السندات الحكومية علاج منتظر لتعثر المقاولين في السعودية

يوفر السيولة اللازمة للمقاولين ويطور أعمالهم

السندات الحكومية علاج منتظر لتعثر المقاولين في السعودية
TT

السندات الحكومية علاج منتظر لتعثر المقاولين في السعودية

السندات الحكومية علاج منتظر لتعثر المقاولين في السعودية

توقع مختصون في قطاع المقاولات أن تساهم خطة دفع مستحقات المقاولين عن طريق السندات الحكومية في معالجة تعثر المشروعات الحالية، الأمر الذي ألقى بظلاله على القطاع، وبات يهدد كثيرا من الشركات بالخسائر والخروج من السوق.
وقال عبد الله رضوان رئيس لجنة الإنشاءات والمقاولين، في غرفة جدة لـ«الشرق الأوسط»، إن القطاع يشهد حالة من الركود نتيجة تأخير دفع مستحقات المقاولين المرتبطين بمشروعات حكومية، مشيرا إلى أن التوجه إلى دفعها عن طريق السندات سيعزز قدرة المقاولين على تجاوز المرحلة الحالية والاستفادة من بيع تلك السندات والحصول على السيولة المطلوبة، والتي من المتوقع أن تساهم في إعطاء دفعة قوية للقطاع.
وأضاف أن هذا التوجه من الحكومة يعكس اهتمام الحكومة السعودية بقطاع المقاولات لدوره الحيوي في الاقتصاد، إلا أن التحديات الأخيرة أدت إلى شبه توقف لكثير من المقاولين، الأمر الذي أثر بدوره على أداء القطاع، لافتا إلى أنه سبق للحكومة التعامل مع مثل هذه الظروف وتم تجاوزها باقتدار.
من جانبه أوضح فيصل الحسيني، المتخصص في قطاع المقاولات، أن القرار في حال تطبيقه سيخفف من المعاناة التي يواجهها المقاولون نتيجة تأخير الدفعات في ظل الظروف الحالية التي صاحبت انخفاض أسعار النفط وإعادة هيكلة الاقتصاد في البلاد، مشيرا إلى أن قطاع المصارف لديه القدرة على التعامل مع هذا الملف بفضل القدرة المالية، مما سيساعد المقاولين الراغبين في بيع سنداتهم في الحصول على سيولة والاستفادة من تطوير أعمالهم.
وتأتي تأكيدات المقاولين في ظل توجه رسمي إلى إعطاء المقاولين سندات دين لتسوية بعض مستحقاتهم في المشروعات الحكومية التي يقومون بتنفيذها. ومن المتوقع، وفقا للمختصين، أن يحصل المقاولون على السندات، وأن يكون بإمكانهم الاحتفاظ بها حتى تاريخ الاستحقاق أو إعادة بيعها للبنوك المحلية، ولا تتضمن هذه السندات شروطا أو زمنا محددا للدفع.
وتواجه شركات المقاولات في السعودية والمؤسسات العاملة بقطاع المقاولات مشكلات تأخر صرف مستحقاتها لفترة تجاوزت 6 أشهر.
وبحسب تصريحات مسؤولين، فإن الحكومة سددت 70 في المائة من المستحقات المتأخرة للمقاولين، وستعمل على سداد بقية المستحقات وفقا للآليات المتبعة لدى وزارة المالية.
ويشهد قطاع المقاولات في السعودية ظاهرة تعثر تنفيذ المشروعات، الأمر الذي أثر سلبا على تطوير هذه الصناعة، وأسهم في خروج نسبة كبيرة من الاستثمارات في سوق المقاولات في البلاد، إذ تشير التقديرات الأولية إلى أن عدد المشروعات المتعثرة يتجاوز 7 آلاف مشروع.
ويساهم القطاع في جميع النشاطات الاقتصادية، إضافة إلى توفر الفرص الوظيفية المتنوعة، والتي تصنف إلى 7 مجموعات، هي: «الوظائف القيادية، والمهندسون، والفنيون، والحرفيون والعمالة الماهرة، والعمالة العادية، ومشغلو المعدات والسائقون، ووظائف الخدمات المساندة الإدارية»، فيما تزيد عدد المسميات في المهن القيادية والهندسية.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.