صندوق النقد يرفع توقعات نمو الصين ويحذِّر من «تحديات انكماشية»

غورغييفا دعت إلى إصلاحات جريئة

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا خلال إحدى جلسات منتدى «1+10» في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا خلال إحدى جلسات منتدى «1+10» في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

صندوق النقد يرفع توقعات نمو الصين ويحذِّر من «تحديات انكماشية»

مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا خلال إحدى جلسات منتدى «1+10» في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا خلال إحدى جلسات منتدى «1+10» في العاصمة الصينية بكين (رويترز)

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني، ليصل إلى 5 في المائة في عام 2025، و4.5 في المائة في 2026، في إشارة إلى قدرة ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الصمود رغم التباطؤ العالمي.

وأكدت المؤسسة الدولية في المقابل أن الصين تواجه تحديات «ضاغطة» تتطلب تحركاً عاجلاً وإصلاحات هيكلية واسعة.

وخلال تصريحات في بكين، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، إن الاقتصاد الصيني «يساهم بنحو 30 في المائة من النمو العالمي»، ولكن مسار التوسع الاقتصادي لن يكون مستداماً إذا لم تتم معالجة الضغوط الانكماشية ومصادر الضعف الداخلي، وعلى رأسها هشاشة قطاع العقارات وضعف الطلب المحلي.

وأوضحت غورغييفا أن صادرات الصين مرشحة للتباطؤ على المدى القريب، مؤكدة أن البلاد «أكبر من أن تواصل الاعتماد على التصدير كمحرك رئيسي للنمو»، مشيرة إلى أن ضعف اليوان سمح للشركات الصينية بالاستفادة من ميزة تنافسية أدت إلى إطالة الاعتماد على الأسواق الخارجية.

وتابعت بأن «تعزيز الاستهلاك المحلي ينبغي أن يصبح الأولوية الكبرى للسياسات الاقتصادية في الصين، فالنمو القائم على الطلب الداخلي أكثر استدامة ومتانة من النمو القائم على الصادرات وحدها».

إصلاحات اجتماعية لتعزيز الاستهلاك

ودعت مديرة الصندوق إلى تنفيذ إصلاحات عميقة في نظام تسجيل السكان، والذي يحدُّ من قدرة المواطنين على الانتقال والعمل بحرية بين المدن. وقالت إن هذا الإصلاح، إلى جانب تدابير اجتماعية أخرى، يمكن أن يعزز الاستهلاك بما يصل إلى 3 نقاط مئوية على المدى القصير.

كما شددت على أن ضعف الطلب المحلي «مرتبط بشكل مباشر باستمرار هشاشة قطاع العقارات»، وهو ما يتطلب إجراءات إصلاحية متسقة لضمان استقرار السوق. وأوصى الصندوق الصين بتبني «حزمة سياسات كلية شاملة» تشمل تحفيزاً مالياً إضافياً مدعوماً بمزيد من التيسير النقدي، بهدف دعم النشاط الاقتصادي من دون خلق مخاطر مالية طويلة الأمد.

ولم تغفل غورغييفا الإشارة إلى مشكلة ديون الحكومات المحلية التي وصفتها بأنها «غير مستدامة»، وتتطلب إعادة هيكلة منظمة لتفادي انعكاساتها على الاقتصاد الوطني. وأكدت مديرة الصندوق أن الصين تمتلك «بنية تحتية رقمية متقدمة» تؤهلها للاستفادة من الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي، ولكنها حذَّرت في الوقت نفسه من أن توظيف هذه التقنية يجب أن يترافق مع سياسات تحمي سوق العمل من الاضطرابات المحتملة.

وتوقّعت أن تؤدي الإصلاحات الاقتصادية الشاملة إلى خلق 18 مليون وظيفة بحلول عام 2030، إذا نُفذت بحزم وعلى نطاق واسع.

وفي ختام تصريحاتها، شددت غورغييفا على أن السلطات الصينية «تواجه تحديات كبيرة وملحَّة»، داعية بكين إلى «التحرك بقوة وبوتيرة أسرع» لضمان انتقال الاقتصاد نحو نموذج أكثر اعتماداً على الاستهلاك والاستقرار الداخلي.

وأكَّدت أن نجاح الصين في هذا التحول لن ينعكس على اقتصادها فحسب؛ بل سيؤثر بشكل مباشر على استقرار الاقتصاد العالمي نظراً لحجمها وتأثيرها المتصاعد.


مقالات ذات صلة

محافظ بنك فرنسا يعلن رفع توقعات النمو بشكل طفيف

الاقتصاد منظر لمبنى بنك فرنسا في باريس (رويترز)

محافظ بنك فرنسا يعلن رفع توقعات النمو بشكل طفيف

قال فرنسوا فيليروي دي غالو، محافظ بنك فرنسا المركزي، إن البنك سيقوم برفع توقعاته للنمو الاقتصادي لفرنسا بشكل طفيف، مشيراً إلى أن اقتصاد البلاد ظل صامداً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)

الممثل التجاري الأميركي يلمّح إلى معاملة «مختلفة» لجنوب أفريقيا

قال الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، يوم الثلاثاء، إنه منفتح على معاملة جنوب أفريقيا بشكل مختلف عن الدول الأفريقية الأخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تفريغ شاحنة حاويات في جاكرتا بعد إعلان ترمب فرض رسوم 32 % على السلع الإندونيسية يوم 8 يوليو 2025 (رويترز)

مسؤول أميركي: اتفاق التجارة مع إندونيسيا مهدد بالانهيار

قال مسؤول أميركي، يوم الثلاثاء، إن اتفاقية التجارة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع إندونيسيا في يوليو باتت مهددة بالانهيار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مراكب في نهر النيل بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

تراجع طفيف في التضخم السنوي بمصر إلى 12.3 % خلال نوفمبر

سجَّل معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجعاً طفيفاً خلال شهر نوفمبر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد متداولون أمام شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» في غرفة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)

الأسهم الآسيوية تتراجع قبيل قرار «الفيدرالي» المرتقب

انخفضت معظم الأسهم الآسيوية، متحركة ضمن نطاقات ضيقة قبيل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المرتقب مساء الأربعاء، والذي من المتوقع أن يسفر عن ثالث خفض للفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

محافظ بنك فرنسا يعلن رفع توقعات النمو بشكل طفيف

منظر لمبنى بنك فرنسا في باريس (رويترز)
منظر لمبنى بنك فرنسا في باريس (رويترز)
TT

محافظ بنك فرنسا يعلن رفع توقعات النمو بشكل طفيف

منظر لمبنى بنك فرنسا في باريس (رويترز)
منظر لمبنى بنك فرنسا في باريس (رويترز)

قال فرنسوا فيليروي دي غالو، محافظ بنك فرنسا المركزي، إن البنك سيقوم برفع توقعاته للنمو الاقتصادي لفرنسا بشكل طفيف، مشيراً إلى أن اقتصاد البلاد يظل صامداً رغم حالة عدم اليقين السياسي.

وجاءت تصريحات فيليروي دي غالو بعد موافقة البرلمان الفرنسي بأغلبية ضئيلة على موازنة الضمان الاجتماعي لعام ٢٠٢6 يوم الثلاثاء، ما منح رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو انتصاراً سياسياً حاسماً، لكنه جاء بتكلفة مالية قد تهدد استقرار حكومته الهشة. وتسعى الحكومة لإقرار الموازنة قبل نهاية العام، مع محاولة إيجاد سبل لخفض عجز الموازنة رغم المعارضة لخفض الإنفاق العام، وفق «رويترز».

وأوضح فيليروي في مقابلة مع قناة «سي نيوز» وإذاعة «أوروبا 1» يوم الأربعاء أن توقعات بنك فرنسا الجديدة ستُنشر في 19 ديسمبر (كانون الأول)، مؤكداً: «سنرفع توقعاتنا للنمو قليلاً لهذا العام، والعام المقبل. كنا نتوقع 0.7 في المائة لهذا العام، و0.9 في المائة للعام المقبل». وأضاف: «سنرفع توقعاتنا للنمو قليلاً».

كما نشر بنك فرنسا يوم الثلاثاء أحدث استطلاع له حول معنويات قطاع الأعمال، والذي أظهر أن ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو مُهيأ للنمو بنسبة 0.2 في المائة في الربع الأخير من العام، ما يعزز فرص فرنسا في تحقيق أو تجاوز معدل النمو السنوي المتوقع من الحكومة، والبالغ 0.8 في المائة، مع تأكيد فيليروي أن النشاط الاقتصادي مستمر رغم حالة عدم اليقين السياسي.


الممثل التجاري الأميركي يلمّح إلى معاملة «مختلفة» لجنوب أفريقيا

الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)
الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)
TT

الممثل التجاري الأميركي يلمّح إلى معاملة «مختلفة» لجنوب أفريقيا

الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)
الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)

قال الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، يوم الثلاثاء، إنه منفتح على معاملة جنوب أفريقيا بشكل مختلف عن الدول الأفريقية الأخرى إذا مددت واشنطن مبادرة تجارية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء انتهت صلاحيتها في سبتمبر (أيلول).

وأوضح غرير، خلال جلسة استماع للجنة فرعية تابعة للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، أن إدارة ترمب منفتحة على تمديد قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) لمدة عام واحد، لكنها تنظر إلى جنوب أفريقيا بوصفها حالة فريدة، وقد تنظر في استبعادها من المبادرة التجارية إذا ضغط الكونغرس من أجل ذلك، وفق «رويترز».

وقال غرير خلال جلسة الاستماع، رداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي فصل جنوب أفريقيا عن أي تمديد لقانون «أغوا»: «إذا كنتم ترون أنه ينبغي منح جنوب أفريقيا معاملة مختلفة، فأنا منفتح على ذلك، لأنني أعتقد أنها تمثل مشكلة فريدة».

وأضاف أن جنوب أفريقيا بحاجة إلى خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية، والحواجز غير الجمركية على البضائع الأميركية إذا أرادت من الولايات المتحدة تخفيض رسومها البالغة 30 في المائة على البضائع الجنوب أفريقية.

وصرح متحدث باسم وزارة التجارة الجنوب أفريقية لوكالة «رويترز» يوم الأربعاء بأن بلاده ملتزمة بضمان إدراجها في أي تمديد لقانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا)، وستواصل الضغط من أجل تجديد المبادرة بصيغتها الحالية.

وقد تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، صاحبة الاقتصاد الأكثر تطوراً في القارة، بعد مقاطعة واشنطن قمة قادة مجموعة العشرين التي استضافتها بريتوريا الشهر الماضي. كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستبعد جنوب أفريقيا من قمة مجموعة العشرين في ميامي العام المقبل.

واتهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي حكومة جنوب أفريقيا بالعنصرية ضد مواطنيها البيض، وهو اتهام سبق أن وجهه الرئيس دونالد ترمب. وقد تم دحض هذا الادعاء على نطاق واسع.

وقال غرير خلال جلسة الاستماع إن جنوب أفريقيا قد فرضت العديد من العوائق أمام التجارة مع الولايات المتحدة.

وقال: «إنها اقتصاد كبير، أليس كذلك؟ لديها قاعدة صناعية وزراعية؛ ينبغي عليها أن تشتري من الولايات المتحدة».

وفي أغسطس (آب)، فرض ترمب تعريفة جمركية بنسبة 30 في المائة على الواردات من جنوب أفريقيا بعد أن فشل المسؤولون الأميركيون في الرد على عدة مقترحات تجارية قدمتها بريتوريا.

وكرر غرير أن إدارة ترمب أيدت تمديد قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) لمدة عام واحد، وهو قانون صدر لأول مرة عام 2000 لتوفير إمكانية الوصول إلى السوق الأميركية من دون رسوم جمركية لآلاف المنتجات، لكنها ستستغل هذه الفترة للعمل مع الكونغرس لتحسين المبادرة.


تراجع الأسهم الأوروبية وسط ترقب قرار الفائدة الأميركي

صورة لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
صورة لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

تراجع الأسهم الأوروبية وسط ترقب قرار الفائدة الأميركي

صورة لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
صورة لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

انخفضت الأسهم الأوروبية بشكل طفيف، الأربعاء؛ حيث امتنع المستثمرون عن القيام بمراهنات كبيرة قبيل قرار مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي بشأن أسعار الفائدة، فيما كانوا يراقبون من كثب مجموعة من التحديثات الصادرة عن الشركات.

وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.1 في المائة إلى 577.43 نقطة بحلول الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش، متجهاً نحو تسجيل رابع جلسة انخفاض متتالية. كما تراجعت المؤشرات الإقليمية الرئيسية؛ حيث انخفض مؤشرا ألمانيا وإسبانيا بنسبة 0.1 في المائة لكل منهما، وخسر مؤشر «كاك 40» الفرنسي أيضاً 0.1 في المائة بعد موافقة المشرعين بأغلبية ضئيلة على ميزانية الضمان الاجتماعي لعام 2026، ما منح الحكومة انتصاراً سياسياً ومالياً، وفق «رويترز».

وتراجعت أسهم القطاعين المالي والصناعي، اللذين دعّما الأسواق في الجلسات الأخيرة؛ حيث انخفضت أسهم شركات التأمين بنسبة 0.4 في المائة، متأثرة بتراجع سهم شركة «إيغون» بنسبة 7 في المائة، عقب إصدارها تحديثاً لبياناتها التجارية.

وتظل الأنظار متجهة نحو قرار مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في وقت لاحق من اليوم، والمتوقع أن يشمل خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين ستخضع تصريحات رئيس المجلس جيروم باول للتدقيق بحثاً عن مؤشرات حول توجهات السياسة النقدية للعام المقبل، في ظل تباطؤ الاقتصاد.

وعلى صعيد الشركات، ارتفع سهم «ديليفري هيرو» بنسبة 6.1 في المائة، بعد أن أعلنت الشركة في رسالة إلى المساهمين يوم الثلاثاء عن مراجعة إجراءات تخصيص رأس المال وتقييم الخيارات الاستراتيجية.