تبون: الجزائر مستهدفة وكثيرون أقسموا على انهيارها بحلول 2027

قال إن هناك من يحيك الدسائس لبلاده لأنها أصبحت تثير الخوف

الرئيس الجزائري خلال خطابه أمام رؤساء المؤسسات (الرئاسة)
الرئيس الجزائري خلال خطابه أمام رؤساء المؤسسات (الرئاسة)
TT

تبون: الجزائر مستهدفة وكثيرون أقسموا على انهيارها بحلول 2027

الرئيس الجزائري خلال خطابه أمام رؤساء المؤسسات (الرئاسة)
الرئيس الجزائري خلال خطابه أمام رؤساء المؤسسات (الرئاسة)

حذَّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من «الاستسلام» لقوى أجنبية، قال إنها «أدت القسم فيما بينها على ألا تصل الجزائر إلى عام 2027 إلا وقد انهارت»، دون توضيح من يقصد، لافتاً إلى أن بلاده «ستمنح نفسها مناعة اقتصادية» بحلول ذلك العام.

وكان تبون قد أعلن في وقت سابق استهداف رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 400 مليار دولار بحلول 2027، مقارنة بنحو 260 مليار دولار في نهاية 2024، ما يمثل زيادة تقترب من 54 في المائة.

تبون مع قائد الجيش ووزير الخارجية وكبير مستشاريه (الرئاسة)

وفي سلسلة مقاطع فيديو تبثها الرئاسة الجزائرية بشكل منتظم منذ أمس (الجمعة)، أكد الرئيس تبون أن ما وصلت إليه بلاده، بعد قطع أشواط متقدمة في عدة مجالات «ليس أبدياً... فأنتم تعلمون أن الجزائر مستهدفة ومقصودة، وهناك كثيرون مجندون، وربما أدوا القسم بينهم على ألا تصل الجزائر إلى عام 2027؛ لأن بلوغ هذا العام يعني أن البلاد قد اكتسبت مناعة اقتصادية قوية. حذارِ... لا تستسلموا».

وكان الرئيس يخاطب عدداً كبيراً من رجال الأعمال ومُسيِّري مؤسسات خاصة، اجتمع بهم الخميس في «قصر المؤتمرات» بالضاحية الغربية للعاصمة، بهدف تقييم 6 سنوات من الأداء الحكومي في قطاعات عدة، مع العلم بأن تبون وصل إلى الحكم نهاية 2019.

وفي تقدير الرئيس، فإن «الجزائر مستهدفة عسكرياً، وهم -من بعيد- يخشون جيشها، بينما جيشنا جيش مسالم ودفاعي، يدافع عن الأمن والحدود فقط. ولن نعتدي على أحد، ولكن من يعتدي علينا فليتحمَّل عاقبة فعلته».

وأضاف الرئيس مواصلاً نبرته التحذيرية: «يحيكون لنا الدسائس، ويقولون إنه يجب وضع الجزائر عند حدِّها لأنها أصبحت تثير الخوف. الجزائر لا تخيف أحداً... قلَّما نجد دولة تُعامل الغير بحسٍّ إنساني وعاطفي كما تفعل الجزائر. طائراتنا لا تتوقف عن نقل المساعدات الغذائية وغيرها إلى البلدان المحتاجة. فهل اعتدينا على أحد حتى يقولوا إننا نخيفهم؟».

وتابع تبون: «لن نبقى في الفقر، ولن يسمحوا لنا بالنهوض؛ لأنهم يريدون أن نبقى مادِّين أيدينا ليفرضوا علينا ما يجب أن نقوله وما ينبغي أن نفعله. أنا حر، وحريتي لا أرهنها بالتخلُّف. لدي إمكانياتي، ومع ذلك أحترم الآخر. نحن أحرار، وسنبقى شامخين، مستقلين في قراراتنا، دون أن نُلحق الضرر بأحد».

علاقات متوترة مع دول الساحل والمغرب وفرنسا

لم يحدد الرئيس تبون الجهة التي يقصدها بتحذيراته، وسط تصفيق حار من الحاضرين، ولكن الأنظار اتجهت إلى التوترات القائمة بين الجزائر وعدد من دول الساحل؛ خصوصاً بعد حادثة إسقاط طائرة مُسيَّرة مالية من قبل سلاح الجو الجزائري، مطلع أبريل (نيسان) الماضي.

قادة تحالف دول الساحل (وزارة الخارجية المالية)

وقد وصف «تحالف دول الساحل» الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الحادثة بـ«العدوان»، وتقدَّم بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، قبل أن ينسحب منها عقب رفضها. ومن جانبها، اتهمت باماكو الجزائر بـ«دعم الإرهابيين في المنطقة»، في إشارة إلى عناصر المعارضة المسلحة في شمال مالي.

وشهد منبر الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، ملاسنة حادة بين رئيس وزراء مالي ووزير خارجية الجزائر، على خلفية «حادثة إسقاط الطائرة المُسيَّرة»، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في العلاقات بين الجزائر ودول جنوب الصحراء. ويُعد هذا التوتر لافتاً، بالنظر إلى الروابط القبلية المتشابكة والمصالح التجارية المتداخلة التي ميزت المنطقة مئات السنين. غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحوُّل منطقة الساحل إلى ملاذ للجماعات الإسلامية المتطرفة وتجار السلاح والمخدرات، في ظل هشاشة الأنظمة السياسية وفقر المجتمعات المحلية.

حادثة تحطيم الطائرة المُسيَّرة أحدثت توترات بين الجزائر ودول الساحل (المعارضة المسلحة في مالي)

كما تشهد العلاقات مع الجارة المملكة المغربية تدهوراً مستمراً، بسبب تصعيد الخلافات حول نزاع الصحراء الذي تسبب بشكل غير مباشر في قطع العلاقات الدبلوماسية في 2021. كما تمر العلاقات مع فرنسا بحالة جمود تام منذ يوليو (تموز) 2024، بسبب انحيازها للرباط في النزاع نفسه.

وأكد تبون في خطابه أن الصناعة الجزائرية تقهقرت: «ولحسن حظنا أن الصناعة العسكرية بقيت صامدة، حتى نتمكَّن من التقاط أنفاسنا والخروج من تحت الماء»؛ مبرزاً أن الإنتاج الصناعي كان في حدود 18 في المائة من الناتج المحلي الخام عام 1972، ولكنه تراجع مع مرور السنوات ليصل إلى 3 في المائة عام 2019، وهي السنة التي غادر فيها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الحكم تحت ضغط الشارع؛ لافتاً إلى أن القطاع الصناعي «شهد تصحراً بشكل كامل»، وأوضح أن ذلك تجسَّد في «ارتفاع قياسي لاستيراد كل شيء، وفي السمسرة والتكسب غير المشروع. أما اليوم فقد استعاد الإنتاج الصناعي مكانته، وتعهدتُ برفع نسبة مشاركته في الناتج الخام إلى 13 في المائة كأدنى حد».

أعلى نسب للإنفاق العسكري في المنطقة

وفق تقارير دفاعية دولية، اعتمدت الجزائر منذ الاستقلال على استيراد الأسلحة؛ خصوصاً من روسيا والصين، ولكنها خلال العقدين الأخيرين بدأت تتحول تدريجياً نحو تطوير صناعة حربية محلية، من خلال الشراكات ونقل التكنولوجيا.

رجال أعمال يتابعون خطاب تبون (الرئاسة)

وتتوزع الصناعة الدفاعية بين مؤسسات عمومية ومصانع متخصصة، تشمل مجالات متعددة، مثل العربات المدرعة، والاتصالات العسكرية والذخائر، وصيانة الطائرات والسفن. وتشمل الشراكات الأجنبية مشاريع تجميع محلي لمعدات عسكرية.

أما الإنفاق العسكري فيتراوح بين 6 و12 مليار دولار سنوياً؛ حسب التقارير نفسها، ما يمثل 3 في المائة إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي من أعلى النسب في المنطقة. ويتركز الإنفاق على تحديث التسلُّح ورفع جاهزية الجيش، مع طموح طويل الأمد لبناء اكتفاء ذاتي جزئي في بعض القطاعات.


مقالات ذات صلة

البرلمان الجزائري يرفع وتيرة التشريع ضد فرنسا والمعارضين

شمال افريقيا رئيس البرلمان في اجتماع مع أصحاب مقترحَي تجريم الاستعمار وتعديل قانون الجنسية (البرلمان)

البرلمان الجزائري يرفع وتيرة التشريع ضد فرنسا والمعارضين

عرض البرلمان الجزائري، السبت، نصَّين مهمّين للنقاش العام؛ الأول يخصّ مقترح قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، والثاني يتعلق بتعديل قانون الجنسية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا اجتماع لقيادات «حمس» الإسلامية (إعلام حزبي)

الجزائر: المعارضة الإسلامية تدعو لـ «مصالحة شجاعة» وتحذر من «الانتقام»

دعا حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي الجزائري المعارض الرئيس عبد المجيد تبون إلى إطلاق «حوار شامل يفضي إلى مصالحة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا البرلمان الجزائري (متداولة)

الجزائر: سلاح تشريعي جديد لمواجهة الانفصاليين و«عملاء» الخارج

عرض نائب جزائري من «الأغلبية الرئاسية»، اليوم الأربعاء، مقترحاً على لجنة برلمانية خاصة، يتمثل في تعديل قانون الجنسية.

شمال افريقيا الوزير الأول الجزائري مع رئيسة الحكومة التونسية 12 ديسمبر الحالي (الوزارة الأولى الجزائرية)

الجزائر تتحرك لمواجهة استنزاف عملتها الصعبة

تواجه الجزائر نزيفاً ملحوظاً في العملة الصعبة نتيجة الاستغلال غير المشروع لمنحة السفر السياحية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيسان الفرنسي والجزائري على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا يوم 14 يونيو 2024 (الرئاسة الجزائرية)

الجزائر تعيد ملف الاستعمار الفرنسي إلى الواجهة عبر قانون جديد

يرتكز مشروع القانون المقترح على حق الشعوب في العدالة التاريخية وعدم الإفلات من العقاب، ويهدف إلى «حماية الذاكرة الوطنية ومواجهة محاولات تزييف التاريخ».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

جدل في ليبيا يستبق تعديلاً وزارياً مرتقباً في «حكومة الوحدة»

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة في اجتماع مع مسؤولي المؤسسة الوطنية للنفط - 14 ديسمبر (مكتب الدبيبة)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة في اجتماع مع مسؤولي المؤسسة الوطنية للنفط - 14 ديسمبر (مكتب الدبيبة)
TT

جدل في ليبيا يستبق تعديلاً وزارياً مرتقباً في «حكومة الوحدة»

رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة في اجتماع مع مسؤولي المؤسسة الوطنية للنفط - 14 ديسمبر (مكتب الدبيبة)
رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة في اجتماع مع مسؤولي المؤسسة الوطنية للنفط - 14 ديسمبر (مكتب الدبيبة)

استقبلت الأوساط السياسية في ليبيا إعلان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، عزمه إجراء تعديلات وزارية مرتقبة، بكثير من الجدل والتكهنات، فيما عزا الدبيبة هذا الإجراء المرتقب إلى «سدّ الشواغر ورفع كفاءة الجهاز التنفيذي».

وجاءت التباينات - التي تستبق التعديلات - في اتجاهين؛ حيث يرى الأول في التعديلات مؤشراً على تفاهمات غير معلنة مع خصوم «الوحدة» في الشرق والجنوب، تمهيداً لتشكيل «حكومة موحدة» برعاية قوى غربية منخرطة في الملف الليبي، فيما عدّها الاتجاه الآخر خطوة لإعادة ترتيب وتحصين الجبهة السياسية والأمنية الداعمة للدبيبة.

وبالتوازي مع ذلك، فتح الإعلان باب التكهنات بشأن مصير الوزراء الحاليين، بين من سيحتفظ بمنصبه ومن سيغادره، ما زاد من حدة الجدل حول ملامح التوازنات السياسية والأمنية التي قد تفرزها هذه التعديلات، المتوقع الكشف عنها قبل نهاية العام الحالي.

ووصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، علي التكبالي، التعديلات المرتقبة، بأنها «مناورة لكسب الوقت» وتعزيز حضور حكومة «الوحدة» في غرب البلاد، بما يضمن عدم تجاوزها أو تهميشها، في ظل المبادرات المطروحة لحل الأزمة، وفي مقدمتها الخريطة الأممية والمساعي الأميركية.

وتساءل التكبالي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أسباب تأخر الدبيبة في معالجة الشغور القائم منذ فترة طويلة في أكثر من 15 وزارة من أصل 35، من بينها حقائب سيادية وخدمية مهمة؛ كالتعليم والصحة.

وتعيش ليبيا حالة ازدواجية في السلطة بين حكومة «الوحدة» التي تتخذ من العاصمة بالغرب الليبي مقراً لها، وحكومة أسامة حمّاد المكلّفة من البرلمان والمدعومة من قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، التي تدير المنطقة الشرقية وأجزاء واسعة من الجنوب.

ومنذ تشكيلها عام 2021، واجهت حكومة «الوحدة» أزمات متلاحقة، تمثلت في اتهام وإدانة 5 وزراء على الأقل، إضافة إلى استقالة عدد من أعضائها دعماً للحكومة التي شكّلها البرلمان مطلع عام 2022، فضلاً عن استقالات أعقبت احتجاجات شعبية على خلفية اشتباكات مسلحة شهدتها العاصمة قبل أشهر.

وأشار التكبالي إلى «فشل محتمل لمساعي الدبيبة لإدماج عناصر مقربة من القوى السياسية والعسكرية في الشرق الليبي»، موضحاً أنه «يسعى إلى قطع الطريق أمام تنفيذ الخريطة الأممية التي تتضمن تشكيل حكومة موحدة جديدة لعموم ليبيا، بما يعني عملياً إزاحة حكومته، ولذلك يحاول ضم وزراء من الشرق لإظهار حكومته بوصفها أمراً واقعاً موحداً».

ومع تجدد الاهتمام الأميركي بالملف الليبي خلال الأشهر الأخيرة، يرى مراقبون أن واشنطن تعمل على بلورة صفقة غير معلنة لتقاسم النفوذ بين القوى الفاعلة على الأرض، تحديداً بين حفتر والدبيبة، قد تفضي إلى تشكيل حكومة مشتركة بين الطرفين.

أما فيما يتعلق بموقف البرلمان من التعديلات، فاكتفى التكبالي بالتذكير بأن مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الدبيبة في سبتمبر (أيلول) 2021، ويعدّها منتهية الولاية، مرجحاً «عدم الاكتراث بهذه التعديلات من قبل أطراف عدة، بما في ذلك البعثة الأممية».

وقبل أيام قليلة وخلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي، قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، إنها أُحيطت علماً بإعلان حكومة الوحدة بشأن التعديلات، لكنها «ليست على اطلاع على تفاصيلها».

وانضم التكبالي إلى آراء بعض المراقبين الذين يرون أن «التعديل حال تحققه لن يمس وزير الدولة لشؤون الاتصال وليد اللافي، مقابل رهان واسع على استبعاد وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي»، لافتاً إلى أن استبعاد الأخير «سيبقى مرهوناً بالتوصل إلى تفاهمات مع مدينة الزنتان، مسقط رأسه، حتى لا تفقد الحكومة دعم هذه المدينة المهمة الواقعة شمال غربي البلاد».

ويرى سياسيون مقرّبون من «الوحدة» أن التعديلات تستهدف تعزيز التحالف الداعم للحكومة، لا سيما في ظل تغير خريطة النفوذ الأمني في طرابلس، ونجاح الدبيبة في تقليص نفوذ بعض المجموعات المسلحة لصالح أخرى أقرب إليه، وهو ما قد ينعكس على التشكيلة الحكومية.

أما الناشط السياسي الليبي أسامة الشحومي، فيذهب إلى أن «هناك بصمات أميركية تقف وراء التعديلات المرتقبة، وقد تمهّد لتشكيل حكومة تضم ممثلي القوى الفاعلة في شرق وغرب البلاد». واستند الشحومي في رؤيته إلى «تكرار زيارات مسؤولين أميركيين عسكريين ودبلوماسيين إلى ليبيا».

وسلط الشحومي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الضوء على تمكن مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي، قبل أشهر، من جمع كل من نائب قائد «الجيش الوطني» الفريق أول صدام حفتر، ومستشار رئيس حكومة «الوحدة» إبراهيم الدبيبة، في روما، حيث نوقشت خطوات عملية لتوحيد المؤسسات.

كما أشار إلى «رعاية واشنطن للتوصل إلى اتفاق يحدد قنوات الإنفاق على مشروعات التنمية في شرق وغرب البلاد، التي كانت في مقدمة أسباب الخلاف بين الجانبين»، معتبراً أن ذلك «قد يفتح الباب أمام صيغة جديدة لتقاسم السلطة».

ويتوقع أن «سلطات الشرق ربما لن تتنازل عن ثلثي مقاعد الحكومة الجديدة، بما فيها وزارات سيادية كالمالية والدفاع، مما يمثل شروطاً صعبة على الدبيبة».

وتوسّط المحلل السياسي محمد محفوظ، هذه الآراء، معتبراً أن المفاوضات ستستمر حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان التعديلات، ما يصعّب الجزم بمآلاتها. وقال محفوظ لـ«الشرق الأوسط»، إن صدام حفتر «قد يكون من بين الشخصيات الأكثر قابلية للتوافق في معسكر الشرق، مع طرح تشكيل حكومة موحدة مع الدبيبة، في إطار مساعٍ أميركية لإيجاد صفقة تقاسم جديدة»، وفق اعتقاده، لكنه يرى أن الأمر لا يزال غير محسوم.

وخلص محفوظ إلى أن أي تعديل، سواء أفضى إلى «صفقة تقاسم أم لا، لن يكون سهلاً، وسيخضع لاعتبارات سياسية وأمنية معقدة»، مؤكداً أن «هذه التعديلات لن تدعم بالضرورة تطلعات الليبيين نحو الانتخابات؛ بل قد تؤدي إلى إبعادها أكثر».


ليبيا ترحّل دفعات جديدة من المهاجرين... براً وجواً

جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)
جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)
TT

ليبيا ترحّل دفعات جديدة من المهاجرين... براً وجواً

جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)
جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)

كثفت السلطات المعنية بمكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا من عمليات «الترحيل الطوعي» براً وجواً، وسهّلت إعادة دفعات جديدة من الموقوفين إلى دولهم، وقد قالت مصر إنها «تتحرك لاستجلاء موقف مواطنيها المفقودين؛ واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعرف على مصيرهم».

عدد من المهاجرين من دولة النيجر خلال ترحيلهم من طرابلس (وزارة الداخلية)

وتأتي عملية ترحيل المهاجرين وفق ما سمّته سلطات طرابلس «البرنامج الوطني» بعدما أحصت 3 ملايين مهاجر في البلاد، فيما تواصل نظيرتها في بنغازي شرق البلاد الشيء ذاته.

وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بشرق ليبيا، الاثنين، إنه تم ترحيل 59 مصرياً عبر منفذ أمساعد البري، بإشراف مباشر من رئيس فرع الجهاز بالبطنان اللواء إبراهيم الأربد، وذلك بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية المتبعة.

وأكد الجهاز أن عمليات الترحيل «لا تزال مستمرة بشكل يومي وبوتيرة منتظمة، وبأعلى درجات الانضباط والتنظيم، من قبل الفرع، والمكاتب، والوحدات التابعة له، في إطار الجهود المتواصلة لترسيخ الأمن، وتطبيق القانون، والحفاظ على استقرار ليبيا».

وتكثف السلطات الأمنية في (شرق ليبيا) عمليات تعقّب المهاجرين غير النظاميين في المناطق الحيوية من بينها الأسواق، بالإضافة إلى «الأوكار»، والضواحي البعيدة، وذلك ضمن «خطة» تنفذها الإدارة الأمنية بجهاز مكافحة الهجرة، مستهدفةً «فرض السيطرة، ومنع أي محاولات للتسلل».

مهاجرون غير نظاميين من الجنسية الغانية قبيل ترحيلهم من طرابلس (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)

ويحدث الأمر ذاته في غرب ليبيا، حيث أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الاثنين، ترحيل «مجموعات» من مهاجرين ينتمون إلى دول أفريقية عديدة.

وأوضحت الوزارة أنها «رحلت مجموعة من المهاجرين غير النظاميين من الجنسية الغانية، في إطار (البرنامج الوطني) الذي تنفذه وزارة الداخلية»، وأشارت إلى أنه جرى ترحيل هذه الدفعة بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، عبر منفذ مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، وذلك بعد استكمال الإجراءات القانونية المتبعة كافة.

ونوّهت وزارة الداخلية إلى أنها «تواصل تنفيذ برنامجها بشكل متواصل لمعالجة ملف الهجرة غير المشروعة، وفق الإطار القانوني، والضوابط المعتمدة».

وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعادت سلطات العاصمة الحديث عن أن ليبيا «تعاني من وجود 3 ملايين مهاجر على أرضها، دخلوا خلال السنوات الأخيرة بطرق غير مشروعة».

ولا يوجد في ليبيا إحصاء رسمي لعدد السكان، أو المهاجرين غير النظاميين بشكل دقيق، إذ إن الآلاف منهم يدخلون البلاد عن طريق التهريب عبر الصحراء، أو المنافذ التي لا تخضع لرقابة موحدة في ظل الانقسام الحكومي. وسبق أن قدرت منظمات أوروبية عدد المهاجرين في ليبيا بنحو مليون و500 ألف مهاجر، من بينهم الآلاف داخل مراكز الإيواء في غرب البلاد، وشرقها.

وفي نهاية الأسبوع الماضي قال وزير الداخلية بغرب ليبيا عماد الطرابلسي إنه تم ترحيل «مجموعة من المهاجرين من دولة النيجر» عبر منفذ مطار معيتيقة الدولي، دون تحديد أعدادهم.

​مهاجرون تم إنقاذهم من الموت في وقت سابق بعد غرق مركبهم الذي انطلق من سواحل ليبيا باتجاه أوروبا (أ.ب)

وسبق أن قال الطرابلسي، فيما يشبه رسائل مباشرة إلى أوروبا، إنه «إذا أرادت أوروبا حماية سواحلها؛ فإن حكومة الوحدة الوطنية جاهزة للتنسيق معها في دعم البرنامج الوطني للترحيل».

وشدّد على أنه «إذا أراد الاتحاد الأوروبي التعاون فنحن مستعدون؛ وبصفتي وزير الداخلية لا أستطيع تحمل مسؤولية تكديس ملايين المهاجرين في ليبيا»، مشيراً إلى «رفضه توقيف المهاجرين في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، في ظل رفض شعبي للتوطين».

وأعلنت «المنظمة الدولية للهجرة» اعتراض وإعادة 568 مهاجراً من البحر إلى ليبيا ما بين 2 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لافتة إلى اعتراض وإعادة 23513 مهاجراً منذ بداية العام الجاري، من بينهم 2037 امرأة، و851 طفلاً.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها «تواصل اتصالاتها، وتحركاتها على أعلى المستويات مع الأشقاء في ليبيا لاستجلاء موقف المواطنين المصريين المفقودين، والوقوف على أوضاعهم، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعرف على مصيرهم».

وأضافت الوزارة في بيان أصدرته الاثنين أن هذه الجهود تتم في إطار تنسيق مكثف ومباشر بين السفارة المصرية في طرابلس، والقنصلية العامة المصرية في بنغازي، وبالتعاون الكامل مع السلطات الليبية، «بما يعكس حرص الدولة المصرية على متابعة أوضاع مواطنيها في الخارج دون استثناء».

مصريون تمت استعادتهم من ليبيا (وزارة الخارجية المصرية)

وأوضحت الخارجية المصرية أن هذه التحركات أسفرت بالفعل عن نتائج ملموسة، من بينها نجاحها في استعادة 131 مواطناً مصرياً من أحد مراكز الاحتجاز في ليبيا يوم 27 نوفمبر الماضي، منوهة إلى أن ذلك جاء «عقب جهود حثيثة، ومتواصلة بذلتها السفارة المصرية في طرابلس بالتنسيق مع الجهات الليبية المختصة، بما أتاح إطلاق سراحهم، وتيسير عودتهم الآمنة إلى أرض الوطن».

وأشارت الوزارة إلى أنه تم منذ بداية العام الجاري استعادة 1132 مواطناً مصرياً من طرابلس، والمنطقة الغربية، وأكثر من 1500 مواطن من بنغازي، والمنطقة الشرقية.

ولفتت إلى أنها تواصل عقد لقاءات دورية، ومكثفة مع أهالي المواطنين المتغيبين، في إطار الحرص على إطلاعهم أولاً بأول على كافة المستجدات ذات الصلة، وقالت إن السفير حداد الجوهري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، التقى الأحد بأكثر من 200 من أهالي المتغيبين، وتم استعراض الجهود المبذولة، والاتصالات الجارية مع الجهات المعنية، والرد على استفساراتهم.

وتلقي السلطات المعنية بالهجرة في عموم ليبيا القبض على «عشرات» المهاجرين المصريين من وقت إلى آخر، وتودعهم مراكز الإيواء لحين ترحيلهم إلى القاهرة. وفي منتصف الشهر الجاري أجرى وفد من السفارة المصرية في طرابلس جولةً تفقديةً إلى مركز إيواء «بئر الغنم»؛ للوقوف على أعداد رعاياها المحتجزين هناك، وأوضاعهم الإنسانية.

ومركز «بئر الغنم» هو معسكر لتجميع المهاجرين غير النظاميين جنوب غربي العاصمة الليبية. وتشير تقارير دولية وشهادات حقوقية إلى ارتكاب «انتهاكات جسيمة» بحق المحتجزين فيه، في ظل ما توصف بـ«فوضى إدارية، وانقسام داخلي في جهاز مكافحة الهجرة».

وبشأن غرق مركب قرب جزيرة «كريت» كان يقل 27 مصرياً في السابع عشر من الشهر الجاري، قالت الخارجية المصرية إنه تم توجيه السفارة المصرية في اليونان بمتابعة هذا الحادث؛ والتواصل على أعلى مستوى مع السلطات اليونانية لتقديم أوجه الدعم الممكنة لأسر الضحايا، وتقديم كافة أوجه الدعم القنصلي والإنساني اللازم.


مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
TT

مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل

قضت سائحة إيطالية، الأحد، إثر حادث تصادم بين مركبين سياحيين في محافظة الأقصر بجنوب مصر، وفقاً لوزارة النقل المصرية ووسائل إعلام إيطالية.

وأكدت وزارة النقل المصرية في بيان تصادم فندقين عائمين بنهر النيل في محافظة الأقصر بجنوب مصر أثناء إبحارهما بين مدينتي الأقصر وأسوان السياحيتين و«وفاة إحدى النزيلات».

وأشار البيان إلى «تهشم 3 كبائن» في أحد الفندقين العائمين وتضرر الآخر، بينما تمت إحالة الواقعة إلى النيابة.

https://www.facebook.com/MinistryTransportation/posts/في المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة87في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA6في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD8في المائةAA-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة87في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA6في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7/1174605321503189/?locale=ar_AR

وأفادت وكالة «أنسا» الإيطالية للأنباء بمقتل سائحة إيطالية تبلغ 47 عاماً بعد نقلها للمستشفى عقب إصابتها في الحادث.

وتعتبر محافظتا الأقصر وأسوان (أكثر من 600 كيلومتر جنوب القاهرة) وجهتين سياحيتين بارزتين، بينما تحاول الحكومة المصرية تنشيط قطاع السياحة الذي عانى من الأزمات الاقتصادية والجائحة العالمية في السنوات الأخيرة.

وتساهم السياحة بـ10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المصري ويعمل في هذا القطاع نحو مليوني شخص، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت الحكومة المصرية الشهر الماضي نمو نشاط الفنادق بنسبة 13 في المائة مقارنة بالعام السابق، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية نوفمبر (تشرين الثاني).

وأعلن وزير السياحة المصري شريف فتحي الأسبوع الماضي ارتفاع أعداد السائحين إلى نحو 19 مليون، مقارنة بنحو 15 مليون عام 2024.