اقتصاد المغرب يحقق نمواً لافتاً في الربع الأول من العام

توقعات بمزيد من الارتفاع بفضل الإنتاج الزراعي وزيادة الاستهلاك وتحسن الطلب

اقتصاد المغرب يحقق نمواً لافتاً في الربع الأول من العام
TT

اقتصاد المغرب يحقق نمواً لافتاً في الربع الأول من العام

اقتصاد المغرب يحقق نمواً لافتاً في الربع الأول من العام

توقعت مندوبية التخطيط (هيئة الإحصاء) المغربية نموا اقتصاديا بنسبة 4.6 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، بعد تحقيق 4.3 في المائة خلال الربع الأول، وذلك مقابل نمو بنسبة 0.5 في المائة خلال الربع الثاني من 2016، و1.7 في المائة خلال الربع الأول من السنة نفسها. وأشارت مندوبية التخطيط في نشرتها لشهر أبريل (نيسان) الصادرة أمس، إلى أن الفضل في تحقيق هذا النمو المرتفع يعود بالأساس إلى جودة الإنتاج الفلاحي (الزراعي والحيواني) خلال السنة الحالية، مقارنة مع العام الماضي الذي تأثرت فيه الزراعة المغربية بالجفاف. كما توقعت أن يواصل استهلاك الأسر دعمه للاقتصاد الوطني خلال هذه الفترة، في ظل تباطؤ أسعار الاستهلاك، وتحسن المداخيل في الوسط القروي.
وأوضحت مندوبية التخطيط أنها تتوقع ارتفاع القيمة المضافة للقطاع الزراعي بنسبة 14.8 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، عوضا عن انخفاض بنحو 10.9 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. وعزت هذا التحول إلى تحسن الإنتاج الحيواني، خصوصا من الدواجن، وارتفاع إنتاج الحبوب والقطاني والخضراوات الموسمية، مما سيساهم في خفض أسعار المنتجات الفلاحية، بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار الدواجن والبيض والحوامض وبعض الخضر الطرية، خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.
أما بخصوص نمو قطاعات الأنشطة غير الفلاحية، فتوقعت مندوبية التخطيط أن تعرف نموا بنسبة 3.2 في المائة خلال الربع الثاني من العام، بعد نمو بنسبة 3 في المائة خلال الربع الأول، وذلك في سياق ارتفاع الطلب الداخلي، من جهة، وزيادة الطلب الخارجي الموجه للمغرب نتيجة تحسن المناخ الاقتصادي لمنطقة اليورو، وتحسن المبادلات التجارية العالمية.
وتوقعت هيئة التخطيط المغربية أن يعرف الطلب الخارجي الموجه للمغرب ارتفاعا يقدر بنسبة 4.7 في المائة، ستستفيد منه، على الخصوص، الصادرات الصناعية، حيث يرتقب أن تحقق الصناعات التحويلية زيادة تقدر بنسبة 3.6 في المائة خلال الفصل الثاني من 2017، فيما ستشهد القيمة المضافة للمعادن نموا ملموسا، قدره 8.1 في المائة، بفضل تحسن إنتاج الفوسفات الخام، وذلك في ظرفية تتسم بارتفاع الطلب الخارجي على الأسمدة والمخصبات، وتحسن أسعار المنتجات الفلاحية.
وتوقعت مندوبية التخطيط أن تعرف صادرات المغرب زيادة تقدر بنسبة اثنين في المائة، خلال الفصل الأول من 2017، بفضل ارتفاع مبيعات الأسمدة الفوسفاتية في ظرفية تتسم بتحسن أسعارها في الأسواق الدولية، وذلك موازاة مع ارتفاع الطلب الخارجي الموجه نحوها.
كما توقعت أن تحقق الصادرات دون الفوسفات نموا يقدر بنحو 0.5 في المائة، مدعمة بقطاع الإلكترونيات وأجزاء الطائرات والصناعات الغذائية، في ظل تباطؤ مرتقب في مبيعات السيارات والألبسة.
كما رجحت هيئة الإحصاء المغربية أن تعرف الواردات من السلع، خلال الفصل الأول من 2017، نموا يقدر بـ9.5 في المائة، موازاة مع ارتفاع واردات المواد الطاقية، في ظرفية تتسم بزيادة أسعارها في الأسواق العالمية، بعد انخفاضها خلال سنة 2016. وتوقعت الهيئة أن يدعم الطلب الداخلي ارتفاع الواردات دون المواد الطاقية، خصوصا مواد التجهيز مثل السيارات الصناعية والآلات المختلفة، وكذلك المواد الخام مثل الحديد والصلب والزيوت ومواد الاستهلاك كأجزاء السيارات. وفي المقابل، ستعرف واردات المواد الغذائية تراجعا مهما، موازاة مع انخفاض واردات الحبوب بنسبة 50 في المائة. وعلى العموم، ينتظر أن يعرف العجز التجاري، خلال الفصل الأول من 2017، تفاقما بنسبة تقدر بنحو 21 في المائة، وأن يتقلص معدل تغطية الصادرات للواردات بنسبة 4 نقاط، ليستقر في حدود 57 في المائة.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.