حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تتمنى تجسيد شخصية فرعونية

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT
20

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)
حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)
حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)
أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.


مقالات ذات صلة

20 عملاً على خريطة «روتانا» الدرامية والبرامجية في رمضان 2025

عالم الاعمال 20 عملاً على خريطة «روتانا» الدرامية والبرامجية في رمضان 2025

20 عملاً على خريطة «روتانا» الدرامية والبرامجية في رمضان 2025

أعلنت شبكة «روتانا» عن خريطتها الدرامية والبرامجية خلال شهر رمضان 2025، التي تتضمن 20 مسلسلاً وبرنامجاً سيتم بثها عبر قناتي «روتانا خليجية» و«روتانا دراما»،…

المشرق العربي صورة ملتقطة في 3 يناير 2025 بالعاصمة السورية دمشق تظهر الرئيس السوري أحمد الشرع أثناء اجتماع بالقصر الرئاسي (د.ب.أ)

​الرئاسة السورية تصدر قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الأربعاء أن الرئاسة السورية أصدرت قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني من أجل بحث مستقبل البلاد

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الحوار العالمي «كايسيد»، أن برامجهم تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
يوميات الشرق الفنان أحمد مجدي يهتم بحضور المهرجانات ممثلاً ومخرجاً (حسابه على إنستغرام)

الفنان أحمد مجدي: أعمل بـ«3 أرواح» منتجاً وممثلاً ومخرجاً

قال الفنان المصري أحمد مجدي إن مسلسل «نقطة سودة» الذي يُعرض حالياً منحه مساحة جيدة للاستعداد لشخصية «علي» التي يؤديها وتشهد تحولات درامية عديدة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
TT
20

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)
لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)

لا ينطبق على مسلسل «ليالي روكسي» تصنيفه ضمن أعمال «البيئة الشامية» بتعريفها المُستَهلك. جماليته البصرية وخطّه الدرامي الرئيسي يُنقذانه من الذوبان في النمط ويُحرّرانه من الانطباع المُسبَق. يُضاف إليهما بناء الشخصيات وأزياؤها. فالمرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره، لا ما يقرّره الرجل والمجتمع عنها. المواجهة الصعبة تخوضها بنفسها، ونظرتها إلى الحياة تتجاوز مفاهيم محدودة رسَّختها مسلسلات «البيئة». هي هنا تُطلق جناحيها وتُحلِّق.

يعود المسلسل «ورشة كتّاب» إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا ويصوِّر الجانب المضيء من الواقع. وإذا كان العنوان العريض يتمحور حول ظروف إنجاز أول فيلم سينمائي سوري، «المتّهم البريء» عام 1928، فإنّ ما يتفرَّع يمسُّ موضوعات الحبّ والزواج والطلاق والخصومة الشخصية. خطّان يسيران بالتوازي، مع حرصٍ على ألا يحدُث ما يُشتِّت مسار الخطّ الأول.

يعود المسلسل إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا (البوستر الرسمي)
يعود المسلسل إلى عشرينات القرن الماضي في سوريا (البوستر الرسمي)

للعمل موّالُه يُغنّيه على ليلاه. لديه ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر، وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز. ويُحسَب له التفنُّن في رَسْم الشخصيات ومَنحها حيّزاً يتخطّى المُنتَظر منها في أعمال «البيئة الشامية». فالبطلة الرئيسية، «توتة» (سلاف فواخرجي)، ليست تلك الحسناء المُنهمِكة بإرضاء الزوج والخائفة طوال الوقت من أن يأتي إليها بضرّة. شخصيتها تقلُب الطاولة: تتخلّى عن جميع المُشكِّكين: الأم والحبيب والأصوات التي تقول لها إنّ الأحلام مستحيلة.

نتابع اكتمال التحضيرات لإنجاز أول فيلم سوري وردّ الفعل بين مؤيّد ومُعارض. والمسلسل، ليُبعد عنه بُطء الحدث ودورانه حول فكرة واحدة، يُطعّم سياقه بتعدُّد المواقف. وهذه غَرْفٌ مما تكتفي به غالباً دراما «البيئة»، مع بعض التعديلات. فنرى عِراك الحارة، وهي هنا شارع روكسي في دمشق، وإشكالاً سببه الشاربَيْن. ونسمعُ العبارة الشهيرة «ابن عمي»، ونلمح علامات الرضا حين تُكلّم الزوجة زوجَها؛ وما لا مجال لاكتمال السِيرة من دونه: التلويح بضرّة (شخصية «عطا» التي يقدّمها أيمن زيدان) أو حضورها بأشكال المناكفة مع ضرّتها (منزل «فرزت» الذي يؤدّي شخصيته عبد الفتاح المزين).

المرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره (فيسبوك)
المرأة حاضرة بأحلامها وطموحها ومحاولاتها للوصول إلى ما تختاره (فيسبوك)

لكنّ ذلك مكانه الخلفية. لا يتقدّم لإدراكه بأنّ المجال الأوسع ليس له. يطلّ كلما دعت الحاجة لخَرْق إيقاع وتبديل مشهدية. ما يتقدّم هو العلامة الفارقة في المسلسل: المشهد الثقافي الدمشقي على وَقْع زمن الانتداب الفرنسي. والمفارقة أنه هنا ظِلّ، لا «عدو» بمعنى الشمَّاعة التي تُعلَّق عليها جميع الإخفاقات. ذلك يتجسّد بعنصرَي الأمن الهزيلَيْن مثل مهرّجَيْن. حتى الآن، ليس الهَم «مقاومة الاحتلال» ولا مَدّ «الثوار» بالسلاح على طريقة ما قُدِّم حدّ التخمة. الهمُّ جمالي، فنّي، نوستالجي، من دون أن يعني ذلك غياب الحسّ الوطني ونداء الحرّية والاستقلال.

ويُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية. يجمعهما «ليالي روكسي» بعد 42 عاماً على لقائهما في مسلسل «وادي المسك» عام 1982. يفتتحانه بسيرهما معاً وسط منازل الشام المتراصفة مثل حبات الرمان. الموسيقى في الخلفية، وهما يردّدان الحقيقة المؤلمة: «الأحلام مثل البشر. قد تشيخ أيضاً». ذلك الحضور اللطيف يُمهِّد لعالم ساحر: السينما والأضواء وصوت البكرات والشغف. وكما هي أغنية الشارة، «يا طِيرة طيري يا حمامة» التراثية، بتوزيع جديد بصوت لينا شاماميان، تتّخذ منى واصف اسم «طيرة» في المسلسل، وتُمرّر كلمات بالإنجليزية، بينما دريد لحام بشخصية «عبد الوهاب» يُدرّب «توتة» على احتراف التمثيل ويحرّضها على الحلم.

يُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية (فيسبوك)
يُشكّل حضور دريد لحام ومنى واصف لمسة عاطفية (فيسبوك)

لافتة الأزياء، تُكثِّف حضور الشخصيات. ولافتة الصورة، كأنّ المخرج محمد عبد العزيز يُقدّم لوحة فنّية، فنرى الألوان بدفئها وعمقها والمعاني وراءها. عند هذا الحدّ، يُغرّد المسلسل خارج السرب. يكترث المخرج للخصوصية ولا يُفرّط في فرادة شخصياته، فنرى جوان خضر بإطلالة مختلفة، وجيني إسبر عرجاء، ورنا ريشة مجرَّدة من الأنوثة، ولوريس قزق بلهجة القاف المشدَّدة، وتطلُّ ليلى سمور بشخصية «هدية» بعد غياب عن الدراما السورية. الشخصيات مُطرَّزة، تشمل آخرين أيضاً، وتُحمِّس لانتظار مرور أسماء من التاريخ. في الفنّ تشارلي تشابلن الذي زار سوريا لحضور عرض فيلمه «أضواء المدينة» في سينما «زهرة دمشق» بساحة المرجة، فيُمثّل شخصيته خالد عثمان. وفي السياسة، أحد مؤسّسي الكتلة الوطنية التي قادت الحركة المناهضة للاستعمار الفرنسي في سوريا حتى عام 1946، فخري البارودي، ويمثّل شخصيته وائل رمضان.

للمسلسل مزاجه، وقد يراه البعض بطيئاً ومملاً. لا تتسارع الأحداث ولا تتزاحم المفاجآت، بقدر ما يتمهَّل برسم ملامح زمن ساحر تلفحه ذكريات الأوقات الحلوة في القهوة على أنغام العود، وفي سينما «الكوزموغراف» الغارقة في الأضواء الخافتة، والمسرح الذي سُمّي آنذاك «المَرْسح»، وقسم السوريين بين متنوِّر ومحافظ، ومُشجِّع ومُدين لِما قيل إنه «فساد المجتمع لعمل النساء في الفنّ».

بكُلِّها، تُقدّم سلاف فواخرجي شخصية أول ممثلة سورية بعد 17 عاماً على أدائها شخصية الفنانة أسمهان. وأيمن زيدان لم يكشف أوراق الشخصية كاملةً بعد. الشخصيات في موقعها. ما لا يُفهَم ولا مُبرّر له، تكرار ابن المخرج، تيم عزيز، عبارته في مسلسل «النار بالنار»، «حظي لوتو»، والعبارة الشهيرة لتيم حسن في مسلسل «تاج»، «شوكتلو هيبتلو». أين أباه من ردعه عما يضرّ موهبته لنصدّق أنه ممثل؟