إشاعات بشأن قصف إسرائيلي تثير الرعب في أحياء صنعاء

مخاوف من عمل منظم لنهب المساكن

دمار غير مسبوق في حي التحرير بصنعاء جراء القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)
دمار غير مسبوق في حي التحرير بصنعاء جراء القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)
TT

إشاعات بشأن قصف إسرائيلي تثير الرعب في أحياء صنعاء

دمار غير مسبوق في حي التحرير بصنعاء جراء القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)
دمار غير مسبوق في حي التحرير بصنعاء جراء القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)

يعيش السكان في العاصمة اليمنية صنعاء، المختطفة من الحوثيين، حالة من الرعب مع سريان إشاعات تطلب منهم إخلاء مساكنهم لتجنب ضربة إسرائيلية متوقعة على غرار ضربات الأربعاء الماضي، التي دمرت جزءاً من حيّ التحرير وقتلت أكثر من 46 شخصاً.

ومنذ استهدفت المقاتلات الإسرائيلية اجتماعاً سرياً لحكومة الحوثيين بأحد المساكن في حي حدة، الذي كان يوجد به معظم مقار البعثات الدبلوماسية والشركات النفطية قبل مغادرتها المدينة، ازدادت الإشاعات عن هجمات مماثلة تستهدف قادة في الجماعة الحوثية يختبئون وسط التجمعات السكانية في أماكن متفرقة من المدينة، خصوصاً بعد تغيير الجماعة مواقع اختباء قادتها إلى أحياء ومناطق جديدة.

قوة هذه الإشاعات زادت، وفق سكان تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، في أعقاب الضربات التي استهدفت مقر الإعلام الحربي للحوثيين في حي التحرير بقلب صنعاء، ومشاهد حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمقر والمباني المجاورة ومقتل وإصابة نحو 200 شخص.

وكان الذين كُشفت هوياتهم هم من العاملين في الإعلام الحربي، ومن سكان منازل مجاورة للمبنى المستهدف، وممن صادف مرورهم في الشارع خلال الغارات.

تحذيرات مجهولة

سكان في جنوب صنعاء ذكروا أنهم تلقوا تحذيرات عبر مجموعات مجهولة على تطبيق «واتساب» تبلغهم عن غارات إسرائيلية مرتقبة سوف تستهدف المدينة، وتطلب منهم إخلاء منازلهم فوراً.

ورجح السكان أن تكون وراء هذه الإشاعات عصابات تهدف إلى إجبارهم على مغادرة مساكنهم ليتسنى نهبها. وزاد من نسبة هذا الاحتمال التزام سلطات الحوثيين الصمت، فلم يصدر عنها أي تعليق على هذه الإشاعات، بل إن زعيم الجماعة تجنب الحديث بشكل مطلق عن ضحايا الغارات التي ضربت حي التحرير.

انتشال بعض الجثث من حي التحرير بعد 4 أيام على القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)

وفي وسط صنعاء وشمالها تتردد الإشاعات ذاتها؛ مما شكل حالة من الرعب لدى السكان. وتقول إحدى الناشطات إن في البلاد أكثر من 4 ملايين نازح منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في 2014، وإن «كثيراً من سكان صنعاء الآن مجبرون على ترك بيوتهم بسبب تهديدات بقصف إسرائيلي جديد».

وتساءلت عن «الذنب الذي ارتكبه هؤلاء كي ينزحوا، في حين أنه بنهاية الشهر الحالي سيكون أبناؤهم ملزمين أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول، هذا إذا وجدوا مكاناً يذهبون إليه».

وأكدت الناشطة أن القيادات الحوثية يختبئون في «الكهوف الجبلية» أو في «بدرومات» البنايات، «وتركوا السكان يواجهون مصيرهم، مع أنهم سبب هذا الدمار والنزوح».

رفض المغادرة

يقول أحمد، وهو أحد سكان صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يستطيع مغادرة المدينة، وإنه ليس لديه مكان في الأرياف لينتقل وأسرته إليه خشية الغارات الإسرائيلية، ويؤكد أنه يسلم أمره وأسرته لله، ولكنه لن يسامح الحوثيين على ما جلبوه من قتل ودمار للمدنيين.

وأضاف: «نحن لسنا فداءً لأحد. أما الإجرام الإسرائيلي، فإن العالم كله قد أدانه ويرفضه، ولكن المسؤولية تلزم ألا تجعل الناس ضحايا وتقحم البلاد في صراع ليست لها فيه أي مصلحة».

ويجزم الرجل بأن «الحوثيين أقحموا المدنيين بمناطق سيطرتهم في حرب عبثية وموت محتَّم لا يحقق أي هدف غير زيادة أوجاعهم وتدمير ما تبقى من مقدرات البلاد».

دمار غير مسبوق في حي التحرير بصنعاء جراء القصف الإسرائيلي (إعلام محلي)

وبينما يعيش السكان تحت جحيم الإشاعات، عادت «وزارة داخلية» الحوثيين لتحذيرهم من تصوير الأماكن التي استُهدفت بالضربات الإسرائيلية، وقالت إن ذلك «يخدم العدو».

وبعد يومين من تهديد «النائب العام» الحوثي بمحاكمة من ينشر صور الأماكن المستهدفة، دعت الوزارة الحوثية في الحكومة، التي لا يعترف بها أحد، جميع المواطنين إلى «الامتناع عن تصوير أو نشر أي مشاهد للأماكن التي تتعرض للقصف»، لما يمثله ذلك من «خدمة مباشرة للعدو» ولما «تقتضيه المصلحة العامة والوضع الأمني الراهن».

وهددت «داخلية» الحوثيين، التي يقودها عمّ زعيم الحوثيين وابن أخيه، بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يقدّم «خدمة للعدو» عبر تصوير أو نشر مشاهد للأماكن المستهدفة، وطالبت السكان بالإبلاغ عن أي أعمال «مشبوهة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».