على الرغم من حصده جوائز في المهرجانات السينمائية، يُحقق الفيلم المصري - السعودي «ضي... سيرة أهل الضي» إيرادات محدودة في شباك التذاكر بالسينمات المصرية، إذ لم تتجاوز 7 ملايين جنيه (أقل من 150 ألف دولار) منذ عرضه قبل 3 أسابيع.
وحصدت بطلة الفيلم، الممثلة السودانية إسلام مبارك، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «بورسعيد السينمائي» مساء الاثنين، في حين نال الفيلم 3 جوائز في مهرجان «بغداد السينمائي»، الذي اختتم مساء الأحد، وهي: أفضل ممثلة، وأفضل فيلم، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج لكريم الشناوي.
وعُرِض الفيلم للمرة الأولى في افتتاح النسخة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، قبل أن يُشارك ضمن مسابقة «أجيال» خلال الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي» في فبراير (شباط) الماضي، ليبدأ بعدها رحلة من المهرجانات السينمائية، من بينها مشاركته في مهرجان «مالمو» بالسويد و«هوليوود للفيلم العربي»؛ حيث حصد 4 جوائز، كما أنه سيشارك في مهرجان «هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي ينطلق الخميس.

ويُشارك في بطولة الفيلم الفنانة السعودية أسيل عمران، والممثلة السودانية إسلام مبارك، ومن مصر حنين سعيد، وبدر محمد، وتأليف هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي، ويُشاركهم في إنتاج الفيلم المنتج السعودي فيصل بالطيور، ويظهر ضمن أحداثه عدد من ضيوف الشرف، منهم أحمد حلمي ومحمد منير.
وتنطلق أحداث الفيلم من أسوان (جنوب مصر)، من خلال الصبي «ضي»، ويُمثل شخصيته بدر محمد، المصاب في الواقع بمرض البطل نفسه «الألبينو» أو «عدو الشمس»، الذي لا يتحمل مواجهة أشعة الشمس بسبب حساسيته الشديدة لها، ويواجه «ضي» صعوبات بسبب مظهره الفريد، ويتعرض للتنمر من قبل أقرانه في المدرسة، ويبقى أسير المنزل بتعليمات والدته التي تلعب دورها الفنانة السودانية إسلام مبارك.
وطُرح الفيلم في الصالات المصرية خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، قبل أن يُعرض في الصالات العربية بعد نحو أسبوعين، وسط رهان من صناع الفيلم على شباك التذاكر مع عرضه في عدد من القاعات الرئيسية لمنافسة أفلام موسم الصيف.

وحقق الفيلم منذ بداية عرضه إيرادات وصلت إلى نحو 7 ملايين جنيه في أقل من 3 أسابيع، وهي إيرادات تعد «محدودة» مقارنة بما حققته الأفلام المصرية عند طرحها بالصالات.
لكن مؤلفه هيثم دبور يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُحقق الفيلم إيرادات متزايدة أسبوعياً، يوماً بعد آخر، وهو ما ينعكس في زيادة الإيراد اليومي بشكل مطرد، معتمداً على التأثير الذي تركه الفيلم في مشاهديه وتشجيعهم زملاءهم ومعارفهم على مشاهدته في الصالات».
وأضاف: «الإيرادات اليومية تشهد زيادة رقمية في مبيعات التذاكر، رغم أن بعض دور العرض استبدلت به أفلاماً أخرى، لكن الأرقام تبدو مشجعة مع زيادة الراغبين في مشاهدة الفيلم في السينما»، لافتاً إلى أن هذا الأمر سبق أن حدث معه بالفعل في فيلم «وقفة رجالة»؛ حيث زادت إيراداته بعد الأسبوع الأول من عرضه.

وعدّ هيثم دبور فيلمه من بين الأعمال التي يصاحبها رهان تجاري مختلف، من خلال ترك المجال للجمهور لتشجيع الآخرين على مشاهدته، في ظل محدودية الدعاية التي جرى تنفيذها للفيلم مقارنة بالأفلام الأخرى، بالإضافة إلى اختلافه عن باقي أفلام موسم الصيف، وفق تعبيره.
ورغم حماسها للفيلم وإعجابها به على المستوى الفني، ترى الناقدة السينمائية فايزة هنداوي أن «محدودية» الإيرادات التي حققها ترجع إلى غياب اسم نجم كبير في العمل، على الرغم من ظهور عدد من الفنانين في أدوار شرفية في الأحداث، خصوصاً محمد منير، إلى جانب ضعف الدعاية التي صاحبت طرحه في الصالات.

وأضافت أن جمهور السينما يميل بشكل أكبر إلى الأفلام الكوميدية والأكشن، في حين ينتمي فيلم «ضي» إلى نوعية مغايرة فنياً، مشيدة بقدرة المخرج كريم الشناوي على تقديم تجربة إنسانية مؤثرة، واختيار فريق عمل قادر على نقل المشاعر بشكل حقيقي أمام الكاميرا.



