الحرب توقفت لكن إسرائيل تواجه انقلاباً داخلياً

كسرت كل القوالب في 7 أكتوبر ولا تعرف كيف تلملم البقايا

صورة جوية لمظاهرات نظمتها عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» للمطالبة بالإفراج عنهم قبيل الذكرى الثانية لـ7 أكتوبر (رويترز)
صورة جوية لمظاهرات نظمتها عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» للمطالبة بالإفراج عنهم قبيل الذكرى الثانية لـ7 أكتوبر (رويترز)
TT

الحرب توقفت لكن إسرائيل تواجه انقلاباً داخلياً

صورة جوية لمظاهرات نظمتها عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» للمطالبة بالإفراج عنهم قبيل الذكرى الثانية لـ7 أكتوبر (رويترز)
صورة جوية لمظاهرات نظمتها عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» للمطالبة بالإفراج عنهم قبيل الذكرى الثانية لـ7 أكتوبر (رويترز)

مع مرور سنتين كاملتين، تتجه الحرب على قطاع غزة إلى التوقف. والعالم يهب لجعلها نهاية حقيقية ومنع التخريب عليها. ولكنّ شيئاً ما حصل بتأثير منها، لا يعرف أحد إن كان سينتهي ومتى وكيف. إنه الانقلاب الذي حصل في القيم والمفاهيم. فإسرائيل ما بعد هذه الحرب هي دولة مختلفة تماماً عمّا كانت عليه. ليس أنها كانت مثالية. فهي دولة احتلال واقتلاع وعنصرية، منذ نشأتها، لكنها اليوم أقل خجلاً في ممارسة هذه المفاهيم وأقل اهتماماً بالقيم، وأقل تأثراً بالرأي العام العالمي. ولديها استعداد للتمسك بقيمها الجديدة لفترة طويلة.

الرسائل التي أطلقتها قبيل انتهاء الحرب كانت تقول ما يلي: «يحسبون أننا لا نستطيع إدارة حرب طويلة؟ سنجعلها حرباً من سنتين وإن احتجنا فسنمددها سنتين أخريين». «يعتقدون بأننا نقدس حياة الإسرائيليين، لا بأس. سنجعلهم يفهمون أن إسرائيل قادرة أيضاً على التضحية بالمحتجزين والجنود، في سبيل الحفاظ على الأمن الاستراتيجي». «يحسبون أننا نخشى الرأي العام العالمي وعلى مصير اليهود في العالم، ونرفع منسوب (اللاسامية)، حسناً. كل هذا الحراك لا يحرك ساكناً فينا». «على الرغم من الثمن الباهظ، اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً، سنثبت أنهم مخطئون عندما يحسبون أننا سنتوقف عن خططنا وبرامجنا، وأننا شهدنا ظروفاً أقسى وصمدنا، وسنصمد هذه المرة أيضاً».

قد تكون هذه الرسائل لا تقال حرفياً بهذه الكلمات، لكنها واضحة في الخطابات السياسية والقرارات والممارسات على الأرض.

شعار «القادة الضعفاء يخوضون حروباً دون جدوى» في مظاهرة مطالبة بوقف الحرب واستعادة الرهائن أمام مبنى حزب «الليكود» بتل أبيب نهاية سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

انعطاف حاد بالمفاهيم

لقد بدأ ذلك في هجوم «حماس» المباغت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أحدث انعطافاً حاداً بكل المفاهيم. لكن أهم من هذه المتغيرات هو «سلم الأولويات والقيم». لقد شهدت إسرائيل عبر تاريخها عدداً غير قليل من القادة. مر على حكوماتها 14 رئيساً. لم يكن بينهم ملائكة ولا قديسون. جمعت بينهم ليس فقط مفاهيم الاحتلال بالقوة، والغطرسة الشخصية والصهيونية بوصفها الوطنية، والعربدة على المنطقة، وارتكاب الجرائم، ودوس حقوق الإنسان الفلسطيني، والفساد والتضليل. ومن حاد منهم عن الخط وأراد إحداث انعطاف، دفع ثمناً كبيراً. إسحاق رابين على سبيل المثال قرر صنع السلام مع الفلسطينيين. فقُتل. أرئيل شارون قرر الانسحاب من قطاع غزة، فتدخل القدر ودخل في غيبوبة حتى الموت. والمتدينون المتطرفون يقولون إن صلواتهم ودعواتهم ضده قتلته. إيهود أولمرت الذي طرح مشروع سلام تفصيلي وجريء مع الفلسطينيين، نسجوا له ملف فساد وأرسلوه إلى السجن. وجاء نتنياهو ليطرح نفسه على أنه الأمل المرتجى. وتمادى في التعامل مع القدر ليقدم نفسه على أنه «هبة من الله».

إعداد العدة حتى 7 أكتوبر

أقام نتنياهو حكومة يمين صرف وبدأ عملية انقلاب على منظمة الحكم والجهاز القضائي تدريجياً. هذا الانقلاب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بقطاع غزة. فقد بدأ الإعداد له منذ سنة 2005، عندما فرض شارون الانسحاب الإسرائيلي وأزال جميع المستوطنات اليهودية في القطاع وشمال الضفة الغربية. وأخلاها من ألوف المستوطنين اليهود. فقررت مجموعة من العقائديين اليمينيين في إسرائيل والولايات المتحدة عمل كل شيء في سبيل ألا تقوم في إسرائيل حكومة أخرى تقرر تنفيذ انسحاب مثل هذا مع إزالة مستوطنات في الضفة الغربية. شكلوا لهم «مركز أبحاث وعمل» يدعى «كوهيلت»، يضع الخطط والمشاريع والدراسات اللازمة.

مظاهرة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبت بإجراء انتخابات جديدة في يونيو 2024 (رويترز)

هنا بدأت معركة إسرائيلية داخلية طاحنة، بين نتنياهو واليمين من جهة وبين الوسط الليبرالي واليمين الليبرالي واليسار والدولة العميقة من جهة ثانية. سنة كاملة (2022 - 2023) والحشود تملأ الشوارع في مظاهرات بلغت في حدها الأقصى 400 ألف متظاهر، وكادت تسقط الحكومة. وهنا جاء الهجوم في 7 أكتوبر 2023، منقذاً لحكومة نتنياهو. خرجت الدولة العميقة، بقيادة الجيش، إلى العلن بحملة انتقامية جنونية.

كيف نعرف؟

إن ما حدث في السابع من أكتوبر لم يكن مجرد هجوم عسكري فحسب، بل كان هناك صدع عميق من الصعب جبره. وهذا الصدع شمل عدة فروع:

أولاً: هناك الضربة العسكرية؛ لقد كشف الهجوم أن الجيش الإسرائيلي، الذي يعد نفسه أسطورياً، هو مثل كل جيوش العالم. بكل ضخامته وشراسته وأسلحته، لا يمكن أن يكون حصيناً. ويمكن لقوة عسكرية صغيرة مثل «حماس» أن تباغته وتكشف نقاط ضعفه. لأن نظريته المبنية على القوة، وإن لم تنفع فمزيد من القوة، ثبت فشلها على مرّ التاريخ. فقرر أن تكون الضربة لغزة أقسى. وكانت له حجة يتذرع بها، هي الأفعال البشعة التي رافقت هجوم «حماس» على المدنيين الإسرائيليين في 22 بلدة.

ثانياً: جاء الرد الإسرائيلي على هجوم «حماس» متجاوزاً كل الحدود وكسر كل القوالب وحطم قوانين الحرب والمواثيق الدولية التي وضعها المجتمع الدولي ليمنع تكرار جرائم الحرب التي شهدتها الحرب العالمية الثانية. فلم تكن هذه حرب على «حماس» بقدر ما كانت حرباً على المدنيين، هدفها إحداث نكبة ثانية للشعب الفلسطيني.

متظاهر بقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مجسم كفن في مظاهرة مناهضة للحكومة بتل أبيب (أ.ف.ب)

ثالثاً: بعدما تمكنت حكومة اليمين من تجنيد الغالبية الساحقة من الشعب خلفها، وضع نتنياهو لنفسه أجندة مفادها أن هذه الحرب تُشكّل فرصة تاريخية لتصفية القضية الفلسطينية. فوضعت الخطط لترحيل الفلسطينيين من غزة والسيطرة على الأرض وإعادة الاستيطان اليهودي فيها والتمهيد لفرض السيادة على الضفة الغربية.

رابعاً: بدأت إسرائيل تظهر بحلة جديدة؛ فهي التي كانت تسوق نفسها على أنها واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة، صارت تفرض قواعد تعامل مكشوفة في عدائها لهذه القيم: حتى قتل الأطفال الفلسطينيين بات مبرراً في نظرهم. التجويع والتعطيش وقطع الإغاثة الطبية تحولت إلى أدوات ضغط مكشوفة. وسائل الإعلام فرضت على نفسها رقابة ذاتية ومنعت جمهورها من معرفة ما يفعله الجيش في غزة، وغطّت على ممارسات الجيش في دعم الاعتداءات الاستيطانية على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

شعارات مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في مظاهرة داعية لوقف الحرب بتل أبيب (أ.ب)

الشرطة تحولت أداة قمع وتنكيل بالفلسطينيين داخل إسرائيل وتشجع الجريمة المجتمعية، وأداة قمع لليهود الذين يتظاهرون ضد سياسة الحكومة، وعائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» التي خرجت إلى الشارع للنضال لأجل صفقة تنقذ حياة أبنائها، تعرضت لحملة تحريض وتخوين وتم الاعتداء على الكثيرين من أفرادها سواء من الشرطة أو من نشطاء اليمين، بذور الفاشية بدأت تتفشى في المجتمع الإسرائيلي بشكل واسع، وراحت الحكومة تقيم علاقات وثيقة مع اليمين القومي المتطرف في العالم الغربي، وتستضيف قادة هذا اليمين في إسرائيل.

وهذا غيض من فيض. يقول بعض الليبراليين إن «حماس» تلقت ضربة قاصمة من إسرائيل، لكنها في المقابل أحدثت تغييراً خطيراً فيها سيرافقها لوقت طويل... فقد جعلتها تفقد ما تبقى فيها من قيم.


مقالات ذات صلة

«لنُخرج صوراً مرعبة»... إسرائيل تنشر رسالة منسوبة للسنوار عن تحضيرات 7 أكتوبر

شؤون إقليمية صورة مجمعة لرسالة منسوبة لقائد «حماس» الراحل يحيى السنوار نشرها مركز تراث الاستخبارات الإسرائيلي

«لنُخرج صوراً مرعبة»... إسرائيل تنشر رسالة منسوبة للسنوار عن تحضيرات 7 أكتوبر

نشر مركز تراث الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في تل أبيب، الاثنين، رسالة ادعى أنها كُتبت بخط قائد «حماس» الراحل، يحيى السنوار.

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص لافتة على طريق «مطار بيروت الدولي» تروج للسياحة في لبنان (أ.ب)

خاص لبنان بعد 7 أكتوبر... موازين قوى جديدة لترميم العلاقة مع العالم

يكاد يُجمع الدبلوماسيون الدوليون في لبنان على أن تغييراً كبيراً حصل فيه منذ 7 أكتوبر 2023.

نذير رضا (بيروت)
خاص لوحة دعائية مستوحاة من الأساطير الفارسية تُصوّر رجلاً يصارع تنيناً بألوان العَلم الأميركي وقد كُتب عليها «أنشد اسم إيران التي تقتل الأعداء» وذلك في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (إ.ب.أ) play-circle 03:39

خاص هجوم 7 أكتوبر: الشرارة التي هزَّت معادلات الردع الإيرانية

مثّل هجوم السابع من أكتوبر نقطة تحول فارقة في مشهد الأمن الإقليمي فلم تقتصر تداعياته على الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بل امتدت لتطال جوهر معادلات الردع الإيراني.

عادل السالمي (لندن)
خاص عناصر من سلاح الجو الأردني يسقطون رزم المساعدات من طائرة نقل فوق غزة (رويترز)

خاص بين الإغاثة والدبلوماسية... الأردن يطوي عامين من القفز فوق الجمر

منذ بداية الحرب، سعى الأردن لتقديم جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة والضرورية للمدنيين في غزة، وصعَّد لهجته الدبلوماسية، محذراً من المساس بالوضع في الضفة والقدس.

محمد الرواشدة (عمَّان)
خاص شخص يحمل العلمين المصري والفلسطيني على شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر رفح (رويترز)

خاص مصر و«حرب غزة»… موازنة تعقيدات الداخل والخارج

بينما تعيش غزة على وقع القصف، واصلت القاهرة تحركاتها السياسية والدبلوماسية لمنع ما تعتبره «خطراً وجودياً»، وهو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وتصفية القضية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

رحيل مكي حسين... نحات أجساد الضحايا

مكي حسين في مشغله
مكي حسين في مشغله
TT

رحيل مكي حسين... نحات أجساد الضحايا

مكي حسين في مشغله
مكي حسين في مشغله

فجع الوسط الثقافي والتشكيلي العراقي بالرحيل المفاجئ والمأساوي للنحات مكي حسين، الذي مات وحيداً في شقته التي كان يقطنها بالملجأ الألماني، ولم تكتشف جثته إلا بعد أربعة أيام بعدما اقتحمت الشرطة الشقة، تاركاً خلفه إرثاً إبداعياً ضخماً في مشغله يواجه مصيراً مجهولاً.

ولد الراحل في مدينة البصرة عام 1947، ودرس فن النحت في معهد الفنون الجميلة، الذي تخرج فيه عام 1968. وأصبح عضواً في جمعية التشكيلين العراقيين منذ سنة تخرجه، ثم عضواً في هيئتها الإدارية في عام 1971. غادر العراق، مثل مئات المثقفين العراقيين، بعد حملة النظام العراقي السابق على معارضيه، ثم التحق بحركة الأنصار اليسارية المسلحة في كردستان العراق، وبعدها رحل إلى سوريا ثم إلى منفاه الأخير في ألمانيا.

في عقد السبعينات من القرن الماضي، شارك مكي حسين مع فنانين عراقيين في معارض عديدة، وواصل نشاطه بعد مغادرته العراق عام 1979، وكان آخر معرض شخصي له في مدينة لاهاي الهولندية، عرض فيه تمثاله «صرخة من عمق الجبال» الذي أدان فيه مجزرة «بشتاشان» ضد فصائل الأنصار في كردستان.

من أعماله

تميزت تجربة مكي حسين، كما يتفق معظم النقاد، بـ«قدرة استثنائية» على جعل «البرونز» قناة إيصال إنسانية. فمنذ عمله الأول «الرجل صاحب الجناح» انهمك في صراع فني لتطويع الخامة في خدمة موضوع «الجسد المحاصر». إن منحوتاته، كما يقول أحد النقاد، لا تقدم احتفاءً جمالياً مجرداً، بل هي «أجساد منتزعة من عذابات الضحايا، حيث تعكس حالة اللاتوازن مع عالم مضطرب ومطعون في أخلاقياته».

ويقول الناقد العراقي عادل كامل عن أعماله: «لم يقم مكي حسين بقراءة كنوز وادي الرافدين، بدءاً بتماثيل الأسس، والأختام، وتماثيل بوابات المدن، والآلهة فحسب، بل اشتغل على استنطاقها لتتبع مساراتها الداخلية المخبأة، وقدراتها على منح (التعبير) المكانة ذاتها للفنون المتكاملة. فلم يعزل النحت عن حقائق التقدم العلمي لتلك المجتمعات عند فجر السلالات في سومر، مع اختراع الكتابة، نظام الري، سبك المعادن، التعليم، الطب، الفلك، مجلس الشيوخ بجوار مجلس الشباب، حقوق المرأة... إلخ، كما ذكرها صموئيل كريمر بتدشينات مبكرة للحضارة العراقية، ولها أسبقية، مقارنة بما كانت تنتجه الحضارات الأولى، قبل ستة آلاف عام. فلقد وجد مكي حسين نفسه يتلقى المعارف في المتحف العراقي، ذاكرته الجمعية، كي يواصل إكمال مشروعات جيل الرواد: جواد سليم ومحمد الحسني وخالد الرحال والكيلاني».


الركراكي ينفي إصابة أكرد... وأسود الأطلس جاهزون لمواجهة مالي‎

وليد الركراكي (منتخب المغرب)
وليد الركراكي (منتخب المغرب)
TT

الركراكي ينفي إصابة أكرد... وأسود الأطلس جاهزون لمواجهة مالي‎

وليد الركراكي (منتخب المغرب)
وليد الركراكي (منتخب المغرب)

نفى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي صحة الأخبار المتداولة بشأن إصابة المدافع نايف أكرد، مؤكداً أن اللاعب يتدرب بشكل طبيعي، ولا يعاني من أي مشكلات صحية، وذلك قبل مواجهة مالي ضمن الجولة الثانية للمجموعة ​الأولى في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، المقررة غداً الجمعة.

وقال الركراكي في مؤتمر صحافي: «من أخبركم عن إصابة أكرد؟ لأنه يتدرب بشكل عادي، ولا يواجه أي مشكلات»، نافياً بشكل قاطع كل ما تردد حول غياب محتمل للمدافع المغربي. وكشف مدرب أسود الأطلس عن حالة بقية اللاعبين قائلاً: «رومان سايس تعرض لإصابة عضلية، أما أشرف حكيمي فنقوم بتجهيزه، وهو الآن بصحة جيدة، وسنتخذ القرار الأفضل له».

وأضاف: «بخصوص سايس فالأمور تسير بشكل جيد. أما أكرد فهناك شائعات فقط، ونحن هنا لنمنح المعلومة الصحيحة. ‌باستثناء سايس الذي ‌لن يحضر غداً، فالجميع يسير بشكل جيد».

وكان سايس قد ‌أصيب ⁠في ​لقاء ‌جزر القمر الافتتاحي الذي انتهى بفوز المغرب 2-صفر، بينما تعرض حكيمي، المتوج حديثاً بلقب أفضل لاعب في أفريقيا، لإصابة في الكاحل خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان الشهر الماضي، لكنه عاد للتدريبات الأسبوع الماضي، وقد يحصل على بعض دقائق للعب في مباراة الغد.

وفي السياق ذاته، أشاد الركراكي بتطور المدافع عبد الحميد آيت بودلال، مؤكداً أنه يتابعه منذ سنوات طويلة، وقال: «دربت في المغرب منذ 10 سنوات داخل نادٍ تكويني ⁠هو الفتح الرياضي، وفي نفس المنطقة التي توجد بها الأكاديمية. آيت بودلال موهبة رائعة، وفي مساره كانت هناك ‌فترات تقدم وتراجع».

وتابع «استدعيته قبل عام ونصف حين كان احتياطياً مع رين، وتعرضت للانتقادات آنذاك، ‍واليوم الكل يشيد به، وهذا يؤكد أن نظرتنا بعيدة».

وشدد على ضرورة التعامل ‍بحذر مع اللاعب قائلاً: «علينا عدم حرق اللاعب، وسنقحمه في الوقت الأفضل من المباراة، وسنرى ما إذا كان سيبدأ غداً أم لا».

وعن تطلعات الجماهير، قال الركراكي «نعرف أن الجمهور المغربي يبحث دائماً عن المثالية، وهذا من حقه، لكن المستوى العالي يضعك أحياناً في مشكلات».

وختم حديثه بالتأكيد ​على صعوبة المباراة المرتقبة: «مواجهة الغد ستكون مختلفة أمام منتخب مالي الذي يمتلك شخصية قوية، وقد نعاني خلال اللقاء، لأنهم أقوياء فنياً».

من ⁠جانبه، أكد آيت بودلال أن التحضيرات تمر في أجواء إيجابية، مشدداً على وعي اللاعبين بحجم المسؤولية، وقال خلال المؤتمر الصحافي: «الاستعدادات تسير في ظروف ممتازة، ونحن واعون بحجم المسؤولية التي نتحملها. جميع مباريات البطولة القارية صعبة، وتتطلب تركيزاً عالياً».

وأضاف: «نستمع جيداً لتوجيهات المدرب، وهدفنا هو خوض مباراة الغد بأفضل طريقة ممكنة، وتحقيق النقاط الثلاث».

وشدد الركراكي على أن المنتخب المغربي سيخوض مواجهة مالي بعزيمة كاملة من أجل حجز بطاقة التأهل الرسمي إلى الدور المقبل، قائلاً: «نصل إلى الجولة الثانية بعد تحقيق فوز أول مهم، خاصة أنه جاء في مباراة الافتتاح التي لم تكن سهلة. اللقاء الأول يكون دائماً صعباً تاريخياً، والنتيجة التي حققناها كانت جيدة».

وأضاف: «الآن سنخوض مباراة الجولة الثانية أمام منتخب ‌مالي، ولن ندخر أي جهد من أجل حجز بطاقة التأهل».

وسيواجه المنتخب المغربي نظيره المالي غداً الجمعة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.


الركراكي: مواجهة مالي هي انطلاقة كأس أفريقيا الحقيقية

وليد الركراكي (المنتخب المغربي)
وليد الركراكي (المنتخب المغربي)
TT

الركراكي: مواجهة مالي هي انطلاقة كأس أفريقيا الحقيقية

وليد الركراكي (المنتخب المغربي)
وليد الركراكي (المنتخب المغربي)

أكد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، الخميس، أن «الدخول الحقيقي لأسود الأطلس في البطولة سيكون غداً (الجمعة)» ضد مالي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ضمن كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في المغرب.

وقال الركراكي، في مؤتمر صحافي عشية المواجهة: «بعد الفوز المهم والمعقد على جزر القمر مثلما الحال في جميع المباريات الافتتاحية في تاريخ أمم أفريقيا، سنخوض أول اختبار حقيقي لنا غداً».

وأضاف: «مالي نعرفها وتعرفنا جيداً، تملك إمكانات هائلة منذ فترة طويلة ولاعبين بفنيات رائعة ونحن ننتظرها بفارغ الصبر، وسنلعب من أجل النقاط الثلاث والتأهل اعتباراً من الجمعة».

وتابع: «ستكون المباراة متكافئة ومختلفة عن جزر القمر، لن يكون استحواذنا كاسحاً وسنعاني في بعض فتراتها لكنني متأكد أننا سنحصل على المساحات وسنخلق الفرص الحقيقية للتسجيل لأن مالي لن تلعب بدفاع متراجع جداً إلى الخلف ولن تضع الحافلة أمام المرمى».

وأردف قائلاً: «ندرك جيداً أن الشعب المغربي ينتظر منا الكثير في هذه البطولة باعتبارنا البلد المضيف، ومر زمن طويل على عدم تتويجنا، وبالتالي لا يجب أن تخرج الكأس من المغرب، وهذا ما نعمل يومياً أو منذ عام ونصف العام من أجله».

وأوضح الركراكي أن صفوف المنتخب المغربي مكتملة باستثناء إصابة القائد رومان سايس في المباراة الأولى عندما «شعر بآلام في ركبته وهو يواصل تعافيه حسب البروتوكول الطبي المتاح أمامه».

وأشار إلى أن ظهير باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي في أفضل حالاته ويعمل بشكل جيد «وسننتظر يوم غد لتحديد مشاركته ضد مالي من عدمها. حكيمي نريده في البطولة بأكملها وليس في مباراة واحدة».

من جهته، قال المدرب البلجيكي لمالي توم سانفييت: «غداً سنخوض مباراتنا الثانية في مجموعتنا القوية بـ4 منتخبات تأهلوا متصدرين من التصفيات، نحن مستاؤون جداً بعد تعادلنا المخيب أمام زامبيا».

وأضاف: «هناك ضغط كبير لأننا نلعب ضد المغرب المرشح للقب والقوي في أفريقيا وأحد الأقوى في العالم، ليس فقط المنتخب الأول، بل تحت 20 عاماً (توج بالمونديال) والألعاب الأولمبية (برونزية) وكأس العرب (اللقب) وبطولة أفريقيا للمحليين (اللقب)، الهيكلة رائعة في المغرب وفي جميع الفئات. لكننا جاهزون».

وتابع: «نشعر أيضاً أن المغرب خائف منا قليلاً ونرى الشعور السائد في البلاد بسبب الانتصارات الصعبة بالإضافة إلى ثقل التتويج بلقب طال انتظاره».

وأوضح: «سنلعب غداً من أجل نتيجة إيجابية والأكيد ليس للخسارة، لدينا الثقة لتحقيق شيء ما غداً، نملك منتخباً جيداً بلاعبين بمؤهلات عالية ومتحمسين، لن نضع الحافلة أمام المرمى. لعبت سابقاً ضد المغرب في مراكش عندما كان يشرف على تدريبه (الفرنسي هيرفيه) رينارد وفزنا 1 – 0، لكننا هنا لا نملك حافلة وسنلعب من أجل الفوز».

ومازح سانفييت الصحافيين بالقول: «لا يجب أن ننسى أن المغرب سيكون مسانداً بـ68 ألف متفرج في الملعب ونحن سنكون مؤازرين بألف فقط على الأقل، لكن لا يجب أن ننسى أنّ لقب فريق الرجاء الرياضي البيضاوي المغربي، الأكثر شعبية في البلاد، هو النسر ونحن نسور مالي وبالتالي سنحظى بتشجيعهم».

من جهته، قال قائد مالي ولاعب توتنهام الإنجليزي إيف بيسوما الذي غاب عن المباراة الأولى ضد زامبيا: «غداً أمامنا مباراة مهمة جداً ضد البلد المضيف، سنلعبها بجدية وحزم، سنواجه منتخباً لديه لاعبون جيدون، ويلعب كرة قدم جيدة ونحن كذلك. إنها 90 دقيقة وفي النهاية نتمنى أن يكون الفوز حليفنا».