كيف تؤثر السوشيال ميديا على صحتنا العقلية؟ وثائق «ميتا» تكشف الحقيقة

التوقف عن استخدام «فيسبوك» لمدة أسبوع قلّص مشاعر الاكتئاب والقلق والوحدة والمقارنة الاجتماعية

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ب)
TT

كيف تؤثر السوشيال ميديا على صحتنا العقلية؟ وثائق «ميتا» تكشف الحقيقة

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ب)

من حين لآخر، يتكرر السؤال عن الآثار التي تسببها مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمستخدمين، بعدما أصبحت هذه المنصات تشغل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية.

وكشفت وثائق غير منقحة في دعوى جماعية رفعتها مناطق تعليمية أميركية ضد شركة «ميتا» ومنصات تواصل اجتماعي أخرى أن الشركة أوقفت بحثاً داخلياً حول تأثيرات «فيسبوك» و«إنستغرام» على الصحة العقلية بعد أن وجدت أدلةً سببيةً على أن منتجاتها تضر بالصحة العقلية للمستخدمين.

«مشروع الزئبق»

ووفقاً لوثائق «ميتا»، التي تم العثور عليها عن طريق الاكتشاف، عمل علماء من شركة «ميتا» مع شركة «نيلسن» في مشروع بحثي أُطلق عليه اسم «مشروع الزئبق» (بروجكت ميركوري) لعام 2020 لقياس تأثير تعطيل «فيسبوك» و«إنستغرام». وأظهرت الوثائق أن الشركة أصيبت بخيبة أمل بعد أن تبيَّن أن «الأشخاص الذين توقَّفوا عن استخدام فيسبوك لمدة أسبوع أبلغوا عن انخفاض مشاعر الاكتئاب والقلق والوحدة والمقارنة الاجتماعية».

وورد في الدعوى القضائية أنه بدلاً من نشر هذه النتائج أو متابعة أبحاث إضافية، ألغت «ميتا» مزيداً من العمل، وأعلنت داخلياً أن نتائج الدراسة السلبية اختلطت «بسرد إعلامي قائم» حول الشركة.

شعار تطبيق «فيسبوك» الشهير (رويترز)

ومع ذلك، أكد الموظفون بشكل خاص لنيك كليغ، رئيس قسم السياسة العامة العالمية في «ميتا» آنذاك، أن استنتاجات البحث كانت صحيحة.

وقال أحد الموظفين الذي طلب عدم ذكر اسمه: «دراسة نيلسن تُظهر بالفعل تأثيراً سببياً على المقارنة الاجتماعية». وعبَّر موظف آخر عن قلقه من أن السكوت عن النتائج السلبية سيكون أشبه بما تفعله شركات التبغ «التي تجري أبحاثاً وتعرف أن السجائر مضرة ثم تحتفظ بهذه المعلومات لنفسها».

وذكرت الدعوى أنه على الرغم من عمل «ميتا» الخاص الذي يوثِّق وجود علاقة سببية بين منتجاتها والتأثيرات السلبية على الصحة العقلية، فإن «ميتا» أخبرت الكونغرس بأنها لم تكن لديها القدرة على تحديد ما إذا كانت منتجاتها ضارة بالفتيات القاصرات.

ادعاءات أخرى

وفي بيان صدر أمس (السبت)، قال المتحدث باسم شركة «ميتا»، أندي ستون، إن الدراسة توقَّفت لأنَّ منهجيتها كانت معيبة، وإن الشركة تعمل بجد لتحسين سلامة منتجاتها وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف: «سيظهر السجل الكامل أنه على مدار أكثر من عقد من الزمن، استمعنا للآباء والأمهات، وبحثنا في القضايا الأكثر أهمية، وأجرينا تغييرات حقيقية لحماية القاصرات».

شعار تطبيق «إنستغرام» علي الهاتف (رويترز)

ادعاء إخفاء «ميتا» للأدلة على أضرار وسائل التواصل الاجتماعي هو مجرد واحد من بين عدد من الادعاءات التي وردت في دعوى قضائية قدَّمتها شركة «موتلي رايس» في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، وهي شركة محاماة تقاضي «ميتا» و«غوغل» و«تيك توك» و«سناب شات» نيابةً عن مناطق تعليمية في جميع أنحاء البلاد. بشكل عام، دفع ممثلو الادعاءبأن الشركات أخفت عمداً المخاطر المُعترَف بها داخلياً لمنتجاتها عن المستخدمين وأولياء الأمور والمعلمين.

ولم ترد «غوغل» و«تيك توك» و«سناب شات» حتى الآن على طلب للتعليق.

تشمل الادعاءات ضد شركة «ميتا» ومنافسيها تشجيع الأطفال دون سن الـ13 عاماً ضمنياً على استخدام منصاتها، وعدم التصدي لمحتوى الاعتداء الجنسي على الأطفال، والسعي لتوسيع نطاق استخدام الشباب القُصَّر لمنتجات وسائل التواصل الاجتماعي خلال وجودهم في المدرسة. كما يزعم ممثلو الادعاء أن المنصات حاولت دفع أموال للمنظمات التي تركز على الأطفال؛ للدفاع عن سلامة منتجاتها في الأماكن العامة.


مقالات ذات صلة

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يوميات الشرق الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ترتبط بتطبيق هاتفي يتنبأ بحدوثها بعد تحليل المؤشرات البيولوجية

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

بالإضافة إلى تعزيزه المناعة وتقليله مستويات التوتر، يعدّ الضحك أيضاً مفيداً للقلب، وله فوائد صحية أخرى كثيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

يستخدم مئات الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزاياها العديدة، فإنها ليست إيجابية للصحة النفسية دائماً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك 7 أمور تجعل أطفالك قريبين منك حين يكبرون

7 أمور تجعل أطفالك قريبين منك حين يكبرون

يأمل كل والد أن يظل طفله يلجأ إليه بعد سنوات ليقضي معه وقتًا، ويشاركه أفراحه وأحزانه، ويطلب منه النصح والإرشاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علي ناموس لـ«الشرق الأوسط»: فقداني للذاكرة أفادني في «رقية»

الممثل الجزائري علي ناموس (مهرجان البحر الأحمر)
الممثل الجزائري علي ناموس (مهرجان البحر الأحمر)
TT

علي ناموس لـ«الشرق الأوسط»: فقداني للذاكرة أفادني في «رقية»

الممثل الجزائري علي ناموس (مهرجان البحر الأحمر)
الممثل الجزائري علي ناموس (مهرجان البحر الأحمر)

يخوض الفنان الجزائري علي ناموس واحدة من أكثر تجاربه السينمائية تعقيداً، حسب وصفه، بدوره في فيلم «رقية» للمخرج يانيس كوسّيم، الذي شقّ طريقه من مهرجان «البندقية السينمائي»، مروراً بـ«البحر الأحمر»، ووصولاً إلى «أيام قرطاج السينمائية».

وخلال الفيلم، لا يواجه البطل رعباً تقليدياً، بل يغوص في طبقات الذاكرة والعنف والخوف من المجهول، مستعيداً مرحلة شديدة الحساسية من تاريخ الجزائر الحديث.

يقول علي ناموس لـ«الشرق الأوسط» إن شخصية «أحمد» التي يجسدها في الفيلم كانت من أكثر الشخصيات تركيباً التي صادفها، واصفاً النص بأنه «كتبه المخرج بدقة شديدة، مع التأكيد على أن الضمادات التي تغطي وجه الشخصية لم تكن مجرد عنصر بصري، بل أداة نفسية أساسية ساعدته على خلق فاصل واضح بين ما كان عليه أحمد في الماضي، وما يحاول أن يكونه في الحاضر، وما يجهله تماماً عن نفسه».

فالشخصية، كما يوضح، تبدأ في الظهور بالفيلم وهي لا تعرف موقعها ولا زمنها ولا حقيقتها، وتسعى طوال الأحداث إلى أن تصبح «شيئاً آخر»، حتى دون أن تدرك ماهية هذا الشيء.

وعن إحساسه الأول عند قراءة السيناريو، يؤكد ناموس أنه شعر منذ اللحظة الأولى بأن الفيلم يتناول موضوعاً بالغ الأهمية، لكن بلغة فنية مختلفة وجميلة، مضيفاً أن «العمل يقترب من قضايا ثقيلة مثل العنف والتطرف، لا بوصفها ظواهر مباشرة، بل بوصفها شراً كامناً، وروحاً مظلمة قد تسكن الإنسان».

هذا الطرح، رغم سوداويته، كان أكثر ما جذب الممثل الجزائري للفيلم، إلى جانب كونه يعود إلى فترة صعبة في تاريخ الجزائر، هي سنوات العنف التي لم يُفتح النقاش حولها سينمائياً بالشكل الكافي حتى اليوم، مؤكداً أن «رقية» منحه فرصة نادرة للتعبير عن تلك المرحلة بوصفه مواطناً وإنساناً قبل أن يكون ممثلاً.

وقال ناموس إن «مصدر الرعب الحقيقي يكمن في المجهول، فالشخصية تحمل تاريخاً غامضاً لا ينكشف إلا تدريجياً، وهذا الغموض المتراكم هو ما يجعلها مقلقة»، فالخوف هنا، حسب تعبيره، «ليس من شكل أو كيان واضح، بل من عدم الفهم، ومن الإحساس بأن هناك شيئاً مخفياً يتربص دون أن يُسمّى».

عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية عدة (الشركة المنتجة)

وفيما يتعلق بتجسيد الصدمة النفسية دون الوقوع في المبالغة، يؤكد ناموس أنه لم يشعر يوماً بالحاجة إلى الأداء الصاخب، قائلاً: «فدراسة الشخصية بعمق، إلى جانب دقة المخرج يانيس كوسّيم في بناء عالم الفيلم، جعلت كل شيء يسير في اتجاه الاقتصاد في التعبير». لافتاً إلى أن العمل مع مخرج يعرف تماماً ما يريد ويحدد عالمه بدقة يمنح الممثل ثقة كبيرة، ويجعل التفاصيل الصغيرة أكثر صدقاً وتأثيراً.

ويكشف ناموس أن تجربته الشخصية لعبت دوراً غير مباشر في بناء الشخصية، إذ مرّ في حياته بحالة فقدان ذاكرة مؤقتة، ويستعيد تلك اللحظة قائلاً: «أكثر ما كان يؤرقني آنذاك هو السؤال: هل كنت شخصاً جيداً مع الآخرين؟ كنت أبحث عن صورتي في عيون من حولي، عن هويتي من خلال نظراتهم». هذا الإحساس نقل جزءاً كبيراً منه إلى شخصية «أحمد»، كما استحضر ذكريات طفولته خلال سنوات العنف، حين كان يرى الحيرة والخوف وعدم الفهم في عيون الكبار، محاولاً أن يستوعب عالماً مضطرباً لا يملك أدوات تفسيره.

وعن بناء الرعب الداخلي، يوضح ناموس أن الضمادات والظلام لعبا دوراً حاسماً، فأن تكون محاصراً في عتمة لا ترى فيها نفسك ولا المكان من حولك يولد خوفاً دائماً من المجهول. هذا الإحساس، كما يقول، كان المحرك الأساسي لأدائه، خاصة مع وجود ممثلين محترفين في مواقع التصوير، من بينهم عبد الكريم الدراجي، الذين ساهموا في خلق حالة تمثيلية طبيعية ومتوازنة.

وعن تقديم التطرف الديني بملامح شيطانية رمزية، يؤكد ناموس أنه تعمد الابتعاد عن أي أداء قد يُقرأ بشكل مباشر كخطاب ديني، وحاول أن يذهب إلى رد الفعل الجسدي الغريزي، إلى الجسد الذي يرفض شيئاً لا يفهمه، ليجعل التطرف يبدو عضوياً وغير متكلف، نابعاً من الداخل لا مفروضاً من الخارج.

ويتوقف ناموس عند مشاهد العنف والذبح، ويرى أنها تحمل ذاكرة ثقيلة على الجمهور الجزائري، ورغم أنه كان طفلاً خلال تلك الأحداث، فإن هذه الصور «حاضرة في الذاكرة الجمعية، مؤلمة وغير مقبولة، لكنها في الوقت نفسه تستوجب المواجهة والحديث».

صناع الفيلم خلال حضور العرض في «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

ويؤكد أن «الشخصية كانت منقسمة بين ماضٍ مظلم وحاضر ملتبس»، وهو ما دفعه تمثيلياً إلى خلق مستويين مختلفين للأداء، وفق قوله: «فالضمادات صنعت عالمين متوازيين، عالم الظلام حيث الحيرة وعدم الفهم، وعالم النور حيث تتضح المعالم ويصبح الشر أكثر وعياً بذاته».

ويرى ناموس أن «رقية» هو في الوقت نفسه فيلم عن الذاكرة وفيلم رعب، لأن تلك الذاكرة نفسها مرعبة، ولا يمكن فصل النوعين بعضهما عن بعض، فالحديث عن الماضي، مهما كان مؤلماً، ضرورة لا مفر منها.

وعن استقبال الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر»، يقول إنه كان متشوقاً لرؤية تفاعل الجمهور العربي بعد جولة عروض أوروبية وكندية، مؤكداً أن ردود الفعل أسعدته كثيراً، ليس لأن الجميع أحب الفيلم بالضرورة، بل لأنه أثار الأسئلة والجدل، وهو ما يراه إحدى أهم وظائف السينما.

وفي ختام حديثه، أكّد الفنان الجزائري أنه يعمل حالياً على مسلسل تلفزيوني يُعرض في رمضان، إلى جانب التحضير لمشروع مسرحي في الجزائر العام المقبل.


ظهور تمساح جديد بدلتا مصر يثير الذعر بين السكان

فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
TT

ظهور تمساح جديد بدلتا مصر يثير الذعر بين السكان

فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)
فرق اصطياد التماسيح تعمل على تمشيط المصارف في الدلتا (محافظة الشرقية)

جدّدت أنباء عن ظهور تمساح في محافظة الشرقية (دلتا مصر)، مما أثار التساؤل حول كيفية وصوله إلى هذه المنطقة، وأثار الذعر بين السكان، خصوصاً أن التماسيح عادة تعيش في المياه العذبة، وتشتهر بوجودها في مصر ببحيرة ناصر خلف السد العالي، وفق خبراء.

وخلال اليومين الماضيين، توالت أخبار على «السوشيال ميديا» عن وجود تمساح في مكان آخر بأحد المصارف في محافظة الشرقية أيضاً، مما أثار ذعر الأهالي، في حين أكد مسؤولون اتخاذ إجراءات الرصد اللازمة للوقوف على حقيقة الأمر، حسب وسائل إعلام محلية.

وكانت وزارة البيئة المصرية قد أعلنت قبل أيام عن نجاح وحدة صيد التماسيح بالإدارة العامة للمحميات الطبيعية في الإمساك بالتمساح الذي أُبلغ عن ظهوره في مصرف بلبيس العمومي بمنطقة الزوامل في محافظة الشرقية.

وخلال الفحص، تبين أن التمساح يبلغ طوله نحو 25 سنتيمتراً، وعمره لا يتجاوز عامين، وينتمي للتماسيح النيلية، وفق بيان الوزارة الذي أضاف أنه ستُتّخذ إجراءات قانونية لإعادة التمساح إلى بيئته الطبيعية في بحيرة ناصر، حفاظاً على حياته والنظام البيئي.

تمساح صغير اصطيد في محافظة الشرقية (محافظة الشرقية)

ويقول الأستاذ في مركز البحوث الزراعية بمصر، الدكتور خالد عياد، إن التماسيح التي تظهر في الدلتا هي غالباً حالات نادرة وحديثة الولادة، لأن طولها لم يصل إلى متر، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهورها لا يدعو للخوف أو الفزع، لأن الإنسان ليس على قائمة طعام التمساح، بل إن البعض يستأنسهم وحتى أن هناك من يبيع التماسيح في الأسواق الشعبية، مثل سوق الجمعة في منطقة السيدة عائشة».

وأوضح عياد أن هناك فارقاً بين نوعين من التماسيح: «الإليجيتور وله مواصفات جسدية معينة ويهرب من البشر، أما النوع الآخر الكروكودايل، فهو الذي يشكل خطراً بعض الشيء، لكنه لا يهاجم، بل يدافع عن نفسه وعن صغاره». وأضاف: «إذا وُجد تمساح كبير، فيمكن أن يكون جاء عن طريق المياه من نهر النيل خلال فترة الفيضانات الماضية، ولكن لو عاش هذا التمساح وحده يموت، فالتمساح يتطلب شروطاً خاصة ليضع بيضه ويعيش في مكان معين».

ووفق دراسة نشرتها وزارة البيئة في وقت سابق فإن عدد التماسيح حسب المسح والإحصاء الذي أُجري في بحيرة ناصر لا يتجاوز ألف تمساح، مع التأكيد على أنه حيوان معرض للانقراض، ويتم حمايته من الصيد الجائر وفق اتفاقيات دولية وقعت عليها مصر ودول عدّة، في حين قدرت دراسة حديثة أعداد التماسيح في بحيرة ناصر بين 6 آلاف إلى 30 ألف تمساح.

فيما يلفت نقيب الفلاحين في مصر والخبير الزراعي، حسين أبو صدام، إلى أن التمساح الذي ظهر أو الأخبار التي تتحدث عن وجود تماسيح في الدلتا لا ترتقي إلى الظاهرة ولا تدعو للخوف أو الذعر، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الأرجح أن هذه التماسيح كانت بحوزة بعض الأفراد من هواة تربية الحيوانات الغريبة وعندما تكبر يتخلصون منها بإلقائها في المصارف القريبة منهم».

وأكد أن وزارتي البيئة والتنمية المحلية تقومان بتمشيط الترع والمصارف عن طريق فرق اصطياد التماسيح، واستبعد أن يكون ما ظهر قادماً من بحيرة ناصر، موضحاً أن «تماسيح بحيرة ناصر تعيش في المياه العذبة ولا تتحمل المعيشة في مياه الصرف الزراعي، ويستبعد مرورها من السد العالي، فلا يمكن انتقال التماسيح من مكان بيئتها الطبيعية في بحيرة ناصر إلى مصارف بالشرقية نظراً لوجود توربينات السد العالي والشِّباك التي تمنع مرورها».


«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«صورة مسيئة» لريهام عبد الغفور تثير جدلاً حول خصوصية المشاهير في مصر

ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام عبد الغفور وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

فجرت صورة وُصفت بأنها «مسيئة» للفنانة المصرية ريهام عبد الغفور جدلاً حول «انتهاك الخصوصية»، بعدما أعلنت «نقابة الممثلين» عن سعيها للوصول إلى مصوري الصورة والفيديو اللذين جرى تداولهما على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي من العرض الخاص لفيلم «خريطة رأس السنة»، الذي تقوم ببطولته وطُرِحَ بالصالات السينمائية، (الأربعاء).

والتقطت الصور والفيديو للممثلة المصرية خلال وجودها في القاعة، وهي جالسة على الكرسي المخصص لها، لكن زاوية التصوير خلال جلوسها مع ارتفاع فستانها أظهرتها بشكل «غير لائق»، وفق متابعين، في حين لاحقتها عدسات المصورين في العرض داخل القاعة وخارجها مع تسجيلها للقاءات إعلامية مختلفة احتفالاً بعرض الفيلم.

وشهدت الواقعة جدلاً بين المتابعين، فبينما أعلن فريق رفضه لتكرار الأمر بوصفه انتهاكاً للخصوصية، رأى فريق آخر أنه لا يعد انتهاكاً للخصوصية، لأنها كانت تبتسم للكاميرا وتوافق على تصويرها داخل مكان عام.

ريهام عبد الغفور (حسابها على فيسبوك)

وتشهد العروض الخاصة للأفلام التقاط صور وفيديوهات لصناع الأعمال بالهواتف المحمولة بعد انتهاء العرض، وينشر بعضها عبر صفحات في مواقع التواصل بعناوين مثيرة، وهو ما تكرر في أكثر من عرض خاص مؤخراً منها عرض فيلم «الست» لمنى زكي.

وأعلنت «نقابة الممثلين» طلب تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة في قاعة السينما التي شهدت الواقعة لتحديد هوية الأشخاص الذين وجدوا أمام المقعد الخاص بالممثلة المصرية وصوَّروها بشكل وصفته النقابة، في بيان (الثلاثاء)، بأنه «غير مهني أو قانوني».

وأكدت النقابة التقدم بطلب للنيابة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤولين عن الواقعة والمشاركين فيها، مؤكدة عدم التعاون تحت أي ظرف مع استمرار متابعة القضية وجميع تداعياتها حتى نهايتها القانونية، وفق البيان.

واشتبك الفنان أحمد الفيشاوي، خلال تلقيه عزاء والدته الفنانة سمية الألفي، مساء (الاثنين) الماضي، مع أحد المصورين الذي حاول تصويره عن قرب، وطلب منه حذف الصورة في واقعة جرى تداول في فيديو خاص بها عبر مواقع التواصل المختلفة.

واستنكرت «شعبة المصورين» في «نقابة الصحافيين» الواقعة، في بيان (الثلاثاء)، معتبرة أنها بمثابة انتهاك لخصوصية الممثل المصري في لحظة إنسانية خاصة، علماً بأن الفيشاوي سمح بتصوير العزاء من خارج قاعة المسجد التي استقبل فيها المعزين برفقة شقيقه.

وبدأت النيابة المصرية التحقيق في بلاغ الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي لتتبع صور مفبركة نشرت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أكد محاميها أن الصور والفيديوهات المفبركة لموكلته نشرت عبر صفحات على «فيسبوك»، بالإضافة إلى حسابات على تطبيق «تيك توك».

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص لفيلمها الجديد (الشركة المنتجة)

وقال الناقد المصري أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسألة محاولة التقاط صور للفنانين وفيديوهات ووضع عناوين مثيرة عليها لتحقيق مشاهدات ومتابعات في مواقع التواصل أمر زاد عن حده بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «بعض مَن يحملون الهواتف المحمولة ويُصوّرون يكون هدفهم تحقيق (ترند)، وغالبيتهم أشخاص ليس لهم علاقة في العمل الإعلامي».

ووصف تدخل النقابة لمساندة ريهام عبد الغفور بأنه «أمر طبيعي» باعتبار أن النقابة تدافع عن أعضائها، وعلى الرغم من عدم قدرة النقابة قانوناً في منع هذه الانتهاكات، فإن اللجوء إلى القانون من أجل محاسبة المخالفين ومتابعته قانوناً أمر قد يحد من مثل هذه الأمور التي تستوجب تدخلات عاجلة.

لكن خبير الإعلام الرقمي في مصر، خالد البرماوي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن ما حدث في واقعة ريهام عبد الغفور لا يُعد اعتداءً على الخصوصية لكونها شخصية عامة في مكان عام، وعلى علم بتصويرها، مؤكداً أن «هناك فارق بين الأمور الأخلاقية المهنية وهو أمر يتوجب التفرقة فيه بشكل واضح».

وأضاف أن اختراق الخصوصية يتمثل في محاولة تصويرها من دون رضاها أو وجودها في مكان خاص وعدم رغبتها في التصوير، مشيراً إلى أن المعايير الأخلاقية التي يفترض أن تجعل الصور والفيديوهات لا يتم تداولهما نسبية، وتختلف من مكان لآخر، خصوصاً أن الصور يمكن وصفها «بالمحرجة» وليس بها أي أفعال خادشة للحياء.