اكتشاف 3 كواكب جديدة على بُعد 190 سنة ضوئية

الكواكب الثلاثة المكتشفة جميعها بحجم قريب من الأرض (جامعة لييج)
الكواكب الثلاثة المكتشفة جميعها بحجم قريب من الأرض (جامعة لييج)
TT

اكتشاف 3 كواكب جديدة على بُعد 190 سنة ضوئية

الكواكب الثلاثة المكتشفة جميعها بحجم قريب من الأرض (جامعة لييج)
الكواكب الثلاثة المكتشفة جميعها بحجم قريب من الأرض (جامعة لييج)

كشف فريق دولي من الباحثين عن اكتشاف 3 كواكب شبيهة بالأرض، تدور داخل نظام نجمي مزدوج، يقع على بُعد نحو 190 سنة ضوئية من الأرض.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة لييج البلجيكية، أن هذا الاكتشاف يُعد إنجازاً علمياً نادراً، لأنه يقدّم فهماً جديداً لتكوّن الكواكب واستقرارها في الأنظمة النجمية المزدوجة، التي كان يُعتقد سابقاً أنها بيئات غير مناسبة لتشكّل كواكب مستقرة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Astronomy & Astrophysics».

والأنظمة النجمية المزدوجة هي أنظمة تتكوّن من نجمين، يدوران حول مركز جاذبية مشترك، بدلاً من أن يكون كل نجم منها منفرداً كما هو الحال في الشمس. وتُعدّ هذه الأنظمة شائعة جداً في مجرتنا، إذ تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف نجوم مجرة درب التبانة توجد في أزواج أو مجموعات متعددة. ويؤدي التفاعل الجاذبي بين النجمين إلى تكوين بيئة ديناميكية معقدة، قد تجعل تكوّن الكواكب واستقرارها أكثر صعوبة مقارنة بالأنظمة التي تضم نجماً واحداً. ومع ذلك، أظهرت الاكتشافات الحديثة أن الكواكب يمكن أن تتشكل وتستقر حتى في هذه البيئات المزدوجة، ما يوسّع فهم العلماء لإمكانات وجود الحياة خارج المجموعة الشمسية.

ووفق الدراسة، تدور الكواكب الثلاثة المكتشفة داخل نظام يُعرف باسم «TOI-2267»، وجميعها بحجم قريب من حجم الأرض، وتتحرك في مدارات قصيرة نسبياً حول نجمي النظام، ما يجعلها تدور بسرعة كبيرة مقارنة بكواكب مجموعتنا الشمسية.

ورغم قربها من نجومها، فإن درجات حرارتها تُعد معتدلة نسبياً مقارنة بكواكب أخرى تُكتشف عادة في مدارات ضيقة، وهو ما يفتح الباب أمام دراسات مستقبلية حول تركيبها وغلافها الجوي. ويتميّز النظام بكون كوكبين يدوران حول أحد النجمين، بينما يدور الكوكب الثالث حول النجم المرافق، وهي ظاهرة فريدة لم تُرصد من قبل في أي نظام نجمي آخر.

بنية غير مألوفة

وتُظهر هذه البنية المزدوجة غير المألوفة أن الكواكب يمكن أن تتشكل وتستقر حتى في بيئات جاذبية معقدة، ما يتحدى الاعتقاد السائد بأن الأنظمة المزدوجة لا تسمح بوجود كواكب مستقرة على المدى الطويل.

واستند الاكتشاف إلى بيانات من تلسكوب الفضاء الأميركي (TESS) التابع لوكالة «ناسا». ويرجّح الباحثون أن تكون الكواكب الثلاثة صخرية التركيب مثل الأرض، مع احتمالية وجود أغلفة جوية رقيقة حول بعضها، إلا أن تأكيد ذلك يتطلب ملاحظات أكثر دقة باستخدام التلسكوبات الحديثة.

ويؤكد الفريق أن هذا الاكتشاف لا يبرز غرابة النظام الكوكبي المكتشف فقط، بل يُظهر أيضاً أهمية الدمج بين المهمات الفضائية والتلسكوبات الأرضية المتخصصة في دفع حدود معرفتنا بالكواكب خارج المجموعة الشمسية.

ويأمل الفريق أن تُسهم الملاحظات المستقبلية، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، والأجيال الجديدة من التلسكوبات الأرضية العملاقة، في تحديد كتل الكواكب وكثافتها، وربما تركيبها الجوي، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة نشأة العوالم المشابهة للأرض في الكون.


مقالات ذات صلة

ترمب يعطي الأولوية للقمر في مشاريع الفضاء

الولايات المتحدة​ قمر مكتمل وأمامه صاروخ «ناسا» مخصص لمهمة الإطلاق نحو القمر ضمن برنامج «أرتيميس 1»... في مركز كيندي للفضاء في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز - أرشيفية)

ترمب يعطي الأولوية للقمر في مشاريع الفضاء

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، عزمه على إعادة الأميركيين إلى القمر في أقرب وقت ممكن، معطياً استكشاف المريخ أولوية أقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ندبة «عنكبوتية» غامضة (ناسا)

شكل عنكبوتي غامض على قمر المشتري... هذا تفسيره

رصد العلماء ندبة غريبة تشبه العنكبوت على سطح قمر «أوروبا»، أحد أقمار كوكب المشتري...

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم المركبة «مافن» (أ.ب)

«ناسا» تفقد الاتصال بالمركبة «مافن» التي تدور حول المريخ منذ عقد

فقدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الاتصال بمركبة فضائية كانت تدور حول المريخ منذ أكثر من عقد.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق ثقب أسود يُطلق أسرع رياح رُصدت في الكون (وكالة الفضاء الأوروبية)

ثقب أسود يُطلق «عاصفة كونية» بسرعة 20 % من الضوء

يلتهم ثقب أسود داخل مجرّة حلزونية بعيدة، مواد من العالم حوله، ويُحدث رياحاً بسرعات لم يشهدها علماء الفلك من قبل...

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم رصد «انفجار غاما» المرتبط بانهيار نجم ضخم قبل نحو 13 مليار سنة (أ.ب)

اكتشاف وميض كوني هائل يعود إلى 13 مليار سنة

رصد القمر الاصطناعي الفرنسي الصيني «سفوم» SVOM في مارس الماضي «انفجار غاما» المرتبط بانهيار نجم ضخم قبل نحو 13 مليار سنة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

جدل «الست»... هل يثير شهية صناع الدراما لمعالجة السيّر الذاتية؟

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
TT

جدل «الست»... هل يثير شهية صناع الدراما لمعالجة السيّر الذاتية؟

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)

أثار فيلم «الست» جدلاً وزخماً نقدياً مكثفاً خلال الأيام الماضية، منذ الإعلان عن صناعة الفيلم قبل أشهر عدة، وزادت حدته بالتزامن مع طرح «البرومو الترويجي»، وعقب طرحه للمشاهدة بدور العرض السينمائي في مصر، وعدد من الدول العربية قبل أيام.

ورغم تحقيق «الست» إيرادات مليونية، وتصدره قائمة الأفلام المعروضة حالياً، فإن النقد بين مؤيد ومعارض ما زال قائماً، حيث أكد عدد من النقاد والمتابعين على مواقع «سوشيالية» أن «الجدل» ساهم في شهرة الفيلم، والرغبة في متابعته.

وربما صاحب الجدل حول فيلم «الست»، الذي قدمت بطولته منى زكي، رغبة من بعض الصناع لتقديم أعمال «سير ذاتية» جديدة لمشاهير عدة، مثل طه حسين، وسعاد حسني، وفاتن حمامة، حسبما أعلنوا خلال الأيام الماضية، «فهل تسبب هذا الجدل في فتح شهيتهم لتقديم مزيد من معالجات السير الذاتية»؟

الكاتب والناقد الفني المصري عماد يسري، يرى أن أعمال «السير الذاتية» موجودة بالفعل وقدمت من قبل، لكن جدل «الست» مؤخراً ربما فتح الباب مجدداً، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجدل بشكل عام مفيد، ولكن في بعض الأحيان لا يكون كذلك، بل ربما يتسبب في ردّ فعل عكسي عند البعض، لكن فيلم (الست) حالة خاصة نظراً لطبيعة شخصية أم كلثوم»، وفق قوله.

وأوضح يسري أن «السير الذاتية» السليمة هي التي يكتبها الشخص بنفسه، أو يحكيها لشخص آخر، لتكون موثوقة، لكن ما يقدم عن بعض الشخصيات هي «سير ذاتية» من وجهة نظر كاتبها.

ودعا الناقد الفني من لديهم حماس لتقديم مزيد من «السير الذاتية»، بأن يحرصوا على أن تكون لديهم كتابة شاملة لجوانب عدة، وتابع: «في حال مخالفة ذلك سيكون العمل ناقصاً، لأن هذه الأعمال تتطلب صناعاً على قدر من الخبرة والكفاءة اللازمة لتحقيق النجاح المطلوب، خصوصاً مع التغيير الكبير في فكر وثقافة وذائقة المتلقي».

كواليس تصوير فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على «فيسبوك»)

في السياق، أعلن عدد من صناع الدراما والسينما في مصر عن رغبتهم في تقديم أعمال «سير ذاتية» لمشاهير، من بينهم الكاتب أحمد مراد مؤلف فيلم «الست»، الذي أشار في لقاء تلفزيوني إلى رغبته في كتابه عمل عن «عميد الأدب العربي» طه حسين، وكذلك المخرج مجدي أحمد علي، الذي أعلن في تصريحات متلفزة عن البدء في كتابة عمل عن الفنانة سعاد حسني، كما أعلنت الفنانة إلهام صفي الدين، ابنة شقيقة الفنانة إلهام شاهين، رغبتها في تقديم سيرة الفنانة فاتن حمامة «نظراً للشبة الكبير الذي يجمعهما»، وفق تصريحات لها.

من جانبها، أوضحت الكاتبة والناقدة الفنية المصرية، صفاء الليثي، أن الجدل حول أعمال «السير الذاتية» لا ينتهي، وفي حالة «الست»، كان له دور إيجابي في البحث عن تفاصيله ومشاهدته، وأرجعت توجه البعض وحماسهم للعمل على صناعة دراما من السيرة الذاتية إلى رغبة البعض في استعادة حقائق ووقائع حياة المشاهير، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا مكسب للمُشاهد بكل فئاته، لرغبته في معرفة مزيد من الحكايات الخفية عن شخصياته المفضلة».

وتشير الليثي إلى أن «هناك بعض الأعمال التي أصابت الجمهور بصدمة، باعتبار أن الشخصية الشهيرة بارعة في مجالها فقط، وليس بالضرورة أن تكون لها جوانب سلبية»، لافتة إلى «أن البعض وصل به الحال لتقديس شخصيات بعينها ورفض التطرق لعيوبها».

وذكرت الليثي أن كتابة «السير الذاتية» تتطلب البحث والتحري، والحصول على شهادات من بعض المعاصرين، بهدف كتابة معالجة مناسبة للزمن الحالي، وعدم الاعتماد على الحكايات والقصص الشائعة.


مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
TT

مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)

خطفت تصريحات صحافية لنقيب الفلاحين بمصر، الاهتمامَ، بعد حديثه عن الفوائد الموجودة بـ«دود المش»، ووصفه له بأنه بروتين لا ضرر منه، في سياق حديثه عن الدود الذي يُصاب به محصول الطماطم، مشبهاً هذا بذاك.

وتصدر اسم «نقيب الفلاحين» حسين أبو صدام «الترند » على موقع «إكس» في مصر، الجمعة، وأبرزت الكثير من المواقع، إضافة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات له قال فيها إن الدود الذي قد يظهر في بعض الأحيان بثمار الطماطم لا يشكل أي خطر على صحة المواطنين، تعليقاً على ما انتشر من أخبار حول تعرض كميات من محصول الطماطم للتسوس.

وتصل أسعار الطماطم في مصر إلى 10 جنيهات للكيلو (الدولار يساوي 47.6 جنيه مصري)، وتتراوح في بعض الأسواق من 6 إلى 12 جنيهاً، وفق ما نُشر بموقع لسوق العبور (شرق القاهرة).

ووصف حسين أبو صدام الآفة التي يتعرض لها محصول الطماطم بأنها «يرقات حشرات غير مضرة بصحة الإنسان»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اليرقات لا تضر الإنسان وإنما تضر المحصول وتقلل إنتاجية الطماطم وطبعاً تشوه الثمار، وهو أمر يؤدي إلى تراجع أسعار المحصول، بالتالي يجب مكافحتها بالمبيدات ولكن إذا تناول الإنسان هذه اليرقات المسماة (التوتا أبسلوتا) المعروفة بحفار الطماطم فهي لا تضر صحته»، وأضاف أن «بعض هذه اليرقات يعد بمثابة بروتين بالنسبة للإنسان وفي دول أخرى يتم تناولها بشكل طبيعي، كم نتناول نحن المش بالدود ولا نصاب بسوء بل بالعكس هذا الدود يرتقي لمنزلة البروتينات».

وتزرع مصر نحو 500 ألف فدان من الطماطم سنوياً، بمعدل يزيد على 6 ملايين طن سنوياً، ويتراوح سعرها بين فترة وأخرى بين الارتفاع والانخفاض، فتصل أحياناً إلى 5 جنيهات (الدولار يساوي 47.6 جنيهات) وهو السعر الأدنى وفي بعض المواسم تصل إلى 20 جنيهاً، وفق تصريحات متلفزة لنقيب الفلاحين.

ووصف مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نقيب الفلاحين بأنها «غريبة»، وعدّ البعض هذا الوصف غير مقبول، خصوصاً أن «التوتا أبسلوتا»، كما قال، تقلل الإنتاج وتؤثر سلباً على جودة الثمار، وإن كان النقيب يستهدف طمأنة الجمهور فربما لم يفعل ذلك بالطريقة المناسبة.

ندوات إرشادية بخصوص مقاومة الآفات وزيادة إنتاجية المحاصيل (وزارة الزراعة المصرية)

ويرى الدكتور خالد عياد، الخبير بمركز البحوث الزراعية، أن «الدود أو اليرقات الموجودة في الطماطم تختلف عن اليرقات الموجودة في المش، فيرقات الطماطم قد تكون (توتا أبسلوتا) تسبب ثقوباً للثمرات»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو الإنسان تناول هذه اليرقات فلا يتعرض لمشكلة صحية، وهذه تختلف تماماً عن يرقات المش، فدود المش هو يرقات لبيض الذباب، تتطور حتى تصبح عذارى»، وأشار إلى أن «الذباب المنزلي خطر لأنه يحمل العديد من الملوثات، ووصفه بالبروتين قد يكون صحيحاً لكنَّ اليرقة تكون محملة بالباثوزين والمسببات المرضية والبيكتريا، فهذه الأسباب مع التراكم تؤذي الصحة، وإن كان الفلاحون يتركون بلاص المش بالعام والعامين فيتكون به فطريات وبيكتريا، تفرز سموماً تسمى (الميكرودوكس) قد تصيب الإنسان بأمراض».

وكشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن نجاح لجنة مبيدات الآفات الزراعية، في تدريب وتأهيل 345 كادراً في مختلف التخصصات المتعلقة بمكافحة الآفات وتداول المبيدات، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك في إطار خطة الدولة للارتقاء بمنظومة الاستخدام الآمن للمبيدات، وفق بيان لها.


إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
TT

إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)

أعلن تحالف بحثي أوروبي، تقوده جامعة غراتس للتكنولوجيا في النمسا، عن مسار مبتكر لإنتاج وقود طيران مستدام من مخلفات إنتاج ومعالجة الطماطم.

وأوضح الباحثون أن هذه الخطوة تُعد واعدة لتقليل انبعاثات الكربون في أحد أكثر القطاعات صعوبة في التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق النتائج المنشورة، الخميس، على موقع جامعة غراتس للتكنولوجيا.

وتُعد الطماطم ثاني أكثر الخضراوات استهلاكاً في العالم بعد البطاطس، في حين يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجها، بإجمالي حصاد يبلغ نحو 17 مليون طن سنوياً. إلا أن هذا الإنتاج يخلّف كميات ضخمة من الكتلة الحيوية المتبقية، غالباً ما يتم حرقها أو التخلص منها بتكاليف مرتفعة.

ويحمل المشروع البحثي اسم (ToFuel)، ويسعى إلى تطوير مفهوم مبتكر لمصفاة حيوية متكاملة تستغل مخلفات الطماطم، مثل الأوراق والسيقان والبذور والقشور والثمار غير الناضجة أو التالفة، لإنتاج وقود طيران مستدام، إلى جانب أسمدة وأعلاف حيوانية وزيوت غذائية. ويهدف فريق البحث لبناء عملية خالية من النفايات ومحايدة مناخياً، مع ضمان جدواها الاقتصادية.

ويعتمد المشروع على تقنيتين رئيسيتين لمعالجة الكتلة الحيوية. الأولى تركز على معالجة المخلفات بالحرارة والضغط ثم تُفكك خلاياها بشكل مفاجئ، ما يجعلها مناسبة لعمليات التخمر التي تُنتج دهوناً (ليبيدات) تُحوَّل لاحقاً إلى وقود طيران. أما التقنية الثانية فتحوّل الكتلة الحيوية تحت ضغط وحرارة مرتفعين إلى زيت حيوي وفحم حيوي.

وقبل تحويل الزيت الحيوي إلى وقود، تتم تنقيته من الشوائب؛ خصوصاً المركبات المحتوية على النيتروجين، لضمان جودة الوقود النهائي. وتشارك في تطوير هذه العمليات مؤسسات بحثية من البرتغال وكرواتيا والنمسا في تعاون وثيق. ثم تُحوَّل الدهون والزيوت الحيوية باستخدام تقنية مبتكرة ومعتمدة عالمياً لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وأكدت مديرة المشروع، مارلين كينبرغر، أن الهدف لا يقتصر على الابتكار العلمي، بل يشمل تحقيق جدوى اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن وقود الطيران المستدام «يجب أن يكون منافساً من حيث التكلفة ليتم اعتماده على نطاق واسع». كما أظهرت التحليلات البيئية أن العملية المقترحة تقترب من مفهوم «صفر نفايات»، مع إمكانية تحقيق حياد مناخي.

وينطلق المشروع رسمياً في 1 يناير (كانون الثاني) 2026، بمشاركة 11 شريكاً من 7 دول أوروبية، من بينها جامعات ومراكز بحثية مرموقة مثل جامعة زغرب، وجامعة فيينا للتكنولوجيا، وجامعة لابينرانتا الفنلندية، ومعهد فراونهوفر الألماني. كما يشارك شركاء صناعيون لتوفير مخلفات الطماطم وخبراتهم الصناعية.

ويبلغ إجمالي ميزانية المشروع 3.5 مليون يورو على مدى 4 سنوات، يحصل من بينها منسق المشروع، جامعة غراتس للتكنولوجيا، على مليون يورو. كما يشمل المشروع تدريب طلاب دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، إلى جانب إعداد استراتيجية شاملة للتسويق والنشر العلمي.

ويعتبر الباحثون أن المشروع يمثل خطوة عملية نحو تحويل النفايات الزراعية إلى مصدر طاقة نظيف، مع خلق فرص اقتصادية جديدة لصناعة الأغذية ودعم التحول الأخضر في قطاع الطيران الأوروبي.