قرر عدد من اليهود الأميركيين عدم انتظار تسوية الأمور فيما يتعلق بقانون التهود والصلاة في حائط المبكى، وباشروا في تنفيذ تهديداتهم السابقة بتجميد المساعدات لإسرائيل، في وقت تابع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهوده، بحثا عن حل سياسي يضع حدا لأزمة، ويساعد على إزالة الإحباط والغضب الذي يعم اليهود الإصلاحيين والمحافظين في الولايات المتحدة.
وقد خرج أحد أبرز الممولين اليهود، وهو إيزيك فيشر، المستثمر الثري والممول اليهودي المعروف من فلوريدا، الضالع في مشاريع كثيرة من أجل إسرائيل، والمعروف بأنه قائد كبير قادر على تجنيد تبرعات من أثرياء آخرين، وأعلن في تصريح رسمي، أمس، بأنه يجمد دعمه، ويطالب باسترجاع قسم من التبرعات التي قدمها.
وقال مصدر مقرب من فيشر، إنه «ينوي اتخاذ خطوات عقابية أخرى عدة؛ ردا على القرارات التي اتخذتها الحكومة في الأسبوع الماضي، في الموضوع الديني. ورغم أنه اشترى، خلال الأسبوع الماضي، سندات صرف إسرائيلية بقيمة مليون دولار، إلا أنه يطالب باسترداد أمواله، وأعلن بأنه يعلق نشاطات تجنيد الأموال لصالح إسرائيل، إلى أن يتم حل أزمة حائط المبكى والتهود».
ونقل مصدر عن لسانه قوله: إن «هذا القرار سيكلف إسرائيل ثمنا باهظا». وتخشى إدارة جامعة تل أبيب أن يصلها الدور في العقوبات؛ إذ إن فيشر عضو في جمعية أصدقاء الجامعة، ويقوم سنويا، بتقديم منح للطلاب هبةً على اسم والدته. وبالإضافة إلى التبرعات للجامعة، هناك أيضا مشاريع اجتماعية يمولها في أور عكيفا ويروحام، التي يمكن أن تتضرر بدورها. كما يمول فيشر فريق كرة قدم من الشبان الإثيوبيين، في بلدة برديس حنا.
وبصفته عضوا في المجلس المركزي للوبي اليهودي الأميركي «أيباك»، يعتبر فيشر أحد قادة النضال ضد الاتفاق النووي مع إيران، وقد استثمر الكثير من الوقت والجهد، لإقناع الكونغرس بالوقوف ضد الاتفاق. «لكني أعلن الآن: سأجمد كل تدخل في (أيباك)»، كما قال في تصريحات للصحافة الإسرائيلية. وأضاف: «الأمر لا يتعلق بالإصلاحيين والمحافظين. لقد تم هنا، ارتكاب عمل خطير يهين الحاخامات وقادة جالياتنا، الذين تقول لهم الحكومة نحن لا نأخذكم في الاعتبار، وإهانة لنسائنا اللاتي تقول لهن، أن يهوديتكن ليست يهودية. هذا غير محتمل ومن واجبنا وضع حد له». وأعلن فيشر، في رسالة وجهها إلى النائب مايكل أورن، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، الذي يحاول، حاليا، جَسْر الأزمة مع اليهود الأميركيين، بأنه سيعلق دعمه لإسرائيل حتى تغير الحكومة قراراتها بشأن حائط المبكى وقانون التهود. وقال: «حان الوقت كي تفهم حكومة إسرائيل، بأن جمهورنا يشمل كل شعب إسرائيل».
من جهة ثانية، تظاهر أكثر من ألف مواطن إسرائيلي، ليلة السبت الأحد، أمام منزل نتنياهو؛ احتجاجا على إلغاء مخطط الصلاة في حائط المبكى وتمرير قانون التهود، وما أدى إليه ذلك من أزمة مع يهود الولايات المتحدة. ورفع رجال حركتي الإصلاحيين والمحافظين، لافتات كتب عليها: «بيبي لا تقسم الشعب اليهودي»، و«يهودية من دون قهر»، و«لا نؤمن بكراهية الأخوة». وألقى المدير العام لحركة الإصلاحيين، الحاخام غلعاد كريب، كلمة في بداية المظاهرة، قال فيها: «آلاف الرجال والنساء وصلوا إلى هنا هذا المساء للقول: كفى للقهر الديني والاستهتار باليهود الإصلاحيين والمحافظين. رئيس الحكومة سيكتشف، في الأسابيع القريبة، بأنه لا يمكن الاستهتار بصرخات الشارع الإسرائيلي والجاليات اليهودية. لن نسمح باحتكار المتزمتين لموضوع التهود، ولن نتخلى حتى يتم تطبيق مخطط حائط المبكى كاملا».
وحسب أقوال المدير العام للحركة التقليدية، المحامي يزهار هس، فقد «سقط أمر ما في إسرائيل يوم الأحد. بكل صفاقة، وبقصر نظر، وبعجرفة، ولدى بعض أعضاء الحكومة، بتوجه شرير، اتخذ قراران يقاطعان الشعب اليهودي. هذا BDS من أرض صهيون والقدس. إلغاء اتفاق حائط المبكى وقانون التهود الجديد يحلقان فوق رؤوسنا مثل غيمة سوداء تلوث قدرة دولة إسرائيل على تسمية نفسها باسم الدولة القومية للشعب اليهودي. أنا أطالب كل من تهمه الديمقراطية والشعب اليهودي، بالوصول إلى منزل رئيس الحكومة والصراخ معنا».
يهود أميركا يقطعون قسماً من تبرعاتهم السخية عن إسرائيل
نتنياهو يبحث يائساً عن حل سياسي يضع حداً لأزمة «حائط المبكى»
يهود أميركا يقطعون قسماً من تبرعاتهم السخية عن إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة