأوروبي أمام تشيلسي. فرغم أنه كان من الطبيعي أن يركز الجميع على أوزيل الذي يعد الأعلى أجراً في صفوف الفريق، بعد استبداله بلاعب شاب لم يلعب سوى 64 دقيقة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان الاهتمام الأكبر من خلف الكواليس ينصب على اللاعبين الشباب، وقدرتهم على التألق بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة.
خلال الموسم الماضي، استدعى مجلس إدارة نادي أياكس أمستردام الهولندي سبعة من اللاعبين الشباب الموهوبين بالنادي وعقد معهم اجتماعاً للحديث عن مستقبل الفريق. ووضع إدوين فان دير سار، المدير التنفيذي للنادي، ومارك أوفرمارس، مدير الكرة، خطة للاعتماد على هذه المجموعة من الشباب خلال المرحلة المقبلة. وحضر هذا الاجتماع من اللاعبين الشباب كل من أندريه أونانا، وماتيس دي ليخت، ودوني فان دي بيك، وفرينكي دي يونغ، وجاستين كلويفرت، وكاسبر دولبيرغ، وديفيد نيريس. وعرض مسؤولو النادي على هؤلاء اللاعبين مقطع فيديو أعد خصيصاً لهم، حيث تمت مقارنة كل لاعب من هؤلاء اللاعبين بلاعب آخر من أساطير النادي في نفس المركز.
بينما كان اللاعب الألماني مسعود أوزيل يسير وهو يحني رأسه حول الملعب بعد نهاية المباراة النهائية للدوري الأوروبي التي خسرها آرسنال أمام تشيلسي بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد في باكو، كان من المناسب أن نتساءل عما حدث لأوزيل وما ستكون عليه الأمور بالنسبة له خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنه لم يعد صانع الألعاب القادر على قيادة فريقه داخل الملعب، ولم يعد يقدم اللمحات الفنية الجميلة التي كان يبهرنا بها، ولم يعد قادراً على تمرير الكرات البينية القاتلة لزملائه، إلى الدرجة التي تفرض علينا أن نشاهد مقاطع فيديو لمهارات وإمكانات اللاعب في سنوات سابقة لكي نتذكر ما كان يقدمه مع «المدفعجية» عندما كان في أفضل حالاته
عندما رحل المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر عن نادي آرسنال بعد أربعة عقود متواصلة من العمل في مجال التدريب، فإنه لم يكن يتخيل يوما أن يظل بعيدا عن العمل في هذا المجال.
في شهر مايو (أيار) الماضي، كان نادي آرسنال يفكر في التعاقد مع بديل للمدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، وأعد الفريق التنفيذي بالنادي قائمة مختصرة تضم عددا من المديرين الفنيين الذين يشترط فيهم النادي معايير معينة، مثل طريقة اللعب والقدرة على تطوير اللاعبين الشباب والسيطرة على اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، وغيرها. لكن ربما كان المعيار الأهم هو مدى قدرة المدير الفني الجديد على إعادة آرسنال للمشاركة في دوري أبطال أوروبا بأسرع وقت ممكن.
بالنسبة إلى طفلة في السبعينات من القرن الماضي، كنت أشعر بالرهبة لمجرد مقابلة أي شخص رأى الأسطورة البرازيلية بيليه، أو النجم البرتغالي إيزيبيو، أو الساحر الهولندي يوهان كرويف، وهم يلعبون. وكنت أتخيل شعور الشخص عندما يرى هؤلاء اللاعبين العظماء بعينيه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة