ردود فعل أميركية متفاوتة على قرار مجلس الأمن حول سوريا

ماكين وغراهام متمسكان بموقفهما السلبي من مقاربة أوباما

ردود فعل أميركية متفاوتة على قرار مجلس الأمن حول سوريا
TT

ردود فعل أميركية متفاوتة على قرار مجلس الأمن حول سوريا

ردود فعل أميركية متفاوتة على قرار مجلس الأمن حول سوريا

كانت واحدة من أوائل ردود فعل قرار مجلس الأمن عن سوريا مساء يوم الجمعة تغريدة كتبها جون كيري، وزير الخارجية الأميركية، في صفحته في موقع «تويتر» في نحو العاشرة مساء الجمعة، بعد ثلاث ساعات تقريبًا من إعلان قرار مجلس الأمن.
كيري غرد بالأمس قائلاً: «قرار سوريا الذي تبناه مجلس الأمن هام لدفع جهود إنهاء الصراع، وتحقيق حل سياسي في سوريا». وبعد ذلك بساعة تقريبًا، غرّد جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «أجاز مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم 2254، ووضع خطى قوية لمساعدة سوريا على طريق حل سياسي». ثم بعد أقل من ساعة، أعاد كيربي تغريدة رئيسه كيري.
ولكن على النقيض من احتفاء كيري وكيربي، امتنع أمس السبت، السناتور الجمهوري جون ماكين، أحد أشد قادة منتقدي سياسة الرئيس باراك أوباما في سوريا، عن التعليق على قرار مجلس الأمن (وهو الذي غرد كثيرا عن مؤتمر سياسي في ولاية نيوهامبشير). لكنه، كان يوم أول من أمس الجمعة قبل التصويت في مجلس الأمن، قد غرد ونشر رابط تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» عنوانه: «عن تغيير النظام في سوريا، البيت الأبيض يستسلم لروسيا».
كان مع ماكين في ولاية نيوهامبشير زميله السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو أيضًا من كبار منتقدي سياسة أوباما في سوريا. وهو أيضًا، اختار ألا يعلق على قرار مجلس الأمن. لكنه، يوم الأربعاء الماضي، قبل القرار بيومين، غرد: «ها نحن ننام في سرير واحد مع إيران وروسيا لننقذ الأسد. هذا شيء يستعصي على التصديق».
أيضًا لوحظ أن روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا، امتنع عن التغريد تعليقًا على تصويت مجلس الأمن. وإن كان يوم الخميس قد غرد متسائلاً: «أين رانيا وعائلتها؟ نريد إجابة من حكومة الأسد». ونشر رابط تقرير عن رانيا العباسي، التي اعتقلتها حكومة الأسد.
وكان بين التعليقات المتصلة بالقرار الدولي 2254 تغريدة من الدكتور حسين إيبش، الخبير الأميركي السوري الأصل في معهد دول الخليج في واشنطن، وكان سابقًا متحدثًا باسم اللجنة العربية ضد التفرقة، قال فيها: «يظل السلام بعيدًا. ويظل مستقبل سوريا غامضًا».
في هذه الأثناء، من نيويورك، نقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة، أنه يوجد احتمال تخفيف إيران من اعتراضها على رحيل الأسد. وكذلك رغم تمسك روسيا بتأييدها القوي للأسد علانية، فإنها أوضحت، أخيرًا، للحكومات الغربية أنها لا تعترض على تنحيه عن السلطة «في إطار عملية السلام».
وحول هذه النقطة قال خبير الإرهاب الأميركي تشارلز ليستر لمجلة «ديرشبيغل» الألمانية إنه خائف من «أن تفضل الدول الغربية إطالة الفترة الانتقالية للرئيس الأسد، من أجل الإبقاء على الروس في قارب واحد في هذا الوضع العصيب. وعند ذلك، سنعود إلى المربع الأول».
ما يستحق الإشارة إليه، أن الوزير كيري قال، مساء الجمعة للصحافيين: «إن القرار رسالة واضحة إلى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتال في سوريا». وأضاف: «ليست لدي أية أوهام بشأن صعوبة تنفيذ هذه الخطة الطموحة». وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد رحب، أيضًا، بما وصفه أنه «أول قرار يركز على السبل السياسية لحل الأزمة السورية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.