تركيا: محاكمة 26 مسؤولاً وعضواً بـ«الشعب الجمهوري»

أوزيل عدّها حلقة جديدة في سلسلة ملاحقات قضائية «ذات دوافع سياسية»

مظاهرة لأنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتجاجاً على الملاحقات القضائية التي يتعرض لها (حساب الحزب في «إكس»)
مظاهرة لأنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتجاجاً على الملاحقات القضائية التي يتعرض لها (حساب الحزب في «إكس»)
TT

تركيا: محاكمة 26 مسؤولاً وعضواً بـ«الشعب الجمهوري»

مظاهرة لأنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتجاجاً على الملاحقات القضائية التي يتعرض لها (حساب الحزب في «إكس»)
مظاهرة لأنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتجاجاً على الملاحقات القضائية التي يتعرض لها (حساب الحزب في «إكس»)

في أحدث محاكمة لمسؤولين وأعضاء في حزب «الشعب الجمهوري» الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، مثل رئيس فرع الحزب في إسطنبول و25 آخرون من أعضائه أمام المحكمة، بتهم تتعلق بمقاومة الشرطة والمشاركة في مسيرات غير قانونية وإتلاف ممتلكات عامة.

ويواجه المتهمون أحكاماً بالسجن تتراوح بين الحبس 3 سنوات و11 شهراً والسجن لمدة 17 سنة لاتهامهم بـ«مقاومة أفراد الشرطة لمنعهم من أداء واجباتهم»، و«المشاركة في تجمعات ومسيرات غير مسلحة غير قانونية»، و«عدم التفرق طواعيةً رغم التحذيرات»، و«التسبب في إصابة متعمدة»، و«إتلاف ممتلكات عامة».

وطالبت لائحة الاتهام، التي أعدها مكتب المدعي العام لإسطنبول، بفرض حظر على النشاط السياسي لرئيس فرع الحزب في إسطنبول، أوزغور تشيليك، لمدة مماثلة لمدة العقوبة التي قد يحصل عليها.

وقائع القضية

وتعود أحداث القضية إلى التوتر الذي وقع أمام مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول، عقب إدلاء رئيس بلديتها المحتجز أكرم إمام أوغلو، في 31 يناير (كانون الثاني) قبل اعتقاله في 19 مارس (آذار) الماضي، بإفادته في تحقيقين فتحهما ضده المدعي العام لإسطنبول، أكين جورليك، بتهم «التهديد»، و«استهداف الأشخاص الذين يقومون بواجبهم في مكافحة الإرهاب»، و«محاولة التأثير في شخص يقوم بواجب قضائي أو خبير أو شاهد»، و«محاولة التأثير في محاكمة قضائية».

إمام أوغلو خلال تجمع بالقرب من مجمع محاكم تشاغلايان بإسطنبول في 31 يناير الماضي (رويترز)

ووقع التوتر عندما منعت الشرطة دخول حافلة مكشوفة تابعة لحزب «الشعب الجمهوري» إلى ساحة مجمع المحاكم في تشاغلايان كان إمام أوغلو سيستخدمها في إلقاء بيان عقب الإدلاء بإفادته، وتدخلت الشرطة وأطلقت رذاذ الفلفل على أنصار الحزب والمواطنين الذين تجمعوا دعماً لإمام أوغلو، والذين تقدمهم تشيليك؛ ما تسبب في اشتباكات مع الشرطة، وأقيم التجمع وألقى إمام أوغلو بيانه في مكان آخر.

وفي دفاعه، الذي قدمه في جلسة الاستماع أمام المحكمة، الاثنين، نفى تشيليك جميع الاتهامات الموجهة إليه وإلى أعضاء الحزب الآخرين، قائلاً إن حزب «الشعب الجمهوري» يخضع لملاحقات قضائية خانقة هي نتيجة لـ«الحكم الاستثنائي المناهض للديمقراطية».

رئيس فرع حزب «الشعب الجمهوري» في إسطنبول أوزغور تشيليك (من حسابه في «إكس»)

وأضاف تشيليك: «إننا في ذلك اليوم (31 يناير) قاومنا عرقلة بياننا الصحافي، وهو حق دستوري»، لافتاً إلى أن «لائحة الاتهام تزعم أن 12 من ضباط شرطة مكافحة الشغب أُصيبوا، وهناك 5 مُشتكين فقط، لكن جميعهم يؤكدون عدم إلحاق أي ضرر بالممتلكات العامة، ويقولون إنهم لم يروا الأفراد الذين تسببوا في إصابتهم أثناء الأحداث».

وعدّ تشيليك أن إضافة بند «الحظر السياسي» بحقه في نهاية لائحة الاتهام «أوضح دليل على استغلال الحكومة للقضاء»، لافتاً إلى أنه «سبق تطبيق ذلك على رئيس بلدية إسطنبول المرشح الرئاسي لـ(الشعب الجمهوري)، أكرم إمام أوغلو، وسُحبت شهادته الجامعية، والآن يحاولون استخدام الأسلوب نفسه ضدي».

قضايا أخرى

وأشار إلى قرار محكمة إسطنبول المدنية الابتدائية في 2 سبتمبر (أيلول) الحالي وقفه وأعضاء مجلس إدارة فرع الحزب في إسطنبول احترازياً، لحين الفصل في دعوى بطلان المؤتمر العام الإقليمي للحزب الذي عُقد في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتعيين مجموعة أوصياء لإدارته برئاسة نائب إسطنبول السابق جورسال تكين.

مصادمات بين الشرطة وأنصار حزب «الشعب الجمهوري» أمام مقره في إسطنبول بعد قرار وقف رئيسه وإدارته (رويترز)

ورفضت قيادة الحزب الاعتراف بالقرار، ووقعت مصادمات عنيفة بين الشرطة وأعضاء الحزب الذين تصدوا لمنع دخول تكين ورفاقه إلى مبنى فرع الحزب في إسطنبول. وقرر الحزب تحويل المقر إلى مكتب عمل إقليمي لرئيسه أوزغور أوزيل.

وواجه أوزيل احتمال صدور قرار مماثل بوقفه وإدارته، وإعادة رئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو وفريقه، أو تعيين أوصياء لإدارة الحزب، لكن محكمة في أنقرة أجّلت القرار إلى 24 أكتوبر المقبل.

وتحسباً لصدور مثل هذا القرار، عقد حزب «الشعب الجمهوري»، الأحد، مؤتمره العام الاستثنائي الـ22 والذي أعيد فيه انتخاب أوزيل رئيساً للحزب للمرة الثالثة، في خطوة يقول قادة الحزب وخبراء قانون إنها تلغي أثر أي حكم يصدر ببطلان المؤتمر العام العادي للحزب الذي عُقد في 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، والمؤتمر العام الاستثنائي الـ21 الذي عُقد في 6 أبريل (نيسان) الماضي.

جانب من المؤتمر العام الاستثنائي الـ22 لحزب «الشعب الجمهوري» في أنقرة الأحد (حساب الحزب في «إكس»)

وسيُعقد المؤتمر العام الاستثنائي الـ22 الإقليمي في إسطنبول، الأربعاء، في خطوة لتجاوز قرار وقف تشيليك وإدارة الحزب عن ممارسة مهامهم احترازياً.

وحضر رئيس «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل، وعدد كبير من نواب الحزب ومسؤولي بلدية إسطنبول والبلديات التابعة لها، جلسة الاستماع.

وشهد محيط مجمع محاكم تشاغلايان إجراءات أمنية استثنائية أثناء انعقاد جلسة الاستماع، وأحيط بالحواجز، ونُشرت شرطة مكافحة الشغب في نقاط متعددة، وسُمح للمواطنين الذين استطاعوا تقديم إثباتات على وجودهم في المحكمة بالدخول.

وعقب انتهاء الجلسة، قال أوزيل إن هذه المحاكمة هي حلقة في سلسلة الملاحقات القضائية «ذات الطابع السياسي» لحزبه، وإن الهدف هو «فرض الحظر على تشيليك بعد وقفه عن مهامه، وفرض الوصاية على مقر الحزب في إسطنبول، لكننا لن نسمح بذلك، وسنواصل نضالنا».


مقالات ذات صلة

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

شؤون إقليمية تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

أكدت تركيا عدم حدوث تغيير بشأن اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، رغم استمرار مفاوضاتها مع أميركا للعودة إلى برنامج إنتاج مقاتلات «إف - 35».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية زلزال مرمرة المدمر في 1999 خلّف 17 ألف قتيل بينهم ألف في إسطنبول إلى جانب دمار واسع (أرشيفية - إعلام تركي)

شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة... إسطنبول مهدَّدة بكارثة

هناك شيء مريب يحدث في أعماق بحر مرمرة في تركيا. الصدع الموجود تحت هذا الحوض المائي الداخلي يشهد زلازل تتزايد في القوة، تتحرك تدريجياً نحو الشرق.

روبن جورج أندروز
شؤون إقليمية أنصار إمام أوغلو خلال مظاهرة أمام مجتمع محاكم تشاغليان في إسطنبول خلال الإدلاء بإفادته في اتهامه بالتجسس في نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

تركيا: إمام أوغلو يعزو محاكمته لإقصائه من انتخابات الرئاسة

أجلت محكمة تركية نظر القضية المتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول المعارض المحتجز أكرم إمام أوغلو بتزوير شهادته الجامعية إلى 16 فبراير المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

وصف مسؤول أوروبي وضع سيادة القانون في تركيا بـ«الكارثة»، منتقداً ما سمّاه «الازدواجية» في جميع مناحي الحياة السياسية والتطبيق الجزئي للدستور.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية اشتعال النيران في ناقلة النفط «كايروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي إثر هجوم أوكراني عليها بالبحر الأسود قبالة ساحل تركيا يوم 28 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

تركيا قلقة إزاء هجمات أوكرانيا على ناقلتين تابعتين لـ«أسطول الظل» الروسي

عبّرت تركيا عن قلقها إزاء هجمات تبنتها أوكرانيا على ناقلتَيْ نفط تابعتين لـ«أسطول الظل» الروسي، في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها بالبحر الأسود.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على 3 عناصر من «حزب الله» بجنوب لبنان

السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على 3 عناصر من «حزب الله» بجنوب لبنان

السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الثلاثاء، إن «الجيش الإسرائيلي هاجم أمس وقضى على ثلاثة عناصر إرهابية من (حزب الله) دفعوا بمخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع وكانوا يهمون بمحاولات اعادة اعمار بنى تحتية عسكرية في منطقة صيدا بجنوب لبنان».

وأضاف في منشور عبر «إكس»: «من التحقيق الاولي يتبين ان الغارة أسفرت عن القضاء على مخرب في حزب الله كان يخدم بالتوازي في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش اللبناني».

وتابع: «كما أسفرت الغارة عن القضاء على مخرب أخر عمل في وحدة الدفاع الجوي في قطاع صيدا بحزب الله».

وزعم المتحدث وجود «علاقات تعاون» بين الجيش اللبناني و«حزب الله»، مؤكداً مواصلة العمل لإزالة «أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل».

وأكد أن «جيش الدفاع يعمل ضد عناصر (حزب الله) العاملين في محاولة لاعادة اعمار بنى تحتية إرهابية في انتهاك خطير للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».


مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)

حذر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون من أن التسريبات والإحاطات الإعلامية الصادرة من إسرائيل في الأيام الأخيرة، بشأن احتمالية تجدد الاشتباك مع إيران، قد تؤدي بالفعل إلى رد فعل غير مدروس من طهران، وتتسبب في اندلاع حرب أوسع.

هل تشعل التسريبات الإسرائيلية حرباً حقيقية؟

ونقل موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن المسؤولين، قولهم إنه «إلى جانب صرف الانتباه عن قضايا رئيسية أخرى في إسرائيل - بما في ذلك التحقيق الحكومي في هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والتأخير في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع (حماس) - فإن هذه التنسريبات والإحاطات الإعلامية، التي تُنسب غالباً إلى (مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى)، أو (مصادر استخباراتية غربية)، تُنذر بخطر إشعال حرب حقيقية».

وحذر المسؤولون من أن سوء التواصل مع إيران «قد يُشعل فتيل صراع مُنهك آخر لا ينوي أي من الطرفين خوضه حالياً».

وقد حذر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً هذا العام، لا سيما بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران) الماضي، من أن سوء التعامل مع الملف الإيراني قد يكون الشرارة الرئيسية لتجدد الأعمال العدائية بين البلدين.

تحذير من هجوم إيراني استباقي

وفي الوقت الراهن، تعتمد تقييمات إيران للتهديدات بشكل كبير على التقارير الإعلامية الإسرائيلية، إذ يواجه عملاء المخابرات الإيرانية صعوبة متزايدة في العمل على الأرض داخل إسرائيل. ومنذ بداية الحرب، تم إحباط 34 محاولة تجسس إيرانية داخل إسرائيل.

وحذّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار قائلين: «إذا شعر الإيرانيون بأن رياح الحرب تهب من هنا مجدداً، فقد يفكرون في شنّ هجوم استباقي».

وأضافوا: «إذا كان الهدف هو استئناف الهجمات هناك أو الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، فمن الأفضل التزام الصمت بدلاً من إغراق وسائل الإعلام بمثل هذه الضجة. وقد يكون النشاط غير المعتاد الذي رصدته وكالات الاستخبارات الغربية في إيران نابعاً جزئياً من شائعات لا أساس لها من الصحة انتشرت على قنوات (تلغرام) الإسرائيلية حول الاستعداد للتصعيد».

وقال المسؤولون إن تعافي إيران يمضي قدماً دون عوائق.

ولفتوا إلى أنه «في ظل غياب آلية إنفاذ دولية أو أي ترتيب دبلوماسي للحد من نفوذ طهران، شرعت القوات الإيرانية في إعادة بناء قدراتها الصاروخية فور انتهاء المواجهة التاريخية مع إسرائيل هذا الصيف. واستمر تدفق الخبرات المتقدمة في إنتاج الصواريخ والتمويل الكبير بشكل مطرد خلال الأشهر الأخيرة إلى وكلاء إيران الإقليميين، من اليمن إلى لبنان».

وقد خلص مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال استمرار هذا التوجه، فمن المرجح اندلاع جولة أخرى من الأعمال العدائية مع إيران. ومع ذلك، فقد أوصوا إسرائيل بعدم شن أي هجوم إلا في حال تجاوز طهران لشروط بعينها.

الجيش يشكك في تصريحات القيادة السياسية

وفي الوقت الراهن، يعتقد المسؤولون العسكريون أن إيران لم تتجاوز هذه الشروط بعد. وقد أعربت مصادر في الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن تشككها إزاء موجة التصريحات العلنية الأخيرة الصادرة عن القيادة السياسية؛ فعلى سبيل المثال، قالوا إن المناورات العسكرية الإيرانية التي أُجريت هذا الشهر، لا تشير بالضرورة إلى استعداد لشن هجوم وشيك على إسرائيل.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن إيران لا تزال تفتقر إلى مصلحة استراتيجية في الرد على إسرائيل في هذه المرحلة، وهم يعتقدون أن طهران «تُركز على تحسين قدراتها العسكرية، مستفيدةً من إخفاقاتها خلال الصيف، وتعزيز قدراتها الاستخباراتية، وزيادة تسليح (حزب الله) والحوثيين»، مشيرين إلى أن دافع الحفاظ على الذات لدى النظام الإيراني يطغى حالياً على أي رغبة في الانتقام.


«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
TT

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية

وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج الصاروخي الإيراني تحت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بشأن تحركات عسكرية داخل إيران. وتشير تقديرات غربية إلى أن طهران تسعى إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية بعد حرب يونيو (حزيران)، في حين تؤكد إيران أن برنامجها «دفاعي بحت» وخارج أي مسار تفاوضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «على علم» بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن الأنشطة النووية الإيرانية ستُبحث خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذراً من أن أي تحرك إيراني سيُقابل برد عنيف، ومشدداً في الوقت نفسه على أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة.

من جهته، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد القصف الأميركي لمنشأة فوردو خلال حرب يونيو. وفي تل أبيب، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تأييده توجيه ضربات لإيران، معتبراً أن إعادة بناء الترسانة الصاروخية باتت تضاهي خطورة البرنامج النووي.

في المقابل، شددت الخارجية الإيرانية على أن البرنامج الباليستي «خارج طاولة التفاوض»، فيما أكد قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي أن القوات المسلحة «تراقب بدقة» تحركات خصومها وسترد «بحزم» على أي اعتداء.

وسجل الداخل الإيراني تبايناً بشأن تقارير عن مناورات صاروخية محتملة، إذ تحدثت وسائل إعلام قريبة من «الحرس الثوري» عن تحركات واختبارات في عدة محافظات، قبل أن ينفي التلفزيون الرسمي إجراء أي مناورات، مؤكداً أن المشاهد المتداولة «غير صحيحة».