الحرس الثوري الإيراني ينقل أطنانًا من الأسلحة إلى قضاء طوزخورماتو

مصدر أمني: قيادي في فيلق القدس أشرف على إيصال العتاد العسكري للميليشيات الشيعية

مقاتل كردي أمام حائط فاصل بين قوات البيشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي في وسط مدينة طوزخورماتو أمس (إ.ب.أ)
مقاتل كردي أمام حائط فاصل بين قوات البيشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي في وسط مدينة طوزخورماتو أمس (إ.ب.أ)
TT

الحرس الثوري الإيراني ينقل أطنانًا من الأسلحة إلى قضاء طوزخورماتو

مقاتل كردي أمام حائط فاصل بين قوات البيشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي في وسط مدينة طوزخورماتو أمس (إ.ب.أ)
مقاتل كردي أمام حائط فاصل بين قوات البيشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي في وسط مدينة طوزخورماتو أمس (إ.ب.أ)

كشف مصدر أمني مسؤول أن إيران أرسلت عشرات الأطنان من الأسلحة والصواريخ لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومسلحي ما يسمى بـ«حزب الله» اللبناني الإرهابي الموجودين في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين لمواصلة المعارك ضد قوات البيشمركة الكردية، بينما نزح الآلاف من سكان طوزخورماتو إلى محافظة كركوك، خوفا من تجدد المعارك التي شهدتها مدينتهم خلال الأيام القليلة الماضية بين الميليشيات الشيعية وقوات البيشمركة.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل العملية: «أدخل الحرس الثوري الإيراني خلال الليلتين الماضيتين سبع شاحنات كبيرة تحمل عشرات الأطنان من الأعتدة الخفيفة والثقيلة من منفذ مهران الحدودي إلى داخل الأراضي العراقية في محافظة الكوت بالتنسيق جهات رسمية في الحكومة العراقية، وميليشيات الحشد الشعبي، وكانت تحمل غالبية هذه الشاحنات قذائف (الآر بي جي) والهاون والعبوات الناسفة وقنابل المدفعية وذخائر الدبابات وصواريخ الراجمات، إضافة إلى أعتدة خاصة بالرشاشات والبنادق، واتجهت الشاحنات السبعة فور دخولها الأراضي العراقية باتجاه قضاء طوزخورماتو، عبر ناحية سليمان بيك جنوب القضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الشيعية، وصلت هذه الشاحنات إلى أيدي مسلحي الحشد وميليشيات «حزب الله» اللبناني الإرهابية وأضاف: «في الوقت ذاته أشرف عضو قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومسؤول محور الفيلق في شمالي العراقي، محمد رضا شهلايي على عملية إدخال الأعتدة إلى العراق ورافق الشاحنات، وكان شهلايي وشخصين آخرين على متن سيارة رباعية الدفع تسير في مقدمة الرتل».
في غضون ذلك، بين مدير الآسايش (الأمن الكردي) في قضاء طوزخورماتو، الرائد فاروق أحمد، لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحشد الشعبي كانت تتوقع أن تشن قوات البيشمركة هجوما عليها، لذا فخخت عددا من أحياء طوزخورماتو بالعبوات الناسفة وقال مضيفا: «نصف سكان طوزخورماتو نزحوا منها باتجاه محافظة كركوك خوفا من تجدد المعارك بين الجانبين، الدوائر الرسمية معطلة والأسواق مقفلة، والحركة فيها شبه مشلولة».
من جهة أخرى شنت قوات الجيش العراقي بإسناد من قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي هجوما على مواقع تنظيم داعش المتطرف لتحرير ما تبقى من القرى الواقعة جنوب الموصل، وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، محمد إبراهيم عن العملية: «شنت قوات الجيش العراقي في الساعة السادسة من صباح أمس هجوما موسعا بإسناد من طيران التحالف الدولي على قرية المهانة الاستراتيجية جنوب الموصل، وتمكنت من تحريرها بالكامل من تنظيم داعش خلال وقت قياسي، وقُتل خلال معركة تحرير القرية أكثر من مائة مسلح من التنظيم، ودمرت طائرات التحالف الدولي عجلتين مفخختين وثلاث منصات لإطلاق الصواريخ وعدد من مدافع الهاون التابعة لداعش داخل القرية».
وأشار إبراهيم إلى أن قرية المهانة مهمة جدا نظرا لموقعها الاستراتيجي، وبتحريرها قُطع خط إمدادات تنظيم داعش وحركته عبر مجموعة من القرى الواقعة جنوب الموصل باتجاه قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، مضيفا بالقول: «بعد انتهاء قوات الجيش من تطهير قرية المهانة من العبوات الناسفة التي زرعها داعش، سيتجه الجيش نحو القرى الواقعة على ضفة الشرقية لنهر دجلة لتحريرها».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.