أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، لنظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أن اتفاقاً بشأن النووي الإيراني ما زال «ممكناً» لتجنيب البلاد إعادة تفعيل العقوبات الدولية، قائلاً: «لم يبق سوى بضع ساعات».
وأوضح ماكرون في منشور على «إكس» عقب لقائه بزشكيان على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك أن «على إيران أن تستجيب للشروط المشروعة التي حدّدناها». مشدداً على أن «الكرة الآن في ملعب إيران لتستجيب للشروط المشروعة التي طرحناها، من أجل أمن المنطقة، ومن أجل استقرار العالم».
وأورد ماكرون الشروط التي لن «يتساهل» الأوروبيون حيالها، وهي «وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل إلى المواقع النووية»، و«الشفافية فيما يتّصل بمخزونات المواد المخصبة»، و«الاستئناف الفوري للمفاوضات»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال: «موقفنا واضح: يجب ألا تحصل إيران على أسلحة نووية أبداً»، مذكّرا بأنّه «في مواجهة عدم وفاء» طهران «بالتزاماتها في الملف النووي»، بادرت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى اتخاذ إجراء في مجلس الأمن الدولي «يسمح بإعادة فرض العقوبات».
وكتب ماكرون على منصة «إكس»: «تحدثتُ مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش أعمال الجمعية العامة، أولاً وقبل كل شيء، كررتُ له موقفي الحازم: يجب الإفراج فوراً عن سيسيل كوهلر، وجاك باريس، ولينارت مونتيرلوس، وهم رهائن دولة محتجزون بشكل تعسفي وفي ظروف غير إنسانية في إيران»، وأضاف: «فرنسا لا تتخلى عن أيٍّ من أبنائها».
Je me suis entretenu avec le Président iranien @drpezeshkian en marge de l’Assemblée générale des Nations Unies.Avant tout, je lui ai redit mon exigence: Cécile Kohler, Jacques Paris et Lennart Monterlos, otages d’État détenus arbitrairement... pic.twitter.com/IZ5kwIz11g
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) September 24, 2025
وتجري محادثات اللحظة الأخيرة على هامش الجمعية للأمم المتحدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وتجنّب إعادة فرض العقوبات السبت عند الساعة 12 ليلاً بتوقيت غرينتش.
وقبل لقائه نظيره الإيراني، قال ماكرون في مقابلة مع قناة «فرانس 24» و«راديو فرانس إنترناسيونال» صباح الأربعاء، إنّ هناك حاجة إلى «مبادرة أخيرة» من قبل إيران لتتجنّب إعادة تفعيل العقوبات ضدها.
وكانت وكالة «إرنا» الرسمية قد ذكرت قبل اللقاء أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيبحث تفعيل آلية «سناب باك» وكذلك التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال بزشكيان في خطاب أمام الأمم المتحدة، الأربعاء، أنّ بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، رافضاً اتهامات الدول الغربية على هذا الصعيد.
وجاء اللقاء غداة مباحثات جرت بين وزراء خارجية «الترويكا الأوروبية»، ومعهم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، مع نظيرهم الإيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت كالاس للصحافيين: «هناك فرصة أمام الدبلوماسية. المهل الزمنية تقترب من الانتهاء... نحتاج إلى رؤية تحرك حقيقي من الجانب الإيراني أيضاً».
وكانت «الترويكا الأوروبية» أطلقت في 28 أغسطس (آب) عملية مدتها 30 يوماً لمعاودة فرض عقوبات للأمم المتحدة تنتهي في 27 سبتمبر (أيلول)، متهمة طهران بعدم الالتزام باتفاق عام 2015 مع القوى العالمية الذي يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي.
وعرضت القوى الأوروبية تأجيل معاودة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر لإتاحة المجال أمام إجراء محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل إذا سمحت إيران مجدداً لمفتشي الأمم المتحدة النوويين بدخول أراضيها وعالجت المخاوف إزاء مخزونها من اليورانيوم المخصب وانخرطت في محادثات مع الولايات المتحدة. لكن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن هناك فجوات كبيرة لا تزال قائمة، على الرغم من أن جميع الأطراف تعلم ما يجب القيام به للتوصل إلى حل وسط.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، الثلاثاء: «لم تستوفِ إيران الشروط في الوقت الحالي، لكن المناقشات ستستمر لاستكشاف جميع الاحتمالات على أكمل وجه». وأضاف: «سنبقى مُستعدين حتى اللحظة الأخيرة. الكرة في ملعب إيران».
وإذا لم تتمكن طهران و«الترويكا الأوروبية» من التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الاتفاق بحلول نهاية 27 سبتمبر، فستستأنف جميع عقوبات الأمم المتحدة، ومنها على قطاع النفط والغاز، على إيران، حيث يعاني اقتصادها بالفعل من عقوبات أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى.






