السجن لامرأة من تكساس حاولت قتل طفلة فلسطينية

سعت إلى إغراق ابنة الـ3 سنوات في مسبح

وولف أقرت بالذنب في محاولة قتل وإصابة الطفلة ذات الأصول الفلسطينية (رويترز)
وولف أقرت بالذنب في محاولة قتل وإصابة الطفلة ذات الأصول الفلسطينية (رويترز)
TT

السجن لامرأة من تكساس حاولت قتل طفلة فلسطينية

وولف أقرت بالذنب في محاولة قتل وإصابة الطفلة ذات الأصول الفلسطينية (رويترز)
وولف أقرت بالذنب في محاولة قتل وإصابة الطفلة ذات الأصول الفلسطينية (رويترز)

حكم قاضٍ في تكساس بسجن امرأة 5 سنوات بسبب محاولتها إغراق طفلة أميركية فلسطينية مسلمة تبلغ من العمر 3 سنوات، في حادثة وصفتها الشرطة بأنها ذات دوافع عنصرية.

وبثت شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية للتلفزيون وصحيفة «فورت وورث ستار تلغرام» في تكساس أن سجلات وإجراءات المحكمة تظهر أن القاضي آندي بورتر حكم على إليزابيث وولف، البالغة من العمر 43 عاماً، بعدما أقرت بالذنب في محاولة قتل الطفلة وإصابتها.

وكانت السلطات القضائية قد أصدرت قراراً اتهامياً ضد وولف بعد الهجوم الذي قامت به في مايو (أيار) 2024، وندد به في حينه الرئيس جو بايدن. ووصفت ما حصل بأنه جريمة كراهية تشمل تهمة محاولة القتل العمد.

وطبقاً لوثائق التحقيق، وقع الحادث في مسبح تابع لمجمع سكني في يوليس بتكساس؛ حيث أفيد عن شجار بين وولف ووالدة الطفلة البالغة من العمر 3 سنوات. وأفاد تقرير للشرطة بأن الأم كانت أيضاً في المسبح مع ابنها البالغ من العمر 6 سنوات، حين سألت وولف من أين هما. وأضاف أن وولف حاولت إغراق الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات، وحاولت الإمساك بالطفل البالغ من العمر 6 سنوات. وأخرجت الأم ابنتها من الماء، وخضع الطفلان لفحص طبي بعد استجابة المسعفين.

وأقرت إليزابيث وولف بالذنب في تهمتين منفصلتين: إصابة طفلة ومحاولة قتلها. ووجهت هيئة محلفين كبرى في مقاطعة تارانت تهمتين إلى وولف، وحكمت عليها بالسجن لمدة عامين و5 سنوات في آن واحد.

وذكر بيان أصدره مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) أن وولف أدلت بتعليقات عنصرية قبل أن «تقفز في حوض السباحة وتمسك بالطفلين لإغراقهما». وقفزت والدة الأطفال إلى المسبح لمساعدة طفليها. فنجا ابنها الذي أصيب بخدوش، لكن ابنتها لم تستطع التخلص من المرأة المعتدية. وأضاف أن وولف «انتزعت غطاء رأس الأم واستخدمته لضربها وركلها لإبعادها، بينما أغرقت رأس ابنتها». وأوضح أنه بعدما قفز رجل لإنقاذ الطفلة، صرخت وولف في وجه امرأة كانت تحاول المواساة، قائلة: «سأقتلها، وسأقتل عائلتها بأكملها»، بينما اقتادتها شرطة يوليس.

وفي البداية، وُجهت إلى وولف تهمة السكر فقط، وأُطلقت بكفالة. ثم أُعيد اعتقالها لاحقاً، ووُجهت إليها تهمة إيذاء الطفلة البالغة من العمر 6 سنوات، ومحاولة قتلها.

ويشير المدافعون عن حقوق الإنسان إلى تزايد التهديدات ضد المسلمين والعرب واليهود الأميركيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتسات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتشمل الحوادث الأخيرة التي أثارت مخاوف من التحيز ضد المسلمين عملية طعن قُتل فيها طفل أميركي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 سنوات في إلينوي، وعملية طعن أخرى لرجل أميركي من أصل فلسطيني في تكساس، وهجوماً عنيفاً من حشد ضد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في كاليفورنيا. وحصلت عملية إطلاق النار على زائرين إسرائيليين اثنين في فلوريدا ظنهما أحد المشتبه بهم خطأ فلسطينيين، واعتداء شنه حشد مؤيد لإسرائيل في مدينة نيويورك هتف «الموت للعرب».

وتشمل الحوادث التي أثارت قلقاً في شأن معاداة السامية والمواقف المعادية لإسرائيل إطلاق نار أدى إلى مقتل موظفين لدى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهجوماً في كولورادو أدى إلى مقتل شخص، وإشعال حريق متعمد في منزل حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو.


مقالات ذات صلة

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

الخليج صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

أعلنت وفود دولية رفيعة المستوى من جدة، دعمها لفلسطين ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مؤكدة ضرورة «حل الدولتين»، وإنهاء الاحتلال، وحماية الحقوق الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر نصيب مع الأردن 6 يناير (رويترز)

مشاريع «مركز الملك سلمان» في سوريا تتضاعف أكثر من 100 % خلال 2025

أظهرت تحديثات جديدة كشفت عنها المنصة الإلكترونية لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تسجيل أرقام جديدة حول مشاريع المركز المنجزة.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة لتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

تقرير أممي: الاستيطان في الضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ 2017

بلغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستوى قياسياً هذا العام منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة في 2017، وفق تقرير صادر عن الأمين العام للمنظمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج مقر وكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أرشيفية - رويترز) play-circle

دول عربية وإسلامية: دور «الأونروا» لا غنى عنه ولا يمكن استبداله

أكدت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، على الدور الذي «لا غنى عنه» لوكالة «الأونروا» في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج شاحنات محمَّلة بالمساعدات الإنسانية السعودية لدى عبورها منفذ رفح (مركز الملك سلمان للإغاثة)

مساعدات إنسانية سعودية تعبر منفذ رفح نحو غزة

عبَرت، الخميس، دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية السعودية منفذ رفح الحدودي، تمهيداً لإيصالها إلى المتضررين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (منفذ رفح)

ترمب لا يستبعد الحرب مع فنزويلا... وزعماء المنطقة يعرضون الوساطة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على قرار تنفيذي في واشنطن العاصمة (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على قرار تنفيذي في واشنطن العاصمة (رويترز)
TT

ترمب لا يستبعد الحرب مع فنزويلا... وزعماء المنطقة يعرضون الوساطة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على قرار تنفيذي في واشنطن العاصمة (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على قرار تنفيذي في واشنطن العاصمة (رويترز)

قتل الجيش الأميركي 5 أشخاص في غارة جديدة ضد مركبين يشتبه في نقلهما مخدرات عبر شرق المحيط الهادئ. ورفض الرئيس دونالد ترمب استبعاد وقوع حرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في حين اقترح الرئيسان البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والمكسيكية كلاوديا شينباوم القيام بوساطة سعياً إلى تسوية الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وكاراكاس.

وكان الرئيس ترمب يتحدث في مقابلة هاتفية مع شبكة «إن بي سي» الأميركية للتلفزيون، إذ سُئل عما إذا كان يستبعد احتمال أن تؤدي الإجراءات العسكرية التي تتخذها إدارته إلى حرب مع فنزويلا، فأجاب: «أنا لا أناقش هذا الأمر». وبعد الإلحاح عليه، أضاف: «لا أستبعد ذلك، كلا». وأكد أن عمليات مصادرة ناقلات النفط ستتواصل، من دون أن يحدد جدولاً زمنياً لذلك، مضيفاً أن «الأمر يعتمد على ما إذا كانوا من الحمقى الذين يواصلون الإبحار معنا، فسيعودون أدراجهم إلى أحد موانئنا».

كما امتنع ترمب عن الإفصاح عما إذا كان هدفه النهائي الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي «يعلم تماماً ما أريده. هو أعلم من أي شخص آخر». ويُعدّ اعتراف ترمب بأنه لا يستبعد الحرب مع فنزويلا أمراً بالغ الأهمية. فهو سعى طويلاً إلى تمييز نفسه عن الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري. وعام 2024، خاض حملته الانتخابية على أساس قدرته على إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن النزاعات الخارجية. وفي خطابه بعد فوزه بالانتخابات، قال ترمب: «لن أبدأ حرباً. سأوقف الحروب». وكان ترمب قد أمر، الثلاثاء الماضي، بفرض «حصار كامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأميركية، والتي تدخل إلى فنزويلا وتخرج منها، مما زاد الضغط على مادورو. كما استولت الولايات المتحدة أخيراً على ناقلة نفط قرب فنزويلا.

أعيدوا «حقوقنا النفطية»

صبي يصطاد السمك قبالة ناقلة نفط عند سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

وهو أكد أيضاً أن على كاراكاس دفع ثمن الأصول النفطية التي استولت عليها سابقاً، في ظل تصاعد التوترات على خلفية العمليات العسكرية الأميركية في منطقة الكاريبي. وقال: «سلبوا منا جميع حقوقنا في مجال الطاقة. استولوا على كل نفطنا منذ وقت ليس ببعيد، ونريد استعادته. استولوا عليه بطريقة غير شرعية». وأضاف: «سلبوه منا لأن رئيسنا ربما لم يكن يراقب الوضع، لكنهم لن يفعلوا ذلك. نريد استعادته. سلبوا منا حقوقنا النفطية، كان لدينا الكثير من النفط هناك، كما تعلمون، لقد طردوا شركاتنا، ونريد استعادته».

وهو كان يشير بذلك إلى قرار فنزويلا خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز تأميم استكشاف النفط واستخراجه وتصديره بعدما كانت الشركات الأميركية تقوم بذلك.

واعتبر الرئيس الأميركي أنه ليس بحاجة إلى موافقة الكونغرس لشنّ ضربات على فنزويلا. وعندما سُئل عما إذا كان يحتاج إلى موافقة مسبقة من الكونغرس، قال ترمب: «لا مانع لدي من إعلامهم... لستُ ملزماً بذلك»، مضيفاً: «آمل فقط في ألا يُسرّبوا معلومات. كما تعلمون، يُسرّب الناس معلومات كهذه. إنهم سياسيون، ويُسرّبون المعلومات كما تتسرب السوائل عبر المصافي».

وشملت حملة الضغط التي يقودها ترمب على مادورو تكثيف الوجود العسكري في المنطقة وشن أكثر من عشرين ضربة عسكرية على قوارب في المحيط الهادئ والبحر الكاريبي قرب فنزويلا، ما أدى إلى مقتل 104 أشخاص حتى الآن.

وفي أحدث هجوم، أعلنت القيادة الجنوبية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أن الضربات الأخيرة استهدفت قاربين في المياه الدولية كانا «يشاركان في عمليات تهريب المخدرات»، مضيفة أن 3 أشخاص قُتلوا في القارب الأول وشخصين في الثاني.

قلق في المنطقة

طائرة عسكرية أميركية من طراز «سي 17 غلوب ماستر» في بورتوريكو (رويترز)

وأثار الوضع المتوتر قلق زعماء المنطقة. واقترح الرئيس البرازيلي القيام بوساطة. وعبّر عن «قلق بالغ»، مضيفاً أنّه «حاضر» للتوسط بين الحكومتين الأميركية والفنزويلية للتوصل إلى «حل دبلوماسي» و«تفادي نزاع مسلح في أميركا اللاتينية». وأشار إلى «احتمال» إجراء محادثة هاتفية مع ترمب «قبل عيد الميلاد» لتلافي «حرب أخوية».

وكذلك اقترحت الرئيسة المكسيكية التوسط بغية تجنب «تدخّل» مسلّح. وقالت: «سنسعى مع كل الدول التي ترغب في ذلك في أميركا اللاتينية أو في قارات أخرى، للتوصل إلى حل سلمي» وتجنب «تدخل» أميركي في فنزويلا.

ويجتمع مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، لمناقشة الأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وجاء في طلب وجهته كاراكاس إلى المجلس وأيدته الصين وروسيا: «نطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة العدوان الأميركي المستمر ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية».


استقالة دان بونجينو من «إف بي آي»

دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أ.ب)
دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أ.ب)
TT

استقالة دان بونجينو من «إف بي آي»

دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أ.ب)
دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أ.ب)

بعد أقل من تسعة أشهر على تعيينه نائباً لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، أعلن دان بونجينو مغادرته منصبه، في خطوة بدت، وفق مصادر متعددة، تتويجاً لمسار متعثر اتسم بالصدامات السياسية والجدل المهني، وعمّق الانقسام داخل أحد أكثر الأجهزة الأمنية حساسية في الولايات المتحدة.

دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أ.ف.ب)

بونجينو، وهو شخصية إعلامية محافظة وحليف وثيق للرئيس دونالد ترمب، أكد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيغادر منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، قائلاً: «أشكر الرئيس ترمب، ووزيرة العدل بام بوندي، ومدير الـ(إف بي آي) كاش باتيل، على فرصة الخدمة الهادفة... والأهم أنني أشكر الشعب الأميركي على شرف خدمتهم». في المقابل، سارع ترمب إلى الإشادة به، معتبراً أنه «قام بعمل رائع»، قائلاً إنه «يرغب على الأرجح في العودة إلى برنامجه الإعلامي».

دونالد ترمب وخلفه مدير «إف بي آي» كاش باتيل (رويترز)

غير أن وسائل الإعلام أشارت إلى أن كواليس قرار بونجينو تكشف صورة أكثر تعقيداً. فبحسب أشخاص مطلعين، أبلغ بونجينو زملاءه قبل أكثر من أسبوع أنه لن يعود هذا العام إلى مقر المكتب في واشنطن، ما عزز الانطباع بأن رحيله كان مسألة وقت. كما قال مقربون إنه عبّر مراراً عن عدم ارتياحه للمنصب، ولوّح بالاستقالة في أكثر من مناسبة، في ظل ضغوط شخصية ومهنية متزايدة.

تعيين بونجينو في فبراير (شباط) الماضي شكّل سابقة؛ إذ حوّل ترمب منصب نائب المدير، الذي كان تقليدياً موقعاً مهنياً يشغله عميل مخضرم يشرف على العمليات اليومية، إلى وظيفة ذات طابع سياسي وحضور إعلامي واضح. وبصفته الرجل الثاني في المكتب، شارك بونجينو مع المدير كاش باتيل في إعادة توجيه موارد الـ«إف بي آي» نحو ملفات الهجرة، وفي إبعاد عدد من القيادات الميدانية المخضرمة، ما أدى إلى تراجع المعنويات داخل الجهاز، وفق شهادات موظفين حاليين وسابقين.

باتيل وصف بونجينو عند إعلان الاستقالة بأنه «أفضل شريك كان يمكن أن أطلبه في مسعى استعادة مكتب التحقيقات هذا»، لكن منتقدين رأوا أن «الاستعادة» جاءت على حساب تقاليد راسخة من الاستقلالية المهنية. وقد رُفعت دعاوى قضائية عدة تتهم القيادة الجديدة بالرضوخ لضغوط سياسية واعتبارات السمعة الإعلامية.

إحدى أكثر نقاط الضعف في تجربة بونجينو تمثلت في ماضيه الإعلامي. فالرجل بنى شهرته خلال إدارة جو بايدن عبر الترويج لنظريات مؤامرة حول الـ«إف بي آي»، قبل أن يجد نفسه مضطراً، بصفته مسؤولاً رسمياً، إلى التعامل مع تحقيقات دحضت تلك المزاعم. هذا التناقض أفقده ثقة جزء من قاعدته اليمينية، وعرّضه في الوقت نفسه لتشكيك داخل المؤسسة.

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل يتحدث خلال إحاطة في البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن يوم 12 نوفمبر 2025 (رويترز)

برز ذلك بوضوح في ملفَّي جيفري إبستين وقنابل 6 يناير (كانون الثاني) 2021. فقد كان بونجينو قد روّج سابقاً لفكرة «قائمة عملاء» لإبستين أو لفرضية مقتله، قبل أن يؤكد لاحقاً، مع وزارة العدل، أن إبستين انتحر، وأنه لا قائمة سرية موجودة. كما سبق أن وصف قضية القنابل الموضوعة قرب مقرَّي الحزبين الجمهوري والديمقراطي عشية اقتحام «الكابيتول» بأنها «عمل داخلي»، ثم وجد نفسه مضطراً لتبرير تصريحاته بعد توقيف مشتبه به لا صلة له بالحكومة.

في مقابلة مع شون هانيتي على «فوكس نيوز»، قال بونجينو: «كنت أتقاضى أجراً مقابل آرائي في الماضي... أما الآن فأنا أتقاضى أجري كنائب مدير، والتحقيقات تُبنى على الوقائع». عبارة لخصت الفجوة بين شخصيته الإعلامية السابقة ومتطلبات المنصب.

عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يغادرون مكتب جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن (إ.ب.أ)

تسارعت التوقعات برحيل بونجينو منذ أغسطس (آب)، عندما عُيّن المدعي العام لولاية ميزوري، أندرو بيلي، نائباً مشاركاً لمدير الـ«إف بي آي»، في ترتيب غير مسبوق فُسّر داخل أروقة وزارة العدل كتصويت بحجب الثقة. بيلي، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بوندي ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يُتوقع أن يبقى في منصبه بعد مغادرة بونجينو.

تعكس استقالة دان بونجينو تجربة قصيرة لكنها كاشفة، أعادت طرح سؤال قديم حول حدود تسييس أجهزة إنفاذ القانون، وقدرة الشخصيات الإعلامية على الانتقال من منابر الرأي إلى مؤسسات تقوم على السرية والانضباط. وبينما يستعد بونجينو للعودة المحتملة إلى عالم «البودكاست»، يبقى مكتب التحقيقات الفيدرالي أمام تحدي ترميم الثقة الداخلية والخارجية في مرحلة سياسية شديدة الاستقطاب.


مايك تايسون يُشيد بتخفيف ترمب اللوائح المرتبطة بالماريجوانا: يساهم في تقنين 500 ألف وظيفة

مايك تايسون (إ.ب.أ)
مايك تايسون (إ.ب.أ)
TT

مايك تايسون يُشيد بتخفيف ترمب اللوائح المرتبطة بالماريجوانا: يساهم في تقنين 500 ألف وظيفة

مايك تايسون (إ.ب.أ)
مايك تايسون (إ.ب.أ)

أشاد أسطورة الملاكمة مايك تايسون بالقرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترمب بشأن تخفيف اللوائح المرتبطة بالماريجوانا، الخميس، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وأعاد قرار ترمب تصنيف الماريجوانا كمخدر أقل خطورة، مما يُخفف القيود ويُسهل شراءها وبيعها، ويُمهد الطريق لمزيد من الأبحاث حول فوائدها الطبية.

وكانت الماريجوانا مُصنفة سابقاً ضمن الجدول الأول للمواد المخدرة بموجب لوائح إدارة مكافحة المخدرات، وهي نفس الفئة التي تضم الهيروين والإكستاسي.

وبموجب قرار ترمب، أصبحت الماريجوانا الآن في فئة تضم أدوية تصنف بأنها ذات «احتمالية متوسطة إلى منخفضة للإدمان الجسدي والنفسي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعرض توقيعه على أمر تنفيذي (إ.ب.أ)

ومن جانبه، قال تايسون إن هذا التغيير قد يُساهم في تحسين معدلات التوظيف، وكتب على منصة «إكس»: «أشكر الرئيس ترمب على إعادة تصنيف الماريجوانا. يعكس هذا القرار الاستماع إلى آراء الناس في جميع أنحاء البلاد، واتخاذ خطوة عملية نحو تحديث السياسات القديمة».

وأضاف: «القرار يدعم العمال والأسر والشركات الأميركية، ويُتيح أخيراً تقنين أكثر من 500 ألف وظيفة قائمة».

وأضاف تايسون أنه يأمل اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنح العفو لبعض الأشخاص الذين أُدينوا سابقاً بتعاطي الماريجوانا.

وكتب: «يُعدّ العفو والتقنين الخطوتين المهمتين التاليتين. يتفق الأميركيون من مختلف الأطياف السياسية على أنه لا ينبغي لأحد أن يبقى في السجن بسبب جرائم تتعلق بالماريجوانا غير العنيفة».

وكان تايسون، البالغ من العمر 59 عاماً، قد صرّح سابقاً لشبكة «فوكس نيوز»، بأن عودته إلى الحلبة ستعتمد على إعادة تصنيف الماريجوانا، وقال: «الأمر يتوقف على ما إذا كان سيتم التقنين وإعادة التصنيف أم لا».

وأضاف تايسون أنه وافق على خوض نزاله الأخير ضد «اليوتيوبر» جيك بول وهو تحت تأثير الماريجوانا، وأنه ما كان ليوافق على النزال لو كان في كامل وعيه، وعندما سُئل عن النزال، قال تايسون: «لا أعتقد ذلك حقاً. كلا، ما كنت لأفعل ذلك؛ لأنني من دونها، أتأثر بمشاعري بشدة. أما معها، فأكون موضوعياً للغاية».

وأضاف أنه «لن يحتاج إلى الكثير» من الماريجوانا ليوافق على نزال آخر، قبل أن يُلمح إلى أن الأمر يتوقف على إعادة تصنيف الماريجوانا.

مايك تايسون وجيك بول (أ.ف.ب)

وقاد تايسون تحالفاً من الرياضيين الحاليين والسابقين، الذين وقّعوا رسالة إلى البيت الأبيض في أواخر يونيو (حزيران)، للضغط من أجل تغيير القوانين الخاصة بالماريجوانا؛ إذ طالبت الرسالة بإعادة تصنيف الماريجوانا من «الجدول الأول» إلى «الجدول الثالث»، والعفو عن مرتكبي جرائم الماريجوانا «غير العنيفة»، وإنهاء «الممارسات التمييزية» المتعلقة باللوائح المالية لقطاع الماريجوانا.

وذكر تايسون لشبكة «فوكس نيوز» في مقابلة سابقة، أن إعادة التصنيف كانت «الهدف الأهم» في رسالته. وأضاف أنه شعر «بخيبة أمل» من طريقة تعامل الرئيسين السابقين باراك أوباما وجو بايدن مع القوانين الخاصة بالماريجوانا، لكنه يأمل أن يتبنى ترمب نهجاً جديداً.

مايك تايسون (رويترز)

وقال تايسون عن تعامل أوباما وبايدن: «لقد كان الأمر مخيباً للآمال. لدينا رئيس مختلف الآن، لذا نتحدث معه. لذلك، يبدو الحديث مع الرئيس ترمب مختلفاً تماماً عما كان عليه الحال مع الرئيسين السابقين».

وتربط تايسون علاقة صداقة طويلة الأمد مع ترمب تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، خلال السنوات الأولى من مسيرة تايسون في الملاكمة وصعود ترمب كشخصية بارزة في مجال تطوير العقارات في مدينة نيويورك. ومع ذلك، صرّح تايسون بأنه لن يدعو ترمب أبداً لتعاطي الماريجوانا معه، وقال: «مستحيل. لا، هو لا يدخن. ولا يؤمن بأي شيء يُحسّن القدرات الحركية للدماغ. وأنا أحترم ذلك».

وخلصت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى أن تناول الماريجوانا المُصنّعة، كالحلوى الهلامية، يُشكّل نفس خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الذي يُشكّله تدخين الماريجوانا لدى المُتعاطين على المدى الطويل، وينجم هذا الخطر عن انخفاض كفاءة الأوعية الدموية.