ما الذي يجب معرفته عن عمليات الترحيل الأميركية إلى دول أفريقية ليست دولهم؟

بعض الدول قد تقبل المرحّلين بهدف إبداء حُسن النية في المفاوضات مع إدارة ترمب

عملاء فيدراليون يحتجزون رجلاً بعد جلسة استماع بمحكمة الهجرة في مدينة نيويورك هذا العام (غيتي)
عملاء فيدراليون يحتجزون رجلاً بعد جلسة استماع بمحكمة الهجرة في مدينة نيويورك هذا العام (غيتي)
TT

ما الذي يجب معرفته عن عمليات الترحيل الأميركية إلى دول أفريقية ليست دولهم؟

عملاء فيدراليون يحتجزون رجلاً بعد جلسة استماع بمحكمة الهجرة في مدينة نيويورك هذا العام (غيتي)
عملاء فيدراليون يحتجزون رجلاً بعد جلسة استماع بمحكمة الهجرة في مدينة نيويورك هذا العام (غيتي)

غانا هي أحدث الدول الأفريقية التي استقبلت مواطنين من دول غيرها ضمن اتفاق «بلد ثالث آمن» بعد ترحيلهم من جانب الولايات المتحدة الأميركية، أو وافقت على استقبالهم، رغم التساؤلات حول قانونية هذا النهج. كذلك استقبلت إسواتيني، ورواندا، وجنوب السودان مثل أولئك المرحّلين، في حين أبرمت أوغندا اتفاقاً مع الولايات المتحدة لاستقبال مهاجرين مرحّلين، رغم عدم استقبالها أياً منهم حتى هذه اللحظة.

لاجئ أفغاني يصلي في حديقة بعد طرده وسط عمليات ترحيل باكستانية للاجئين أفغان مسجلين في إسلام آباد... 12 سبتمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقال خبراء إن بعض الدول قد تقبل المرحّلين؛ بهدف إبداء حُسن النية في المفاوضات مع إدارة ترمب بشأن سياسات مثل التجارة والهجرة والمساعدات، بحسب تقرير «أسوشييتد برس»، الثلاثاء.

وذكرت سلطات غانا، الاثنين، أنها أعادت 14 شخصاً مرحّلاً، ممّن استقبلتهم البلاد خلال الأسبوع الماضي، إلى أوطانهم. وقال محامو 4 من أولئك الرجال إنهم لا يزالون قيد الاعتقال في البلاد منذ مساء الاثنين، ولم يتم التحقق فوراً من صحة هذه الروايات.

واستقبلت غانا مرحّلين بعد إخطار قصير الأجل، وكان من بين المهاجرين الذين رحّلتهم السلطات الأميركية إلى غانا 13 نيجيرياً وغامبي واحد، ولم يكن هناك أي منهم غانياً.

خيسوس مونوز غوتيريز المهاجر المكسيكي الذي رحَّلته الولايات المتحدة قبل أشهر إلى جنوب السودان في إطار حملة صارمة على الهجرة أعيد إلى وطنه في مطار جوبا... السبت 6 سبتمبر 2025 (أ.ب)

لم يكن واضحاً في بداية الأمر موعد وصولهم إلى غانا، حيث تشير وثائق المحكمة إلى إيقاظهم في منتصف الليل يوم الخامس من سبتمبر (أيلول)، ولم يبلّغوا بالمكان الذي سيتوجهون إليه إلا بعد ساعات من رحلة الطيران على متن طائرة شحن عسكرية أميركية. ولا توجد أي صلة بين بعض المرحّلين والبلد، ولم يختاروها للترحيل إليها، بحسب الدعوى القضائية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية من خلال محاميهم.

وتقول غانا إنها لا تستطيع سوى استقبال بعض مواطني دول غرب أفريقيا، حيث أوضح صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، وزير خارجية غانا، أن بلاده قبلت استقبال مرحّلين «بدافع إنساني بحت»، ولأنهم من دول غرب أفريقيا. وقال: «لم نستطع مواصلة تحمل رؤية معاناة جيراننا من دول غرب أفريقيا. لذا اعتقدنا أنه في ظل وجود فراغ في غرب أفريقيا، ينبغي علينا التدخل في إطار صلاحيات الوحدة الأفريقية لرعاية مواطني دول غرب أفريقيا»، مشيراً إلى موافقة غانا على الطلب فقط لأن بعض دول غرب أفريقيا الأخرى قد رفضت طلب استقبال مرحّلين من دول مختلفة ضمن اتفاق «بلد ثالث آمن». وبشأن الوضع الحالي للمرحّلين، صرَّح فيليكس كواكي أوفوسو، وزير الاتصالات الغاني، لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، يوم الاثنين، بأن المهاجرين الـ14 «قد غادروا إلى أوطانهم»، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

أدّت الأزمات الاقتصادية الطويلة الأمد في كوبا إلى نقص في الغذاء والدواء وانقطاعات يومية للتيار الكهربائي وموجات هجرة إلى الولايات المتحدة بموجب قانون عام 1966 المعروف باسم «قانون تعديل أوضاع الكوبيين» (أ.ف.ب)

ومنذ الأسبوع الماضي، كانت الترتيبات تتضمَّن توفير حافلة لنقل النيجيريين إلى بلادهم، وهي رحلة تستغرق في العادة 8 ساعات، بحسب تصريح جون ماهاما، الرئيس الغاني، للصحافيين حينها. وذكر مسؤولون نيجيريون أنهم لم يتلقوا أي إخطار من غانا أو الولايات المتحدة الأميركية بشأن عمليات الترحيل، وعبَّر ماهاما عن صدمته من ترحيل النيجيريين إلى دول أخرى، في حين يتم ترحيل البعض من الولايات المتحدة الأميركية مباشرة إلى نيجيريا.

وصرَّح كميبي إيموموتيمي إيبينفا، متحدث باسم وزارة خارجية نيجيريا، لوكالة «أسوشييتد برس»: «ما رفضناه فقط هو ترحيل مواطنين من جنسيات أخرى إلى نيجيريا».

تجمَّعت مجموعة صغيرة من المحاربين القدامى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمؤيدين لهم خارج «مستشفى إدوارد هاينز جونيور» التابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى احتجاجاً على استخدام إدارة الهجرة والجمارك جزءاً من المنشأة لتسهيل حملة منظمة من قِبل إدارة ترمب ووزارة الأمن الداخلي لملاحقة وترحيل المهاجرين غير الشرعيين في منطقة شيكاغو (أ.ف.ب)

واستقبلت دول أميركا اللاتينية مهاجرين مرحّلين. وكان كثير من الدول التي وافقت على مثل تلك الترحيلات في أميركا اللاتينية وأفريقيا. وأرسلت الولايات المتحدة الأميركية مئات المواطنين الفنزويليين إلى سجن سييء السمعة في السلفادور. وكذلك تم إرسال مواطنين فنزويليين ومهاجرين من أفغانستان وروسيا وإيران والصين ودول أخرى إلى كوستاريكا وبنما. كذلك وقّعت باراغواي، الشهر الماضي، على اتفاق «بلد ثالث آمن» مع إدارة ترمب، في حين لم توقِّع المكسيك على مثل ذلك الاتفاق، لكنها قبلت استقبال مرحّلين من أميركا الوسطى ودول أخرى من نصف الكرة الغربي، من بينها كوبا وهايتي وفنزويلا.

مخاوف من انتهاك حقوق الإنسان

وهناك مخاوف من انتهاك حقوق الإنسان. وواجه برنامج الترحيلات، الذي تطبقه إدارة ترمب، انتقادات واسعة النطاق من خبراء حقوق الإنسان الذين يستشهدون بالحماية الدولية لطالبي اللجوء السياسي، ويتساءلون ما إذا كان سيتم توفير الحماية المناسبة للمهاجرين قبل ترحيلهم أم لا. وصرَّح محامٍ يمثل المواطن الغامبي الذي أُرسل إلى غانا إلى وكالة «أسوشييتد برس» بأنه قد صدر أمر خاص بالمرحّل وآخرين غيره يقضي بحظر عودتهم خوفاً من التعذيب في أوطانهم. كذلك أوضحت مجموعات تعمل في مجال حقوق الإنسان أن أكثر الدول الأفريقية التي استقبلت مثل أولئك المرحّلين، لديها قاسم مشترك وهو سجل حقوق الإنسان المتدني، حيث يُستَهدَف منتقدو الحكومة في كثير من الأحوال.

وتم اعتقال المهاجرين المرحلين إلى غانا هناك في ظروف «سيئة جداً وبائسة» بعد تقييدهم بـ«سترات الحجر الضيقة» لمدة 16 ساعة على متن الطائرة، بحسب ما جاء في الدعوى القضائية التي أقامها محامو بعض أولئك الأشخاص.

ضباط الهجرة خلال عملية اعتقال بفلوريدا في مايو (نيويورك تايمز)

وأنكرت السلطات الغانية تلك المزاعم بشأن ظروف الاعتقال، وقالت إنه ليس لديها أي علم بوضع المرحّلين في أثناء قدومهم إلى غانا. ويمثل إرسال مرحّلين إلى بلادهم، رغم الأوامر القانونية التي تمنع ذلك خشية على سلامتهم، «انتهاكاً واضحاً وسافراً لواجبات الدولتين» في حماية المهاجرين من تلك المخاطر، على حد قول ماورين سويني، محامية هجرة وأستاذة قانون في كلية الحقوق بجامعة «ماريلاند كاري». وأوضحت ماورين قائلة: «هذا جزء من نمط تتبعه الحكومة الأميركية ينمّ عن لا مبالاة مفرطة بالتزامات الحكومة، والعواقب الإنسانية المترتبة على حملة الترحيلات الجماعية التي تنفذها».


مقالات ذات صلة

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

آسيا صورة أرشيفية لأفغانيات ينتظرن تسلُّم حصص غذائية وزَّعتها إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية في كابل... الأحد 28 مايو أيار 2023 (أ.ب)

ملايين الأفغان يواجهون خطر الجوع

يقوم مواطن أفغاني يدعى رحيم الله، ببيع الجوارب على عربته في شرق العاصمة الأفغانية كابل، لنحو 10 ساعات يومياً، حيث يجني من ذلك ما يتراوح بين 4.5 و6 دولارات.

«الشرق الأوسط» (كابل)
أوروبا مهاجرون يُنتظَر نقلهم إلى ميناء أجيا غاليني بعد إنقاذهم من قبل جهاز خفر السواحل اليوناني في جزيرة كريت الأسبوع الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

إنقاذ أكثر من 840 مهاجراً في 5 أيام جنوب جزيرة كريت

أنقذ خفر السواحل اليونانيون أكثر من 840 مهاجرا في خمسة أيام جنوب جزيرة كريت (جنوب)، بحسب ما أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية المتحدث باسم شرطة الميناء.

«الشرق الأوسط» (اثينا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

بالاو توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة

أعلنت دولة بالاو، وهي أرخبيل واقع في غرب المحيط الهادئ، موافقتها على استقبال ما يصل إلى 75 مهاجراً غير أميركي مرحَّلين من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ شعار وزارة الأمن الداخلي الأميركية (رويترز)

تورط مسؤولين من إدارة الهجرة الأميركية في إطلاق نار بماريلاند أسفر عن إصابة شخصين

قالت السلطات إن موظفين اتحاديين تورطوا في ​إطلاق نار وقع اليوم الأربعاء وأسفر عن إصابة شخصين أحدهما بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند)
الولايات المتحدة​ عملاء فيدراليون أميركيون يحتجزون رجلاً خلال مداهمة متعلقة بالهجرة في مدينة شيكاغو (رويترز) play-circle

المحكمة العليا ترفض السماح لإدارة ترمب بنشر الحرس الوطني في شيكاغو

رفضت المحكمة العليا الأميركية أمس (الثلاثاء) السماح لإدارة الرئيس دونالد ترمب بنشر الحرس الوطني في منطقة شيكاغو في الوقت الراهن، لدعم حملتها الصارمة ضد الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الرئيس الصومالي: «الاعتراف الإسرائيلي» عدوان سافر على استقلالنا

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يتحدث أمام البرلمان (وكالة الأنباء الوطنية الصومالية)
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يتحدث أمام البرلمان (وكالة الأنباء الوطنية الصومالية)
TT

الرئيس الصومالي: «الاعتراف الإسرائيلي» عدوان سافر على استقلالنا

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يتحدث أمام البرلمان (وكالة الأنباء الوطنية الصومالية)
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يتحدث أمام البرلمان (وكالة الأنباء الوطنية الصومالية)

قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الأحد، إن اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً «خطوةٌ غير مقبولة، وتُشكل انتهاكاً للقواعد الدولية، وتعني عدواناً سافراً على استقلال البلاد».

وأصبحت إسرائيل، الجمعة، أولَ دولة تعترف رسمياً بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومالي لاند) المعلنة من جانب واحد «دولة مستقلة ذات سيادة»، وهو قرار من شأنه أن يُعيدَ تشكيل الديناميكيات الإقليمية، ويختبر معارضة ​الصومال الطويلة الأمد للانفصال، ويعطي تل أبيب موطئَ قدم في منطقة القرن الأفريقي الحساسة، في بلد يملك أطولَ حدود بحرية في قارة أفريقيا.

وأضاف الرئيس الصومالي، خلال كلمة أمام البرلمان، أنه يرفض «نقل الصراع في الشرق الأوسط إلى أراضينا»، وقال: «موقفنا ثابت في الحوار مع أرض الصومال لتحقيق الوحدة»، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها لانطلاق هجمات منها.

البرلمان يعدّ الاعتراف لاغياً وباطلاً

من جانبها، ذكرت «وكالة الأنباء الصومالية»، اليوم، أن برلمان البلاد وافق على قانون يعدّ اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» لاغياً وباطلاً.

وجاء في القانون، الذي نشرته الوكالة الرسمية، أن البرلمان «يدين بشدة، ويرفض بشكل قاطع أي قرار أو إعلان أو إجراء من جانب إسرائيل يزعم الاعتراف بأرض الصومال دولةً ذات سيادة أو دولة مستقلة».

وأضاف القانون: «الاعتراف المزعوم الذي تدّعيه إسرائيل يُشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة، وقانون الاتحاد الأفريقي، وميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي».

وطلب البرلمان من الحكومة الاتحادية إحالة القانون فوراً إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).

وقال البرلمان إن القانون يُعاقب «أي فرد أو مؤسسة، صومالية كانت أو دولية، تنتهك القانون بموجب قانون العقوبات والقوانين الأخرى السارية في الصومال وقواعد القانون الدولي ذات الصلة».

ونقلت الوكالة الرسمية عن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود القول إن قرار إسرائيل يُعد «غزواً صريحاً».

جلسة طارئة للجامعة العربية

إلى ذلك، قال مندوب الصومال لدى الجامعة العربية علي عبدي أواري، اليوم، إن إسرائيل تعمل على دعم كيان انفصالي في الصومال سعياً لتحقيق التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، في إشارة إلى اعتراف تل أبيب بإقليم «أرض الصومال».

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وقال أواري خلال جلسة طارئة للجامعة العربية: «الصومال لن يكون طرفاً في أي مسعى لتهجير الفلسطينيين من أرضهم».

وتابع: «سنعمل على إفشال تلك الخطط والوقوف في وجه أطماع إسرائيل الفجّة»، مؤكداً أن اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» هو اعتداء مباشر و«يمس الأمن القومي العربي كله والملاحة في البحر الأحمر».

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً يوم الاثنين بشأن اعتراف إسرائيل المثير للجدل بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة.

وقبيل الجلسة، أصدرت 21 دولة، أغلبها إسلامية، بياناً مشتركاً في وقت متأخر، السبت، حذّرت فيه من «تداعيات خطيرة» للقرار الإسرائيلي على «السلم والأمن في القرن الأفريقي» وفي منطقة البحر الأحمر الأوسع.

وتعمل «أرض الصومال»، وهي منطقة ذات أغلبية مسلمة في شمال الصومال، ويبلغ عدد سكانها بضعة ملايين، بشكل مستقل فعلياً منذ أكثر من 3 عقود.


حكومة النيجر ترفض اتهامها بسرقة «اليورانيوم»

مدخل منجم أرليت لليورانيوم -سابقاً- في شمال النيجر والذي كانت تديره المجموعة الفرنسية «أريفا» المعروفة الآن باسم «أورانو»... في مارس 2023 (أ.ف.ب)
مدخل منجم أرليت لليورانيوم -سابقاً- في شمال النيجر والذي كانت تديره المجموعة الفرنسية «أريفا» المعروفة الآن باسم «أورانو»... في مارس 2023 (أ.ف.ب)
TT

حكومة النيجر ترفض اتهامها بسرقة «اليورانيوم»

مدخل منجم أرليت لليورانيوم -سابقاً- في شمال النيجر والذي كانت تديره المجموعة الفرنسية «أريفا» المعروفة الآن باسم «أورانو»... في مارس 2023 (أ.ف.ب)
مدخل منجم أرليت لليورانيوم -سابقاً- في شمال النيجر والذي كانت تديره المجموعة الفرنسية «أريفا» المعروفة الآن باسم «أورانو»... في مارس 2023 (أ.ف.ب)

أعلن النظام العسكري في النيجر، السبت، رفضه الاتهامات التي وجهت إليه بـ«السرقة»، في أعقاب فتح تحقيق في باريس بشأن «سرقة منظمة» لكمية من اليورانيوم من موقع نيجري كانت تديره سابقاً مجموعة «أورانو» الفرنسية.

ويؤكد المجلس العسكري الحاكم في النيجر منذ انقلاب يوليو (تموز) 2023، سيادته على الموارد المعدنية للبلاد، بما فيها اليورانيوم.

وبعد أسابيع قليلة من إعلانه في يونيو (حزيران) تأميم شركة «سومير» التابعة لشركة «أورانو» الفرنسية العملاقة («أريفا» سابقاً)، أبدى النظام النيجري رغبته بطرح اليورانيوم الذي أنتجته هذه الشركة من منجم أرليت في شمال النيجر، في السوق الدولية.

وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، حذرت «أورانو» في بيان لها من أن شحنة يورانيوم غادرت موقع شركة «سومير» المملوكة بنسبة 63.4 في المائة من «أورانو» و36.6 في المائة من الدولة النيجرية.

وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، فُتح تحقيق في باريس بتهمة «سرقة منظمة تهدف لخدمة مصالح قوة أجنبية»، وذلك عقب اختفاء اليورانيوم من موقع «سومير».

وقال وزير المناجم في النيجر العقيد عثمان أبارشي عبر وسائل الإعلام الرسمية مساء السبت: «ترفض جمهورية النيجر بأشد العبارات الممكنة أي خطاب يساوي بين ممارسة سيادتها على مورد وطني، والسرقة». وأضاف: «لا يمكن سرقة ما يملكه المرء بشكل قانوني».

من جانبه، كشف وزير العدل في النيجر أليو داودا أن شركة «أورانو» تركت ديوناً غير مسددة بقيمة 58 مليار فرنك أفريقي، متسائلاً: «بين النيجر و(أورانو)، من سرق من؟».

ومنذ وصولها إلى السلطة، لم تخف الحكومة النيجرية رغبتها في التوجه إلى شركاء جدد مثل إيران وروسيا التي أبدت في يوليو اهتماماً باستغلال اليورانيوم النيجري.

وأقرت «أورانو» في ديسمبر 2024 بفقدانها السيطرة التشغيلية على شركاتها التعدينية الثلاث في النيجر، «سومير» و«كوميناك» و«إيمورارين».

ورفعت «أورانو» التي تملك الدولة الفرنسية أكثر من 90 في المائة من رأسمالها، عدة دعاوى تحكيم دولية ضد النيجر.

وفي نهاية سبتمبر (أيلول)، أعلنت الشركة صدور حكم قضائي لصالحها بشأن منجم سومير.

وبحسب «أورانو»، أمرت المحكمة النيجر بعدم بيع اليورانيوم المنتج من قبل شركة «سومير» التي يحتوي موقعها على ما يقارب 1300 طن من اليورانيوم المركّز بقيمة سوقية تبلغ 250 مليون يورو.

وتساهم النيجر بنسبة 4.7 في المائة من إنتاج اليورانيوم الطبيعي العالمي، وفقاً لإحصاءات عام 2021 الصادرة عن وكالة «يوراتوم».


اجتماع لمجلس الأمن غداً بشأن اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن إقليم «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن إقليم «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
TT

اجتماع لمجلس الأمن غداً بشأن اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن إقليم «أرض الصومال» (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن إقليم «أرض الصومال» (أ.ف.ب)

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً يوم غد الاثنين بشأن اعتراف إسرائيل المثير للجدل بإقليم «أرض الصومال» دولة مستقلة.

وقبيل الجلسة، أصدرت 21 دولة عربية وإسلامية بياناً مشتركاً في وقت متأخر من يوم السبت حذرت فيه من «تداعيات خطيرة» للقرار الإسرائيلي على «السلم والأمن في القرن الأفريقي» وفي منطقة البحر الأحمر الأوسع.

ويقع إقليم «أرض الصومال»، في شمال الصومال ويبلغ عدد سكانه بضعة ملايين، ويعمل بشكل مستقل فعلياً منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأصبحت إسرائيل يوم الجمعة أول دولة في العالم تعترف باستقلال الإقليم الانفصالي، ما أثار إدانة من الحكومة الصومالية والشركاء الإقليميين.

وجاء هذا القرار قبل أيام فقط من تولي الصومال الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتضمن البيان المشترك، الذي نشرته قطر، «الرفض القاطع» من الدول الـ 21 للخطوة الإسرائيلية، محذراً من أنها «تشكل انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي».

كما أدان البيان «محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج أرضه»، بعد تقارير أفادت بأن الاعتراف كان مرتبطاً بجهود لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة.

وقال وزير خارجية «أرض الصومال»، عبد الرحمن طاهر آدم، للقناة 12 الإسرائيلية يوم السبت إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالصراع في غزة.

ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الاعتراف تم «بروح اتفاقيات أبراهام»، التي شهدت اعتراف عدة دول عربية رسمياً بدولة إسرائيل.