سوء التنظيم يلازم المهرجانات الفنية في مصر

عضو في لجنة المهرجانات يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: سيعاد النظر في مواعيدها

محمد العدل
محمد العدل
TT

سوء التنظيم يلازم المهرجانات الفنية في مصر

محمد العدل
محمد العدل

انتقادات كثيرة وجهت في الفترة الأخيرة إلى القائمين على المهرجانات الفنية في مصر، بسبب تداخل مواعيدها دون مراعاة التنسيق فيما بينها، مثلما حدث مؤخراً في مهرجان أسوان للمرأة بدورته الأولى، الذي أقيم في الفترة من 20 إلى 27 من الشهر الماضي، ثم يعقبه بأيام قليلة مهرجان سينما المرأة بدورته العاشرة.
وسبق أن شهدت مهرجانات أخرى أزمة عند إقامتها لعدم دقة مواعيد تنظيمها، وذلك لأنها تقام في فترة بسيطة، وهي الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، مما يؤدي إلى الفوضى وتسبب عائقًا أمام حضور نجوم السينما لفعالياتها.
طرحنا سؤالاً على المختصين عن سبب سوء تنظيم مواعيد المهرجانات الفنية، وكانت البداية مع المنتج محمد العدل عضو بلجنة المهرجانات المكونة من 32 عضواً قال: «المواعيد تكون في الغالب مرتبطة بمواعيد مهرجانات خارج مصر وداخلها، وكذلك حسب حالة الطقس للمدينة التي يقام فيها المهرجان، ليس من المقبول أن أقيم المهرجان في موعد معين وهناك مهرجانات أخرى تقام في التوقيت نفسه، هناك عوامل متحكمة في اختيار توقيت المهرجانات بالنسبة للجنة التي هي وظيفتها أهمية المهرجان وجديته وتوقيته وكذلك احتياج المنطقة له من الناحية الجغرافية وهذا هو التقييم بالنسبة لنا فإذا طلب منا إقامة مهرجان في فترة معينة ودرسنا التوقيت ووجدناه غير مناسب يكون الرد هو الرفض، بتوضيح سبب الرفض هو في هذه الفترة هناك مهرجان آخر قريب منه يقام في نفس المدينة ويجب أن يقام في مدينة أخرى حتى يكون هناك توزيع جيد للسياحة ولا يكون التركيز على محافظة واحدة، ولو أصروا على إقامته لا نعتبره مهرجاناً».
وأعطى العدل مثالاً للرفض كمهرجان «الجونة» الذي سيقام في سبتمبر (أيلول)، حيث ترى اللجنة بأن توقيته غير جيد وشرحوا ذلك للقائمين عليه إلا أنهم يصروا على إقامته وكان مبرر اللجنة أنه ينافس مهرجان القاهرة الذي يقام في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي يليه، وكلجنة تتوقع في هذه الحالة أن مهرجان الجونة يعمل على فشل مهرجان القاهرة السينمائي، ويكمل العدل: «نحن في مصر نريد أن نسعى لإنجاح كل المهرجانات التي تقام في مصر ومهرجان القاهرة السينمائي سيظل التاريخ رغم أخطائه في السنوات الأخيرة لأنه مهرجان موظفين، وفي النهاية الدولة هي التي تقيمه ويتم صرف أموال كثيرة عليه ولا يأتي بالنتيجة المرجوة، وكشف العدل بأن هناك بعض الأخطاء تحدث أحياناً بمعنى إن كان هناك مهرجان المرأة الذي أقيم في أسوان مؤخراً بدورته الأولى تم تعديل موعد افتتاحه حتى يكون هناك تعامد للشمس على وجه رمسيس وهذه مناسبة مهمة للناس في الخارج ورغم تقارب المهرجان مع مهرجان برلين إلا أنهم يأتون لكي يروا هذه المناسبة الهامة، وأعتقد أنه في العام القادم سوف يتم تغيير موعده حتى يتفق مع مهرجانات الهامة في مصر».
كما أكد أنه لأول مرة يسمع عن مهرجان المرأة الذي سيقام خلال أيام بمصر وهذا يدل على أنه ليس مهرجاناً بالمعنى الحرفي ولكنه يعتبر «إيفنت» ويصاحبه سوء تنظيم ودعاية لهذا، وأرجع العدل سبب كثرة إقامة مهرجانات في محافظات مختلفة إلى تنشيط السياحة بمصر مع تحريك المدن السياحية مثل أسوان والأقصر وشرم الشيخ.
ويؤكد العدل أنه سيكون هناك عملية تقييم لكل المهرجانات التي تقام في مصر بعد انتهاء مهرجان الأقصر المقبل، موضحًا أن مهرجان الإسكندرية يقام في توقيت ممتاز جداً ولكن تنظيمه يكون دائماً غير جيد على الإطلاق ويحتاج إلى إعادة تفكير، وهناك أيضاً مهرجان في الإسكندرية للسينما القصيرة في أبريل (نيسان) المقبل ومن أهم المهرجانات التي سوف تقام في مصر لأن من يقيمه وينظمه شباب، وأشار إلى أن اللجنة تجتمع تقريباً كل شهر، ولكن أحياناً يكون هناك اجتماع طارئ لدراسة ملفات هامة، في النهاية تحكمنا الأغلبية في اختيار القرار المناسب لكل ملف وكل نقطة تخص المهرجانات.
ورفض اتهام البعض للجنة بموافقته على مهرجانات تندرج تحت اسم «سبوبة» قال: «هذه الكلمة من (العيب) أن تقال وأيضاً أن يخرج أحد البرامج بمصر ويقول إن اللجنة توافق على مهرجانات (سبوبة)، لأن أولاً اللجنة لا تعطي أموالاً وليس من حق أي أحد منا أن يعطي قراراً بمنح دعم أو من عدمه، الرعاية من وزارة الثقافة والقرار يأتي من رئيس الوزراء المسؤول عن المهرجانات فوض وزير الثقافة، الذي بدوره فوض اللجنة لتشكيل المهرجانات وبالتالي فكرة (السبوبة) فيها تجاوز كبير للجنة وبالمناسبة لا أعمل في مهرجانات وأعتبر عضو مجلس أمناء بمهرجان الأقصر لمجرد القيام بتسهيلات في بعض الأوقات ولا يدخل لي جنيه أو أصرف جنيهاً».
أما الناقدة خيرية البشلاوي التي خالفت العدل في الرأي تقول: «بالتأكيد هناك تضارب كبير في مواعيد المهرجانات بحيث سيكون هناك مهرجان المرأة، وفي الوقت نفسه سيكون هناك مهرجان السينما الأوروبية والعربية شرم الشيخ، ومهرجان المرأة يقام منذ فترة ومعروف للجميع والمفروض أن اللجنة تعلم ذلك جيداً ميعاده، والمهرجان الآخر كان من الممكن أن يتم تأجيله»
وأضافت: «أعتقد أن كل هذه المهرجان تقام بلا دراسة جدوى لها وبالتالي ليس لها مردود في مصر وفي الخارج سواء فني أو تنظيمي لأنها تقام بشكل عشوائي فما الجدوى من إقامة أكثر من مهرجان في التوقيت نفسه، فهذا فيه ظلم للجميع، بحيث يقل الاهتمام ونسبة الحضور وتقسم على اثنين بدلاً من التفرغ لمهرجان واحد».
وتساءلت الناقدة: «نحن في النهاية لماذا نقيم هذه المهرجانات؟! هل نحن نريد مردوداً فنياً إيجابياً ثقافياً فعلاً أما أننا نقيمها كـ(سبوبة) لأن المردود على المستوى الفني أو الثقافي أو على مستوى المتفرج المصري العادي وعلى مستوى المصلحة الوطنية التي تأخذها الدولة يكون في النهاية (صفر)، لذلك فلا جدوى من إقامة المهرجانات بشكل عشوائي وفي توقيتات (سيئة) ولا تخدم ولا تكون في مصلحة المهرجان».
وكما وجهت البشلاوي اللوم للدولة بأنها «ليس لها أي دور في هذه المهرجانات لأنها في النهاية أيضاً لا تسأل ما جدوى إقامة هذه المهرجانات وعلى هذا الأساس يتم عمل الدراسة المنضبطة لكل مهرجان من حيث توقيته وتنظيمه طبقاً لما نريده له من مردود ونجاح معين والحصول على النتيجة المرجوة منه، وهي ممثلة في وزارة الثقافة وأتخيل أن هناك مؤثرات قوية داخل هذه الوزارة تجعل الوزير يوافق ويدعم ويصرف إقامة هذه المهرجانات ولكن لا تسأل أي مردود ثقافي فني يعود علينا من هذا الإنفاق لكي تقام هذه المهرجانات حتى يتم عمل رواج فني وثقافي والناس تنزل وتتفرج ويرتفع ذوقها الفني ومع هذا نجد عندنا المتفرج المصري العادي لا يلتفت إلى هذه المهرجانات بدليل أن ذوقه لا يتحسن».
وتكمل: «أرى أن كثرة هذه المهرجانات لا تدل على أننا متقدمين بقدر ما نحن عشوائيون لأنها مهرجانات لا يراها أحد ولا يهتم بها أحد، وليس لها أي مردود وكما أقول دائماً في ندواتي وأكدت أن قصور الثقافة أهم مليون مرة من إقامة هذه المهرجانات والصرف عليها، وأصبح كل من هب ودب يريد أن يعمل مهرجاناً»، وتضيف: «رغم وجود لجنة للمهرجانات وهناك مجلس قومي للسينما هو المسؤول والمنوط به تنظيم واختيار التوقيت والميعاد المناسب لكل مهرجان والمفروض أنها تعرف هذا وأن هذا الأمر لا يخرج عن اختصاصها»، وأما الناقدة حنان شومان فترى أنه ليس هناك مشكلة في إقامة مهرجانات كثيرة في الوقت ذاته، بشرط أن يكون في مجالات فنية متنوعة، ومسألة التنسيق يجب أن يكون في مجال واحد، بمعنى لو أقيم مهرجان للسينما يجب أن يتم التنسيق ولا مانع من وجود مهرجان سينما ومسرح وفنون شعبية في توقيت واحد وجمعيها فنون لها جمهورها المختلف، وفيه نوع من التنوع في الأذواق ولكن ليس من الطبيعي إقامة مهرجان القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان وشرم الشيخ وجمعيهم ينافسون بعضهم على نوعية فنية واحدة مقدمة، هذا ينزل من المردود الفني لهما جميعاً ويعتبر خطأ فادحاً يفشل كل هذه المهرجانات.
وتمنت الناقدة وجود عشرات المهرجانات، ولكن يجب أن يكون لها جدوى ومردود حتى يعود على المصلحة الوطنية «وفي حال لو أجبنا على السؤال قبل إقامة المهرجان لماذا نقيم المهرجان؟ سوف يكون العمل ناجحاً. فهذه هي القضية ومصر ليست من الدول التي تقيم الكثير من المهرجانات».



شذى: «السوشيال ميديا» قلّصت عمر الأغنية

 تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
TT

شذى: «السوشيال ميديا» قلّصت عمر الأغنية

 تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})
تخطط الفنانة شذى لمرحلة جديدة في مسيرتها الفنية ({الشرق الأوسط})

قالت المطربة المصرية شذى إنها أصدرت خلال عام 2024 ثلاث أغنيات «سينغل» لكنها اكتشفت أن هذا ليس كافياً، لذا ستعمل على طرح عدد أكبر من الأغنيات في الفترة المقبلة، مؤكدة أن زمن الألبوم انتهى وأنه لم تعد هناك مقاييس واضحة لنجاح أي عمل غنائي؛ لأن ذائقة الجمهور تباينت و«السوشيال ميديا» قلصت عمر الأغنية، وأضافت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الحفلات الغنائية باتت قليلة جداً في مصر، وأنها تتطلع للعودة للتمثيل بشرط أن تجد أعمالاً جيدة تضيف لها بصفتها مطربة، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في حفل الملحن الراحل «محمد رحيم».

وشاركت شذى في حفل تكريم محمد رحيم الذي أقيم أخيراً بدار الأوبرا المصرية مع كل من تامر حسني ومي فاروق ومحمد ثروت وسوما، وقالت شذى إنها كانت حريصة على المشاركة في الحفل وإن هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه له، موضحة: «بحكم معرفتي بالملحن الراحل أثق في أن حفلاً كهذا في وجود أفراد عائلته كان سيسعده، لذلك كنت مهتمة بالمشاركة، وقدمت أغنية (أنا قلبي داب) التي لحنها لي وكانت من أهم خطواتي بصفتي مطربة، كما قدمنا أغنية وطنية بشكل جماعي في نهاية الحفل، وكنت قد شاركت مع رحيم في عدة أوبريتات وطنية من بينها (قومي يا مصر)، و(بكرة أحلى)، وأسعدني مشاركة ابنته (ماس) في الحفل، وكان والدها يؤمن بموهبتها، وأعد لها ألحاناً تمنى أن يقدمها في حفل خلال حياته».

طرحت شذى 3 أغنيات تلامس حياتها ({الشرق الأوسط})

وتكشف شذى عن موعد لم يتم مع الملحن الراحل: «كان بيننا موعد يوم السبت حيث كان يعد لي أغنيات جديدة، لكنه رحل قبله بيوم، وكان قد حدثني قبل وفاته وكأنه بالفعل الوداع الأخير». وعما يميز موسيقى رحيم تقول: «كانت لموسيقاه نكهة خاصة تميزه عن الآخرين». مشيدة بألحانه المميزة لكل المطربين «لا يوجد لحن قدمه لأي مطرب إلا ووضعه في مكانة مختلفة، سواء لعمرو دياب وشيرين أو لتامر حسني وبهاء سلطان».

وغابت شذى عن الغناء بسبب حزنها على وفاة والديها في فترة زمنية قصيرة، لكنها تنفي غيابها، قائلة: «كنت مقلة في أعمالي ولم أغب تماماً، كما كان وباء (كوفيد 19) سبباً في فرض عزلة على الناس، وتزوجت عام 2022 وانفصلت قبل عدة أشهر».

وطرحت شذى خلال عام 2024 ثلاث أغنيات جديدة هي «اخلع» و«ناجحة» و«سكر مصر»، وتؤكد أن هذه الأغنيات تعبر عنها بعدما عرضت عليها بالصدفة، حيث وجدت كلماتها تتوافق مع حالتها وحالات مماثلة، حسبما تقول: «أغنية (اخلع) وجدت ردود فعل كبيرة وهي دعوة لكل إنسان لأن يغادر أي علاقة تسبب له طاقة سلبية؛ لأن الحياة قصيرة جداً ولا تحتمل مزيداً من الألم».

ترفع الفنانة شذى شعارالغناء أولاً في 2025 ({الشرق الأوسط})

وتكشف عن خطة جديدة في مسيرتها: «قررت مع شركة إنتاج لطرح مزيد من الأغنيات؛ لأن 3 أغانٍ في العام لم تعد كافية لجيل (السوشيال ميديا)، فهو يستمع لها عدة أيام ثم يسارع بالبحث عن جديد غيرها»، كما ترى أنه «لم تعد هناك مقاييس للنجاح، فقد يختار أحدنا أغنية يتوقع الجميع لها أن تحقق نجاحاً مذهلاً، فيحدث العكس، لأن ذائقة الجمهور لم تعد مفهومة، كما انتهى زمن الألبوم ونعيش في عصر (السينغل)، وتشير إلى قلة الحفلات الغنائية في مصر التي تعد مهمة جداً للمطرب في كل مراحل حياته».

وولدت شذى بالدمام (شرق السعودية) بحكم عمل والدها الذي اكتشف موهبتها لتبدأ مشوارها الفني من خلال التمثيل، وشاركت وهي طفلة في فيلم «الجراج» 1995 أمام نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي وإخراج علاء كريم، وغنت ضمن أحداثه أغنية أم كلثوم «ظلموني الناس» مثلما تقول: «حصلت على جائزة عن دوري بالفيلم وعملت كـ(صوليست) بالأوبرا، ثم شاركت في سهرة (على ورق سوليفان) أمام منى زكي وأحمد السقا، وغنيت بها (سيرة الحب) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم أيضاً».

وتعترف شذى بأنها وهي فتاة صغيرة فرحت بالبطولة السينمائية وأن هذا جعلها تقدم أفلاماً ليست على مستوى جيد مثل فيلم «قاطع شحن» الذي لعبت بطولته، لكنها الآن ترفع شعار «الغناء أولاً»، والتمثيل لا بد أن يكون عبر أدوار قوية تضيف لها بصفتها ممثلة، مشيرة إلى أن «تامر حسني يعد أكثر نجوم الجيل الحالي نجاحاً في التمثيل والغناء، وأنه لا يوجد في عصرنا من ينافسه، لكن في الزمن الجميل تظل شادية هي النموذج الأروع»، وفق تعبيرها.

واعتبرت أن أكثر أغنية مؤثرة في عام 2024 كانت «هيجيني موجوع» لتامر عاشور، بجانب أغنيات ألبوم كل من تامر حسني وأنغام ورامي صبري.