فرضت مسلسلات مصرية قصيرة نفسها على منصات عربية خلال الوقت الحالي، مع عرض عدد من الأعمال الدرامية محدودة الحلقات، إضافة إلى تحضير أعمال أخرى للعرض خلال الفترة المقبلة، في مقابل عدد قليل من المسلسلات الطويلة ذات الـ30 حلقة.
وتواصل منصة «شاهد» عرض مسلسل «ابن النادي»، الذي يقوم ببطولته أحمد فهمي، وهو عمل اجتماعي كوميدي تحكي أحداثه، في 10 حلقات، قصة شاب يرث إدارة نادٍ رياضي عن والده، لكنه يواجه عقبات عدة في الإدارة لعدم فهمه تفاصيلها، بالإضافة إلى وجود كثير من المتربصين المحيطين به.
أما منصة «واتش إت» فتواصل عرض مسلسل «ولد بنت شايب»، الذي يقوم ببطولته أشرف عبد الباقي مع ليلى زاهر وانتصار، وهو من إخراج زينة عبد الباقي في أولى تجاربها بالدراما، وتتناول أحداثه الجرائم الإلكترونية التي يتم ارتكابها، من خلال التركيز على قصة شاب وفتاة يتورطان فيها ويجدان أنفسهما ملاحقين من عدة أفراد وجهات، وتدور أحداثه في 10 حلقات.
بينما تستعد منصة «يانغو بلاي» لبدء عرض مسلسل «ورد وشوكولاتة»، الذي يتقاسم بطولته محمد فراج مع زينة، وتدور أحداثه في 10 حلقات، وهو مستوحى من قصة حقيقية حول قصة حب مليئة بالرومانسية تحوَّلت إلى صراع نفسي وعاطفي يتصاعد تدريجياً مع الأحداث.

فيما يتواصل تصوير مسلسل «بطل العالم»، الذي يجمع بين عصام عمر وجيهان الشماشرجي مع فتحي عبد الوهاب، والمقرر عرضه قبل نهاية العام الحالي، وتدور أحداثه في 10 حلقات من خلال فتاة تبدو من عائلة غنية لكن في الواقع تعاني مشكلات كثيرة بسبب الديون المتراكمة وغياب والدها، وهو العمل الذي كتبه هاني سرحان، ويخرجه عصام عبد الحميد.
وأرجعت ليلى زاهر مشاركتها في مسلسل «ولد بنت شايب» إلى إعجابها بفكرة العمل وسرعة إيقاعه، فضلاً عن التعاون مع فريق عمل محترف، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة عدد الحلقات لا تشغلها بقدر تفاصيل العمل ودورها، وما تمثله التجربة بالنسبة لها».
وأضافت أن «هذه الأمور تحققت بالفعل في المسلسل ومن قبله في قصة (حكاية هند) التي عرضت ضمن مسلسل (ما تراه ليس كما يبدو)، فالتفاعل الكبير الذي لمسته يؤكد أن الرهان الحقيقي يكون على العمل وليس عدد الحلقات».

ويعزو الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، تعدد الأعمال القصيرة إلى «محاولات صناع الدراما للتخلص من المط والتطويل الذي يصيب الجمهور بالملل»، مؤكداً أن «الدراما التلفزيونية عندما بدأت في مصر خلال الستينات لم تكن سوى أعمال قصيرة على غرار السباعيات والسهرات التلفزيونية».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التمسك بتقديم أعمال درامية في 30 حلقة أو دراما طويلة رغم عدم تحمل فكرة بعض الأعمال لهذا الأمر ارتبط بالربح التجاري الذي يحققه المنتجون من تسويقها مقارنة مع تكلفة إنتاجها، لكن العودة إلى الدراما القصيرة في الوقت الحالي يعكس تماشياً مع متغيرات العصر والجمهور المستهدف للمنصات الذي يفضل الإيقاع السريع للأحداث».
رأي يدعمه الناقد الفني المصري، خالد محمود، الذي أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أن «تقديم عدد من الأعمال القصيرة يعكس تغيراً في فكر المنتجين، ومحاولة مواكبة الإيقاع السريع، بالإضافة إلى كونه فرصة للممثل من أجل إبراز قدرته على تقديم الأدوار بشكل مكثّف ومختزل».
ويقول محمود إن «تكثيف السيناريو ليُركز على الفكرة التي يريد المؤلف تقديمها بالإضافة إلى العمل على المشروعات الدرامية بطريقة سينمائية جعلتنا نشاهد تجارب إيجابية كثيرة»، مؤكداً في نهاية حديثه أن «غالبية هذه الأعمال إذا تم التحضير لها بشكل جيد يحالفها النجاح، وتحظى بتفاعل كبير».



