في مؤتمر صحافي امتد قرابة الساعتين، كشف عبد الإله النجيمي، عضو فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، تفاصيل دقيقة وغير مسبوقة عن المشروع الأكبر بمسيرة كرة القدم المحلية، مؤكداً أن التوثيق «لا يمكن تغييره مستقبلاً»، وأنه بات مرتبطاً بالجهات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
وقال النجيمي إن المشروع تم بالشراكة مع جهات رئيسية تمثل العمود الفقري للكرة السعودية، أبرزها الجمعية العمومية لاتحاد القدم، ووزارة الرياضة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ودارة الملك عبد العزيز، ورابطة دوري المحترفين، وخبراء من «فيفا»، مضيفاً: «لم نكن نعمل بمعزل عن الأندية... عقدنا أكثر من 50 اجتماعاً، وكنّا نرد على كل الاستفسارات، قبل وبعد كل جمعية عمومية».
وأشار النجيمي إلى أن أول مسابقة مكتملة تم رصدها تعود إلى عام 1932، وحققها نادٍ لم يعد له وجود اليوم، وقال: «حتى الأندية التي لم تعد موجودة تم توثيق تاريخها ضمن التقرير النهائي».
وعن بدايات الاعتراف الدولي، ذكر النجيمي أن أول خطاب رسمي أُرسل إلى «فيفا» كان في 18 مايو (أيار) 1955، مبيناً أن المشروع حرص على توثيق المسابقات منذ عهد الملك عبد العزيز، حتى قبل تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وكشف النجيمي أن 95.2 في المائة من البطولات التي تم رصدها كانت تحت إشراف جهة مختصة محلية، وأن 87 في المائة منها تندرج ضمن الدرجات الأدنى تصنيفاً، بينما 13في المائة فقط كانت ضمن الفئة الأعلى.
وفيما يخص تصنيف المسابقات، أوضح النجيمي أنه كان هناك خلاف واسع في تصنيف بطولات الدوري، حيث كان هناك خمسة تصنيفات متداولة، إلا أن الفريق توصّل إلى اعتماد معيار واضح، وهي أن الدوري هو المسابقة التي تُلعب بنظام جمع النقاط، وكذلك الكأس هي البطولة التي تُلعب بنظام خروج المغلوب.
وأشار إلى أن بطولات أقيمت قبل انضمام السعودية لـ«فيفا»، لكنها لا تُحسب بوصفها بطولات دوري رئيسية؛ لأنها لم تكن تحت مظلة جهة مختصة.
وعن مسألة ترتيب الأندية وفق عدد البطولات، قال النجيمي: «لا يوجد اتحاد في العالم يقارن بين أنديته في عدد البطولات، لذا لا يمكن نشر ترتيب الإجمالي، الأهم هو السجل الشرفي لكل نادٍ».

وأضاف: «كل نادٍ وافق على آلية المشروع، وأرسل خطابات رسمية بذلك، و(فيفا) أشاد بالمنهجية... حتى نادي الشباب الذي اعترض في آخر جمعية عمومية، كان شريكاً في المشروع، واعترض فقط على وثيقة المصطلحات».
وأكد النجيمي أن «وثيقة المصطلحات» بنيت على لوائح تنظيمية رسمية، وأنه لا يمكن لأي مسؤول مستقبلاً إلغاء آلية التوثيق، لأنها مرتبطة بـ«فيفا»، وقال: «إذا أراد الاتحاد السعودي تغيير النتائج فعليه دعوة الجمعية العمومية كاملة، وهذا إجراء معقد... ولا يوجد عمل بشري يخلو من الاعتراضات».
وتابع: «حتى الشخصيات الرياضية التي استعرضنا أمامها اللوائح لم تتدخل في آلية المشروع، بل كان هناك تشجيع على المضي قُدماً... والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وياسر المسحل قالا لنا: حتى لو وجدتم ما يناقض تصريحاتنا، لا تترددوا في إحصاء ذلك».
في ختام حديثه، أشار النجيمي إلى أن 99 في المائة من أرقام البطولات الصادرة من الأندية تتوافق مع ما ورد في التقرير، وأضاف: «لا يمكن إنكار أي بطولة وضعتها الأندية، ولكن قد لا تطابق المعايير التي اعتمدناها... مثل ريال مدريد الذي يضع عدداً من البطولات تختلف عمّا يعترف به الاتحاد الإسباني».
وأكد النجيمي أن المشروع لم يستخدم مصطلحات مثل «رسمية» أو «ودية» لأن المشاركة في أي بطولة تتطلب موافقة رسمية، وأن الأهم هو توثيق ما جرى وفق منهج علمي يراعي الممارسات الدولية.



