رغم تواصل الاستعدادات العسكرية لمعركة تحرير الموصل من قبل القوات العراقية والتحالف الدولي فإن غانم العابد، الذي كان من قادة المتظاهرين ضد حكومة نوري المالكي في الموصل قبل سقوطها بيد تنظيم داعش، شدد على أن العالم سيتفاجأ باندلاع المواجهات بين أهالي الموصل وتنظيم داعش داخل المدينة، وقبل أن تبدأ عملية تحريرها، مشيرا إلى أن القوات الأميركية ستشارك برا في عملية تحرير الموصل الخاضعة لسيطرة التنظيم منذ أكثر من عامين.
وقال العابد، لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت مدينة الموصل خلال اليومين الماضيين هجمات من قبل سكان المدينة وفي مناطق متفرقة منها على سجون (داعش) وإطلاق سراح المعتقلين فيها، ومن أبرز هذه المناطق منطقة باب الطوب وسط الموصل، والزنجيلي غربها، الأمر الذي دفع بالتنظيم إلى أن يشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين واحتجاز المئات منهم»، مضيفا أن التنظيم نصب نقاط تفتيش في عدد من أحياء المدينة لاعتقال الهاربين من صفوفه، وتمكن من اعتقال أعداد كبيرة منهم. لافتا إلى أن أهالي الموصل سينتفضون ضد التنظيم ويواجهونه قبل بدء عملية تحريرها.
وأردف العابد: «أهالي الموصل أصبحوا يتسولون لتوفير لقمة العيش اليومية، و(داعش) يتبع طريقة ماكرة تعتمد على منع أهالي الموصل من الحصول على العمل، حتى حرمانهم من المواد التموينية، ويستولي على حصة مواطني الموصل من الطحين ومن ثم يعرضها للبيع في الأسواق المحلية، ويهدف من خلال إجراءاته هذه إلى كسر إرادة مواطني الموصل وإجبارهم على بيعته، مقابل الحصول على رواتب ومواد غذائية»، مؤكدا أن «الموصليين يرفضون هذا المبدأ ويعلمون أن وجود (داعش) مؤقت وأنه يعيش أيامه الأخيرة».
وأشار العابد إلى أن الأنفاق التي حفرها التنظيم استعدادا لعملية تحرير المدينة تقع جميعها في أطراف المدينة، فيما يخلو وسط المدينة منها، مبينا أن معركة الموصل تختلف عن المعارك الأخرى، فهي آخر معقل للتنظيم في العراق، ويرى أن تنظيم داعش «إذا انكسر في أطراف الموصل فإنه لن يقاتل داخل المدينة، وستندلع ضده انتفاضة كبيرة وواسعة، لكن هذا يعتمد على الجيش العراقي، وأهالي الموصل يرفضون دخول الميليشيات الشيعية أو مشاركة النظام الإيراني في معركة الموصل»، محذرا من إمكانية مشاركة الميلشيات الشيعية تحت غطاء الشرطة الاتحادية والجيش، في معركة الموصل.
وكشف العابد عن أهمية قاعدة القيارة الجوية جنوب شرقي الموصل حاليا ومستقبلا، مشيرا إلى أن «وجود القوات الأميركية في قاعدة القيارة يخلق المشكلات لميليشيات (الحشد الشعبي) ولإيران في المشاركة في العملية، فالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية هو الجهة الوحيدة التي ستوفر الغطاء الجوي للتحرك العسكري باتجاه الموصل، إذن كيف ستوفر واشنطن الغطاء الجوي لإيران وميليشياتها؟».
وعما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ستشارك في معركة تحرير الموصل بريا، بين العابد بالقول: «نعم ستكون هناك مشاركة برية من قبل الولايات المتحدة في المعركة المرتقبة، والقوات البرية الأميركية تتوافد بشكل مستمر إلى قاعدة القيارة الجوية (جنوب شرقي الموصل)، وصل حتى الآن نحو ألف جندي أميركي إلى هذه القاعدة، بالإضافة إلى وجود الفرقة 101 الأميركية المحمولة جوا منذ أشهر في العراق». وتابع: «قاعدة القيارة ستكون قاعدة دائمة للقوات الأميركية، وقد تكون في المستقبل بديلة عن قاعدة إنجرليك في تركيا، فقاعدة القيارة تمتاز بموقع استراتيجي، وهناك حاجة فعلية لها، بالإضافة إلى العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن».
لكن الخبير العسكري الكردي والمسؤول السابق في وزارة البيشمركة، اللواء صلاح فيلي، يستبعد أن تحل القيارة محل إنجرليك، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «قاعدة القيارة الجوية، قاعدة عسكرية صغيرة، ولا تستوعب الطائرات العسكرية الضخمة (طائرات الحمل)، التي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لاستيعابها، وهذه الإمكانيات والشروط غير متوفرة في قاعدة القيارة». وتابع فيلي أن قاعدة القيارة يُستفاد منها مؤقتا للمروحيات لقربها من الموصل، أو لهبوط بعض الطائرات التي تقصف مسلحي «داعش» في الموصل، مؤكدا أن الجيش الأميركي يمتلك مطارات عدة في غالبية المناطق للانطلاق منها نحو قصف التنظيم في الموصل وأطرافها.
قيادي موصلي: ألف جندي أميركي في جنوب الموصل استعدادًا لتحريرها
العابد استبعد أن يقاتل «داعش» داخل المدينة إذا انكسر في أطرافها
قيادي موصلي: ألف جندي أميركي في جنوب الموصل استعدادًا لتحريرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة