«طوكيو غاز» تسعى لعقود مرنة بهدف مواجهة تقلبات السوق العالمية

خزان غاز طبيعي في محطة غاز طوكيو في مدينة سوديغاوارا بمحافظة تشي با - اليابان (رويترز)
خزان غاز طبيعي في محطة غاز طوكيو في مدينة سوديغاوارا بمحافظة تشي با - اليابان (رويترز)
TT

«طوكيو غاز» تسعى لعقود مرنة بهدف مواجهة تقلبات السوق العالمية

خزان غاز طبيعي في محطة غاز طوكيو في مدينة سوديغاوارا بمحافظة تشي با - اليابان (رويترز)
خزان غاز طبيعي في محطة غاز طوكيو في مدينة سوديغاوارا بمحافظة تشي با - اليابان (رويترز)

أكدت شركة «طوكيو غاز»، أكبر مزود للغاز في المدن اليابانية، أنها تعمل على بناء محفظة متنوعة جغرافياً وتعاقدياً من الغاز الطبيعي المسال، بهدف تعزيز قدرتها على مواجهة تقلبات السوق، في ظل الطلب المتزايد على العقود المرنة من قبل المشترين والبائعين على حد سواء.

وقالت المديرة العامة لقسم الغاز الطبيعي المسال في الشركة، يوميكو ياو، خلال مشاركتها في مؤتمر «غاستك» بمدينة ميلانو الإيطالية، إن «البائعين أصبحوا يشبهون اللاعبين في المحافظ الاستثمارية، يسعون إلى تحسين توزيع إمداداتهم، ونحن كمشترين نرغب في تحسين أصولنا. الجميع بات يفكر بالطريقة نفسها».

يأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه سوق الغاز العالمية اضطرابات حادة، نتيجة التوترات السياسية بين القوى الكبرى، ما ينعكس على الأسعار ويزيد من حالة عدم اليقين.

وفي اليابان، ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، يُتوقع أن يرتفع الطلب نتيجة النمو المتسارع في استهلاك الطاقة من قبل مراكز البيانات، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بقدرة البلاد على تحقيق أهداف الحياد الكربوني، إلى جانب وتيرة إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية، ما يجعل التوقعات المستقبلية غير واضحة.

وأوضحت ياو أن التنويع في مصادر الإمداد ومؤشرات التسعير يمثلان أولوية، مشيرة إلى أن «طوكيو غاز» تسعى للحصول على شحنات خالية من قيود الوجهة، أو على الأقل بعض السيطرة على الكميات المتسلمة.

وأضافت: «نتواصل حالياً مع عدد من أصحاب المشاريع، وبعض المناقشات تشهد تقدماً»، لكنها امتنعت عن ذكر أسماء الشركات نظراً لسريّة المحادثات.

وكانت «رويترز» قد أفادت، الشهر الماضي، بأن «طوكيو غاز» تجري محادثات مع شركة «فينتشر غلوبال» لشراء مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال من منشأة «سي بي 2» الأميركية لمدة 20 عاماً.

كما ذكرت تقارير سابقة أن الشركة اليابانية، إلى جانب «جيرا» و«ميد أوشن إنرجي» المدعومة من «أرامكو السعودية»، أجرت محادثات مع شركة «وودسايد إنرجي» الأسترالية بشأن حصص في مشروعها للغاز في ولاية لويزيانا الأميركية.

وأكدت ياو أن تركيز «طوكيو غاز» ينصب حالياً على تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل، لكنها لا تستبعد الدخول في شراكات استثمارية إذا كانت تتماشى مع استراتيجيتها في تأمين الإمدادات.

وفيما يتعلق بالتحديات، أشارت إلى أن المخاطر السياسية والأنماط المناخية تبقى من أبرز العوامل المؤثرة في سوق الغاز، مضيفة أن الشركة ستضطر إلى التشاور مع الحكومة اليابانية في حال رغبتها بإدراج الغاز الروسي ضمن محفظتها، في حال انتهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت: «علينا أن ندرس الأمر، ونتشاور مع الحكومة أيضاً، لأنه موضوع حساس للغاية. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف العالمية والمخاطر الجيوسياسية، ونناقشها مع الجهات الرسمية».


مقالات ذات صلة

الرميان: نخطط لزيادة استثمارات «السيادي السعودي» في اليابان إلى 27 مليار دولار

الاقتصاد صورة من الحفل الافتتاحي لقمة الأولوية في طوكيو (مبادرة مستقبل الاستثمار)

الرميان: نخطط لزيادة استثمارات «السيادي السعودي» في اليابان إلى 27 مليار دولار

كشف محافظ صندوق الاستثمارات العامة، يار الرميان، أن الصندوق السيادي السعودي يخطط لزيادة استثماراته في اليابان لتصل إلى 27 مليار دولار بحلول نهاية العام 2030.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شعار شركة «ميكرون» في شنغهاي (رويترز)

«ميكرون» الأميركية تخطط لضخ 9.6 مليار دولار لإنشاء مصنع رقائق في اليابان

ذكرت صحيفة «نيكي» اليابانية أن شركة «ميكرون» الأميركية تخطط لضخ 9.6 مليار دولار لإنشاء مصنع رقائق في اليابان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة من افتتاح مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض في أكتوبر الماضي (الشرق الأوسط)

تاكايتشي تفتتح «قمة الأولوية - آسيا» من تنظيم «مبادرة مستقبل الاستثمار»

أعلنت مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» أن رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، ستشارك ضيفةَ شرف خاصة في «قمة الأولوية - آسيا 2025»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

«مبادرة مستقبل الاستثمار» تكشف عن الأجندة الاستراتيجية لـ«قمة الأولوية – آسيا 2025» بطوكيو

أعلنت «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار»، الاثنين، الدفعة الأولى من القادة العالميين ومحاور برنامج «قمة الأولوية – آسيا 2025».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيسان التنفيذيان لمجموعة «سوفت بنك» وشركة «أوبن إيه آي» خلال حدث لتقديم الذكاء الاصطناعي للشركات في طوكيو (رويترز)

مشروع مشترك بين «سوفت بنك» و«أوبن إيه آي» لـ«قيادة» اليابان بالذكاء الاصطناعي

أعلنت مجموعة «سوفت بنك» و«أوبن إيه آي» يوم الأربعاء، إطلاق شركة مشتركة جديدة لتقديم حل ذكاء اصطناعي شامل للشركات اليابانية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.