طالبت مصر، الثلاثاء، بضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل؛ لوضع حدٍّ للقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متطلعة لقيام الاتحاد باتخاذ خطوات فعّالة لوضع حدٍّ للجرائم الإسرائيلية، ولدفعها للالتزام بالقانون الدولي.
تلك المطالبات جاءت خلال لقاء وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في فعاليات منتدى بليد بسلوفينيا، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء.
وتطرَّق اللقاء إلى «تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والوضع الإنساني الكارثي بالقطاع، الذي وصل إلى حدِّ المجاعة».
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإنّ نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس (آب) إنّها تشهد مجاعة.

وشدَّد عبد العاطي خلال لقاء كوستا، على «ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، واضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوضع حدٍّ للجرائم الإسرائيلية السافرة في قطاع غزة والضفة الغربية».
وطالب وزير خارجية مصر خلال اللقاء بـ«ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لوضع حدٍّ للقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة».
وأعرب عن «التطلع لقيام الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات فعّالة لوضع حدٍّ للجرائم الإسرائيلية، ولدفعها للالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي»، محذراً من «خطورة السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والتوسع في العمليات العسكرية التي تسعى إلى تقويض إقامة الدولة الفلسطينية».
وكثّفت القوات الإسرائيلية التي تستعدّ لشنِّ هجوم؛ بهدف السيطرة على مدينة غزة، قصفها للقطاع في الأيام الأخيرة، ولقي 76 فلسطينياً حتفهم وأُصيب آخرون، منذ فجر الثلاثاء، جراء غارات لها.
وبشأن المقترح الذي قدَّمته مصر وقطر لإسرائيل منذ نحو أسبوعين، دعا وزير خارجية مصر، إلى «أهمية الضغط على الجانب الإسرائيلي لقبوله، ونفاذ المساعدات، والتوقف عن تمسكها بشروط تعجيزية».
وخلال لقاء مع رئيسة سلوفينيا، ناتاشا بيرتس موسار، استعرض عبد العاطي «الجهود التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني»، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.

وفي جلسة بمنتدى بليد في سلوفينيا، شدَّد على أن «تجاهل ما يحدث في قطاع غزة عار على الغرب والإنسانية»، داعياً المجتمع الدولي إلى «رفض الإبادة الجماعية في غزة».
وجاءت مطالبات عبد العاطي، غداة تأكيد رئيس وزراء مصر، مصطفى مدبولي، أن «الحرب الإسرائيلية المُستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل حرب تجويع وتصفية للقضية الفلسطينية»، وذلك في كلمة ألقاها باسم مصر في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون بلس» التي تستضيفها مدينة تيانجين الصينية.
وأضاف رئيس وزراء مصر: «من الضروري أن تقبل إسرائيل الطرح الحالي بوقف مؤقت لإطلاق النار، يتم خلاله التفاوض حول سبل إنهاء الحرب، وإعادة إعمار قطاع غزة، وفقاً للخطة العربية - الإسلامية، بالإضافة إلى العمل على الدفع باتجاه عملية سياسية تضمن تنفيذ (حل الدولتين)»
ولم ترد إسرائيل على مقترح قدَّمته مصر وقطر منذ نحو أسبوعين «حتى اللحظة»، بحسب ما ذكره متحدث وزارة خارجية قطر، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي الثلاثاء بالدوحة، مؤكداً وجود اتصالات لعودة المفاوضات المجمدة منذ أشهر، وتبادل أفكار بشأن إنهاء الحرب.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لـ«حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 63 ألفاً و557 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقاً بها.




