أفغانستان تتعاون مع طاجيكستان للتحقيق في اشتباك حدودي

كابل: بدأنا تحقيقات جادة في الحوادث الأخيرة

مسؤولون أمنيون باكستانيون وأقارب ضباط شرطة قُتلوا في هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات في كاراك بباكستان... 23 ديسمبر (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون وأقارب ضباط شرطة قُتلوا في هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات في كاراك بباكستان... 23 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان تتعاون مع طاجيكستان للتحقيق في اشتباك حدودي

مسؤولون أمنيون باكستانيون وأقارب ضباط شرطة قُتلوا في هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات في كاراك بباكستان... 23 ديسمبر (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون باكستانيون وأقارب ضباط شرطة قُتلوا في هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات في كاراك بباكستان... 23 ديسمبر (إ.ب.أ)

أعلنت سلطات «طالبان» الأفغانية أنها تعمل مع طاجيكستان المجاورة للتحقيق في اشتباك حدودي، وقع الخميس، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص، بينهم حارسا حدود طاجيكيان.

وقالت لجنة الأمن القومي الطاجيكية، الخميس في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «خوفار»، إن 3 عناصر من «منظمة إرهابية» عبروا الحدود «بشكل غير قانوني» في ولاية خاتلون المتاخمة لأفغانستان.

مسؤولون أمنيون باكستانيون وأقارب ضحايا هجوم حدودي مسلح وتفجير في كاراك بباكستان... 23 ديسمبر (إ.ب.أ)

وأضافت أنه تم «تحييدهم» بعد اشتباك مع حرس الحدود الطاجيكي الذي قضى اثنان من أفراده في الاشتباك.

وقال وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، السبت: «بدأنا تحقيقات جادة في الحوادث» الأخيرة على الأراضي الطاجيكية.

وأضاف في فعالية أُقيمت في كابل: «لقد تحدثت مع وزير خارجية طاجيكستان، ونحن نعمل معاً لمنع وقوع حوادث مماثلة».

وأضاف: «نشعر بالقلق من أن بعض الجهات الخبيثة تسعى لتدمير العلاقات بين البلدين المجاورين» من دون الخوض في التفاصيل.

وتشترك طاجيكستان في حدود جبلية مع أفغانستان يناهز طولها 1350 كيلومتراً، وعلاقاتها متوترة مع حركة «طالبان» التي عادت إلى الحكم في عام 2021.

وعلى عكس قادة آخرين في آسيا الوسطى، فإن الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمن، الذي يتولى السلطة منذ عام 1992، هو الوحيد الذي ينتقد حركة «طالبان» علناً.

ويحض علي رحمن «طالبان» على احترام حقوق الطاجيك الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين في أفغانستان، أي ربع عدد سكان البلاد.

في الأشهر الأخيرة، اندلعت مناوشات حدودية، نادراً ما تم التعليق عليها رسمياً، وعُقدت اجتماعات بين مسؤولين من «طالبان» وطاجيكستان، وفق وسائل إعلام محلية.

وقُتل 5 مواطنين صينيين على الأقل، وأُصيب آخرون بهجومين منفصلين على طول الحدود مع أفغانستان في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) ومطلع ديسمبر (كانون الأول)، وفق السلطات الطاجيكية.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في ديسمبر، فإن جماعة «أنصار الله» المتطرفة «لديها مقاتلون منتشرون في مناطق مختلفة من أفغانستان»؛ بهدف رئيسي هو «زعزعة استقرار الوضع في طاجيكستان». كما تشعر دوشنبه بالقلق إزاء وجود مقاتلين من تنظيم «داعش» في خراسان بأفغانستان.


مقالات ذات صلة

النيجر: المجلس العسكري يعلن «التعبئة العامة» لمواجهة الإرهاب

أفريقيا جانب من اجتماع الحكومة الانتقالية في النيجر الجمعة الماضي (إعلام محلي)

النيجر: المجلس العسكري يعلن «التعبئة العامة» لمواجهة الإرهاب

أقرت الحكومة الانتقالية بالنيجر ما سمته «التعبئة العامة» من أجل مواجهة الجماعات الإرهابية، وخاصة تلك المرتبطة بتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، التي تشن هجمات دامية.

الشيخ محمد ( نواكشوط)
آسيا يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

كشف تحقيق صحافي عن تعرّض أفغان لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وتعذيب واحتجاز تعسفي، عقب إعادتهم قسراً من إيران إلى بلادهم، موثقاً ما لا يقل عن 6 حالات.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
أفريقيا استنفار أمني عقب هجوم إرهابي في نيجيريا (غيتي)

المجلس العسكري الحاكم في النيجر يعلن «التعبئة العامة» ضد المتطرفين

أقرّ المجلس العسكري الحاكم في النيجر التعبئة العامة لمحاربة التمرد الجهادي في البلاد المستمر منذ فترة طويلة، وفق بيان حكومي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»

«الشرق الأوسط» (نيامي (النيجر))
آسيا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يلقي كلمة خلال المؤتمر الدولي حول باكستان القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ في جنيف بتاريخ 9 يناير 2023  (د.ب.أ)

رئيس الوزراء الباكستاني يشيد بقوات الأمن بعد قتل إرهابيين

أشاد رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، السبت، بقوات الأمن إثر مقتل أربعة إرهابيين، تدعمهم الهند، في منطقة بنججور بمقاطعة بلوشستان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

يقوم مواطن أفغاني يدعى رحيم الله، ببيع الجوارب على عربته في شرق العاصمة الأفغانية كابل، لنحو 10 ساعات يومياً، حيث يجني من ذلك ما يتراوح بين 4.5 و6 دولارات.

«الشرق الأوسط» (كابل)

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
TT

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)

كشف تحقيق صحافي عن تعرّض أفغان لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وتعذيب واحتجاز تعسفي، عقب إعادتهم قسراً من إيران إلى بلادهم، موثقاً ما لا يقل عن 6 حالات قتل خارج إطار القانون و11 حالة احتجاز لأفغان جرى ترحيلهم من إيران، في حين رجّح التحقيق أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك.

أشخاص يشترون ملابس شتوية مستعملة من سوق على جانب الطريق بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 4 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

وحمّلت عائلات القتلى والمحتجزين حركة «طالبان» مسؤولية هذه الانتهاكات، متحدثة عن نمط متكرر من العنف يستهدف الأفغان الذين يُعادون قسراً من إيران. وتأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه عمليات الترحيل تصاعداً حاداً، أعقب إعلان وقف إطلاق النار في حرب استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران)، أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وحسب المنظمة الدولية للهجرة، جرى ترحيل أكثر من 500 ألف مواطن أفغاني من إيران خلال الفترة الممتدة بين 24 يونيو و9 يوليو (تموز) فقط. ولاحقاً، قال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، إن نحو 1.5 مليون أفغاني جرى ترحيلهم منذ بداية العام الحالي.

استهداف بعد الإعادة القسرية

أقارب ومشيعون أفغان يؤدون الصلاة خلال مراسم جنازة ضحايا الغارات الجوية الباكستانية في مقبرة بمنطقة أورغون في ولاية باكتيكا يوم 18 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

فيما أفادت منصة «أفغانستان إنترناشونال» بأن كثيراً من المرحّلين كانوا من فئات معرّضة لخطر محدق، من بينهم مسؤولون حكوميون سابقون وصحافيون ونشطاء في المجتمع المدني، كانوا قد فرّوا من أفغانستان عقب سيطرة «طالبان» على الحكم عام 2021. وأكدت أن عدداً منهم قُتل أو احتُجز بعد فترة وجيزة من عودته.

ومن بين الحالات التي وثّقها التحقيق، مقتل كامين جان، الموظف السابق في وزارة الداخلية الأفغانية، الذي أُردي قتيلاً بالرصاص في ولاية تخار في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، بعد أسابيع من ترحيله من إيران. وقبل ذلك بأسبوعين، عُثر في ولاية فراه على جثة جندي أفغاني سابق آخر، كان قد أُبعد هو الآخر من إيران.

وفي واقعة أخرى، عُثر على جثة غول أحمد، موظف سابق في وزارة الداخلية، في ولاية فراه في أكتوبر (تشرين أول) 2025، بعدما اقتاده مسلحون من منزله، كانوا يحملون بطاقات تعريف تابعة لاستخبارات «طالبان». وقالت عائلته إنه احتُجز لأكثر من ثلاثة أشهر قبل أن تُعاد جثته إليهم.

وشهدت كابل حادثة مشابهة، إذ عُثر في سبتمبر (أيلول) 2025 على جثة عبد الولي نعيمي، الضابط السابق في القوات الخاصة الأفغانية والمنحدر من ولاية بنجشير، وذلك بعد أسبوعين فقط من ترحيله من إيران. وكانت منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة، قد أفادت باستمرار الهجمات الانتقامية ضد أفراد الأمن الأفغان السابقين منذ استيلاء «طالبان» على السلطة.

بعد يوم واحد من الترحيل

في بعض الحالات، وقعت عمليات القتل فوراً تقريباً بعد الإبعاد؛ ففي يوليو 2025، قُتل عزت الله، وهو قائد سابق مرتبط بحزب «جنبش ملي» (الحركة الإسلامية الوطنية في أفغانستان) في ولاية سربل، بعد يوم واحد فقط من عودته من إيران. وذكر متحدث باسم الحزب أن عزت الله كان قد لجأ إلى إيران عقب سيطرة «طالبان»، لكنه أُجبر على المغادرة بعد انتهاء صلاحية تأشيرته.

كما طالت الاستهدافات نشطاء في المجتمع المدني؛ فقد أُصيب حمزة ألفت، وهو ناشط مدني وسجين سابق لدى «طالبان»، برصاص في أثناء محاولته الفرار من عناصر الحركة، بعد عبوره الحدود عائداً من إيران، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجراحه.

احتجاز وتعذيب وصمت

إلى جانب القتل، وثّق التحقيق حالات متعددة من الاحتجاز والتعذيب. وقال خالد محمد، وهو عقيد سابق في الجيش الأفغاني رُحّل من إيران في أكتوبر 2022، إن قوات «طالبان» عذبته هو ووالدته المسنّة في حادثتين منفصلتين. وأفادت «أفغانستان إنترناشونال» بأنها راجعت مقاطع فيديو وسجلات طبية تُظهر آثار إساءة ومعاملة قاسية.

ورغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها منظمات حقوق الإنسان، تواصل إيران عمليات الترحيل. وكان فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد وصف الإعادات القسرية من إيران وباكستان بأنها «مقلقة»، محذّراً من أنها تعيد أشخاصاً إلى أوضاع غير آمنة.

امتداد الاغتيالات داخل إيران

يأتي هذا التحقيق في وقت تتعرض فيه شخصيات معارضة أفغانية أيضاً للاستهداف داخل الأراضي الإيرانية؛ فقد قُتل، الأربعاء، اللواء السابق في الشرطة الأفغانية إكرام الدين سري، بعدما أطلق مسلحون ملثمون النار عليه قرب منزله في طهران، في ثاني حادثة من هذا النوع خلال أقل من أربعة أشهر. وكان سري، الذي شغل سابقاً منصب قائد الشرطة في ولايتي بغلان وتخار، قد فرّ إلى إيران بعد عام 2021، وعُرف بانتقاداته العلنية لـ«طالبان».

وجاء مقتله بعد حادثة إطلاق النار على معروف غلامي في مدينة مشهد في سبتمبر الماضي. وألقى مقرّبون من الرجلين باللوم على «طالبان»، فيما وصف مصدر عسكري أفغاني الهجمات بأنها بداية «اغتيالات عابرة للحدود» تنفذها الحركة.

ولم تصدر السلطات الإيرانية تعليقاً رسمياً على مقتل سري، كما لم تعلن نتائج التحقيق في قضية غلامي.

ويؤكد مدافعون عن حقوق الإنسان أن هذا النمط من العنف يثير مخاوف جسيمة بشأن انتهاك مبدأ «عدم الإعادة القسرية» المعتمد دولياً، الذي يحظر إعادة الأفراد إلى أماكن تكون حياتهم أو حريتهم فيها عرضة للخطر.

عودة 2370 لاجئاً من باكستان وإيران

في غضون ذلك، تواصل باكستان وإيران طرد اللاجئين الأفغان بشكل قسري، حيث عاد 2370 شخصاً إلى أفغانستان.

ونشر الملا حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم «طالبان»، التقرير اليومي لأمانة المفوضية العليا لمعالجة قضايا المهاجرين في كابل، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، حسب وكالة باجوك الأفغانية للأنباء، السبت.

وأشار التقرير إلى أن 501 أسرة، بإجمالي 2370 شخصاً عادوا من إيران وباكستان الجمعة. ودخل العائدون إلى البلاد من خلال العديد من المعابر الحدودية، بما في ذلك إسلام قلعة في هيرات، وبولي أبريشام في نمروز، وسبين بولداك في قندهار، وبهرامشا في هلمند وتورخام في ننكارهار. وأضاف فطرت أنه تم إعادة توطين الأسر العائدة في مناطقها الأصلية حيث حصلت 742 أسرة على مساعدات إضافية. وفي اليوم السابق، تم إعادة 2400 لاجئ أفغاني أيضاً بشكل قسري من إيران وباكستان.


رئيس الوزراء الباكستاني يشيد بقوات الأمن بعد قتل إرهابيين

يقف أفراد الأمن في حالة تأهب وسط ضباب كثيف في محطة قطار في لاهور بتاريخ 28 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
يقف أفراد الأمن في حالة تأهب وسط ضباب كثيف في محطة قطار في لاهور بتاريخ 28 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الباكستاني يشيد بقوات الأمن بعد قتل إرهابيين

يقف أفراد الأمن في حالة تأهب وسط ضباب كثيف في محطة قطار في لاهور بتاريخ 28 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)
يقف أفراد الأمن في حالة تأهب وسط ضباب كثيف في محطة قطار في لاهور بتاريخ 28 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

أشاد رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، السبت، بقوات الأمن إثر مقتل أربعة إرهابيين، تدعمهم الهند، في منطقة بنججور بمقاطعة بلوشستان، حسبما أفادت وكالة أنباء «أسوشييتد برس أوف باكستان». ونقلت الوكالة عن شريف قوله في بيان: «ستحبط الحكومة الخطط الخبيثة للإرهابيين الذين هم أعداء للإنسانية».

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يلقي كلمة خلال المؤتمر الدولي حول باكستان القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ في جنيف بتاريخ 9 يناير 2023 (د.ب.أ)

وأضاف رئيس الوزراء: «إن الدولة بأسرها تقف مع قوات الأمن في الحرب ضد الإرهاب»، مؤكداً أن الحكومة ملتزمة بالقضاء التام على جميع أشكال الإرهاب من البلاد.

وتأتي هذه العملية في ظل تزايد ملحوظ للهجمات الإرهابية، خاصة في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان، منذ أن سيطر نظام حركة «طالبان» الأفغانية على السلطة في أفغانستان عام 2021


ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)
صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)
TT

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)
صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)

يقوم مواطن أفغاني يدعى رحيم الله، ببيع الجوارب على عربته في شرق العاصمة الأفغانية كابل، لنحو 10 ساعات يومياً، حيث يجني من ذلك ما يتراوح بين 4.5 و6 دولارات. ورغم أنه مبلغ زهيد، فإنه هو كل ما يمكن أن يتحصل عليه من أجل إطعام أسرته المكونة من 5 أفراد.

صورة أرشيفية للاجئين أفغان ينتظرون التسجيل في مخيم بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخم بأفغانستان... السبت 4 نوفمبر 2023 (أ.ب)

ويعد رحيم الله، الذي يستخدم اسمه الأول فقط شأنه شأن كثير من الأفغان، واحداً من بين ملايين الأفغان الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تصلهم سواء من السلطات الأفغانية أو من المنظمات الخيرية الدولية، للبقاء على قيد الحياة. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مقال نُشر على موقعها الإلكتروني مؤخراً، أن نحو 22.9 مليون شخص - أي نحو نصف السكان - كانوا في حاجة للحصول على مساعدات في عام 2025.

صورة أرشيفية لعائلات أفغانية لاجئة عائدة إلى وطنها تتجمع بجوار شاحنات محملة بأمتعتها يوم الاثنين 25 أغسطس 2025 (أ.ب)

إلا أن الخفض الهائل في المساعدات الدولية - بما يشمل وقف المساعدات الأميركية التي من بينها برامج مثل توزيع الغذاء تحت إدارة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة - قطع شريان الحياة هذا. وكان «برنامج الأغذية العالمي» قد حذَّر خلال الشهر الحالي من مواجهة أكثر من 17 مليون شخص في أفغانستان حالياً مستويات الأزمة من الجوع خلال فصل الشتاء، وذلك بزيادة قدرها 3 ملايين شخص عمّا كان الوضع عليه قبل أكثر من عام.

ويأتي هذا الخفض في المساعدات في الوقت الذي تعاني فيه أفغانستان من تدهور الاقتصاد، ومن موجات جفاف متكررة، وحدوث زلزالين مدمِّرين، وتدفق هائل للاجئين الأفغان الذين تم طردهم من دول مثل إيران وباكستان. وقد

ضغطت نتيجة الصدمات المتعددة بشدة على الموارد، بما يشمل الإسكان والغذاء.

الأمم المتحدة تطلب مساعدات

من جانبه، أبلغ توم فليتشر منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بأن الوضع قد تفاقم؛ بسبب «الصدمات المتداخلة»، التي تشمل الزلازل الأخيرة، وازدياد القيود المفروضة على الحصول على المساعدات الإنسانية وتوفير العاملين.

وبينما قال فليتشر إن نحو 22 مليون أفغاني سيحتاجون إلى مساعدات الأمم المتحدة في عام 2026، ستركز منظمته على 3.9 مليون شخص يحتاجون بصورة ملحة إلى مساعدات لإنقاذ الأرواح بسبب تراجع مساهمات المانحين. وأوضح فليتشر أن هذا الشتاء هو «الأول منذ أعوام الذي يكاد يخلو من توزيع الغذاء الدولي». وأضاف: «ونتيجة لذلك، لم يحصل على المساعدات الغذائية خلال موسم الجفاف الذي شهده عام 2025، سوى مليون شخص من الفئات الأشد ضعفاً، بالمقارنة مع 5.6 مليون شخص في العام الماضي».

وقد كان العام كارثياً بالنسبة لمنظمات الأمم المتحدة المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية، والتي اضطرت إلى شطب آلاف الوظائف وخفض الإنفاق في أعقاب خفض المساعدات.

وقال فليتشر: «نحن ممتنون لكم جميعاً ممن استمروا في دعم أفغانستان. ولكن بينما نستعد لدخول عام 2026، فإننا نواجه خطر حدوث مزيد من التراجع للمساعدات المنقذة للحياة، في وقت يزداد فيه انعدام الأمن الغذائي، والاحتياجات الصحية، والضغط على الخدمات الأساسية، ومخاطر الحماية».

صورة أرشيفية لمقاتل من «طالبان» يقف حارساً بينما يتلقى الناس حصصاً غذائية توزعها منظمة إغاثة إنسانية صينية في كابل... السبت 30 أبريل 2022 (أ.ب)

عودة اللاجئين

وأدت عودة ملايين اللاجئين إلى زيادة الضغط على النظام المنهك بالفعل. ومن جانبه، قال وزير شؤون اللاجئين والعودة، مولوي عبد الكبير، إن هناك 1.7 مليون لاجئ أفغاني عادوا إلى البلاد خلال الأعوام الـ4 الماضية، بحسب ما ورد في بيان تم نشره على الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة.

يشار إلى أن رحيم الله (29 عاماً) هو أحد هؤلاء اللاجئين العائدين. وكان الجندي السابق في الجيش الأفغاني قد فرَّ إلى دولة باكستان المجاورة بعد سيطرة «طالبان» على السلطة في عام 2021، ثم أعيد ترحيله إلى أفغانستان بعد عامين، وحصل في البداية على مساعدات نقدية وغذائية. ويقول: «لقد كانت المساعدات تساعدني كثيراً»، ولكن دونها «صرت الآن لا

أملك ما يكفي من المال لكي أعيش. وفي حال أصبت بمرض خطير أو واجهت أي مشكلة أخرى، لا سمح الله، فسيكون من الصعب جداً علي أن أتعامل مع الأمر بسبب عدم وجود أي مال إضافي لديّ لتحمل التكاليف».

وفي الوقت نفسه، أدى التدفق الهائل للاجئين السابقين إلى ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير. فقد ضاعف مالك المنزل الذي يعيش فيه رحيم الله - تقريباً - قيمة إيجار منزله الصغير المكون من غرفتين، بجدران نصفها

مصنوع من الخرسانة والنصف الآخر من الطين، بالإضافة إلى موقد طعام من

الطمي بدائي الصنع.

وقبل سيطرة «طالبان»، كان رحيم الله يحصل على راتب جيد، وكانت زوجته تعمل مدرسةً. إلا أن القيود الصارمة التي فرضتها الحكومة الجديدة على النساء والفتيات تعني منع النساء من العمل في جميع الوظائف تقريباً، وصارت زوجته عاطلة عن العمل.