الكونغرس يوافق على إلغاء قانون قيصر

قانون تفويض الدفاع الوطني يربط بين زيادة المساعدة للجيش اللبناني وبين هدف نزع سلاح «حزب الله»

TT

الكونغرس يوافق على إلغاء قانون قيصر

صورة أرشيفية لـ«قيصر» مخفياً هويته بمعطف أزرق خلال جلسة نقاش في الكونغرس الأميركي لقانون حماية المدنيين السوريين (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لـ«قيصر» مخفياً هويته بمعطف أزرق خلال جلسة نقاش في الكونغرس الأميركي لقانون حماية المدنيين السوريين (أ.ف.ب)

فيما تحتفل سوريا بذكرى مرور سنة على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد وفراره من دمشق، وافق الكونغرس الأميركي على إلغاء العقوبات التي فُرضت على البلاد بموجب قانون قيصر، والتي وُضعت أصلاً لمعاقبة نظام الأسد بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان. وصدر النص النهائي الخاص بالإلغاء ضمن تعديل مدرج على قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) أقر الليلة الماضية. وحدد قانون تفويض الدفاع الوطني أيضاً زيادة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية بهدف «نزع سلاح تنظيم حزب الله».

وجاء في نص التعديل:

المادة 8369: إلغاء قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019.

(أ) الإلغاء.

يُلغى بموجب هذا قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 (...)

في موعد لا يتجاوز 90 يوماً بعد تاريخ سنّ هذا القانون، وكل 180 يوماً بعد ذلك ولمدة 4 سنوات، يقدّم الرئيس إلى لجان الشؤون الخارجية والخدمات المالية والقضاء في مجلس النواب، ولجنتي العلاقات الخارجية والإسكان والشؤون الحضرية في مجلس الشيوخ، تقريراً غير سري، مع ملحق سري إذا لزم الأمر، يَشهد فيه ما إذا كانت حكومة سوريا:

تتخذ إجراءات ملموسة وحقيقية للقضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، بما في ذلك القاعدة وفروعها، بالتعاون مع الولايات المتحدة، ولمنع عودة ظهور داعش؛

أزالت أو تعمل على إزاحة المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في حكومة سوريا، بمن في ذلك أولئك الموجودون في مؤسسات الدولة والأمن في سوريا».

جنود من الجيش اللبناني أمام مبنى استُهدف بغارة جوية إسرائيلية في قرية دير كيفا جنوب لبنان في نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

وفي خصوص لبنان، نص التعديل الذي أقره الكونغرس على ما يلي:

«الدعم لحكومة لبنان:

يُعدَّل البند (ج)(2) من ذلك القسم بإضافة ما يلي في نهايته:

«يجوز استخدام هذا الدعم فقط لتعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على مواجهة التهديد الذي يمثله حزب الله اللبناني وأي تنظيم إرهابي آخر يهدد أمن لبنان وجيرانه».

(ج) تمديد الصلاحية.

يُعدَّل البند (ح) من ذلك القسم بحذف عبارة «31 ديسمبر 2025» واستبدالها بـ«31 ديسمبر 2026».

ونصت المادة 1226 على «تعزيز الشراكة الأمنية مع الأردن ولبنان» وجاء فيها: «يسعى وزير الدفاع، استناداً إلى الصلاحيات القائمة، إلى تقديم المساعدة—بما في ذلك التدريب والمعدات والدعم اللوجستي والإمدادات والخدمات—لحكومتي الأردن ولبنان للأغراض التالية:

دعم وتعزيز جهود القوات العسكرية الأردنية؛

وفيما يتعلق بحكومة لبنان، زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية بهدف نزع سلاح تنظيم حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران».

المجلس السوري الأميركي

تعليقاً على ذلك أصدر المجلس السوري الأميركي بياناً جاء فيه:

«نحن فخورون بالإعلان أنّ إلغاء قانون قيصر قد ثُبت نهائياً في الصيغة النهائية لموازنة الدفاع الأميركية التي تمّ التوافق عليها بين مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ولم يعد من الممكن تعديل هذا النص، على أن يصوّت عليه الكونغرس في الأيام القليلة المقبلة.

ويعني ذلك ما يلي:— سيُلغى قانون قيصر بالكامل ومن دون أي شروط قبل نهاية العام.— أزيلت الآلية التلقائية التي كانت ستؤدي إلى إعادة فرض عقوبات قيصر.— أصبحت الشروط السابقة مجرّد توصيات غير مُلزِمة.— بند الإلغاء محميّ داخل موازنة الدفاع الكاملة، ما يجعل إقراره شبه مؤكّد.

يمثّل ذلك انتصاراً كبيراً للشعب السوري ولحظة ارتياح حقيقية للاقتصاد السوري».


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى في تاريخها... دمشق تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

المشرق العربي وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلقي كلمة خلال فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (حساب إكس)

للمرة الأولى في تاريخها... دمشق تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

تحت شعار «نهج حقوق الإنسان في إعادة الإعمار» دمشق تحدد يوماً للاحتفال بالتعاون بين المفوضية السامية ووزارة الخارجية

«الشرق الأوسط» (دمشق)
تحقيقات وقضايا الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

سوريا بعيون أميركية... «رحلة جنونية من العزلة إلى الانفتاح»

يرى خبراء أميركيون أن سوريا الجديدة تواجه تحديات داخلية تشمل الاستقرار السياسي وإعادة بناء الاقتصاد، فضلاً عن تحديات خارجية تتعلق برفع العقوبات ومكافحة الإرهاب.

هبة القدسي (واشنطن)
تحقيقات وقضايا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع خلال أول زيارة له في أنقرة 4 فبراير 2025 (الرئاسة التركية)

الصعود التركي في سوريا... من المواجهة إلى التحالف

في الأسابيع الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تشكلت قناعة بأن تركيا لعبت الدور الأكبر في الوصول «السلس» لفصائل المعارضة إلى دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ متظاهرون يحملون العلم السوري أمام البيت الأبيض في 10 نوفمبر الماضي (رويترز)

الكونغرس لإلغاء «قيصر» من دون شروط

بعد عملية شد حبال طويلة توصل الكونغرس إلى اتفاق من شأنه أن يلغي عقوبات قيصر على سوريا نهائياً.

رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي صورة تجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم 10 نوفمبر (سانا - أ.ف.ب)

نائب جمهوري يتراجع عن اعتراضه على إلغاء «قانون قيصر»

أعلن النائب الجمهوري برايان ماست، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، تراجعه عن رفضه إلغاء «قانون قيصر».

إيلي يوسف (واشنطن)

السفير الأميركي في بيروت: إسرائيل تفصل المفاوضات عن الضربات لـ«حزب الله»

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
TT

السفير الأميركي في بيروت: إسرائيل تفصل المفاوضات عن الضربات لـ«حزب الله»

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)

أطلق السفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى موقفاً لافتاً بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة، مؤكداً أنّ بدء المفاوضات المدنية بين لبنان وإسرائيل، لا يعني توقف إسرائيل عن هجماتها، لأن الإسرائيليين يعدّون المسار السياسي منفصلاً بالكامل عن مسار الحرب مع «حزب الله».

ويقدّم عيسى في هذا الموقف إشارة أميركية واضحة، مفادها أنّ واشنطن تتعاطى مع مسار التفاوض بوصفه خطّاً مستقلّاً عن المواجهة العسكرية والضربات الإسرائيلية التي توجهها إسرائيل لـ«حزب الله»، فيما يشكّل إعلاناً صريحاً بفصل المسارين، السياسي من جهة، والميداني من جهة أخرى.

موقف عيسى جاء في ختام لقاء موسّع بين رئيس المجلس النيابي ووفد من «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان (ATFL)» برئاسة السفير إدوارد غابرييل، بعد أسبوع على انطلاق مرحلة تفاوض جديدة، واشتداد المواجهة جنوباً. وهدف الاجتماع إلى الاستماع من بري مباشرة إلى مقاربة رسمية لبنانية حول التطورات الداخلية والإقليمية، حسب بيان صادر عن مكتب بري.

مقاربة موسعة

وأوضح عيسى أنّ الهدف من حضور وفد موسّع هو «الاستماع من المصدر، لأن ما يصل إلى الولايات المتحدة لا يكون دائماً مطابقاً للحقيقة اللبنانية»، مشيراً إلى أن بري «قدّم مقاربة موسعة للواقع اللبناني والتحديات المتصلة بالمرحلة الراهنة، على نحو يتيح للوفد الأميركي نقل صورة أشمل لدوائر القرار». وقال إن بري «قدّم رأيه مباشرة للوفد حول الوضع في لبنان، وآمل أن يكون الوفد قد فهم من الرئيس بري حقيقة ما يحصل».

وعن رأيه في تعيين السفير سيمون كرم في لجنة الميكانيزم والرسائل التي يرغب الرئيس بري في إيصالها إلى الولايات المتحدة، قال السفير عيسى: «أعتقد أن الرئيس بري أوصل كل ما كان ينبغي للوفد معرفته، إذ إن المعلومات تصل إلى الولايات المتحدة أحياناً بشكل مغاير لما يجب أن تكون عليه. أمّا بشأن المفاوضات الجارية الآن، فعلينا ألا نستبق الأحكام أو نبالغ في تقييمها منذ اليوم الأول. وكما قلت قبل يومين، يجب أن نفتح الأبواب، وليُبدِ كلٌّ رأيه».

وقال إن «المفاوضات قد بدأت، وهذا لا يعني أن إسرائيل ستتوقف، وهم يعتقدون أن الأمرين منفصلان وبعيدان عن بعضهما، وأعتقد أنه يمكن من خلال التفاوض تقريب وجهات النظر».

وفي ملف المساعدات العسكرية، شدّد عيسى على أن الدعم الأميركي للجيش «مستمر ولم يتوقف»، لافتاً إلى أن العمل على زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى واشنطن لا يزال جارياً، وأن الزيارة مرجحة لأنها تتيح لهيكل «إيصال رسائله مباشرة».

كما عدّ أن انتقال سلطة الأمن جنوب الليطاني إلى الجيش خطوة إيجابية، آملاً «أن تصدر عن الحكومة مجتمعة»، قبل أن يوجّه تعليقاً مقتضباً باتجاه «حزب الله»، قائلاً إن الحزب «يعرف ما عليه القيام به».

موقع لبنان الإقليمي

من جانبه، قال السفير إدوارد غابرييل إن اللقاء شكّل فرصة لمناقشة «موقع لبنان الإقليمي وعلاقاته بسوريا والخليج ودول الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن الخبراء المرافقين سيبنون على ما سمعوه لنقله إلى الكونغرس ودوائر القرار في واشنطن.

ووصف غابرييل الاجتماع بأنه «مثمر للغاية»، معبّراً عن تفاؤل بمرحلة المفاوضات، وبالدور الذي تلعبه السفارة في دعم الجيش اللبناني.


للمرة الأولى في تاريخها... دمشق تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلقي كلمة خلال فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (حساب إكس)
وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلقي كلمة خلال فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (حساب إكس)
TT

للمرة الأولى في تاريخها... دمشق تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان

وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلقي كلمة خلال فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (حساب إكس)
وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلقي كلمة خلال فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (حساب إكس)

شهد قصر المؤتمرات في دمشق، الأربعاء، احتفالية غير مسبوقة باليوم العالمي لحقوق الإنسان، نظمتها وزارة الخارجية والمغتربين بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، وبحضور وزراء وسفراء وشخصيات أممية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، تحت شعار: «نهج حقوق الإنسان في إعادة الإعمار».

وفي كلمة الافتتاح، قال وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني: «نعيش مناسبتين عزيزتين، هما عيد تحرير سوريا واليوم العالمي لحقوق الإنسان، ونعلن اليوم عودة الروح إلى قلب الشرق بعودة سوريا دولةً تحترم الإنسان وتُعلي من شأن كرامته». مضيفاً: «هذا اليوم كان في الماضي منصة لإدانة جرائم النظام البائد وانتهاكاته، أما اليوم فقد أصبح مناسبة لحفظ حقوق الإنسان وصون كرامته».

مشاركة أممية عن بعد في فعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان بدمشق (حساب إكس)

من جهته، أوضح رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، محمد النسور، أنه ما كان من الممكن الاجتماع في دمشق في هذا اليوم لولا نضالات الشعب السوري، والاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة السورية لحقوق الإنسان.

بينما عدت نائبة المفوض السامي ندى الناشف أن هذه المناسبة تمثل بداية جديدة لحقوق الإنسان في سوريا، مؤكدة السعي المشترك نحو مستقبل واعد ومضيء.

وكان النسور قد أشار، إلى «تحول يبعث على الأمل الحذر لملايين السوريين»، كما أنه يبشر بـ«فصل جديد» في علاقة المفوضية الأممية مع السلطات السورية. وتابع في البيان المنشور على موقع الأمم المتحدة: «في كل مرة نذهب فيها إلى دمشق، نلمس التغيير»، لافتاً إلى «وجود إرادة سياسية من الحكومة للتحسين».

الرئيس السوري أحمد الشرع ملتقياً فريد المذهان المعروف بـ«قيصر» على هامش الزيارة إلى جمهورية فرنسا (سانا - أ.ف.ب)

في شأن متصل، يتسلم فريد المذهان، المصور الذي سرب صور جثث ضحايا السجون السورية فترة حكم الأسد وعُرف برمز له باسم «قيصر» الجائزة الفرنسية - الألمانية لحقوق الإنسان، الأربعاء. الجائزة كان قد تسلمها من السوريين في السنوات الماضية، أنور البني، مدير المركز السوري للدراسات و الأبحاث القانونية، مازن درويش، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وفضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تحسن الوضع في سوريا فيما يخص قضايا حقوق الإنسان في الربع الأخير من العام عما كان عليه الأشهر الماضية. وعدَّ فضل عبد الغني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، احتفال سوريا بيوم حقوق الإنسان «خطوة في الاتجاه الصحيح وبأن سوريا مهتمة بهذا اليوم، وهذا يعطيها بعداً عالمياً».

فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان برئاسة فضل عبد الغني مستقبلاً في مكتبه الجديد بدمشق وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان (يسار)

وقال لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أهمية الاحتفال في أن سوريا «لم تكن تعترف بحالة حقوق الإنسان، وها هي اليوم تحتفل به»، معبراً عن الأمل بالبناء على هذه الخطوة خطوات إلى الأمام فيما يخص تعديل التشريعات وبما يدعم حقوق الإنسان.

وأوضح عبد الغني أن «(المفوضية السامية لحقوق الإنسان)، دخلت إلى سوريا، وزار مسؤولون فيها مكتب الشبكة بدمشق، وسيقومون بتدريب حقوقي لعناصر في بعض الوزارات، علماً أن كل ذلك كان ممنوعاً فترة النظام السابق».


خلَّفت قتلى وأضراراً... أمطار طال انتظارها تُغرق مناطق عراقية عدة (صور)

صورة جوية تُظهر شوارع غارقة بالمياه في مدينة الحلة وسط العراق (أ.ف.ب)
صورة جوية تُظهر شوارع غارقة بالمياه في مدينة الحلة وسط العراق (أ.ف.ب)
TT

خلَّفت قتلى وأضراراً... أمطار طال انتظارها تُغرق مناطق عراقية عدة (صور)

صورة جوية تُظهر شوارع غارقة بالمياه في مدينة الحلة وسط العراق (أ.ف.ب)
صورة جوية تُظهر شوارع غارقة بالمياه في مدينة الحلة وسط العراق (أ.ف.ب)

تسببت موجة أمطار غزيرة مستمرة في العراق منذ يومين في تدفق سيول أوقعت قتلى وخلَّفت أضراراً في بعض مناطق البلاد، لكنها أحيت الأمل بتعزيز المخزون المائي الذي بلغ أدنى مستوياته جراء مواسم الجفاف المتعاقبة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأودت السيول في شمال البلاد، الثلاثاء، بحياة ثلاثة أشخاص، كما انهار، الأربعاء، جزء من جسر رئيسي يربط شمال البلاد بالعاصمة بغداد، وفق مصادر عدّة.

رجل مسن يراقب مراهقاً وهو يحاول إزالة المياه من منزل غمرته الفيضانات في مدينة الحلة وسط العراق بعد هطول أمطار غزيرة (أ.ف.ب)

وقال مدير عام هيئة السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي ثامر، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه من شأن «الأمطار والسيول أن تعزز الخزين المائي» في السدود، والذي كان قد تراجع قبل أشهر إلى أقل من 7 في المائة من كامل قدرتها الاستيعابية.

وأضاف: «نأمل من خلال ما ورد إلينا الآن أن يزداد الخزين بمعدلات مقبولة»، موضحاً أن الإيرادات ستبقى محدودة؛ كون البلاد بحاجة إلى موسم مطري جيد لتعويض النقص الكبير.

صبي يقود دراجته عبر شارع غمرته المياه عقب هطول أمطار غزيرة في النجف بالعراق (رويترز)

وستوجه وزارة الموارد المائية، وفق قوله، واردات الأمطار والسيول لتعزيز الخزين المائي وإنعاش الأهوار وتقليص نسبة الملوحة في مياه الأنهار في جنوب البلاد.

يعد العراق من الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، ويعاني منذ سنوات جفافاً قاسياً انعكس في قلة المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة. كما أتت عقود من الحروب والأزمات على البنى التحتية في البلاد التي تعاني من سياسات مائية ضعيفة وغير فعالة.

عراقيون يستقلون دراجة ثلاثية العجلات عبر شارع غمرته المياه في مدينة الحلة وسط البلاد بعد هطول أمطار غزيرة (أ.ف.ب)

وقال رحمان خاني، مدير عام السدود في إقليم كردستان الشمالي الذي اجتاحت السيول مناطق عدّة فيه: «ارتفعت الإيرادات المائية في السدود بشكل ملحوظ»، مشيراً إلى ارتفاع «منسوب المياه في سد دربنديخان بمقدار متر ونصف خلال اليومين الماضيين، فيما ارتفع منسوب سد دوكان بمقدار 70 سنتيمتراً».

جسر منهار في العراق بعد هطول أمطار غزيرة في البلاد (أ.ف.ب)

وفي بلدة جمجمال قرب السليمانية، ثانية كبرى مدن إقليم كردستان العراق، تسببت سيول جارفة (الثلاثاء) في مقتل شخصين، هما امرأة ورجل مسن، وفق ما أعلن وزير الصحة في الإقليم سامان بززنجي.

وفي محافظة كركوك، أفاد مدير ناحية ليلان محمّد ويس، بوفاة طفلة، مساء الثلاثاء بعدما جرفتها السيول قرب منزلها.

وتسببت السيول الأربعاء، في انهيار جزء من جسر رئيسي في منطقة طوزخورماتو كان يربط بين كركوك وبغداد، وفق ما أفادت به السلطات المحلية ومراسل الصحافة الفرنسية.

شاحنات تسير عبر طريق غمرته المياه في المنطقة الشمالية من النجف وسط العراق عقب هطول أمطار غزيرة (أ.ف.ب)

وفي مدينة الحلة جنوب البلاد، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء، بأن المياه أغرقت شوارع عدةّ ودخلت منازل المواطنين، مشيراً إلى أن الفيضانات ناتجة عن غياب بنى تحتية ملائمة للصرف الصحي لاستيعاب غزارة الأمطار.

وفضلاً عن تأثيرات التغير المناخي، تلقي بغداد أيضاً باللوم على الجارتَين تركيا وإيران لبنائهما سدوداً أدت إلى انخفاض كبير في مستوى نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.