باريس تتراجع عن ملاحقة دولية لإيران في قضية المحتجَزين

امرأة تمرّ أمام مُلصقات لسيسيل كولر وجاك باريس المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» بباريس 7 مايو 2025 (رويترز)
امرأة تمرّ أمام مُلصقات لسيسيل كولر وجاك باريس المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» بباريس 7 مايو 2025 (رويترز)
TT

باريس تتراجع عن ملاحقة دولية لإيران في قضية المحتجَزين

امرأة تمرّ أمام مُلصقات لسيسيل كولر وجاك باريس المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» بباريس 7 مايو 2025 (رويترز)
امرأة تمرّ أمام مُلصقات لسيسيل كولر وجاك باريس المحتجزَين بإيران... خلال وقفة دعم أمام «الجمعية الوطنية» بباريس 7 مايو 2025 (رويترز)

أعلنت محكمة العدل الدولية، الخميس، أنها أسقطت، بطلب من باريس، الشكوى التي رفعتها فرنسا ضد إيران، على خلفية احتجاز اثنين من مواطنيها.

جاء الإعلان غداة محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك، وتناولا الخلاف النووي، فضلاً عن المحتجَزين الفرنسيين لدى طهران.

وعقب اللقاء، كتب ماكرون، على منصة «إكس»: «تحدثتُ مع الرئيس الإيراني، أولاً وقبل كل شيء، كررتُ له موقفي الحازم: يجب الإفراج فوراً عن سيسيل كوهلر، وجاك باريس، ولينارت مونتيرلوس، وهم رهائن دولة محتجَزون بشكل تعسفي وفي ظروف غير إنسانية في إيران». وأضاف: «فرنسا لا تتخلى عن أيٍّ من أبنائها».

بدوره، أفاد بزشكيان، عبر منصة «إكس»، بأنه اتفق مع ماكرون على صفقة لتبادل السجناء. وقال: «اليوم، أجريتُ حواراً صريحاً ومفصلاً مع السيد ماكرون، حيث جرى تبادل وجهات النظر، بشكل واضح، بشأن مواقف الطرفين، وطرح حل يضمن إزالة مخاوف أوروبا وتلبية مصالح إيران. إذا التزم الطرفان بالحق والإنصاف، وراعيا مصالح كل منهما، فإن الحل النهائي في المتناول». وأضاف:«اتفقنا أيضاً على تسوية قضية السجناء من كلا الجانبين».

وتقدّمت فرنسا بالتماسٍ ضد طهران لدى محكمة العدل الدولية، في مايو (أيار) الماضي، على خلفية اعتقال سيسيل كولر (40 عاماً)، وجاك باريس (72 عاماً).

وقالت إنهما احتُجزا بموجب سياسة تستهدف المواطنين الفرنسيين في إيران، «عبر اتهامهما بعدة مخالفات تتعلق بالأمن القومي الإيراني».

وأُوقف باريس وكولر في مايو 2022، واتُّهما بالتجسس لصالح إسرائيل. ووصفت عائلتاهما وضعهما بأنه يزداد صعوبة.

وأفادت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، بأن فرنسا طلبت «وقف الإجراءات»، وهو أمر «لا تُعارضه إيران».

واتهمت الشكوى الفرنسية إيران بارتكاب «انتهاكات جديّة ومتكررة» لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية.

والبَلَدان طرف في الاتفاقية التي تُنظّم الوصول القنصلي.

وأفادت فرنسا المحكمة، في يوليو (تموز) الماضي، بأنها تخشى من «ضرر يتعذر إصلاحه» لكولر وباريس، محذرة من أن الاتهامات الجديدة قد تُعرّضهما لعقوبة الإعدام.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة تلفزيونية، بأن مبادلة للسجناء تشمل الفرنسيين تقترب من «مرحلتها الأخيرة»، مع اقتراح بمبادلتهما مع مهدية إسفندياري، الإيرانية التي أُوقفت في فرنسا، في فبراير (شباط) الماضي، بتهمة الترويج للإرهاب على الشبكات الاجتماعية.

وطلبت إيران مراراً إطلاق سراحها، مشيرة إلى أنها اعتُقلت دون وجه حق، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وباريس وكولر من بين 20 أوروبياً اعتُقلوا في إيران، بينهم لينارت مونتيرولوس، وهو فرنسي ألماني يبلغ 19 عاماً، كان يقود دراجته الهوائية من أوروبا إلى آسيا عندما أُوقف في إيران، في يونيو (حزيران) الماضي، خلال الحرب مع إسرائيل.


مقالات ذات صلة

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج الصاروخي الإيراني تحت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بشأن تحركات عسكرية داخل إيران. وتشير تقديرات.

«الشرق الأوسط» (لندن - تل أبيب - طهران)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ) play-circle

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، ‌إن تل أبيب على ​علم ‌بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على منصة «إكس» من محادثاته مع السيناتور ليندسي غراهام play-circle 01:12

مخاوف أميركية - إسرائيلية من إعادة بناء القدرات الإيرانية

تتصاعد التحذيرات الأميركية والإسرائيلية من عودة إيران إلى بناء قدراتها الصاروخية والنووية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية play-circle 00:36

تباين إيراني بشأن بدء مناورات صاروخية واسعة النطاق

أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدء اختبار صاروخي في عدد من المناطق داخل البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:12

إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (لندن)

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
TT

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية

وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج الصاروخي الإيراني تحت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بشأن تحركات عسكرية داخل إيران. وتشير تقديرات غربية إلى أن طهران تسعى إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية بعد حرب يونيو (حزيران)، في حين تؤكد إيران أن برنامجها «دفاعي بحت» وخارج أي مسار تفاوضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «على علم» بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن الأنشطة النووية الإيرانية ستُبحث خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذراً من أن أي تحرك إيراني سيُقابل برد عنيف، ومشدداً في الوقت نفسه على أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة.

من جهته، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد القصف الأميركي لمنشأة فوردو خلال حرب يونيو. وفي تل أبيب، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تأييده توجيه ضربات لإيران، معتبراً أن إعادة بناء الترسانة الصاروخية باتت تضاهي خطورة البرنامج النووي.

في المقابل، شددت الخارجية الإيرانية على أن البرنامج الباليستي «خارج طاولة التفاوض»، فيما أكد قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي أن القوات المسلحة «تراقب بدقة» تحركات خصومها وسترد «بحزم» على أي اعتداء.

وسجل الداخل الإيراني تبايناً بشأن تقارير عن مناورات صاروخية محتملة، إذ تحدثت وسائل إعلام قريبة من «الحرس الثوري» عن تحركات واختبارات في عدة محافظات، قبل أن ينفي التلفزيون الرسمي إجراء أي مناورات، مؤكداً أن المشاهد المتداولة «غير صحيحة».


نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

TT

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، ‌إن تل أبيب على ​علم ‌بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.

وأضاف نتنياهو، وفقاً لوكالة «رويترز»، ‌أن ‍أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ​ترمب خلال زيارته في وقت لاحق من هذا الشهر.

و أضاف نتنياهو في بيان مشترك مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس «نحن نراقب الوضع ونتخذ الاستعدادات اللازمة. أود أن أوضح لإيران أن أي عمل ضد إسرائيل سيقابل برد قاس للغاية»، بحسب صحيفة«يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني (واي نت).

ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية.

تأتي تصريحات نتنياهو في سياق تصاعد التحذيرات الأميركية – الإسرائيلية من عودة إيران إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية، بعد الحرب التي اندلعت بين الطرفين في يونيو (حزيران) الماضي.

ويتزايد القلق في إسرائيل، من أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة قد لا تكون مجرد تدريبات اعتيادية، بل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الترسانة الباليستية التي تضررت خلال الحرب.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين أمس، أن هامش تحمل المخاطر بات أقل من السابق، في ظل تجربة الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما أعقبه من حرب متعددة الجبهات.

ورغم أن التقديرات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم إيراني وشيك، فإن المخاوف تتركز على احتمال سوء تقدير متبادل قد يقود إلى مواجهة غير مقصودة.

وتقول تقديرات أمنية غربية إن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية حساسة خلال تلك الحرب لم تُنه التهديد بالكامل، بل دفعت طهران، وفق هذه التقديرات، إلى السعي لإعادة ترميم قدراتها بأساليب أكثر تحصيناً.

وقال قائد الجيش الإيراني، أمير حاتمي أن القوات المسلحة تراقب «بدقة» تحركات خصومها، وستتعامل «بحزم» مع أي أعمال عدائية.

تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.

وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الرسمي في بيان مقتضب على «تلغرام» إجراء أي مناورات صاروخية.


نتنياهو: إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الدفاعي مع اليونان وقبرص

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الدفاعي مع اليونان وقبرص

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

​قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن إسرائيل وافقت على ‌تعزيز ‌التعاون الأمني ​​مع ‌اليونان ⁠وقبرص.

وجاءت ​تعليقات ‌نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ⁠ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي ‌نيكوس ‍خريستودوليديس في ‍القدس.

وقال نتنياهو أيضاً ‍إن الدول الثلاث تعتزم المضي قدماً ​في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند ⁠والشرق الأوسط وأوروبا، وهو مبادرة لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط بحراً وبراً.