شراكة سعودية ـ صينية لإنشاء مجمع بتروكيماوي لتحويل الفحم إلى كيماويات

لتعزيز استثمارات شركة «سابك» في الاقتصاد الصيني

شراكة سعودية ـ صينية لإنشاء مجمع بتروكيماوي لتحويل الفحم إلى كيماويات
TT

شراكة سعودية ـ صينية لإنشاء مجمع بتروكيماوي لتحويل الفحم إلى كيماويات

شراكة سعودية ـ صينية لإنشاء مجمع بتروكيماوي لتحويل الفحم إلى كيماويات

شهدت المباحثات السعودية الصينية، أمس، اتفاق الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» مع شركة «شينهوا نينغشيا لصناعة الفحم المحدودة (SNCG)» وحكومة منطقة «نينغشيا هوي»، التي تتمتع بحكم ذاتي في الصين، على عدد من المبادئ التي تؤسس للتعاون، ومواصلة تطوير المشروع المشترك المقترح بين «سابك» و«SNCG» لإنشاء مجمع بتروكيماوي جديد يعتمد على تقنية تحويل الفحم إلى كيماويات، مع التركيز على التطبيقات والقطاعات شديدة التخصص من خلال إنتاج مشتقات البوليمرات.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع.
وفي حفل توقيع الاتفاقية بالعاصمة بكين، أشاد يوسف بن عبد الله البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة «سابك»، الرئيس التنفيذي للشركة، بمعدلات النمو العالية التي يشهدها الاقتصاد الصيني، وحرص «سابك» على تطوير آفاق التعاون مع القطاعات الإنتاجية الصينية، مؤكدًا أن «سابك» لم تشارك اليوم لمجرد توقيع اتفاقية مشروع جديد فحسب، بل تستهدف ما هو أشمل من ذلك، متطلعة إلى تعزيز استثماراتها في الاقتصاد الصيني، وتنمية علاقاتها الاستراتيجية مع كبار اللاعبين في صناعة البتروكيماويات الصينية.
وسيتم إنشاء المشروع المقترح، حسب الخطة المطروحة، في منطقة «نينغشيا هوي»، وتشمل الاتفاقية عددًا من الالتزامات المحددة من قبل حكومة «نينغشيا» بشأن تقديم الدعم والحوافز للمشروع، كما توفر الاتفاقية إطارًا عمليًا للتنسيق والتعاون بين الأطراف الثلاثة فيما يخص إجراءات الحصول على موافقات المشروع .
وجرى توقيع الاتفاقية برعاية المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، والدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار، بحضور الوزراء ضمن الوفد السعودي، في إطار مشاركة المملكة الحالية في قمة مجموعة العشرين.
وينسجم هذا التعاون بين أطراف مشروع تحويل الفحم إلى كيماويات مع مبادرة الحكومة الصينية «الحزام والطريق»؛ حيث يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة والصين، ومن شأنه الاستفادة من أفضل الممارسات، والخبرات التشغيلية، وتقنيات صناعة البتروكيماويات التي يتميز بها الشركاء.
ويستفيد المشروع من تقنيات «سابك» المتقدمة، وإبداعات مراكز التقنية والابتكار التابعة لها حول العالم في تطوير المنتجات والتطبيقات وتوفير الدعم الفني، فضلاً عن إمكاناتها العالمية الواسعة في مجالي التسويق وخدمة الزبائن.
كما سيستفيد المشروع المقترح من مشاركة شركة «SNCG»، إحدى الشركات التابعة لمجموعة «شينهوا المحدودة»، التي تعد من أكبر منتجي وموردي الفحم في الصين، إلى جانب كونها من الشركات العالمية الرائدة في مجال إنتاج الطاقة والكيماويات اعتمادًا على لقيم الفحم.
مما يذكر أن منطقة «نينغشيا هوي» تعد إحدى أكبر المناطق إنتاجًا للفحم في الصين، وسيستفيد المشروع المقترح من الحوافز والدعم الذي تقدمه حكومة المنطقة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.